الفلسفة ما قبل سقراط

الفلسفة ما قبل سقراط 133496792

سقراط

سقراط هو أحد الفلاسفة اليونان، والذي يعتبر مؤسس الفلسفة الغربية، وأول شهيد للفكر في التاريخ، فكان سقراط أعظم الفلاسفة الذين مرّوا في التاريخ البشريّ بأكمله، والذي ألهم من بعده جيلاً كاملاً من الفلاسفة؛ سواء كانوا من تلامذته الذين عاصروه، أو من الفلاسفة الذين أتوا في عصور لاحقةٍ واستفادوا من فلسفته وشجاعته في إيصال هذه الفلسفة، في ظلّ الفساد الذي كان يعيش به، والذي أدّى بالنهاية إلى موته، فكان سقراط أحد النقاط التي غيرت مجرى الفلسفة بأكملها؛ سواءً من ناحية الأفكارأوالأسلوب أو غيره، ولكن، قد يتساءل الكثيرون عن الفلسفة ما قبل سقراط، كيف كانت، ومن كان روّادها.

الفيلسوف طاليس

فمع أنّ سقراط يعدّ أحدّ النقاط الهامة في الفلسفة، وربما واحداً من أكثر الفلاسفة شهرةً في المجتمعات فقد شكّل نقطةً أصبحت تعرف فيما بعد بالفلسفة ما قبل سقراط، والفلسفة ما بعده، إلّا أنّه لم يكن في الواقع أول الفلاسفة حتى في اليونان، فقد وُجِدَ قبل سقراط العديد من الفلاسفة الهامّين والمعروفين؛ كحكماء الإغريق السبعة، ومن بينهم طاليس، والذي يعدّ الفيلسوف اليوناني الأول.

و قد كانت على يد طاليس نشأة الفلسفة اليونانية أو فلسفة ما قبل سقراط، فقد نشأت الفلسفة الغربية في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد، ولكنّنا لم نحصل على العديد من النتائج التي وصل لها هؤلاء الفلاسفة، وعن فلسفتهم كاملة، وذلك كون النصوص التي كتبت في ذلك العصر قد ضاعت في الغالب، ولم يتمّ حفظ سوى القليل منها، وما وصلنا من هؤلاء الفلاسفة كان عن طريق تلامذتهم والفلاسفة الذين جاؤوا من بعدهم.

التلميذ أنكسمندرس

وكما كان من الفلاسفة الذي ظهروا أيضاً قبل سقراط "أنكسمندرس"، والذي كان أحد تلاميذ طاليس، والذين شكلوا المدرسة الطبيعية في الفلسفة، وهي تحملُ الطابع المادي، وتُعيدُ جوهر العالم والوجود إلى أصلٍ ماديٍّ، و قد رفض الفلاسفة قبل سقراط قبول التفسيرات الخارقة للطبيعة، والتي انتشرت في تلك الفترة، وبحثوا عن تفسيرات أكثر عقلانيةً، يمكنُ فَهمُها، أو كما يمكننا وصفه حالياً بالتفسيرات العلمية.

و تعتمد التفسيرات العلميّة على معرفة أصل الأشياء، وذلك يتطلب وصفاً رياضياً يمثل هذه الظواهر المختلفة من حولنا، وقد ركّز الفلاسفة قبل سقراط أيضاً على تحديد مختلف المشكلات الموجودة في الطبيعة، والتناقضات الموجودة فيها، ومحاولة إيجاد حلول لها، وهي التي أصبحت فيما بعد أساساً للرياضيات والعلوم والدراسات الفلسفية، بغض النظر عن قبول هذه الحلول التي وضعها الفلاسفة أم لا.