احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية |
جاءت المشاركة العربية في افتتاح احتفالية القدس عاصمة
للثقافة العربية 2009 محدودة وأصابت المنظمين بخيبة الأمل، لكنهم مع ذلك عبروا عن
ارتياحهم لتنظيم فعاليات متزامنة في عدد من العواصم العربية.
وبينما وصف مثقفون المشاركة العربية بأنها انعكاس لحجم المشاركة العربية
في دعم القضية الفلسطينية، رأى آخرون وفق فضائية “الجزيرة” القطرية أن المشاركة
العربية في ظل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المدينة المقدسة تشكل تطبيعا لا خير
فيه.
ومن أصل 22 دولة عربية، شارك ممثلون لخمس دول فقط في افتتاح الاحتفالية
بمدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية. والدول المشاركة هي المغرب والأردن وتونس
والكويت والإمارات.
أوضحت المديرة التنفيذية للاحتفالية فارسين أغابيكان أن الفلسطينيين
كانوا يأملون مشاركة كل الدول العربية في الافتتاح، لكن هذا لم يحدث.
وأضافت أن زيارة الأراضي المحتلة والمشاركة في افتتاح الاحتفالية “ليست
تطبيعا مع السجان الإسرائيلي، بل فرصة للتحدي ومشاركة الفلسطينيين في صمودهم
وتحديهم للاحتلال ومواجهته”.
ومع ذلك أشادت بالفعاليات التي نظمت في عدد من العواصم العربية بالتزامن
مع حفل الافتتاح في بيت لحم، مشيرة إلى استمرار الفعاليات في عدد من الدول والعواصم
العربية على مدار العام.
أما الكاتب الفلسطيني سعيد مضية فوصف المشاركة العربية في حفل الافتتاح
بأنها “لم ترق للمستوى المطلوب.. شأنها شأن المشاركة في القضية الفلسطينية.. فيها
شيء من النفاق وقليل من الجديّة”.
وأكد أن الشعب الفلسطيني بإمكانه أن يقاوم الاستيطان ويدافع عن أرضه
وحده، لكنه بحاجة لمن يقف إلى جانبه معنويا خاصة من الشعوب العربية المهدورة
كرامتها والمحرومة من العمل على مساعدة هذا الشعب.
بخلاف وجهة نظر السلطة الفلسطينية التي ترى في المشاركة العربية دعما
للقضية الفلسطينية والقدس، يوضح المحلل السياسي خالد العمايره أن إسرائيل تعتبرها
تطبيعا بينها وبين الدول العربية.
واعتبر العمايرة أن المشاركة العربية وخاصة من الدول غير المطبعة مع
إسرائيل “سياسية بالدرجة الأولى وتهدف إلى استرضاء الجانب الصهيوني
والأمريكي”.
وأضاف - وفقا لنفس المصدر - “لو كان في التطبيع خير للقضية الفلسطينية
لظهر ذلك منذ زمن طويل، وما نشاهده هو العكس؛ فمع التطبيع زاد الأمر سوءا، وزاد طمع
إسرائيل في الأراضي العربية، واتسعت وزادت المستوطنات، وتضاعفت سرقة الأراضي،
وتجرّأ الصهاينة على مدينة القدس العربية كما لم يفعلوا في السابق”.
وأشار إلى أن الاحتلال كان في السابق يهدم بيتا أو اثنين أو عمارة أو
اثنتين، والآن يبيد أحياء بكاملها، متهما بعض المشاركين بأنهم لا يعرفون شيئا عن
الاحتفالية. ويختم متسائلا: ما الذي استفادته القضية الفلسطينية من
التطبيع؟.