بناها
المماليك أواخر عهدهم
جولة
مصورة بقلعة قايتباي.. حصن مصر عبر العصور
الإسكندرية أجمل محافظات مصر الساحلية،وتحوي
عروس البحر الأبيض المتوسط واحدة من أجمل القلاع الأثرية في العالم وأعرقها ، إنها
"قلعة قايتباي"، التي يرتادها السياح ليتمتعوا برؤيتها شامخة وسط البحر في موقع
منارة الإسكندرية القديمة إحدى عجائب الدنيا
السبع.
أنشأت القلعة عام 882 هـ "1477 م" من الحجر
الجيري الصلب، حيث بناها السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي عند
الطرف الشرقي لجزيرة فاروس في أواخر دولة المماليك، وذلك حينما زار السلطان قايتباي
مدينة الإسكندرية وأمر أن يبني على أساس المنار القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة
أو طابية قايتباي.
القلعة عبارة عن بناء مستقل طوله 60 مترًا،
وعرْضه 50 مترًا، وسُمْك أسواره 4.5 متر. أنشأت على مساحة قدرها 17550 متر مربع،
وقد بنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية، وهي عبارة
عن مجموعة من الأسوار أقيمت لزيادة تحصين القلعة، وهذه الأسوار عبارة عن سورين
كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية
القلعة.
السور الأول هو السور الخارجي يحيط بالقلعة من الجهات
الأربع، فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه
ثمانية أمتار ولا يتخلله أي أبراج، أما الضلع الغربي فهو عبارة عن سور ضخم سمكه
أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويعد هذا السور أقدم الأجزاء
الباقية.
أما الضلع الجنوبي فإنه يطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة
ويتوسطه باب، بينما يطل الضلع الشمالي على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين، الجزء
السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف بني فوق الصخر مباشرة به عدة حجرات، أما الجزء
العلوي فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر، في حين أن الأسوار الداخلية
فبنيت من الحجر وتحيط بالبرج الرئيسي من جميع جهاته ما عدا الجهة الشمالية، ويتخلل
هذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت كثكنات للجند وهي خالية من
أي فتحات عدا فتحات الأبواب وفتحات مزاغل خصصت لتكون فتحات للتهوية من ناحية
وكفتحات للدفاع من ناحية أخري.
تقول عبير نجم مفتشة الآثار بقلعة قايتباي
لـ "محيط" : استغرق إنشاء القلعة نحو عامين، وتم افتتاحها عام 884 هـ، حيث أنشأ
السلطان قلعتان إحداهما بالإسكندرية، والأخرى بمدينة رشيد، لكن ترجع أهمية قلعة
الإسكندرية إنها تم بنائها على أنقاض منارة الإسكندرية القديمة ؛ والتي تهدمت إثر
زلزال قوي عام 702 هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون، الذي أمر بترميمها إلا
أنها تهدمت بعد ذلك بعد عدة سنوات فدمرت جميع أجزائها سنة 777 هـ / 1375 م.
كان المنار القديم ترجع أهميته إلى ارتفاعه الشاهق "35
مترا"، والذي كان على شكل مثمن ثم مربع ثم أسطواني، كما أنه كان يحوي تمثالا
برونزيا بلغ طوله سبعة أمتار، أنشأ وقتها كرمز لإله البحر عند الإغريق، أما المنارة
فكانت تحمل فوقها مراية اختلفت عنها الأقاويل بأنها سحر أو شعوذة، لكنها في الواقع
كانت عدسة محدبة كبيرة تمكن من ينظر بها من رؤية المراكب قبل يومين من وصولها
.
و قيل أنه عندما دخل الفتح الإسلامي مصر تم تدميرها لأن هذه المعتقدات ضد
العقيدة الإسلامية، لكن كل هذا لم يكن حقيقيا .
البرج الرئيسي من القلعة يتكون من ثلاثة طوابق رئيسية، والطابق الأول يتكون من
المسجد والصهريج وغرفة الطاحونة. المسجد أثري في المقام الأول ولا يستخدم حاليا
لإقامة الشعائر، لكن أهم ما يميزه أنه على الطراز المملوكي أي صحن وأربعة أواوين
نسبة للمذاهب الفقهية الأربعة، أما الصحن فأهم ما يميزه التشكيلات الهندسية
الرخامية الموجودة فيه والتي ميزت العمارة الإسلامية في ذاك الوقت، حيث كان أول
استخدام للفنان المسلم لتشكيلات الزخارف الهندسية بدلا من الزخارف النباتية أو التي
كان يرسمها من وحي خياله.
ملحق بالمسجد غرفتان أحدهما كانت تستخدم
لإقامة الإمام، والأخرى كانت لتخزين الأشياء المختصة بالمسجد من زيوت ومشكاوات أو
مصابيح.
الجزء الثاني بالدور الأول هو الطاحونة وهي الغرفة الدائرية الوحيدة
في القلعة؛ ذكر ابن أياس إنها غرفة تخدم الجنود الموجودين فيها، أما الصهريج فهو
خزان للمياه كي يسقى الجنود ماءا عذبا ، ويتصل الخزان بترعة المحمودية "حاليا" عن
طريق 6 ممرات للصهاريج، والتي اكتشفت أثناء الترميم وجود اثنان منها مفتوحين
للجمهور.
أما الطابق الثاني فهو عبارة عن أربع
قاعات رئيسية، كان استخدامها الأساسي التقاء القادة بالجند لتلقي الأوامر، يوجد بها
مجموعة من الفتحات "شبابيك بأشكال مستطيلة تسمى "فتحات مزاغل" لرمي السهام، ويوجد
فتحات أخرى كشبابيك عادية للمراقبة.
يشمل الدور الثالث 38 حجرة تنقسم يمينا وشمالا في
أربع ممرات كبيرة كانوا يستخدموا لإقامة الجند والمراقبة وتخزين السلاح والمؤن،
وبها أيضا إيوان السلطان الذي تم تدميره أثناء الاحتلال الإنجليزي، وهو عبارة عن
نافذتين مستطيلتين موجودتين في غرفة إحداهما مفتوحة على سطح القلعة ليراقب منها
السلطان التدريبات التي تتم فيها وقد تم ترميمها، أما الثانية فهي على البحر
لمراقبة السفن وغيرها ولم يتم ترميمها مرة أخرى حتى الآن.
كما يضم هذا
الطابق فرنا مستحدثا تم إنشائه أثناء تصوير فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف
شاهين.
وتواصل نجم : السطح يشمل المئذنة التي هدمها
الاحتلال الإنجليزي في عام 1882 ولم يعاد إنشاؤها مرة أخرى، وتم الاستعاضة عنها
بقبة تلك الموجودة حاليا.
وعن الأسوار فهي تنقسم إلى داخلية
وخارجية، الخارجية أنشأت في عهد السلطان قايتباي كخط دفاع ثاني، أما الأسوار
الداخلية فيوجد بها 34 حاصل "أي الغرف"، وكانت تستخدم أيضا لإقامة الجنود وبعضها
لتخزين المؤن، وهذا كاستحكامات أخرى للقلعة، جميعها مكشوفة على صحن القلعة التي
كانت تتم فيه التدريبات الأساسية، كما يوجد الممرات الساحلية وهي عبارة عن ممر يأخذ
مساحة القلعة أو مساحة أسفل البرج الرئيسي من الجزء الجنوبي من السور الداخلي، به
فتحات "شبابيك" تطل على البحر، كان يوضع أمامها نماذج معينة من المدافع كخط دفاع
ثالث غير مرئي.
تزين القلعة قطع أثرية جرانيتية من
منارة الإسكندرية الشهيرة، والتي تبدو كقطع منحوتة لفنان، أما عن المدخل الرئيسي
للقلعة فلم يكن هو المدخل الموجود حاليا، فالمدخل الحالي عبارة عن قبو مستطيل تم
فتحه في أحد جوانب السور بدلا من المدخل الأساسي الذي يشغله حاليا متحف المحنطات
البحرية التابع لوزارة البحث العلمي، ولا تزال المطالبات بإعادته لأنه تعدي على
الآثار.
المماليك أواخر عهدهم
جولة
مصورة بقلعة قايتباي.. حصن مصر عبر العصور
الإسكندرية أجمل محافظات مصر الساحلية،وتحوي
عروس البحر الأبيض المتوسط واحدة من أجمل القلاع الأثرية في العالم وأعرقها ، إنها
"قلعة قايتباي"، التي يرتادها السياح ليتمتعوا برؤيتها شامخة وسط البحر في موقع
منارة الإسكندرية القديمة إحدى عجائب الدنيا
السبع.
أنشأت القلعة عام 882 هـ "1477 م" من الحجر
الجيري الصلب، حيث بناها السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي عند
الطرف الشرقي لجزيرة فاروس في أواخر دولة المماليك، وذلك حينما زار السلطان قايتباي
مدينة الإسكندرية وأمر أن يبني على أساس المنار القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة
أو طابية قايتباي.
القلعة عبارة عن بناء مستقل طوله 60 مترًا،
وعرْضه 50 مترًا، وسُمْك أسواره 4.5 متر. أنشأت على مساحة قدرها 17550 متر مربع،
وقد بنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية، وهي عبارة
عن مجموعة من الأسوار أقيمت لزيادة تحصين القلعة، وهذه الأسوار عبارة عن سورين
كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية
القلعة.
السور الأول هو السور الخارجي يحيط بالقلعة من الجهات
الأربع، فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه
ثمانية أمتار ولا يتخلله أي أبراج، أما الضلع الغربي فهو عبارة عن سور ضخم سمكه
أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويعد هذا السور أقدم الأجزاء
الباقية.
أما الضلع الجنوبي فإنه يطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة
ويتوسطه باب، بينما يطل الضلع الشمالي على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين، الجزء
السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف بني فوق الصخر مباشرة به عدة حجرات، أما الجزء
العلوي فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر، في حين أن الأسوار الداخلية
فبنيت من الحجر وتحيط بالبرج الرئيسي من جميع جهاته ما عدا الجهة الشمالية، ويتخلل
هذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت كثكنات للجند وهي خالية من
أي فتحات عدا فتحات الأبواب وفتحات مزاغل خصصت لتكون فتحات للتهوية من ناحية
وكفتحات للدفاع من ناحية أخري.
تقول عبير نجم مفتشة الآثار بقلعة قايتباي
لـ "محيط" : استغرق إنشاء القلعة نحو عامين، وتم افتتاحها عام 884 هـ، حيث أنشأ
السلطان قلعتان إحداهما بالإسكندرية، والأخرى بمدينة رشيد، لكن ترجع أهمية قلعة
الإسكندرية إنها تم بنائها على أنقاض منارة الإسكندرية القديمة ؛ والتي تهدمت إثر
زلزال قوي عام 702 هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون، الذي أمر بترميمها إلا
أنها تهدمت بعد ذلك بعد عدة سنوات فدمرت جميع أجزائها سنة 777 هـ / 1375 م.
كان المنار القديم ترجع أهميته إلى ارتفاعه الشاهق "35
مترا"، والذي كان على شكل مثمن ثم مربع ثم أسطواني، كما أنه كان يحوي تمثالا
برونزيا بلغ طوله سبعة أمتار، أنشأ وقتها كرمز لإله البحر عند الإغريق، أما المنارة
فكانت تحمل فوقها مراية اختلفت عنها الأقاويل بأنها سحر أو شعوذة، لكنها في الواقع
كانت عدسة محدبة كبيرة تمكن من ينظر بها من رؤية المراكب قبل يومين من وصولها
.
و قيل أنه عندما دخل الفتح الإسلامي مصر تم تدميرها لأن هذه المعتقدات ضد
العقيدة الإسلامية، لكن كل هذا لم يكن حقيقيا .
البرج الرئيسي من القلعة يتكون من ثلاثة طوابق رئيسية، والطابق الأول يتكون من
المسجد والصهريج وغرفة الطاحونة. المسجد أثري في المقام الأول ولا يستخدم حاليا
لإقامة الشعائر، لكن أهم ما يميزه أنه على الطراز المملوكي أي صحن وأربعة أواوين
نسبة للمذاهب الفقهية الأربعة، أما الصحن فأهم ما يميزه التشكيلات الهندسية
الرخامية الموجودة فيه والتي ميزت العمارة الإسلامية في ذاك الوقت، حيث كان أول
استخدام للفنان المسلم لتشكيلات الزخارف الهندسية بدلا من الزخارف النباتية أو التي
كان يرسمها من وحي خياله.
ملحق بالمسجد غرفتان أحدهما كانت تستخدم
لإقامة الإمام، والأخرى كانت لتخزين الأشياء المختصة بالمسجد من زيوت ومشكاوات أو
مصابيح.
الجزء الثاني بالدور الأول هو الطاحونة وهي الغرفة الدائرية الوحيدة
في القلعة؛ ذكر ابن أياس إنها غرفة تخدم الجنود الموجودين فيها، أما الصهريج فهو
خزان للمياه كي يسقى الجنود ماءا عذبا ، ويتصل الخزان بترعة المحمودية "حاليا" عن
طريق 6 ممرات للصهاريج، والتي اكتشفت أثناء الترميم وجود اثنان منها مفتوحين
للجمهور.
أما الطابق الثاني فهو عبارة عن أربع
قاعات رئيسية، كان استخدامها الأساسي التقاء القادة بالجند لتلقي الأوامر، يوجد بها
مجموعة من الفتحات "شبابيك بأشكال مستطيلة تسمى "فتحات مزاغل" لرمي السهام، ويوجد
فتحات أخرى كشبابيك عادية للمراقبة.
يشمل الدور الثالث 38 حجرة تنقسم يمينا وشمالا في
أربع ممرات كبيرة كانوا يستخدموا لإقامة الجند والمراقبة وتخزين السلاح والمؤن،
وبها أيضا إيوان السلطان الذي تم تدميره أثناء الاحتلال الإنجليزي، وهو عبارة عن
نافذتين مستطيلتين موجودتين في غرفة إحداهما مفتوحة على سطح القلعة ليراقب منها
السلطان التدريبات التي تتم فيها وقد تم ترميمها، أما الثانية فهي على البحر
لمراقبة السفن وغيرها ولم يتم ترميمها مرة أخرى حتى الآن.
كما يضم هذا
الطابق فرنا مستحدثا تم إنشائه أثناء تصوير فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف
شاهين.
وتواصل نجم : السطح يشمل المئذنة التي هدمها
الاحتلال الإنجليزي في عام 1882 ولم يعاد إنشاؤها مرة أخرى، وتم الاستعاضة عنها
بقبة تلك الموجودة حاليا.
وعن الأسوار فهي تنقسم إلى داخلية
وخارجية، الخارجية أنشأت في عهد السلطان قايتباي كخط دفاع ثاني، أما الأسوار
الداخلية فيوجد بها 34 حاصل "أي الغرف"، وكانت تستخدم أيضا لإقامة الجنود وبعضها
لتخزين المؤن، وهذا كاستحكامات أخرى للقلعة، جميعها مكشوفة على صحن القلعة التي
كانت تتم فيه التدريبات الأساسية، كما يوجد الممرات الساحلية وهي عبارة عن ممر يأخذ
مساحة القلعة أو مساحة أسفل البرج الرئيسي من الجزء الجنوبي من السور الداخلي، به
فتحات "شبابيك" تطل على البحر، كان يوضع أمامها نماذج معينة من المدافع كخط دفاع
ثالث غير مرئي.
تزين القلعة قطع أثرية جرانيتية من
منارة الإسكندرية الشهيرة، والتي تبدو كقطع منحوتة لفنان، أما عن المدخل الرئيسي
للقلعة فلم يكن هو المدخل الموجود حاليا، فالمدخل الحالي عبارة عن قبو مستطيل تم
فتحه في أحد جوانب السور بدلا من المدخل الأساسي الذي يشغله حاليا متحف المحنطات
البحرية التابع لوزارة البحث العلمي، ولا تزال المطالبات بإعادته لأنه تعدي على
الآثار.