بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة
والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد : يا فلسطين، إن في
قلب كل جزائري جروحا داميا ،وفي جفن كل
جزائري من محنتك عبرات هامية، وعلى
لسان كل جزائري في حقك كلمة مترددة هي
:فلسطين قطعة من وطني الإسلامي
الكبير قبل أن تكون قطعة من وطني العربي الصغير،
وفي عنق كل جزائري لك -
يا فلسطين -حق واجب الأداء،وذمام متأكد الرعاية،فإن فرط
في جنبك،أو أضاع
بعض حقك،فما الذنب ذنبه،و‘نما هو ذنب ال‘ستعمار الذي يحول بين
المرىء
وأخيه،والمرىء وداره،والمسلم وقبلته.
يا فلسطين إذا كان حب الأوطان
من
أثر الهواء والتراب،والمآرب التي يقضيها الشباب،فإن هوى المسلم لك أن
فيك
أولى القبلتين،وأن فيك مسجد الأقصى الذي بارك الله حوله،وإنك كنت
نهاية
المرحلة الأرضية،وبداية المرحلة السماوية،من تلك الرحلة الواصلة
بين
السماء والأرض صعودا،بعد رحلة آدم الواصلة بينهما هبوطا،وإليك ترامت
همم
الفاتحين،وترامت الأينق الذلل بالفاتحين، تحمل الهدى والسلام
،وشرائع
الإسلام،وتنقل النبوة العامة إلى أرض النوبة الخاصة،وثمار الوحي
الجديد
إلى منابت الوحي القديم،وتكشف عن الحقيقة التي كانت وقفت عند تبوك
عند
محمد بن عبد الله ،ثم وقفت عند مؤتة بقيادة زيد بن حارثة،فكانت
الغزوات
تحويما من الإسلام عليك،وكانت الثلثة وردا،وكانت النتيجة أن الإسلام
طهرك
من رجس الرومان،كما طهر أطراف الجزيرة قبلك من رجس الأوثان.
داست سنابك
حماك
خيول البابلية،وجاست خلال الديار،وسبي بنوك (أسلاف الصهيونية)،فلم
ينتصر
لك ولا لهم أحد،لولا أن من الفاتحون المستعبدون، وإن المنّ لأنكي على
الحر
من الاسترقاق، ثم غزاك الرومان وأذلوا بنيك واشتفوا منهم إثخانا في
القتل
والانتقام – زعموا- من جزيرة الصلب،وما ظلمت يا فلسطين ،ولكن بنيك
جروا
عليك الجرائر،وماكنت لتفلتي من براثن الرومان لولا أن انتصف الله لك
من
عدوك بالإسلام والعرب،وإرثا مستحقا من موسى لمحمد،ومن التورات
إلى
القرآن،ومن إسحاق لإسماعيل.
يا فلسطين ملكك الإسلام بالسيف ولكن
ماساسك
وساس بنيك بالحيف،فما بال هذه الطائفة الصهيونية اليوم تنكر
الحق،وتتجاهل
الحقيقة،وتجحد الفضل،وتكفر النعمة،فتزاحم العربي الوارث باستحقاق
عن موارد
الرزق فيك ،ثم تغلو فتزعم أنه لا شرب له من ذالك المورد.
ما بال
هذه
الطائفة تدعي ما ليس لها بحق ،وتطوي عشرات القرون لتصل –بسفاهتها-وعد
موسى
بوعد (بلفور) وإن بينهما لمدّا وجزرا من الأحداث، وجذبا ودفعا من
الفاتحين.
ما
بالها تدعي إرثا لم يدفع عنه أسلافها غارة بابل، ولا غزو
الرومان، ولا
عادية الصليبيين ، وإنما يستحق التراث من دافع عنه وحامى دونه، وما
دافع
بابل إلا انحسار الموجة البابلية بعد أن بلغت مداها، وما دافع الرومان
إلا
عمر والعرب و أبطال اليرموك و أجنادين، وما دافع الصليب وحامليه إلا
صلاح
الدين وفوارس (حطين).
إن العرب على الخصوص ، والمسلمين على
العموم،
حرروا فلسطين مرتين في التاريخ، ودفعوا عنها الغارات المجتاحة
مرات،
وانتظم ملكهم إياها ثلاثة عشر قرنا، وعاش فيها بنوا
إسرائيل(الصحيح
اليهود،لان إسرائيل نسبة إلى النبي يعقوب) تحت راية الإسلام وفي
ظل حمايته
آمنين على أرواحهم،وأبدانهم ،وأعراضهم، وأموالهم ، وعلى دينهم، ومن
المحال
أن يحيف المسلم الذي يؤمن بموسى، على قومي موسى.
ما أشبه
الصهيونيين
بأولهم بالاحتياط للحياة، أولئك لم يقنعوا بوعد الله (يا موس إن فيها
قوما
جبارين، وإن لن ندخلها حتى يخرجوا منها)، وهؤلاء لم يثقوا بوعد بلفور
حتى
ضمنت لهم بريطانيا أن يكونوا في ظل حرابها، وتحت مدافعها وقوانينها،
وبكل
ذالك استطاعوا أن يدخلوا مهاجرين ثم يصبحوا سادة مالكين، ودع عنك
حديث
الإرهاب فما هو إلا سراب.
ولو أن السيوف الإنجليزية أغمدت،
والذهب
الصهيوني رجع إلى مكانه، وعرضت القضية مجلس عدل وعقل لا يستهويه
بريق
الذهب ،ولا يرهبه بريق السيوف، لقال القانون :إن ثلاثة عشر قرنا
كافية
للتملك بحق الحيازة :وقال الدين ،إن أحق الناس بمدافن الأنبياء هم
الذين
يؤمنون بجميع الأنبياء، وقال التاريخ إن العرب لم ينزعوا فلسطين
من
اليهود، ولم يهدموا لهم فيها دولة قائمة، ولا ثلو لهم عرشا مرفوعا،
وإنما
انتزعوها من الرومان.
إن فلسطين أرض عربية لأنها قطعة من جزيرة
العرب،
وموطن عريق لسلائل من العرب ، استقر فيها العرب أكثر مما استقر
فيها
اليهود، وتمكن فيها الإسلام أكثر مما تمكنت اليهودية، وغلب عليها
القرآن
أكثر مما غلبت التوراة، وسادت فيها العربية ، أكثر مما سادت العبرية
،
وماالانتداب الانجليزي إلا باطل، ليس من مصلحة العرب ولا من مصلحة
اليهود.
أيظن
الظانون أن الجزائر بعراقتها في الإسلام والعروبة تنسى فلسطين،
أو تضعها
في غير منزلتها التي وضعها الإسلام من نفسها، لا والله، ويأبى لها
ذالك
شرف الإسلام ومجد العروبة، ووشائج القربى، ولكن الاستعمار الذي عقد
العقدة
لمصلحته، وأبى حلها لمصلحته، وقايض فلسطين لمصلحته، هو الذي يباعد
بين
أجزاء الإسلام لئلا تلتئم، ويقطع أوصال العروبة كي لا تلتحم، وهيهات
هيهات
لما يروم.
أيها العرب إن قضية فلسطين محنة امتحن الله بها
ضمائركم
وهممكم وأموالكم ، وليست فلسطين لعرب فلسطين وحدهم ، وإنما هي للعرب
كلهم،
وليست حقوق العرب تنال بالهوينى والضعف، وليست تنال بالشعريات
والخطابات،
وإنما تنال بالتصميم والحزم والإتحاد والقوة.
إن الصهيونية
وأنصارها مصممون فقابلو التصميم بتصميم أقوى وقابلو الإتحاد باتحاد أمتن
منه.
وكونوا حائطا لا صدع فيه وصفا لا يرقع
بالكسالى.
وأخيرا أسأل الله
تعالى أن يجعل كل أعمالي وأقوالي وكتاباتي لله وحده لا شريك له.
الرحيم
والصلاة
والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد : يا فلسطين، إن في
قلب كل جزائري جروحا داميا ،وفي جفن كل
جزائري من محنتك عبرات هامية، وعلى
لسان كل جزائري في حقك كلمة مترددة هي
:فلسطين قطعة من وطني الإسلامي
الكبير قبل أن تكون قطعة من وطني العربي الصغير،
وفي عنق كل جزائري لك -
يا فلسطين -حق واجب الأداء،وذمام متأكد الرعاية،فإن فرط
في جنبك،أو أضاع
بعض حقك،فما الذنب ذنبه،و‘نما هو ذنب ال‘ستعمار الذي يحول بين
المرىء
وأخيه،والمرىء وداره،والمسلم وقبلته.
يا فلسطين إذا كان حب الأوطان
من
أثر الهواء والتراب،والمآرب التي يقضيها الشباب،فإن هوى المسلم لك أن
فيك
أولى القبلتين،وأن فيك مسجد الأقصى الذي بارك الله حوله،وإنك كنت
نهاية
المرحلة الأرضية،وبداية المرحلة السماوية،من تلك الرحلة الواصلة
بين
السماء والأرض صعودا،بعد رحلة آدم الواصلة بينهما هبوطا،وإليك ترامت
همم
الفاتحين،وترامت الأينق الذلل بالفاتحين، تحمل الهدى والسلام
،وشرائع
الإسلام،وتنقل النبوة العامة إلى أرض النوبة الخاصة،وثمار الوحي
الجديد
إلى منابت الوحي القديم،وتكشف عن الحقيقة التي كانت وقفت عند تبوك
عند
محمد بن عبد الله ،ثم وقفت عند مؤتة بقيادة زيد بن حارثة،فكانت
الغزوات
تحويما من الإسلام عليك،وكانت الثلثة وردا،وكانت النتيجة أن الإسلام
طهرك
من رجس الرومان،كما طهر أطراف الجزيرة قبلك من رجس الأوثان.
داست سنابك
حماك
خيول البابلية،وجاست خلال الديار،وسبي بنوك (أسلاف الصهيونية)،فلم
ينتصر
لك ولا لهم أحد،لولا أن من الفاتحون المستعبدون، وإن المنّ لأنكي على
الحر
من الاسترقاق، ثم غزاك الرومان وأذلوا بنيك واشتفوا منهم إثخانا في
القتل
والانتقام – زعموا- من جزيرة الصلب،وما ظلمت يا فلسطين ،ولكن بنيك
جروا
عليك الجرائر،وماكنت لتفلتي من براثن الرومان لولا أن انتصف الله لك
من
عدوك بالإسلام والعرب،وإرثا مستحقا من موسى لمحمد،ومن التورات
إلى
القرآن،ومن إسحاق لإسماعيل.
يا فلسطين ملكك الإسلام بالسيف ولكن
ماساسك
وساس بنيك بالحيف،فما بال هذه الطائفة الصهيونية اليوم تنكر
الحق،وتتجاهل
الحقيقة،وتجحد الفضل،وتكفر النعمة،فتزاحم العربي الوارث باستحقاق
عن موارد
الرزق فيك ،ثم تغلو فتزعم أنه لا شرب له من ذالك المورد.
ما بال
هذه
الطائفة تدعي ما ليس لها بحق ،وتطوي عشرات القرون لتصل –بسفاهتها-وعد
موسى
بوعد (بلفور) وإن بينهما لمدّا وجزرا من الأحداث، وجذبا ودفعا من
الفاتحين.
ما
بالها تدعي إرثا لم يدفع عنه أسلافها غارة بابل، ولا غزو
الرومان، ولا
عادية الصليبيين ، وإنما يستحق التراث من دافع عنه وحامى دونه، وما
دافع
بابل إلا انحسار الموجة البابلية بعد أن بلغت مداها، وما دافع الرومان
إلا
عمر والعرب و أبطال اليرموك و أجنادين، وما دافع الصليب وحامليه إلا
صلاح
الدين وفوارس (حطين).
إن العرب على الخصوص ، والمسلمين على
العموم،
حرروا فلسطين مرتين في التاريخ، ودفعوا عنها الغارات المجتاحة
مرات،
وانتظم ملكهم إياها ثلاثة عشر قرنا، وعاش فيها بنوا
إسرائيل(الصحيح
اليهود،لان إسرائيل نسبة إلى النبي يعقوب) تحت راية الإسلام وفي
ظل حمايته
آمنين على أرواحهم،وأبدانهم ،وأعراضهم، وأموالهم ، وعلى دينهم، ومن
المحال
أن يحيف المسلم الذي يؤمن بموسى، على قومي موسى.
ما أشبه
الصهيونيين
بأولهم بالاحتياط للحياة، أولئك لم يقنعوا بوعد الله (يا موس إن فيها
قوما
جبارين، وإن لن ندخلها حتى يخرجوا منها)، وهؤلاء لم يثقوا بوعد بلفور
حتى
ضمنت لهم بريطانيا أن يكونوا في ظل حرابها، وتحت مدافعها وقوانينها،
وبكل
ذالك استطاعوا أن يدخلوا مهاجرين ثم يصبحوا سادة مالكين، ودع عنك
حديث
الإرهاب فما هو إلا سراب.
ولو أن السيوف الإنجليزية أغمدت،
والذهب
الصهيوني رجع إلى مكانه، وعرضت القضية مجلس عدل وعقل لا يستهويه
بريق
الذهب ،ولا يرهبه بريق السيوف، لقال القانون :إن ثلاثة عشر قرنا
كافية
للتملك بحق الحيازة :وقال الدين ،إن أحق الناس بمدافن الأنبياء هم
الذين
يؤمنون بجميع الأنبياء، وقال التاريخ إن العرب لم ينزعوا فلسطين
من
اليهود، ولم يهدموا لهم فيها دولة قائمة، ولا ثلو لهم عرشا مرفوعا،
وإنما
انتزعوها من الرومان.
إن فلسطين أرض عربية لأنها قطعة من جزيرة
العرب،
وموطن عريق لسلائل من العرب ، استقر فيها العرب أكثر مما استقر
فيها
اليهود، وتمكن فيها الإسلام أكثر مما تمكنت اليهودية، وغلب عليها
القرآن
أكثر مما غلبت التوراة، وسادت فيها العربية ، أكثر مما سادت العبرية
،
وماالانتداب الانجليزي إلا باطل، ليس من مصلحة العرب ولا من مصلحة
اليهود.
أيظن
الظانون أن الجزائر بعراقتها في الإسلام والعروبة تنسى فلسطين،
أو تضعها
في غير منزلتها التي وضعها الإسلام من نفسها، لا والله، ويأبى لها
ذالك
شرف الإسلام ومجد العروبة، ووشائج القربى، ولكن الاستعمار الذي عقد
العقدة
لمصلحته، وأبى حلها لمصلحته، وقايض فلسطين لمصلحته، هو الذي يباعد
بين
أجزاء الإسلام لئلا تلتئم، ويقطع أوصال العروبة كي لا تلتحم، وهيهات
هيهات
لما يروم.
أيها العرب إن قضية فلسطين محنة امتحن الله بها
ضمائركم
وهممكم وأموالكم ، وليست فلسطين لعرب فلسطين وحدهم ، وإنما هي للعرب
كلهم،
وليست حقوق العرب تنال بالهوينى والضعف، وليست تنال بالشعريات
والخطابات،
وإنما تنال بالتصميم والحزم والإتحاد والقوة.
إن الصهيونية
وأنصارها مصممون فقابلو التصميم بتصميم أقوى وقابلو الإتحاد باتحاد أمتن
منه.
وكونوا حائطا لا صدع فيه وصفا لا يرقع
بالكسالى.
وأخيرا أسأل الله
تعالى أن يجعل كل أعمالي وأقوالي وكتاباتي لله وحده لا شريك له.