ما حقيقة انخفاض معدل الولادات الباكرة خلال جائحة كوفيد-19؟
وسط القصص المروعة لوفيات الفيروس التاجي والأمراض حول العالم، رأى الباحثون بصيص أمل. في نفس الوقت تقريبًا، لاحظت مجموعتان مستقلتان في أوروبا أن وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة بدت أكثر هدوءًا في فترة الوباء. هل كانت هذه صدفة؟ أم يوجد عدد أقل من الأطفال الخُدج -الأطفال المولودين باكرًا أو الولادات الباكرة- الذين يحتاجون إلى عناية مركزة؟ وإذا كان عدد الولادات الباكرة أقل، فلماذا؟
لذلك، درس الباحثون ما يجري في محاولة للحصول على صورة أكمل لكيفية تأثير كوفيد-19 في النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة.
هذا ما وجدوه:
في الدنمارك، كان هناك انخفاض كبير -نحو 90٪- في معدل الولادات الباكرة جدًا -أقل من 28 أسبوعًا من الحمل- خلال فترة الإغلاق على مستوى البلاد، مقارنة مع معدل مستقر في السنوات الخمس السابقة.
ومع ذلك، لم يلاحظ الباحثون انخفاضًا في معدل الأطفال الخدج الآخرين، الذين وُلدوا بعد أكثر من 28 أسبوعًا ولكن أقل من 37 أسبوعًا.
اعتقد الباحثون الإيرلنديون أن الإغلاق كان فرصة لقياس ما إذا كانت العوامل الاجتماعية غير الطبية والمجتمعية مرتبطة بانخفاض معدل الولادات الباكرة، وقد وجدوا نتائج مماثلة عندما أجروا دراسة مشابهة لدراسة الفريق الدنماركي.
على مدى العقدين الماضيين، زاد احتمال إنجاب النساء لطفل وزنه منخفض جدًا -أقل من 1500 غرام- بمقدار 3.77 عما كان عليه قبل الإغلاق الأخير في منطقة الدراسة التابعة للدراسة الإيرلندية، وكان هذا أقل بنحو 73٪ في الولادات الباكرة جدًا.
ما الذي يمكن أن يفسر هذا؟
هناك مفارقة معينة في هذه النتائج.
تشارك النساء الحوامل قصصًا عن زيادة التوتر والخوف والقلق في فترة الوباء، وهناك أدلة قوية على ارتباط التوتر والخوف والقلق في أثناء الحمل مع الولادة الباكرة. لذلك، من المحتمل أن نشهد زيادة إجمالية في الولادات الباكرة، التي سنقيسها أو نراها لاحقًا.
مع ذلك، فإن استجابة النساء الحوامل لتدابير الإغلاق قد تقلل بالفعل من الضغوط الأخرى، وقد يقضون وقتًا أقل في التنقل ذهابًا وإيابًا إلى العمل ومواجهة ديناميكيات مكان العمل المجهِدة. وقد يسمح لهن ذلك بالحصول على مزيد من الراحة وزيادة فرص الحصول على الدعم الأسري.
وربما استُبعد من ذلك أيضًا العمل الذي يتطلب جهدًا بدنيًا أو مناوبات والمعروف بزيادة مخاطر الولادة الباكرة، أو خُفضت مدته.
هناك نظرية أخرى تتعلق بإبعاد النساء الحوامل عن أماكن العمل المزدحمة والأنشطة المجتمعية، ما يقلل من تعرضهن لمسببات الأمراض عمومًا.
يُعتقد أن الالتهاب والاستجابات الأخرى المرتبطة بالمناعة تساهم في زيادة خطر الولادة المبكرة، ونحن نعلم أن معدلات الإصابة ببعض الأمراض المعدية، بما في ذلك الإنفلونزا قد انخفضت خلال الجائحة، لأننا طبقنا العزل الجسدي وغسل اليدين وارتداء الكمامات.
تسبب الإغلاق أيضًا في تقليل تلوث الهواء الذي يُقال إنه يسبب الالتهاب ويؤثر في مدة الحمل مع عوامل بيولوجية أخرى.
عزا مؤلفو كلتا الدراستين هذا الانخفاض الكبير في الولادات الباكرة جدًا إلى العديد من التغيرات الاجتماعية والبيئية التي حدثت في أثناء الإغلاق، ولم يحددوا عاملًا معينًا ما.
في الواقع، لم تُصمم دراساتهم لإثبات ما سببه كل عامل معين، لذلك علينا أن نحذر عندما نفسر النتائج التي توصلوا إليها، فدراساتهم لم تخضع لمراجعة الأقران رسميًا.
بينما تقدم هذه الدراسات بعض نقاط المناقشة المثيرة للاهتمام، لدينا بعض التحفظات عن كيفية توجيه العمل المستقبلي.
من الناحية المثالية، قد يرغب باحثون آخرون في تكرار تعرض معين أو تدخل ليعرفوا ما إذا سيوصلهم ذلك إلى نتائج مماثلة، ولكن كيف يمكننا أن نكرر على نحو مهني التغيير الاجتماعي البيئي الجذري الذي واجهته النساء عندما ينتهي الوباء؟
هل يمكننا حقًا أن نتوقع من النساء الحوامل في المستقبل البقاء في المنزل، وعدم العمل بجد على أقدامهن، والتقليل من التفاعل الاجتماعي حتى نتمكن من رؤية ما يحدث؟ قد يكون لذلك تأثير معاكس تمامًا في صحتهم وسعادتهم.
ربما شهدت بعض وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة زيادة في الولادات الباكرة في أثناء الجائحة، لكن ربما لم يُدرس هذا الأمر رسميًا أو يُنشر أو يُذكر في الأخبار.
لقد راجعنا أيضًا دراسات الأقران المنشورة، التي تُظهر زيادة خطر الولادة الباكرة إذا شُخصت النساء بمرض متعلق بالفيروس التاجي، مثل مرض السارس SARS (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) أو ميرس MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) أو كوفيد-19.
بمجرد الكشف عن التأثير الكامل لهذا الوباء، قد نشهد زيادة إجمالية في الولادات الباكرة المرتبطة بالفيروسات التاجية.
ربما نحن نتعلق بقشة، في محاولة تصور بعض الفوائد المحتملة لأهم اضطراب مرّ به العالم في السنوات الأخيرة، لكننا حذرون من القول إننا وجدنا هذه الفوائد.
المصدر
وسط القصص المروعة لوفيات الفيروس التاجي والأمراض حول العالم، رأى الباحثون بصيص أمل. في نفس الوقت تقريبًا، لاحظت مجموعتان مستقلتان في أوروبا أن وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة بدت أكثر هدوءًا في فترة الوباء. هل كانت هذه صدفة؟ أم يوجد عدد أقل من الأطفال الخُدج -الأطفال المولودين باكرًا أو الولادات الباكرة- الذين يحتاجون إلى عناية مركزة؟ وإذا كان عدد الولادات الباكرة أقل، فلماذا؟
لذلك، درس الباحثون ما يجري في محاولة للحصول على صورة أكمل لكيفية تأثير كوفيد-19 في النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة.
هذا ما وجدوه:
في الدنمارك، كان هناك انخفاض كبير -نحو 90٪- في معدل الولادات الباكرة جدًا -أقل من 28 أسبوعًا من الحمل- خلال فترة الإغلاق على مستوى البلاد، مقارنة مع معدل مستقر في السنوات الخمس السابقة.
ومع ذلك، لم يلاحظ الباحثون انخفاضًا في معدل الأطفال الخدج الآخرين، الذين وُلدوا بعد أكثر من 28 أسبوعًا ولكن أقل من 37 أسبوعًا.
اعتقد الباحثون الإيرلنديون أن الإغلاق كان فرصة لقياس ما إذا كانت العوامل الاجتماعية غير الطبية والمجتمعية مرتبطة بانخفاض معدل الولادات الباكرة، وقد وجدوا نتائج مماثلة عندما أجروا دراسة مشابهة لدراسة الفريق الدنماركي.
على مدى العقدين الماضيين، زاد احتمال إنجاب النساء لطفل وزنه منخفض جدًا -أقل من 1500 غرام- بمقدار 3.77 عما كان عليه قبل الإغلاق الأخير في منطقة الدراسة التابعة للدراسة الإيرلندية، وكان هذا أقل بنحو 73٪ في الولادات الباكرة جدًا.
ما الذي يمكن أن يفسر هذا؟
هناك مفارقة معينة في هذه النتائج.
تشارك النساء الحوامل قصصًا عن زيادة التوتر والخوف والقلق في فترة الوباء، وهناك أدلة قوية على ارتباط التوتر والخوف والقلق في أثناء الحمل مع الولادة الباكرة. لذلك، من المحتمل أن نشهد زيادة إجمالية في الولادات الباكرة، التي سنقيسها أو نراها لاحقًا.
مع ذلك، فإن استجابة النساء الحوامل لتدابير الإغلاق قد تقلل بالفعل من الضغوط الأخرى، وقد يقضون وقتًا أقل في التنقل ذهابًا وإيابًا إلى العمل ومواجهة ديناميكيات مكان العمل المجهِدة. وقد يسمح لهن ذلك بالحصول على مزيد من الراحة وزيادة فرص الحصول على الدعم الأسري.
وربما استُبعد من ذلك أيضًا العمل الذي يتطلب جهدًا بدنيًا أو مناوبات والمعروف بزيادة مخاطر الولادة الباكرة، أو خُفضت مدته.
هناك نظرية أخرى تتعلق بإبعاد النساء الحوامل عن أماكن العمل المزدحمة والأنشطة المجتمعية، ما يقلل من تعرضهن لمسببات الأمراض عمومًا.
يُعتقد أن الالتهاب والاستجابات الأخرى المرتبطة بالمناعة تساهم في زيادة خطر الولادة المبكرة، ونحن نعلم أن معدلات الإصابة ببعض الأمراض المعدية، بما في ذلك الإنفلونزا قد انخفضت خلال الجائحة، لأننا طبقنا العزل الجسدي وغسل اليدين وارتداء الكمامات.
تسبب الإغلاق أيضًا في تقليل تلوث الهواء الذي يُقال إنه يسبب الالتهاب ويؤثر في مدة الحمل مع عوامل بيولوجية أخرى.
عزا مؤلفو كلتا الدراستين هذا الانخفاض الكبير في الولادات الباكرة جدًا إلى العديد من التغيرات الاجتماعية والبيئية التي حدثت في أثناء الإغلاق، ولم يحددوا عاملًا معينًا ما.
في الواقع، لم تُصمم دراساتهم لإثبات ما سببه كل عامل معين، لذلك علينا أن نحذر عندما نفسر النتائج التي توصلوا إليها، فدراساتهم لم تخضع لمراجعة الأقران رسميًا.
بينما تقدم هذه الدراسات بعض نقاط المناقشة المثيرة للاهتمام، لدينا بعض التحفظات عن كيفية توجيه العمل المستقبلي.
من الناحية المثالية، قد يرغب باحثون آخرون في تكرار تعرض معين أو تدخل ليعرفوا ما إذا سيوصلهم ذلك إلى نتائج مماثلة، ولكن كيف يمكننا أن نكرر على نحو مهني التغيير الاجتماعي البيئي الجذري الذي واجهته النساء عندما ينتهي الوباء؟
هل يمكننا حقًا أن نتوقع من النساء الحوامل في المستقبل البقاء في المنزل، وعدم العمل بجد على أقدامهن، والتقليل من التفاعل الاجتماعي حتى نتمكن من رؤية ما يحدث؟ قد يكون لذلك تأثير معاكس تمامًا في صحتهم وسعادتهم.
ربما شهدت بعض وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة زيادة في الولادات الباكرة في أثناء الجائحة، لكن ربما لم يُدرس هذا الأمر رسميًا أو يُنشر أو يُذكر في الأخبار.
لقد راجعنا أيضًا دراسات الأقران المنشورة، التي تُظهر زيادة خطر الولادة الباكرة إذا شُخصت النساء بمرض متعلق بالفيروس التاجي، مثل مرض السارس SARS (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) أو ميرس MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) أو كوفيد-19.
بمجرد الكشف عن التأثير الكامل لهذا الوباء، قد نشهد زيادة إجمالية في الولادات الباكرة المرتبطة بالفيروسات التاجية.
ربما نحن نتعلق بقشة، في محاولة تصور بعض الفوائد المحتملة لأهم اضطراب مرّ به العالم في السنوات الأخيرة، لكننا حذرون من القول إننا وجدنا هذه الفوائد.
المصدر