منتديات القمر الثقافيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات القمر الثقافيهدخول

description﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾ Empty﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾

more_horiz
﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾ 75786196432969173756

هذا النص
القرآني الكريم جاء في أواخر الربع الثالث من سورة‏'‏ إبراهيم‏'‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها اثنتان وخمسون‏(52)‏ بعد البسملة‏,‏
وقد سميت بهذا الاسم تكريما لأبي الأنبياء إبراهيم‏-‏ عليه السلام‏-‏ الذي جاء ذكره
في الآيات‏(35-41)‏ من هذه السورة المباركة‏.‏ ويدور المحور الرئيسي لسورة‏'‏
إبراهيم‏'‏ حول قضية العقيدة شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏
هذا وقد سبق
لنا استعراض هذه السورة الكريمة‏,‏ وما جاء فيها من ركائز العقيدة والإشارات
العلمية‏,‏ ونركز هنا علي ومضات الإعجاز العلمي والتاريخي في الآيات‏(35‏ ـ‏41)‏
منها‏,‏ والتي جاء فيها علي لسان عبد الله وخليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ قول ربنا
ـ تبارك وتعالي‏:‏
﴿
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً
وَاجْنُبْنِي
وَبَنِيَّ
أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ
فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
وَمَنْ
عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي
بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا
الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُم
مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ
تَعْلَمُ
مَا نُخْفِي
وَمَا
نُعْلِنُ
وَمَا
يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ
وَلاَ
فِي
السَّمَاءِ * الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
وَهَبَ
لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ
إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ
الصَّلاةِ
وَمِن
ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا
وَتَقَبَّلْ
دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ
يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ ﴾ ‏(‏
إبراهيم‏35‏ ـ‏41)‏.


من
أوجه الإعجاز العلمي والتاريخي في هذه الآيات:
أولا
ـ في قوله ـ تعالي:
﴿
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً ﴾(‏
إبراهيم‏35).‏
إجابة لهذا الدعاء جعل الله ـ تعالي ـ الحرم المكي بلدا آمنا‏,‏
بمعني أن كل من دخل إلي هذا الحرم صار آمنا علي نفسه‏,‏ مطمئنا علي ماله‏,‏ ولو كان
مطلوبا للثأر فلاذ بالحرم‏,‏ وكان ذلك سائدا حتي في زمن الجاهلية‏,‏ وكان من بقايا
إجلال الناس لهذا المكان الذي حرمه الله ـ تعالي ـ يوم خلق السماوات والأرض‏,‏ أما
اليوم فمن اقترف جرما فيه من جرائم الحدود أقيم عليه الحد الشرعي‏.‏
والأمن في
الحرم المكي ليس للإنسان فقط‏,‏ بل هو أيضا لجميع الكائنات من حيوان ونبات وجماد‏,‏
فقد حرم رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن يعضد شوكه أو أن يقلع حشيشه أو أن
يقطع شجره الفطري أو أن ينفر صيده أو أن تلتقط لقطته إلا لمن أراد أن يعرف بها‏.‏
وقد لاحظ المراقبون أن الحيوانات الضارية لا تصطرع مع بعضها البعض‏,‏ ولا مع غيرها
في الحرم المكي بل تخالط من الحيوانات ما تعودت علي افتراسه خارج حدود الحرم
المكي‏,‏ فإذا رأته في هذه البقعة المباركة لم تتعرض له بأذى‏.‏
ويروي لنا
التاريخ أن كل جبار قصد الحرم المكي بسوء أهلكه الله ـ تعالي ـ ولم يمكنه من تحقيق
هدفه‏,‏ وذلك من مثل ما حدث مع أصحاب الفيل‏.‏
وربنا ـ تبارك وتعالي ـ قد تعهد
بحماية بيته العتيق وحرمه فقال ـ عز من قائل‏: ﴿
وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
(‏
الحج‏25).‏
وتحقيقا لهذا الوعد الإلهي فإن العقوبة تعجل لكل من انتهك حرمة في
الحرم المكي‏,‏ وتأكيدا علي حماية رب العالمين لهذا الحرم الشريف قال المصطفي ـ صلي
الله عليه وسلم ـ الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة‏,‏ وقال ـ صلوات الله
وسلامه عليه ـ في يوم فتح مكة لا تغزي مكة بعد هذا اليوم أبدا‏.‏
ومن الشواهد
المادية علي كرامة الحرم المكي توسطه من اليابسة‏,‏ وانتفاء الانحراف المغناطيسي
علي مسار خط طول مكة المكرمة‏,‏ وحماية الله ـ تعالي ـ له من كل من الهزات الأرضية
المدمرة والثورات البركانية العنيفة‏,‏ علي الرغم من قربه من خسوف البحر
الأحمر‏.‏
ثانيا‏:‏
في قوله ـ تعالي‏:
﴿...وَاجْنُبْنِي
وَبَنِيَّ
أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ﴾ (‏
إبراهيم‏35).‏
استجابة لهذه الدعوة الصادقة من نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ
فإن الله ـ تعالي ـ حفظه وحفظ بنيه من عبادة الأصنام‏,‏ فكان منهم عدد كبير من
الأنبياء الذين آمنوا بالتوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ أمثال ساداتنا إسماعيل‏,‏
إسحاق‏,‏ يعقوب‏,‏ والأسباط‏,‏ ويوسف‏,‏ وبقية الأنبياء إلي خاتمهم أجمعين‏,‏ سيد
الأولين والآخرين‏,‏ سيدنا محمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم
أجمعين‏.‏
ثالثا‏:‏
في قوله ـ تعالي‏:
﴿
رَبِّ
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ... ﴾ (‏
إبراهيم‏36).‏
ومن الثابت تاريخيا أن البشرية بعد إيمانها بالتوحيد الخالص لعشرة
قرون كاملة بين آدم ونوح ـ عليهما السلام ـ ظلت تتردد بين التوحيد والشرك‏,‏ وبين
الإيمان والكفر من زمن نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ وحتي اليوم‏,‏ وسوف تظل كذلك
إلي قيام الساعة تحقيقا لقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم‏:
﴿
رَبِّ
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ... ﴾.‏


رابعا‏:‏
في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏:
﴿
فَمَن
تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
وَمَنْ
عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (‏
إبراهيم‏36).
في هذا النص الكريم تأكيد علي أن عددا من ذرية إبراهيم ـ عليه
السلام ـ سوف يلتزم نهجه‏,‏ وأن عددا آخر لن يلتزم نهجه‏,‏ وقد تحقق ذلك بالفعل‏.‏
وفي النص أيضا تأكيد أن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه كما أشار نبينا المصطفي ـ
صلي الله عليه وسلم ـ وهي حقيقة من حقائق الشرع الحنيف لأن الله ـ تعالي ـ يفاضل
بين عباده المكلفين علي أساس من تقوي الله والعمل الصالح‏,‏ وليس علي أساس النسب
كما يدعي اليهود بأنهم شعب الله المختار‏,‏ وأبناؤه وأحباؤه مهما كانت
أعمالهم‏!!‏
خامسا‏:‏
في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام
ـ‏:
﴿
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي... ﴾
(‏إبراهيم‏37).‏
فمن الدقة المطلقة في هذا النص القرآني الكريم ورود التعبير‏(‏
من ذريتي‏)‏ لأن فرعا واحدا من ذريته هو الذي أسكن عند بيت الله الحرام‏,‏ وهو فرع
سيدنا إسماعيل الذي ختم ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ صلي الله وسلم
وبارك عليه وعلي أنبياء الله أجمعين‏.‏
سادسا‏:‏
وفي قوله ـ تعالي ـ‏: ﴿...
بِوَادٍ
غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ ...﴾ (‏
إبراهيم‏37).‏
ولم يقل‏:‏ بوادي غير ذي نبت لأن الزرع لا يتحقق إلا في الأماكن
الآهلة بالسكان‏,‏ الذين منهم من يستطيع القيام بالزراعة إذا توافرت شروطها‏.‏ ولما
لم يكن في الحرم المكي كله أي مقيم ساعة أن أمر نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ
بوضع زوجه السيدة هاجر عليها رضوان الله ورضيعها إسماعيل ـ عليه السلام ـ عند قواعد
البيت الحرام فقد انتفت إمكانية وجود أية زراعة‏,‏ ولم تنتف إمكانية وجود بعض
النباتات الفطرية‏,‏ لأن لفظة‏(‏ نبات‏)‏ كلمة عامة تشمل كل ما تنبته الأرض بالفطرة
أو بالزراعة‏.‏
سابعا‏:‏
في قوله ـ تعالي ـ‏: ﴿...رَبَّنَا
لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ...

‏(‏إبراهيم‏37).‏
وهذا النص القرآني الكريم يمثل دعوة أطلقها نبي الله إبراهيم ـ
عليه السلام ـ منذ نحو أربعة آلاف سنة فاستجاب الله ـ تعالي ـ دعوته وتحققت‏,‏ ولا
تزال تتحقق إلي اليوم‏,‏ وإلي ما شاء الله ـ سبحانه وتعالي ـ فمن الثابت تاريخيا
أنه لم يكن هناك ساكن واحد في وادي مكة زمن بعثة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ
واليوم وصل تعداد سكانه المقيمين قرابة مليون نسمة‏,‏ ووصل أعداد الحجاج والمعتمرين
إلي عشرات الملايين في كل عام‏,‏ ولا تزال قلوب مئات الملايين من المسلمين تهفو
لزيارة مكة المكرمة سواء استطاعوا تحقيق ذلك أو لم يستطيعوا والتعبير القرآني‏:
﴿...رَبَّنَا
لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ...
أي تسرع
الخطي إليهم شوقا وتلهفا ومحبة وتوددا‏,‏ وهي بشري انتشار السلام بين جميع أجناس
الأرض‏,‏ وهو ما تحقق بالفعل‏.‏


ثامنا‏:‏
قوله تعالي‏: ﴿
وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾‏(‏
إبراهيم‏37).‏
هذا النص القرآني الكريم هو من بقية دعاء إبراهيم ـ عليه السلام ـ
لمن أسكن من ذريته بوادي مكة‏,‏ وقد استجاب الله ـ سبحانه وتعالي ـ لهذا الدعاء
فرزق أهل هذا الوادي غير ذي الزرع ثمارا تجبي إليه من كل أماكن الأرض ليكون ذلك
عونا لهم علي طاعة الله ـ تعالي ـ وعبادته‏,‏ وعلي الاستمرار في رعاية بيته
الحرام‏,‏ وخدمة الحجاج إليه والمعتمرين به‏,‏ وكانت هذه الثمار و لا تزال يؤتي بها
من جميع بقاع الأرض إلي أهل مكة المكرمة وإلي من جاورهم من أهل الجزيرة
العربية‏.‏
تاسعا‏:‏
في قوله ـ تعالي ـ‏:‏
﴿
رَبَّنَا
إِنَّكَ
تَعْلَمُ
مَا نُخْفِي
وَمَا
نُعْلِنُ
وَمَا
يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ
وَلاَ
فِي
السَّمَاءِ ﴾
(‏إبراهيم‏38).‏
وفي ذلك تأكيد إحاطة علم الله ـ تعالي ـ بكل شيء‏,‏ والعلوم
المكتسبة تؤكد حتمية وجود مرجعية للكون في خارجه‏(‏ لا يحدها أي من المكان أو
الزمان‏,‏ ولا يشكلها أي من المادة أو الطاقة‏),‏ وهذه المرجعية لوجودها خارج الكون
فلابد أن تكون محيطة بكل صغيرة وكبيرة من أمور الكون والكائنات جميعا‏,‏ ومنها
الإنسان الذي يعلم ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ما يخفي كل فرد منا وما يعلن‏.‏ كذلك تشير
المعارف المكتسبة إلي أن نسبة المعروف من مادة الكون المنظور هي في حدود‏(0.4%)‏
فقط‏,‏ والباقي يعرف باسم المادة الداكنة‏(‏ الخفية‏)‏ كذلك فإن نسبة المعروف من
طاقة الكون لا تكاد تتعدي‏(3.7%)‏ فقط‏.‏
عاشرا‏:‏
في قول إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏: ﴿
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
وَهَبَ
لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ
إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ
(‏
إبراهيم‏39).‏
وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلي قدرة الله علي إعطاء الذرية لن
يشاء حتى في السن الطاعنة في الكبر‏,‏ وهو ما حدث مع كل من أنبياء الله‏:‏
إبراهيم‏,‏ و زكريا‏,‏ وأيوب‏(‏ عليهم السلام‏),‏ ومن غيرهم ممن استجاب الله ـ
تعالي ـ دعاءهم وهو ـ تعالي ـ سميع مجيب الدعوات‏.‏
حادي
عشر‏:‏ في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام
ـ‏:
﴿
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ
وَمِن
ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا
وَتَقَبَّلْ
دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ
يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ ﴾
(‏إبراهيم‏40‏ ـ‏41).‏
وفي هاتين الآيتين الكريمتين إشارة مرة أخري إلي أن نسل
إبراهيم ـ عليه السلام ـ لن يكون كله مقيما للصلاة‏,‏ ولذلك قال‏(‏ ومن ذريتي‏),‏
وفيه أيضا تذكرة لضرورة طلب المغفرة للوالدين‏,‏ وللمؤمنين باستمرار خاصة في يوم
الحساب‏.‏

هذه الوقائع لم يرد لها ذكر في كتب الأولين‏,‏ وإن جاءت إشارات
متناثرة في العهد القديم إلي جبال باران أو جبال فاران وهي جبال مكة المكرمة التي
وضع عندها نبي الله إبراهيم زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل‏;‏ كما جاءت إشارات
مبهمة إلي بئر زمزم‏,‏ لكن ورود الواقعة في القرآن الكريم بهذا التفصيل الدقيق
يعتبر إعجازا تاريخيا متفردا‏,‏ كما أن الدقة العلمية البالغة التي صيغت بها
وقائعها تعتبر من صميم الإعجاز العلمي في كتاب الله‏.‏
وهذا الإعجاز التاريخي
والعلمي مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام رب العالمين‏,‏ الذي حفظ في صفائه
الرباني وإشراقاته النورانية‏,‏ كما أوحاه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ إلي خاتم أنبيائه
ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتعهد بحفظه في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏
فحفظ علي مدي تجاوز الأربعة عشر قرنا دون أن يضاف إليه أو أن يختصر منه حرف واحد‏,‏
وتعهد ربنا ـ سبحانه وتعالي ـ بحفظ القرآن الكريم تعهدا مطلقا حتى يبقي هذا الكتاب
المجيد شاهدا علي الخلق أجمعين إلي ما شاء الله بأنه كلام رب العالمين‏,‏ وشاهدا
للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله
وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين‏.‏

description﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾ Emptyرد: ﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾

more_horiz
﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾ E4253c0f367



﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾ F8143e39b39

description﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾ Emptyرد: ﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾

more_horiz
مشكور عالموضوع الرائع وعالمشاركه المميزه
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد