الآثار الجانبية للقاح كورونا: هل هي خطيرة و شائعة كما يعتقد الناس؟
عانى ربع الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 فقط آثارًا جانبيةً مثل الصداع أو التعب، مع الارتكاس الموضعي الذي كان أكثر شيوعًا. في دراسة جديدة، استخدم باحثون من المملكة المتحدة بيانات 627000 شخص لدراسة الآثار الجانبية التي عانوها. وأبلغ 25.4% من الأشخاص الذين طُعموا عن وجود تأثير جانبي جهازي، وهو تأثير جانبي يتعرض له الجسم في جزء مختلف عن المكان الذي يحقن فيه اللقاح.
يشارك الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصصًا عن الآثار الجانبية المؤقتة التي تحملوها للحصول على مناعة من فيروس قتل ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، تلك التي كانت بالنسبة للكثيرين وسام شرف يشبه إلى حد كبير الصور الشخصية التي ينشرها الناس لأنفسهم في أثناء تلقيهم اللقاح بهدف تشجيع الآخرين للحصول عليه.
شبه شخص على تويتر الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 بأسوأ صداع عاناه بعد شرب الكحول، وقال آخر إن تأثير الجرعة الثانية من اللقاح كان قويًا كما لو أن شاحنةً صدمته.
يمكن أن تحدث الآثار الجانبية الجهازية مثل التعب والصداع بعد تلقي لقاح كوفيد-19، إلا أن دراسةً جديدةً موثوقة المصدر تشير إلى أن نحو 1 من كل 4 أشخاص فقط يعانونها بالفعل.
التأثير قصير الأمد الأكثر شيوعًا هو الارتكاس الموضعي مثل الألم أو الاحمرار في موقع الحقن.
قالت الدكتورة فيرونيكا كونتريراس، اختصاصية طب الأسرة في مؤسسة ألتاميد الطبية (AltaMed): «تظهر هذه الدراسة أن معظم الناس لا يعانون آثارًا جانبيةً مثل الصداع والتعب، ومع الإبلاغ عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه من المطمئن أن الكثير منا لن يصاب بهذه الآثار الجانبية».
الآثار الجانبية الموضعية والجهازية
استخدم باحثون من المملكة المتحدة في هذه الدراسة بيانات 627000 شخص تلقوا لقاح فايزر بيونتك أو لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا وحصلوا على تلك البيانات من تطبيق أعراض كوفيد-19 وذلك لدراسة الآثار الجانبية التي عانوها.
أبلغ 25.4% أو 1 من كل 4 أشخاص ممّن طُعموا عن وجود تأثير جانبي جهازي، وهو تأثير جانبي يتعرض له الجسم في جزء مختلف عن المكان الذي يحقن فيه اللقاح.
كانت الآثار الجانبية الجهازية الأكثر شيوعًا هي التعب والصداع، وظهرت عمومًا في غضون الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد التطعيم واستمرت في المتوسط نحو يوم واحد.
كانت الآثار الجانبية الموضعية أكثر شيوعًا، إذ أنها تحدث لدى 66.2% من الأشخاص، ولا سيما الألم بالقرب من موقع الحقن الذي كان يبدأ عادةً في اليوم التالي للحقن ويستمر يومًا واحدًا تقريبًا.
أبلغ عدد قليل من الناس لا تزيد نسبتهم عن 2% عن آثار جانبية أخرى مثل الطفح الجلدي والشعور بألم حارق في الجلد والتصبغات الحمراء على الشفاه والوجه.
نُشرت النتائج في 28 نيسان في قسم الأمراض المعدية من مجلة ذا لانسيت الطبية.
يأمل الدكتور خوسيه مايورغا -المدير التنفيذي لمراكز صحة الأسرة في جامعة كاليفورنيا إرفاين والأستاذ السريري المساعد في طب الأسرة في كلية الطب في الجامعة نفسها- أن تساعد نتائج هذه الدراسة الأشخاص الذين يترددون في الحصول على التطعيم.
وأضاف مايورغا: «من المفترض أن تكون الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 خفيفة، تمامًا كما في اللقاحات الأخرى التي نتلقاها، هذه الآثار الجانبية الخفيفة قصيرة الأمد للقاح كوفيد-19 الذي يوفر مكاسب كبيرة في الحماية من فيروس لا يمكن التنبؤ به والذي تسبب في الكثير من الخسائر».
الجرعة الأولى مقابل الجرعة الثانية
بالنسبة لقاح فايزر-بيونتيك، كانت الآثار الجانبية الجهازية أسوأ بعد الجرعة الثانية، إذ أبلغ 22% من الأشخاص عن آثار جانبية بعد الجرعة الثانية، مقارنةً بنسبة 11.7% بعد الجرعة الأولى.
كانت الآثار الجانبية الجهازية أكثر شيوعًا بعد الجرعة الأولى من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، إذ حدثت لدى 33.7% من الأشخاص، ولم يدرس الباحثون البيانات المتعلقة بالآثار الجانبية بعد الجرعة الثانية من هذا اللقاح.
بالنسبة للذين تلقوا جرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك، كانت الآثار الجانبية الموضعية أقل شيوعًا بعد الجرعة الثانية (68.5%) منها بعد الجرعة الأولى (71.9%). وكانت الآثار الجانبية الموضعية أيضًا أقل شيوعًا بعد الجرعة الأولى من لقاح أوكسفورد-استرازينيكا (58.7%).
العمر والجنس والعدوى السابقة
كانت الآثار الجانبية الجهازية والموضعية أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا بعد أي من اللقاحات، مقارنةً مع كبار السن. وكانت الآثار الجانبية أكثر شيوعًا أيضًا لدى النساء منها لدى الرجال بعد الجرعة الأولى من أي من اللقاحات.
إضافةً إلى ذلك، كان الأشخاص الذين أُصيبوا سابقًا بكوفيد-19 أكثر عرضةً للإصابة بآثار جانبية جهازية بنحو 3 مرات بعد أي جرعة من لقاح فايزر-بيونتيك، وأكثر عرضةً بنحو مرتين بعد الجرعة الأولى من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين ليس لديهم عدوى سابقة، وكانت الآثار الجانبية الموضعية أكثر شيوعًا أيضًا لكل اللقاحات لدى الذين أُصيبوا سابقًا بكوفيد-19.
المخاوف بشأن الآثار الجانبية
من المألوف أن يكون لدى الناس مخاوف بشأن الآثار الجانبية للقاح ما، خاصةً عندما يرون الآخرين ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي حول تجاربهم السلبية مع ذلك اللقاح.
وشرح مايورغا أنه عندما يتم التحدث مع شخص متردد في الحصول على لقاح كوفيد-19، فإنه يحب تقديم صورة أشمل وأوضح عن اللقاح.
وقال مايورغا: «إن المخاطر الناجمة عن حالة حرجة يمكن أن تسبب العديد من المشكلات بما في ذلك الاستشفاء أو الموت لا يجب أن نسمح بجعلها فرصةً لزيادة مخاوف الناس حول اللقاح، إذ أنّنا بحاجة إلى الابتعاد عن التركيز على الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 والعودة إلى الحديث عن تأثير هذا الوباء علينا جميعًا، وكيف يمكن للّقاح إنهاء هذا الوباء».
تنصح الدكتورة كونتريراس الذين لديهم مخاوف بشأن لقاحات كوفيد-19 بالتحدث إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين تطعموا، أو أن يتواصلوا مع طبيبهم. وقالت كونتريراس: «يجب على الناس أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا على استعداد لتحمل خطر الإصابة بكوفيد-19، أو إذا كانوا يرغبون في الوقاية منه باللقاحات الفعالة جيدًا في الحماية من الإصابة».
وأضافت: «نحن بدورنا كأطباء جاهزون للإجابة على أي أسئلة أو مخاوف قد تكون لدى المرضى، حتى يتمكنوا من اتخاذ أفضل قرار لأنفسهم».
المصدر
عانى ربع الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 فقط آثارًا جانبيةً مثل الصداع أو التعب، مع الارتكاس الموضعي الذي كان أكثر شيوعًا. في دراسة جديدة، استخدم باحثون من المملكة المتحدة بيانات 627000 شخص لدراسة الآثار الجانبية التي عانوها. وأبلغ 25.4% من الأشخاص الذين طُعموا عن وجود تأثير جانبي جهازي، وهو تأثير جانبي يتعرض له الجسم في جزء مختلف عن المكان الذي يحقن فيه اللقاح.
يشارك الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصصًا عن الآثار الجانبية المؤقتة التي تحملوها للحصول على مناعة من فيروس قتل ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، تلك التي كانت بالنسبة للكثيرين وسام شرف يشبه إلى حد كبير الصور الشخصية التي ينشرها الناس لأنفسهم في أثناء تلقيهم اللقاح بهدف تشجيع الآخرين للحصول عليه.
شبه شخص على تويتر الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 بأسوأ صداع عاناه بعد شرب الكحول، وقال آخر إن تأثير الجرعة الثانية من اللقاح كان قويًا كما لو أن شاحنةً صدمته.
يمكن أن تحدث الآثار الجانبية الجهازية مثل التعب والصداع بعد تلقي لقاح كوفيد-19، إلا أن دراسةً جديدةً موثوقة المصدر تشير إلى أن نحو 1 من كل 4 أشخاص فقط يعانونها بالفعل.
التأثير قصير الأمد الأكثر شيوعًا هو الارتكاس الموضعي مثل الألم أو الاحمرار في موقع الحقن.
قالت الدكتورة فيرونيكا كونتريراس، اختصاصية طب الأسرة في مؤسسة ألتاميد الطبية (AltaMed): «تظهر هذه الدراسة أن معظم الناس لا يعانون آثارًا جانبيةً مثل الصداع والتعب، ومع الإبلاغ عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه من المطمئن أن الكثير منا لن يصاب بهذه الآثار الجانبية».
الآثار الجانبية الموضعية والجهازية
استخدم باحثون من المملكة المتحدة في هذه الدراسة بيانات 627000 شخص تلقوا لقاح فايزر بيونتك أو لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا وحصلوا على تلك البيانات من تطبيق أعراض كوفيد-19 وذلك لدراسة الآثار الجانبية التي عانوها.
أبلغ 25.4% أو 1 من كل 4 أشخاص ممّن طُعموا عن وجود تأثير جانبي جهازي، وهو تأثير جانبي يتعرض له الجسم في جزء مختلف عن المكان الذي يحقن فيه اللقاح.
كانت الآثار الجانبية الجهازية الأكثر شيوعًا هي التعب والصداع، وظهرت عمومًا في غضون الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد التطعيم واستمرت في المتوسط نحو يوم واحد.
كانت الآثار الجانبية الموضعية أكثر شيوعًا، إذ أنها تحدث لدى 66.2% من الأشخاص، ولا سيما الألم بالقرب من موقع الحقن الذي كان يبدأ عادةً في اليوم التالي للحقن ويستمر يومًا واحدًا تقريبًا.
أبلغ عدد قليل من الناس لا تزيد نسبتهم عن 2% عن آثار جانبية أخرى مثل الطفح الجلدي والشعور بألم حارق في الجلد والتصبغات الحمراء على الشفاه والوجه.
نُشرت النتائج في 28 نيسان في قسم الأمراض المعدية من مجلة ذا لانسيت الطبية.
يأمل الدكتور خوسيه مايورغا -المدير التنفيذي لمراكز صحة الأسرة في جامعة كاليفورنيا إرفاين والأستاذ السريري المساعد في طب الأسرة في كلية الطب في الجامعة نفسها- أن تساعد نتائج هذه الدراسة الأشخاص الذين يترددون في الحصول على التطعيم.
وأضاف مايورغا: «من المفترض أن تكون الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 خفيفة، تمامًا كما في اللقاحات الأخرى التي نتلقاها، هذه الآثار الجانبية الخفيفة قصيرة الأمد للقاح كوفيد-19 الذي يوفر مكاسب كبيرة في الحماية من فيروس لا يمكن التنبؤ به والذي تسبب في الكثير من الخسائر».
الجرعة الأولى مقابل الجرعة الثانية
بالنسبة لقاح فايزر-بيونتيك، كانت الآثار الجانبية الجهازية أسوأ بعد الجرعة الثانية، إذ أبلغ 22% من الأشخاص عن آثار جانبية بعد الجرعة الثانية، مقارنةً بنسبة 11.7% بعد الجرعة الأولى.
كانت الآثار الجانبية الجهازية أكثر شيوعًا بعد الجرعة الأولى من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، إذ حدثت لدى 33.7% من الأشخاص، ولم يدرس الباحثون البيانات المتعلقة بالآثار الجانبية بعد الجرعة الثانية من هذا اللقاح.
بالنسبة للذين تلقوا جرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك، كانت الآثار الجانبية الموضعية أقل شيوعًا بعد الجرعة الثانية (68.5%) منها بعد الجرعة الأولى (71.9%). وكانت الآثار الجانبية الموضعية أيضًا أقل شيوعًا بعد الجرعة الأولى من لقاح أوكسفورد-استرازينيكا (58.7%).
العمر والجنس والعدوى السابقة
كانت الآثار الجانبية الجهازية والموضعية أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا بعد أي من اللقاحات، مقارنةً مع كبار السن. وكانت الآثار الجانبية أكثر شيوعًا أيضًا لدى النساء منها لدى الرجال بعد الجرعة الأولى من أي من اللقاحات.
إضافةً إلى ذلك، كان الأشخاص الذين أُصيبوا سابقًا بكوفيد-19 أكثر عرضةً للإصابة بآثار جانبية جهازية بنحو 3 مرات بعد أي جرعة من لقاح فايزر-بيونتيك، وأكثر عرضةً بنحو مرتين بعد الجرعة الأولى من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين ليس لديهم عدوى سابقة، وكانت الآثار الجانبية الموضعية أكثر شيوعًا أيضًا لكل اللقاحات لدى الذين أُصيبوا سابقًا بكوفيد-19.
المخاوف بشأن الآثار الجانبية
من المألوف أن يكون لدى الناس مخاوف بشأن الآثار الجانبية للقاح ما، خاصةً عندما يرون الآخرين ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي حول تجاربهم السلبية مع ذلك اللقاح.
وشرح مايورغا أنه عندما يتم التحدث مع شخص متردد في الحصول على لقاح كوفيد-19، فإنه يحب تقديم صورة أشمل وأوضح عن اللقاح.
وقال مايورغا: «إن المخاطر الناجمة عن حالة حرجة يمكن أن تسبب العديد من المشكلات بما في ذلك الاستشفاء أو الموت لا يجب أن نسمح بجعلها فرصةً لزيادة مخاوف الناس حول اللقاح، إذ أنّنا بحاجة إلى الابتعاد عن التركيز على الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 والعودة إلى الحديث عن تأثير هذا الوباء علينا جميعًا، وكيف يمكن للّقاح إنهاء هذا الوباء».
تنصح الدكتورة كونتريراس الذين لديهم مخاوف بشأن لقاحات كوفيد-19 بالتحدث إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين تطعموا، أو أن يتواصلوا مع طبيبهم. وقالت كونتريراس: «يجب على الناس أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا على استعداد لتحمل خطر الإصابة بكوفيد-19، أو إذا كانوا يرغبون في الوقاية منه باللقاحات الفعالة جيدًا في الحماية من الإصابة».
وأضافت: «نحن بدورنا كأطباء جاهزون للإجابة على أي أسئلة أو مخاوف قد تكون لدى المرضى، حتى يتمكنوا من اتخاذ أفضل قرار لأنفسهم».
المصدر