نجاح منقطع النظير … ترقب
ومتابعة وتسجيل حلقات … مواقع على الانترنت ونقاشات … مهرجانات وحفلات
تكريم للممثلين والمخرج بسام الملا والكاتب مروان قاووق .. جزء أول ثم جزء
ثان ….. ثم الجزء الثالث الذي اشترته مسبقاً قناة mbc لتبثه حصرياً في
رمضان القادم … معلقين وتعليقات … ومحللون يدرسون أسباب نجاح هذا المسلسل
..إنه باب الحارة
لنجاح هذا المسلسل أسباب كثيرة لست هنا في
صدد سردها وتحليلها .. فأنا أيضاً كنت من متابعيه وأعرف تماماً لماذا كنت
أتابعه …. لكني كنت دوماً أصحح الأخطاء التاريخية مباشرة في ذهني وأتغاضى
عنها بسبب ظرافة وطرافة الممثلين وحسن أدائهم …. كنت أبعد عن ذهني
باستمرار أن هذه الحارة هي إحدى حارات دمشق …. فتستقيم الأمور معي وأستمر
في المتعة .. وفي بعض الحالات كنت أتخيل أن العسكر أتراكٌ يلبسون القلابك
وليسو فرنسيين وأن أحداث المسلسل تدور في منتصف القرن التاسع عشر فتستقيم
أيضاً الأمور وتصح الرواية ..
في العدد الماضي أبدت
السيدة سهى سلوم وجهة نظرها ..وفي الماضي القريب صرحت السيدة كوليت خوري
أطال الله بعمرها إنها عاشت في حارة من حارات دمشق القديمة ولم تر مثل هذه
المشاهد ولم تحي مثل هذه الحياة ولم تلاحظ وجود مثل هؤلاء النساء في
الحارة …. .فرأيت أنه أصبح من المفيد بل ومن واجبي أن أدعم وجهة نظرهما
وأؤيدهما ببعض ما وصلت إليه من أدلة توضح طبيعة الحياة في الثلاثينات في
دمشق عاصمة بلاد الشام ودرتها .أنظروا معي هذه الوثيقة المرفقة وهي منشور
وزِّع في دمشق قبل ست عشرة سنة من زمن باب الحارة أي عند دخول الفرنسيين
منشور وزعته سيدات من ( حواير دمشق )
هذه
عينة من نساء دمشق وحواير دمشق ولا أعتقد أن المخرج كان يعرف أن هناك في
دمشق نساء على هذا القدر من الثقافة والبطولة والقدرة وإلا لما جعلهن على
هذا الشكل في المسلسل .
أنظروا صورة الملكة حُزيمة ملكة سورية عام 1920 زوجة الملك فيصل قدوة سيدات سورية ومحط أنظار فتياتها
ملكة سوريا حزيمه بنت ناصر زوجة الملك فيصل الأول ( 1920 ) توفيت عام 1935
السيدة السورية الأولى عام 1936 زهرة اليوسف زوجة الرئيس محمد علي العابد (1930 – 939 )
وحتى
يكون الأمر واضحاً ولتسليط الضوء على موضع الخطأ يجب أن نحدد الزمن الذي
أراده المخرج لأحداث المسلسل إنه حتماً بعد العام 1936 بدلالة العلم
الأخضر والأبيض والأسود والثلاث نجمات الحمر وهو علم أقره الدستور العام
1936 في ظل الانتداب الفرنسي ولا يمكن أن يكون بعد الاستقلال بدلالة وجود
الفرنسيين والثوار في المسلسل
برأيي أن المخرج أو الكاتب أو الاثنين معاً قد أخطأا إما في الزمان أو في
المكان .. وهما أي المخرج والكاتب إما من الأرياف لا يعرفون شيئاً عن دمشق
وأهلها في الثلاثينات فصوروها كقريتهما وأهلهما ومجتمعهما وهذا الأقرب
للمنطق .. أو إنهما من دمشق وضاعت بوصلة الزمن من ذهنهما .. فخلطوا بين
الأباء والأجداد .. لأن الحالة الاجتماعية للحارة في المسلسل تنطبق أيضاً
على دمشق لكن في أواسط القرن التاسع عشر أي قبل مئة عام تقريباً من الزمن
الذي اختاره المخرج لمسلسله … وفي هذه الحالة كان يجب أن يظهر العلم
التركي والعساكر الأتراك والقلبق والبستون … فمن يستطيع أن يصدق أن هذه
الحارة موجودة في دمشق بجوار جامعتها ومكتباتها ومنتدياتها الأدبية … أين
هذه الحارة الدمشقية التي لا يوجد فيها جريدة أو مجلة أو كتاب في زمن كانت
دمشق تحنضن أكثر من عشرين مطبعة وصحيفة .. أين هو هذا الحلاق في دمشق الذي
يداوي الناس بجوار كلية الطب … أين هي هذه الحارة التي تغلق في الليل
وتفتح في النهار ولا يدخلها من وسائل الركوب إلا الحمير والخيول … في دمشق
عام 1936 كان هناك ترامواي وسيارات وكهرباء ومستشفيات وجامعة و معامل تنتج
أفخر أنواع الشوكولا ( الغراوي ) وبالمناسبة لقد شارك الغراوي في معرض
باريس العام 1931 ونال الجائزة الأولى بدون واسطة ( تكلمت عن الشوكولا ولم
أتكلم عن القمر الدين لأدل على تواصل أهل دمشق مع العالم ) ..
جناح غراوي في معرض باريس عام 1931
أين
هي حارة أبو شهاب راعي الزرقا وهل بعيدة عن سينما العباسية التي عرض فيها
أول فيلم من إنتاج سوري ( أبطاله وبطلاته سوريين ) عام 1934
دعاية للفيلم السينمائي السوري الأول عام 1934 واسمه تحت سماء دمشق
ومتابعة وتسجيل حلقات … مواقع على الانترنت ونقاشات … مهرجانات وحفلات
تكريم للممثلين والمخرج بسام الملا والكاتب مروان قاووق .. جزء أول ثم جزء
ثان ….. ثم الجزء الثالث الذي اشترته مسبقاً قناة mbc لتبثه حصرياً في
رمضان القادم … معلقين وتعليقات … ومحللون يدرسون أسباب نجاح هذا المسلسل
..إنه باب الحارة
لنجاح هذا المسلسل أسباب كثيرة لست هنا في
صدد سردها وتحليلها .. فأنا أيضاً كنت من متابعيه وأعرف تماماً لماذا كنت
أتابعه …. لكني كنت دوماً أصحح الأخطاء التاريخية مباشرة في ذهني وأتغاضى
عنها بسبب ظرافة وطرافة الممثلين وحسن أدائهم …. كنت أبعد عن ذهني
باستمرار أن هذه الحارة هي إحدى حارات دمشق …. فتستقيم الأمور معي وأستمر
في المتعة .. وفي بعض الحالات كنت أتخيل أن العسكر أتراكٌ يلبسون القلابك
وليسو فرنسيين وأن أحداث المسلسل تدور في منتصف القرن التاسع عشر فتستقيم
أيضاً الأمور وتصح الرواية ..
في العدد الماضي أبدت
السيدة سهى سلوم وجهة نظرها ..وفي الماضي القريب صرحت السيدة كوليت خوري
أطال الله بعمرها إنها عاشت في حارة من حارات دمشق القديمة ولم تر مثل هذه
المشاهد ولم تحي مثل هذه الحياة ولم تلاحظ وجود مثل هؤلاء النساء في
الحارة …. .فرأيت أنه أصبح من المفيد بل ومن واجبي أن أدعم وجهة نظرهما
وأؤيدهما ببعض ما وصلت إليه من أدلة توضح طبيعة الحياة في الثلاثينات في
دمشق عاصمة بلاد الشام ودرتها .أنظروا معي هذه الوثيقة المرفقة وهي منشور
وزِّع في دمشق قبل ست عشرة سنة من زمن باب الحارة أي عند دخول الفرنسيين
منشور وزعته سيدات من ( حواير دمشق )
هذه
عينة من نساء دمشق وحواير دمشق ولا أعتقد أن المخرج كان يعرف أن هناك في
دمشق نساء على هذا القدر من الثقافة والبطولة والقدرة وإلا لما جعلهن على
هذا الشكل في المسلسل .
أنظروا صورة الملكة حُزيمة ملكة سورية عام 1920 زوجة الملك فيصل قدوة سيدات سورية ومحط أنظار فتياتها
ملكة سوريا حزيمه بنت ناصر زوجة الملك فيصل الأول ( 1920 ) توفيت عام 1935
السيدة السورية الأولى عام 1936 زهرة اليوسف زوجة الرئيس محمد علي العابد (1930 – 939 )
وحتى
يكون الأمر واضحاً ولتسليط الضوء على موضع الخطأ يجب أن نحدد الزمن الذي
أراده المخرج لأحداث المسلسل إنه حتماً بعد العام 1936 بدلالة العلم
الأخضر والأبيض والأسود والثلاث نجمات الحمر وهو علم أقره الدستور العام
1936 في ظل الانتداب الفرنسي ولا يمكن أن يكون بعد الاستقلال بدلالة وجود
الفرنسيين والثوار في المسلسل
برأيي أن المخرج أو الكاتب أو الاثنين معاً قد أخطأا إما في الزمان أو في
المكان .. وهما أي المخرج والكاتب إما من الأرياف لا يعرفون شيئاً عن دمشق
وأهلها في الثلاثينات فصوروها كقريتهما وأهلهما ومجتمعهما وهذا الأقرب
للمنطق .. أو إنهما من دمشق وضاعت بوصلة الزمن من ذهنهما .. فخلطوا بين
الأباء والأجداد .. لأن الحالة الاجتماعية للحارة في المسلسل تنطبق أيضاً
على دمشق لكن في أواسط القرن التاسع عشر أي قبل مئة عام تقريباً من الزمن
الذي اختاره المخرج لمسلسله … وفي هذه الحالة كان يجب أن يظهر العلم
التركي والعساكر الأتراك والقلبق والبستون … فمن يستطيع أن يصدق أن هذه
الحارة موجودة في دمشق بجوار جامعتها ومكتباتها ومنتدياتها الأدبية … أين
هذه الحارة الدمشقية التي لا يوجد فيها جريدة أو مجلة أو كتاب في زمن كانت
دمشق تحنضن أكثر من عشرين مطبعة وصحيفة .. أين هو هذا الحلاق في دمشق الذي
يداوي الناس بجوار كلية الطب … أين هي هذه الحارة التي تغلق في الليل
وتفتح في النهار ولا يدخلها من وسائل الركوب إلا الحمير والخيول … في دمشق
عام 1936 كان هناك ترامواي وسيارات وكهرباء ومستشفيات وجامعة و معامل تنتج
أفخر أنواع الشوكولا ( الغراوي ) وبالمناسبة لقد شارك الغراوي في معرض
باريس العام 1931 ونال الجائزة الأولى بدون واسطة ( تكلمت عن الشوكولا ولم
أتكلم عن القمر الدين لأدل على تواصل أهل دمشق مع العالم ) ..
جناح غراوي في معرض باريس عام 1931
أين
هي حارة أبو شهاب راعي الزرقا وهل بعيدة عن سينما العباسية التي عرض فيها
أول فيلم من إنتاج سوري ( أبطاله وبطلاته سوريين ) عام 1934
دعاية للفيلم السينمائي السوري الأول عام 1934 واسمه تحت سماء دمشق
أين هي هذه الحارة وهل شارك من نسائها أحد في المظاهرات النسائية كما في الصورة
مسيرة نسائية في دمشق عام 1939احتجاجاً على سلب لواء اسكندرون من منهن تشبه نساء مسلسل باب الحارة
طلاب من كلية الطب في جامعة دمشق عام 1920 من يلجأ إلى أبو عصام بوجودهم
أعضاء نادي الفنون الجميلة في دمشق عام 1927
المكتبة الجامعة في دمشق عام 1920
جامعة دمشق عام 1925 بقرب أي حارة كانت هذه الجامعة .
- وبعد هذه الصور والشواهد نسأل أنفسنا عن أي حارة يتكلمون في مسلسل – باب الحارة
بقلم نهاد سمعان