قيام الليل..
سنة مؤكدة أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «يَا
أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوْ
انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ
تَرْتِيلاً) وقوله تعالى: «وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً
لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً»، وذكر الله
سبحانه أن من صفات المتقين أنهم: «كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا
يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، وعددها إحدى عشرة
ركعة مع الوتر، أو ثلاث عشرة ركعة مع الوتر.
فضل القيام
و «قيام الليل» من أفضل الأعمال، وهو أفضل من
تطوع النهار؛ لما في سرِّيته من الإخلاص لله تعالى، ولما فيه من المشقة
بترك النوم، وجوف الليل أفضل لقول الله تعالى: «إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ
هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن
تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكن، فإن الصلاة محضورة مشهودة
إلى طلوع الشمس»، وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد
المكتوبة؟ فقال: «أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل».
أخرجه مسلم.
وقت التهجد
أفضل صلاة الليل هو ثلث الليل بعد نصفه، فتقسم الليل أنصافاً، ثم تقوم في
الثلث الأول من النصف الثاني، ثم تنام آخر الليل، قال عليه الصلاة
والسلام: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى
الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم
يوماً، ويفطر يوماً». متفق عليه.
ساعة إجابة
عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في
الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة،
إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة “أخرجه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى
السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من
يسألني فأعطيه؟، من يستغفرني فأغفر له؟»
لذا على المسلم أن يحرص على قيام الليل ولا يتركه؛ فقد كان النبي صلى الله
عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا
رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون
عبداً شكوراً». متفق عليه.