الجنود الأطفال ـ سلاح في قبضة ميليشيات "داعش"
تستعين ميليشيات تنظيم "داعش" الإرهابية بأطفال وشباب في تنفيذ عمليات إرهابية، وتستخدمهم كقنابل بشرية في كل مكان. وأظهرت مقاطع فيديو مؤخرا وجود معسكرات تدريب لهؤلاء القاصرين الذين يتم تدريبهم على القتل والتدمير.
الشاب البالغ من العمر 15 عاما الذي قُبض عليه وبحوزته حزام ناسف بالقرب من مسجد للشيعة في مدينة كركوك، يذرف الدموع في حين يتمسك شرطيان بيديه كي لا يتمكن من الضغط على فتيل الحزام الناسف.
في آب/أغسطس الماضي أرسل تنظيم "داعش" الإرهابي هذا الشاب وشابا آخر في نفس العمر للقيام بالتفجير. هذا الأخير تمكن من تفجير حزامه الناسف. وبأيام قليلة بعد إلقاء القبض على الشاب في كركوك نفذ أربعة شبان هجوما في كربلاء التي تقطنها أغلبية شيعية. وفي مارس/آذار فجر شاب نفسه خلال مقابلة لكرة القدم في جنوب العراق. وهناك شبان يظهرون في أفلام دعائية وهم يقومون بإعدام خمسة أكراد تم اعتقالهم في سوريا.
تكوين جيل من الإرهابيين
في فيديوهات انتشرت قبل مدة على الإنترنيت يمكن مشاهدة كيف يقوم تنظيم "داعش" خلال السنتين الماضيتين بتدريب عناصر من الأطفال والشبان من أبناء مقاتلي "داعش" ومتعاطفين عراقيين وسوريين، إضافة إلى شباب من اليزيديين في معسكرات. وتركز الميليشيات الإرهابية في أسلوبها على تحويل الأطفال إلى قنابل قاتلة من خلال استخدام عامل الخوف. وهذا ما تؤكده على الأقل تصريحات أربعة شبان نجوا من معسكرات التدريب. أحمد وأمير أمين (16 و 15 عاما) ذكرا أنهما قضيا ثلاثة أشهر في معسكر للتدريب تابع لـتنظيم "داعش" بعدما اختُطفا من منطقة سنجار التي يسكنها يزيديون. ورغم مرور سنة على هربهم، حيث يعيشان عند أقارب لهما في معسكر بمنطقة كردية بالعراق، فما يزالان يعانيان من كوابيس ما عايشوه، حيث تعرضوا لسوء المعاملة والإهانة والضرب. وقال أحمد لـ DW: "ظهري وصدري كانا منتفخين وبهما جروح"، وذلك من كثرة الضرب. وحتى عادل جلال (13 عاما) قضى مع شقيقه تسعة أشهر مع مجموعة من الشباب المختطفين. وقال إن إرهابيي "داعش" هددوهم بالقتل، وهو يتذكر كيف تم اقتياد شبان ارتكبوا أخطاء في تنفيذ الأوامر إلى خارج المكان، ثم سُمعت طلقات نارية. "كنا نشعر بخوف شديد. ولم نعد نر أولائك الشباب فيما بعد"، كما يحكي جلال لـ DW.
الترويض على العنف
يتدرب الأطفال على معايشة العنف كشيء عادي. ففي كل صباح كانوا يشاهدون فيديوهات تتضمن مشاهد الإعدام ووسائل أخرى للتصفية. ويقول الشاب أمير:"عندما شاهدت هذه الفيديوهات لأول مرة، شعرت بخوف شديد". أما أحمد فتساءل كيف يمكن له أن يقتل شخصا آخر. "قالوا لنا يجب علينا قتل اليزيديين وآخرين بهذه الطريقة". وقال الشباب إنهم في النهاية تعودوا على رؤية تلك الفيديوهات، لكن أحمد أضاف أنه لا يستطيع النوم غالبا، لأن تلك المشاهد تسيطر على مخيلته. وقال هؤلاء الشباب إن عناصر ميليشيات "داعش" الإرهابية قالوا لهم بأنهم يجب التعود على هذه الأشياء، وأنه سيتم نقلهم إلى دول عربية أخرى للقيام بقطع الرؤوس.
يرأس أياد حجاج في دهوك الكردية منظمة "مترا" غير الحكومية التي تدعم اليزيديين. ويقول إن الفيديوهات هي المرحلة الأولى من التدريب على ممارسة العنف. وذكر أنه تحدث مع 16 شابا فروا من معسكرات تدريب وقال له هؤلاء إنهم حصلوا على دمى للتدريب على قطع الرأس. لكن الشباب الأربعة لم يؤكدوا خلال حديث مع DW تلك الرواية ولا المرحلة التالية التي يشاهد فيها الشباب عملية قطع الرأس.
المخدرات والوعود الزائفة
كما تم تدريب الشباب على ارتداء لباس محشو بالمتفجرات. وقال عادل إنهم حصلوا على معلومات حول كيفية الانفجار، وأضاف: "ألبسونا تلك السترات ونقلونا على متن سيارة إلى مكان مجهول". وأوضح الشباب أنه لم يكن في وسعهم رفض تنفيذ الأوامر. وكان إرهابيو "داعش" يعرضون على الشباب إغراءات على شكل وعود زائفة. وذكر حجاج أن "شاب حكى لي بأن عناصر داعش قالوا له إذا ما قتل الرئيس الكردي مسعود البرزاني أو الزعيم الروحي لليزيديين بابا شيخ، فإنه سيحصل على قصر ذهبي ويحلق في السماء".
وحدث الشباب عن تزويدهم بمخدرات لتحفيز انصياعهم. سرحاد قدير قائد شرطة كركوك تحدث عن الشاب الذي تم القبض عليه بحزام ناسف، وقال بإنه بدا تحت تأثير المخدرات، وتعامل بشكل غريب الأطوار. وكان شباب يزيديون فروا من قبضة "داعش" قد تحدثوا لمجلة "دير شبيغل" الألمانية عن حصولهم على أقراص تسهل عليهم ممارسة العنف.
غسيل الأدمغة
التكرار يشكل جزءا أساسيا في عملية غسل الدماغ التي لها تبعات طويلة الأمد على الشباب الذين يصعب عليهم لاحقا التخلص تصوريا وعاطفيا من تلك التجارب القاسية التي خضعوا لها داخل معسكرات "داعش" التي تستخدم أعدادا متزايدة من الأطفال المختطفين في اعتداءاتها الإرهابية. ويتزامن هذا التركيز على الأطفال مع التراجع المستمر في عدد المقاتلين وعدم استطاعتهم في السيطرة على الأرض. ويقول عسكريون أمريكيون إن التنظيم خسر في غضون سنتين 45.000 مقاتل ولم يعد يتحكم سوى في نحو 15.000 شخص. يوم الاثنين (17 أكتوبر/تشرين الأول) انطلقت عملية عسكرية لتحرير مدينة الموصل من عناصر "داعش"، علما أن 50 في المائة من مجموع الأراضي التي كان "داعش" يسيطر عليها في العراق تم تحريرها. وللتمويه على هزيمتها، تستمر ميليشيات "داعش" في القيام باعتداءات إرهابية متزايدة بواسطة شاحنات، كان أطفال يقومون بقيادتها غالبا، حيث كشفت صور عن ذلك. ويرى قائد شرطة كركوك سرحاد قدير أن تنظيم "داعش" يلعب بذلك ورقته الأخيرة، وهو "يعلم أنه سينهزم"، كما يستخلص المتحدث.
تستعين ميليشيات تنظيم "داعش" الإرهابية بأطفال وشباب في تنفيذ عمليات إرهابية، وتستخدمهم كقنابل بشرية في كل مكان. وأظهرت مقاطع فيديو مؤخرا وجود معسكرات تدريب لهؤلاء القاصرين الذين يتم تدريبهم على القتل والتدمير.
الشاب البالغ من العمر 15 عاما الذي قُبض عليه وبحوزته حزام ناسف بالقرب من مسجد للشيعة في مدينة كركوك، يذرف الدموع في حين يتمسك شرطيان بيديه كي لا يتمكن من الضغط على فتيل الحزام الناسف.
في آب/أغسطس الماضي أرسل تنظيم "داعش" الإرهابي هذا الشاب وشابا آخر في نفس العمر للقيام بالتفجير. هذا الأخير تمكن من تفجير حزامه الناسف. وبأيام قليلة بعد إلقاء القبض على الشاب في كركوك نفذ أربعة شبان هجوما في كربلاء التي تقطنها أغلبية شيعية. وفي مارس/آذار فجر شاب نفسه خلال مقابلة لكرة القدم في جنوب العراق. وهناك شبان يظهرون في أفلام دعائية وهم يقومون بإعدام خمسة أكراد تم اعتقالهم في سوريا.
تكوين جيل من الإرهابيين
في فيديوهات انتشرت قبل مدة على الإنترنيت يمكن مشاهدة كيف يقوم تنظيم "داعش" خلال السنتين الماضيتين بتدريب عناصر من الأطفال والشبان من أبناء مقاتلي "داعش" ومتعاطفين عراقيين وسوريين، إضافة إلى شباب من اليزيديين في معسكرات. وتركز الميليشيات الإرهابية في أسلوبها على تحويل الأطفال إلى قنابل قاتلة من خلال استخدام عامل الخوف. وهذا ما تؤكده على الأقل تصريحات أربعة شبان نجوا من معسكرات التدريب. أحمد وأمير أمين (16 و 15 عاما) ذكرا أنهما قضيا ثلاثة أشهر في معسكر للتدريب تابع لـتنظيم "داعش" بعدما اختُطفا من منطقة سنجار التي يسكنها يزيديون. ورغم مرور سنة على هربهم، حيث يعيشان عند أقارب لهما في معسكر بمنطقة كردية بالعراق، فما يزالان يعانيان من كوابيس ما عايشوه، حيث تعرضوا لسوء المعاملة والإهانة والضرب. وقال أحمد لـ DW: "ظهري وصدري كانا منتفخين وبهما جروح"، وذلك من كثرة الضرب. وحتى عادل جلال (13 عاما) قضى مع شقيقه تسعة أشهر مع مجموعة من الشباب المختطفين. وقال إن إرهابيي "داعش" هددوهم بالقتل، وهو يتذكر كيف تم اقتياد شبان ارتكبوا أخطاء في تنفيذ الأوامر إلى خارج المكان، ثم سُمعت طلقات نارية. "كنا نشعر بخوف شديد. ولم نعد نر أولائك الشباب فيما بعد"، كما يحكي جلال لـ DW.
الترويض على العنف
يتدرب الأطفال على معايشة العنف كشيء عادي. ففي كل صباح كانوا يشاهدون فيديوهات تتضمن مشاهد الإعدام ووسائل أخرى للتصفية. ويقول الشاب أمير:"عندما شاهدت هذه الفيديوهات لأول مرة، شعرت بخوف شديد". أما أحمد فتساءل كيف يمكن له أن يقتل شخصا آخر. "قالوا لنا يجب علينا قتل اليزيديين وآخرين بهذه الطريقة". وقال الشباب إنهم في النهاية تعودوا على رؤية تلك الفيديوهات، لكن أحمد أضاف أنه لا يستطيع النوم غالبا، لأن تلك المشاهد تسيطر على مخيلته. وقال هؤلاء الشباب إن عناصر ميليشيات "داعش" الإرهابية قالوا لهم بأنهم يجب التعود على هذه الأشياء، وأنه سيتم نقلهم إلى دول عربية أخرى للقيام بقطع الرؤوس.
يرأس أياد حجاج في دهوك الكردية منظمة "مترا" غير الحكومية التي تدعم اليزيديين. ويقول إن الفيديوهات هي المرحلة الأولى من التدريب على ممارسة العنف. وذكر أنه تحدث مع 16 شابا فروا من معسكرات تدريب وقال له هؤلاء إنهم حصلوا على دمى للتدريب على قطع الرأس. لكن الشباب الأربعة لم يؤكدوا خلال حديث مع DW تلك الرواية ولا المرحلة التالية التي يشاهد فيها الشباب عملية قطع الرأس.
المخدرات والوعود الزائفة
كما تم تدريب الشباب على ارتداء لباس محشو بالمتفجرات. وقال عادل إنهم حصلوا على معلومات حول كيفية الانفجار، وأضاف: "ألبسونا تلك السترات ونقلونا على متن سيارة إلى مكان مجهول". وأوضح الشباب أنه لم يكن في وسعهم رفض تنفيذ الأوامر. وكان إرهابيو "داعش" يعرضون على الشباب إغراءات على شكل وعود زائفة. وذكر حجاج أن "شاب حكى لي بأن عناصر داعش قالوا له إذا ما قتل الرئيس الكردي مسعود البرزاني أو الزعيم الروحي لليزيديين بابا شيخ، فإنه سيحصل على قصر ذهبي ويحلق في السماء".
وحدث الشباب عن تزويدهم بمخدرات لتحفيز انصياعهم. سرحاد قدير قائد شرطة كركوك تحدث عن الشاب الذي تم القبض عليه بحزام ناسف، وقال بإنه بدا تحت تأثير المخدرات، وتعامل بشكل غريب الأطوار. وكان شباب يزيديون فروا من قبضة "داعش" قد تحدثوا لمجلة "دير شبيغل" الألمانية عن حصولهم على أقراص تسهل عليهم ممارسة العنف.
غسيل الأدمغة
التكرار يشكل جزءا أساسيا في عملية غسل الدماغ التي لها تبعات طويلة الأمد على الشباب الذين يصعب عليهم لاحقا التخلص تصوريا وعاطفيا من تلك التجارب القاسية التي خضعوا لها داخل معسكرات "داعش" التي تستخدم أعدادا متزايدة من الأطفال المختطفين في اعتداءاتها الإرهابية. ويتزامن هذا التركيز على الأطفال مع التراجع المستمر في عدد المقاتلين وعدم استطاعتهم في السيطرة على الأرض. ويقول عسكريون أمريكيون إن التنظيم خسر في غضون سنتين 45.000 مقاتل ولم يعد يتحكم سوى في نحو 15.000 شخص. يوم الاثنين (17 أكتوبر/تشرين الأول) انطلقت عملية عسكرية لتحرير مدينة الموصل من عناصر "داعش"، علما أن 50 في المائة من مجموع الأراضي التي كان "داعش" يسيطر عليها في العراق تم تحريرها. وللتمويه على هزيمتها، تستمر ميليشيات "داعش" في القيام باعتداءات إرهابية متزايدة بواسطة شاحنات، كان أطفال يقومون بقيادتها غالبا، حيث كشفت صور عن ذلك. ويرى قائد شرطة كركوك سرحاد قدير أن تنظيم "داعش" يلعب بذلك ورقته الأخيرة، وهو "يعلم أنه سينهزم"، كما يستخلص المتحدث.