يمكن أن تصاب بالإنفلونزا وكوفيد-19 معًا: إليك ما يجب معرفته
يرجح الأطباء احتمالية إصابة الشخص بالإنفلونزا وكوفيد-19 في الوقت عينه. وقد يتسبب ذلك بمشكلات صحية جدية بسبب تماثل التأثير المرضي على الرئتين. ويقولون أيضًا أن«جائحة مزدوجة» من الإنفلونزا وكوفيد-19 قادرة على إرباك المشافي والمنشآت الصحية الأخرى.
وصرح السياسيون في وقت مبكر عن عدم جدية خطورة فيروس كورونا، إذ لم تتجاوز خطورته خطر الإنفلونزا على حد تعبيرهم، بيد أنّ أعداد الوفيات بسبب كوفيد-19 تجاوزت الـ200,000 شخص في الولايات المتحدة في الأشهر الستة الأخيرة.
وقد تأخذ الأزمة الصحية هذه منعطفًا جديدًا الآن، فعوضًا عن الإدعاء بأن كوفيد-19 لا تتعدى خطورته الإنفلونزا الموسمية، إلا أنه من المحتمل أن تتفاقم خطورة جائحة كوفيد-19 بسبب من الإنفلونزا الموسمية.
وتتجلى الآن احتمالية إصابة الشخص الواحد بعدوى مزدوجة من المرضين معًا، مما يسبب فوضى جدية لجهاز المناعة ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض أشد خطورة.
وقد يحمل هذا الاحتمال عواقب أخرى؛ من جهة انهيار المنظومة الصحية في المشافي المكتظة بمرضى الإنفلونزا وكوفيد-19 ، وعجزها عن تقديم المساعدة الصحية اللازمة لجميعهم.
الإنفلونزا وكوفيد-19 معًا
تخبرنا الخبيرة بورنيما مديفانان: «لقد راجعنا بعض المرضى المصابين بعدوى مزدوجة من كلا الفيروسين».
وتولدت بعض التكهنات لدى الخبراء بسبب اشتراك الإنفلونزا وكوفيد-19 بكونهما آفتين تنفسيتين، لذا ساد الاعتقاد بأن الإصابة بأحد المرضين يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض الآخر، وبأن الإصابة بالمرضين دفعة واحدة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وقال رئيس الخدمات الصحية في عيادة كليفلاند في أوهايو الطبيب مايكل رويزن: «لا نعلم كيف يتفاعل المرضان معًا، لكننا نفترض أن الإصابة بهما معًا تجعل النجاة أصعب، ما سيرفع معدل الوفيات أكثر من فرضية الإصابة بعدوى واحدة فحسب».
وتؤكد مديفانان على ضرورة الحصول على الأدلة الكافية قبل حسم حجم مخاطر الإصابة بالمرضين معًا. فتقول أيضًا: «إن قدوم موسم الإنفلونزا هو السبب الذي يدفعنا إلى التحدث عنها تماشيًا مع كوفيد-19، فهذان العدويان يتشابهان حصرًا بكونهما مرضين تنفسيين مُعديين».
وتشير مديفانان إلى الأثر المسبب للالتهاب الرئوي في كلا المرضين، وإلى اختلاف الطريقة التي يتلف فيها كل منهما الرئة، فتسبب الإنفلونزا تراكم السوائل في خلايا معينة في الرئة، بينما يُعتقَد أن كوفيد-19 يهاجم الرئة عبر تشكيل تكتلات دموية واسعة الانتشار في الأوعية الرئوية الدموية.
والآن تبدو احتمالية الإصابة بالمرضين معًا واردة، وهو أمر يقود الجهاز المناعي إلى عواقب وخيمة ويزيد من خطر الإصابة بأمراض أشد.
وتقول مديفانان: «لا نملك معلومات كافية إذا كان تأثير المرضين معًا تراكميًا، أو إذا كانت نسبة خطر الموت أعلى، أو كيف» فإن تطور كلا المرضين ربما يختلف عن تطور مرض واحد فحسب.
وأضافت: «أتوقع أننا سنحصل على المعلومات الكافية للإجابة عن هذه التساؤلات في نهاية موسم الإنفلونزا هذا».
غدت القدرة الاستيعابية للمشافي محط الأنظار مجددًا
ولكن قبل ذلك، سيراقب المسؤولون المشافي من كثب.
فرغم الانتشار الواسع للعدوى ومئات آلاف الوفيات المترتبة عليها، إن أزمة استيعاب المشافي التي حدثت في شمال إيطاليا لم تحدث في الولايات المتحدة بسبب سيطرتها الجيدة على الوضع، بخلاف ما حصل في الأسابيع الأولى للجائحة في مدينة نيويورك إذ بدا تأجيل الإجراءات اختياريًا أو غير مهم.
وتلوح احتمالية «الجائحة المضاعفة» في الأفق، وهو ما دفع بعض المشرفين في المشافي إلى تأجيل هذه الإجراءات مجددًا وإلى تهيئة الجميع إلى موجة جديدة من المرضى المصابين بمرضين مختلفين يحتاج كلاهما إلى الأسرّة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأشار رويزن: «كادت المشافي أن تعجز على استيعاب المرضى المصابين بمرض واحد. لقد اضطررنا سابقًا -في موسم عام 2018- إلى تخفيض الإجراءات الاختيارية بعد أن امتلأ المشفى بكامله. وأما الآن ماذا ليحدث إن أضفنا إلى ذلك مرضًا آخر؟ سيربك هذا الوضع المشفى».
وقتلت الإنفلونزا أكثر من 80,000 أمريكي في شتاء 2017-2018، وهذا أعلى معدل للوفيات خلال العقد المنصرم وما قبله.
ويقول رويزن: «قد نضطر إلى اتخاذ قرار الحياة أو الموت إذا صادفنا موسم إنفلونزا سيئًا وإذا اضطررنا إلى زيادة القدرة الاستيعابية للمصابين بكوفيد-19».
مختلف عن الزكام العادي
على غرار الإنفلونزا، فإن الزكام الشائع سببه فيروس تاجي.
ووجدت بعض الأدلة أن الإصابة بالزكام الشائع تقي من الإصابة الشديدة بكوفيد-19 فتطوير عوارض خطيرة.
وقالت مديفانان بأن الإصابة بإحدى الفيروسات التاجية المسبِّبة الزكام الشائع قد تقدِّم بعض المناعة لأنها تؤدي إلى تشكّل خلايا تي الذاكرة التي تتعرف على أي عدوى مشابهة في المستقبل فيقاومها الجسم.
وظهرت بعض الأنباء بأن الإصابة بالزكام الشائع تقلل فرصة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، رغم إشارة مديفانان إلى عدم وجود أدلة داعمة لذلك حتى الآن.
وقالت: «من الشائع أن تتداخل عدوى فيروسية ما مع عدوى أخرى مصاب بها في وقت لاحق من الفيروس نفسه أو من فيروس قريب منه. لذا ليس من المفاجئ أن تقلل عدوى فيروسية ككورونا احتمالية الإصابة بعدوى أخرى لفيروس تاجي آخر مشابه».
لكن الوقاية الممكنة المستمدة من الإصابة بالزكام الشائع لا تستطيع أن تقيك من الإنفلونزا.
وقالت مديفانان: «من المستبعد جدًا أن يكسبك التعرض إلى كوفيد-19 أو الإنفلونزا مناعةَ الواحد ضد الآخر، بناء على ما نعلمه حول المناعة المكتسبة».
الدور المزدوج للتلقيح
وبلّغ الأطباء كلمتهم في ضرورة أخذ لقاح ضد الإنفلونزا إذ أضحى الأمر بالغ الأهمية هذا العام أكثر من أي عام «عادي».
وتتعدد الأسباب خلف هذا الأمر حسب قول رويزن، فأنت بذلك أولًا تقي نفسك من المرض، وثانيًا تترك لغيرك موارد الرعاية الصحية وفرص الاستعانة بها إذ لا تضطر إلى استعمالها.
ويقول رويزن إنه حصل على لقاح الإنفلونزا منذ يومين، وإنه ومعظم متخصصي الرعاية الصحية يحثون الناس على المسارعة بالحصول على اللقاح قبل الوقت المعتاد.
واليوم يحصل الناس على اللقاحات في خيمة أو منشآت مفتوحة مؤقتًا بغية المحافظة على التباعد الاجتماعي وتأمين التهوئة الجيدة.
ولهذه الإجراءات أيضًا وظيفة أخرى: تجربة أداء. فقالت مديفانان إنها تعمل مع مسؤولي منطقة توكسون على دراسة تماثل الاعتقادات والسلوكيات مع لقاح الإنفلونزا أو اختلافها مع التعاطي المستقبلي المتوقع للقاح كوفيد-19.
وترسل مدن مثل دينفر وبالتيمور «فرقًا إسعافية» عبر شاحنات لتوزيع لقاحات الإنفلونزا، محاوِلةً في الوقت عينه تنظيم فرق لتوزيع لقاحات محتملة لكوفيد-19 وذلك على نطاق أوسع.
وتصب كل هذه الجهود في محاولة إيقاء المجتمع وتجهيزه لمرحلة مرجوٍّ قدومها من لقاحات محتملة ضدّ كوفيد-19.
المصدر
يرجح الأطباء احتمالية إصابة الشخص بالإنفلونزا وكوفيد-19 في الوقت عينه. وقد يتسبب ذلك بمشكلات صحية جدية بسبب تماثل التأثير المرضي على الرئتين. ويقولون أيضًا أن«جائحة مزدوجة» من الإنفلونزا وكوفيد-19 قادرة على إرباك المشافي والمنشآت الصحية الأخرى.
وصرح السياسيون في وقت مبكر عن عدم جدية خطورة فيروس كورونا، إذ لم تتجاوز خطورته خطر الإنفلونزا على حد تعبيرهم، بيد أنّ أعداد الوفيات بسبب كوفيد-19 تجاوزت الـ200,000 شخص في الولايات المتحدة في الأشهر الستة الأخيرة.
وقد تأخذ الأزمة الصحية هذه منعطفًا جديدًا الآن، فعوضًا عن الإدعاء بأن كوفيد-19 لا تتعدى خطورته الإنفلونزا الموسمية، إلا أنه من المحتمل أن تتفاقم خطورة جائحة كوفيد-19 بسبب من الإنفلونزا الموسمية.
وتتجلى الآن احتمالية إصابة الشخص الواحد بعدوى مزدوجة من المرضين معًا، مما يسبب فوضى جدية لجهاز المناعة ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض أشد خطورة.
وقد يحمل هذا الاحتمال عواقب أخرى؛ من جهة انهيار المنظومة الصحية في المشافي المكتظة بمرضى الإنفلونزا وكوفيد-19 ، وعجزها عن تقديم المساعدة الصحية اللازمة لجميعهم.
الإنفلونزا وكوفيد-19 معًا
تخبرنا الخبيرة بورنيما مديفانان: «لقد راجعنا بعض المرضى المصابين بعدوى مزدوجة من كلا الفيروسين».
وتولدت بعض التكهنات لدى الخبراء بسبب اشتراك الإنفلونزا وكوفيد-19 بكونهما آفتين تنفسيتين، لذا ساد الاعتقاد بأن الإصابة بأحد المرضين يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض الآخر، وبأن الإصابة بالمرضين دفعة واحدة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وقال رئيس الخدمات الصحية في عيادة كليفلاند في أوهايو الطبيب مايكل رويزن: «لا نعلم كيف يتفاعل المرضان معًا، لكننا نفترض أن الإصابة بهما معًا تجعل النجاة أصعب، ما سيرفع معدل الوفيات أكثر من فرضية الإصابة بعدوى واحدة فحسب».
وتؤكد مديفانان على ضرورة الحصول على الأدلة الكافية قبل حسم حجم مخاطر الإصابة بالمرضين معًا. فتقول أيضًا: «إن قدوم موسم الإنفلونزا هو السبب الذي يدفعنا إلى التحدث عنها تماشيًا مع كوفيد-19، فهذان العدويان يتشابهان حصرًا بكونهما مرضين تنفسيين مُعديين».
وتشير مديفانان إلى الأثر المسبب للالتهاب الرئوي في كلا المرضين، وإلى اختلاف الطريقة التي يتلف فيها كل منهما الرئة، فتسبب الإنفلونزا تراكم السوائل في خلايا معينة في الرئة، بينما يُعتقَد أن كوفيد-19 يهاجم الرئة عبر تشكيل تكتلات دموية واسعة الانتشار في الأوعية الرئوية الدموية.
والآن تبدو احتمالية الإصابة بالمرضين معًا واردة، وهو أمر يقود الجهاز المناعي إلى عواقب وخيمة ويزيد من خطر الإصابة بأمراض أشد.
وتقول مديفانان: «لا نملك معلومات كافية إذا كان تأثير المرضين معًا تراكميًا، أو إذا كانت نسبة خطر الموت أعلى، أو كيف» فإن تطور كلا المرضين ربما يختلف عن تطور مرض واحد فحسب.
وأضافت: «أتوقع أننا سنحصل على المعلومات الكافية للإجابة عن هذه التساؤلات في نهاية موسم الإنفلونزا هذا».
غدت القدرة الاستيعابية للمشافي محط الأنظار مجددًا
ولكن قبل ذلك، سيراقب المسؤولون المشافي من كثب.
فرغم الانتشار الواسع للعدوى ومئات آلاف الوفيات المترتبة عليها، إن أزمة استيعاب المشافي التي حدثت في شمال إيطاليا لم تحدث في الولايات المتحدة بسبب سيطرتها الجيدة على الوضع، بخلاف ما حصل في الأسابيع الأولى للجائحة في مدينة نيويورك إذ بدا تأجيل الإجراءات اختياريًا أو غير مهم.
وتلوح احتمالية «الجائحة المضاعفة» في الأفق، وهو ما دفع بعض المشرفين في المشافي إلى تأجيل هذه الإجراءات مجددًا وإلى تهيئة الجميع إلى موجة جديدة من المرضى المصابين بمرضين مختلفين يحتاج كلاهما إلى الأسرّة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأشار رويزن: «كادت المشافي أن تعجز على استيعاب المرضى المصابين بمرض واحد. لقد اضطررنا سابقًا -في موسم عام 2018- إلى تخفيض الإجراءات الاختيارية بعد أن امتلأ المشفى بكامله. وأما الآن ماذا ليحدث إن أضفنا إلى ذلك مرضًا آخر؟ سيربك هذا الوضع المشفى».
وقتلت الإنفلونزا أكثر من 80,000 أمريكي في شتاء 2017-2018، وهذا أعلى معدل للوفيات خلال العقد المنصرم وما قبله.
ويقول رويزن: «قد نضطر إلى اتخاذ قرار الحياة أو الموت إذا صادفنا موسم إنفلونزا سيئًا وإذا اضطررنا إلى زيادة القدرة الاستيعابية للمصابين بكوفيد-19».
مختلف عن الزكام العادي
على غرار الإنفلونزا، فإن الزكام الشائع سببه فيروس تاجي.
ووجدت بعض الأدلة أن الإصابة بالزكام الشائع تقي من الإصابة الشديدة بكوفيد-19 فتطوير عوارض خطيرة.
وقالت مديفانان بأن الإصابة بإحدى الفيروسات التاجية المسبِّبة الزكام الشائع قد تقدِّم بعض المناعة لأنها تؤدي إلى تشكّل خلايا تي الذاكرة التي تتعرف على أي عدوى مشابهة في المستقبل فيقاومها الجسم.
وظهرت بعض الأنباء بأن الإصابة بالزكام الشائع تقلل فرصة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، رغم إشارة مديفانان إلى عدم وجود أدلة داعمة لذلك حتى الآن.
وقالت: «من الشائع أن تتداخل عدوى فيروسية ما مع عدوى أخرى مصاب بها في وقت لاحق من الفيروس نفسه أو من فيروس قريب منه. لذا ليس من المفاجئ أن تقلل عدوى فيروسية ككورونا احتمالية الإصابة بعدوى أخرى لفيروس تاجي آخر مشابه».
لكن الوقاية الممكنة المستمدة من الإصابة بالزكام الشائع لا تستطيع أن تقيك من الإنفلونزا.
وقالت مديفانان: «من المستبعد جدًا أن يكسبك التعرض إلى كوفيد-19 أو الإنفلونزا مناعةَ الواحد ضد الآخر، بناء على ما نعلمه حول المناعة المكتسبة».
الدور المزدوج للتلقيح
وبلّغ الأطباء كلمتهم في ضرورة أخذ لقاح ضد الإنفلونزا إذ أضحى الأمر بالغ الأهمية هذا العام أكثر من أي عام «عادي».
وتتعدد الأسباب خلف هذا الأمر حسب قول رويزن، فأنت بذلك أولًا تقي نفسك من المرض، وثانيًا تترك لغيرك موارد الرعاية الصحية وفرص الاستعانة بها إذ لا تضطر إلى استعمالها.
ويقول رويزن إنه حصل على لقاح الإنفلونزا منذ يومين، وإنه ومعظم متخصصي الرعاية الصحية يحثون الناس على المسارعة بالحصول على اللقاح قبل الوقت المعتاد.
واليوم يحصل الناس على اللقاحات في خيمة أو منشآت مفتوحة مؤقتًا بغية المحافظة على التباعد الاجتماعي وتأمين التهوئة الجيدة.
ولهذه الإجراءات أيضًا وظيفة أخرى: تجربة أداء. فقالت مديفانان إنها تعمل مع مسؤولي منطقة توكسون على دراسة تماثل الاعتقادات والسلوكيات مع لقاح الإنفلونزا أو اختلافها مع التعاطي المستقبلي المتوقع للقاح كوفيد-19.
وترسل مدن مثل دينفر وبالتيمور «فرقًا إسعافية» عبر شاحنات لتوزيع لقاحات الإنفلونزا، محاوِلةً في الوقت عينه تنظيم فرق لتوزيع لقاحات محتملة لكوفيد-19 وذلك على نطاق أوسع.
وتصب كل هذه الجهود في محاولة إيقاء المجتمع وتجهيزه لمرحلة مرجوٍّ قدومها من لقاحات محتملة ضدّ كوفيد-19.
المصدر