تجارب لقاح فيروس كورونا لن تعطينا أجوبة قاطعة عن أكبر أسئلتنا.. وهذا هو السبب
هناك حاليًا ستة لقاحات على الأقل لمرض كوفيد-19 في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب المخبرية. تهدف هذه الاختبارات جميعها إلى المقارنة بين اللقاحات والدواء الوهمي في الفاعلية والأمان. ولكن بيتر دوشي المحرر المساعد في صحيفة BMJ يثير تساؤلًا في تقرير جديد، وهو: ماذا تعني كلمة فعال؟
إن هدف المرحلة الثالثة من الاختبارات التي تُجرى حاليًا هو معرفة إن كان اللقاح سيقلل خطر الإصابة بكوفيد-19 المصحوب بأعراض مرضية. يجب على المشاركين في التجارب أن يُبدوا نتيجة مسحة إيجابية إضافةً إلى مجموعة من الأعراض المحددة التي يمكن أن تختلف من تجربة إلى أخرى. قد تتراوح هذه الأعراض بين صداع خفيف وحتى الأعراض الحادة التي تتطلب عنايةً مكثفةً.
تستخدم كل تجربة تعريفها الخاص للحالات الإيجابية بفيروس كورونا من أجل تقدير عدد الأفراد الذين يُتوقع أن يصابوا بكوفيد-19 في مجموعة الضبط، وهم الذين لا يتلقون اللقاح التجريبي.
على سبيل المثال، يعمل بروتوكول التجارب المخبرية على فرضية أن واحدًا من بين كل 133 فردًا ستتطور لديه إصابة بكوفيد-19 مصحوبة بأعراض خلال فترة 6 أشهر. يبين تحليل مُعتمد على إحصاء معقد أنه في حال كان الدواء فعالًا بنسبة 60% فعندها يجب على 151 فردًا فقط من بين 30000 من المُختبرين أن يصابوا مع ظهور أعراض حتى تكون هذه الدرجة من الحماية صحيحة فعلًأ.
سبب القلق
يتزايد القلق بسبب اتباع هذا النوع من التجارب، فلن يمكن الجزم أبدًا بكون اللقاح يحمي من الإصابة الشديدة بالمرض أو الموت؛ فالتصميم الذي اتُبع في هذه التجارب الأولى لا يفرق بين الحالات المتوسطة والشديدة من الإصابة بفيروس كورونا في التحليل الأولي، لكنّ لهذا سببًا واقعيًا ولا يجب أن يولد إنذارًا.
ببساطة تامة، عدد الوفيات بسبب كوفيد-19 عددًا أقل بكثير من عدد الحالات المتوسطة، وسوف تتطلب عملية إثبات فاعلية اللقاح ضد الحالات الحادة أو المميتة تجنيد عدد أكبر بكثير من الأفراد في كل تجربة مخبرية، وهذا ليس أمرًا ممكنًا في هذه المرحلة لأن التجارب تحوي عشرات الآلاف من المشاركين أصلًا.
ستحتاج التجارب التي تهدف في نهايتها إلى اختبار المرض الشديد أو حالات الوفاة فقط إلى المزيد من الوقت والموارد المالية لكي تكتمل بنجاح، فقد كان تصميم التجارب الأولى التي وصلت للمرحلة الثالثة الآن لعبة توازن بين القدرة على التحقق من فاعلية درجة محددة من الحماية وتسليم النتائج خلال وقت غير طويل.
ولأن شدة المرض ليست محور نتائج هذه التجارب فيمكننا القول أن جميع التجارب الجارية حاليًا ما تزال تراقب شدة حالات كوفيد-19 بحذر، وما يزال استخراج نتائج مفيدة ممكنًا من هذه البيانات حتى إن لم تُثبت بالمعاينات إحصائيًا.
أما عن الأفراد الذين يحتاجون الحماية أكثر من غيرهم مثل كبار السن وضعيفي الجهاز المناعي كمن يخضعون للعلاج الكيميائي، فقد أثار هذا الموضوع مشكلة فيما يخص التجارب المخبرية الجارية في مرحلتها الثالثة، ولا يُجند هؤلاء في إجراء التجارب المخبرية. ولكن عدم تجنيد هؤلاء مفهومٌ معياري في نظام التجنيد المتبع في أي تجربة، ولهذا فليس غير متوقع. لكن هذا يعني أن النتائج التي سيُتوصل إليها من تجربة هذا اللقاح لن تنطبق على الأفراد المُستثنين من التجارب الذين سبق ذكرهم.
رغم ذلك يبقى اللقاح الفعال في تخفيف أعراض كوفيد-19 لدى الراشدين أساسيًا بسبب قدرته على تقليل خطر الانتشار في المجموعات غير المحصنة.
تُعد معرفة الحدود التي ستصل لها هذه التجارب المخبرية أمرًا هامًا، ولكن يجب أن لا تُعتبر هذه الحدود شيئًا أكيدًا وخاليًا من الخطأ. هدف أي من هذه التجارب هو اختبار مجموعة فرعية من الجمهرة من أجل القيام بأفضل تخمين ممكن لما سيحصل إن عُوملت الجمهرة جميعها بالطريقة نفسها.
لا يمكن أن يُحدَّد تأثير فاعلية اللقاح بشكل دقيق إلا بتلقيح الجميع، ولهذا السبب علينا أن نتوقع استمرار هذه التجارب لسنوات قادمة تساهم خلالها كل تجربة في إغناء معرفتنا بفيروس كورونا وكيفية السيطرة عليه.
المصدر
هناك حاليًا ستة لقاحات على الأقل لمرض كوفيد-19 في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب المخبرية. تهدف هذه الاختبارات جميعها إلى المقارنة بين اللقاحات والدواء الوهمي في الفاعلية والأمان. ولكن بيتر دوشي المحرر المساعد في صحيفة BMJ يثير تساؤلًا في تقرير جديد، وهو: ماذا تعني كلمة فعال؟
إن هدف المرحلة الثالثة من الاختبارات التي تُجرى حاليًا هو معرفة إن كان اللقاح سيقلل خطر الإصابة بكوفيد-19 المصحوب بأعراض مرضية. يجب على المشاركين في التجارب أن يُبدوا نتيجة مسحة إيجابية إضافةً إلى مجموعة من الأعراض المحددة التي يمكن أن تختلف من تجربة إلى أخرى. قد تتراوح هذه الأعراض بين صداع خفيف وحتى الأعراض الحادة التي تتطلب عنايةً مكثفةً.
تستخدم كل تجربة تعريفها الخاص للحالات الإيجابية بفيروس كورونا من أجل تقدير عدد الأفراد الذين يُتوقع أن يصابوا بكوفيد-19 في مجموعة الضبط، وهم الذين لا يتلقون اللقاح التجريبي.
على سبيل المثال، يعمل بروتوكول التجارب المخبرية على فرضية أن واحدًا من بين كل 133 فردًا ستتطور لديه إصابة بكوفيد-19 مصحوبة بأعراض خلال فترة 6 أشهر. يبين تحليل مُعتمد على إحصاء معقد أنه في حال كان الدواء فعالًا بنسبة 60% فعندها يجب على 151 فردًا فقط من بين 30000 من المُختبرين أن يصابوا مع ظهور أعراض حتى تكون هذه الدرجة من الحماية صحيحة فعلًأ.
سبب القلق
يتزايد القلق بسبب اتباع هذا النوع من التجارب، فلن يمكن الجزم أبدًا بكون اللقاح يحمي من الإصابة الشديدة بالمرض أو الموت؛ فالتصميم الذي اتُبع في هذه التجارب الأولى لا يفرق بين الحالات المتوسطة والشديدة من الإصابة بفيروس كورونا في التحليل الأولي، لكنّ لهذا سببًا واقعيًا ولا يجب أن يولد إنذارًا.
ببساطة تامة، عدد الوفيات بسبب كوفيد-19 عددًا أقل بكثير من عدد الحالات المتوسطة، وسوف تتطلب عملية إثبات فاعلية اللقاح ضد الحالات الحادة أو المميتة تجنيد عدد أكبر بكثير من الأفراد في كل تجربة مخبرية، وهذا ليس أمرًا ممكنًا في هذه المرحلة لأن التجارب تحوي عشرات الآلاف من المشاركين أصلًا.
ستحتاج التجارب التي تهدف في نهايتها إلى اختبار المرض الشديد أو حالات الوفاة فقط إلى المزيد من الوقت والموارد المالية لكي تكتمل بنجاح، فقد كان تصميم التجارب الأولى التي وصلت للمرحلة الثالثة الآن لعبة توازن بين القدرة على التحقق من فاعلية درجة محددة من الحماية وتسليم النتائج خلال وقت غير طويل.
ولأن شدة المرض ليست محور نتائج هذه التجارب فيمكننا القول أن جميع التجارب الجارية حاليًا ما تزال تراقب شدة حالات كوفيد-19 بحذر، وما يزال استخراج نتائج مفيدة ممكنًا من هذه البيانات حتى إن لم تُثبت بالمعاينات إحصائيًا.
أما عن الأفراد الذين يحتاجون الحماية أكثر من غيرهم مثل كبار السن وضعيفي الجهاز المناعي كمن يخضعون للعلاج الكيميائي، فقد أثار هذا الموضوع مشكلة فيما يخص التجارب المخبرية الجارية في مرحلتها الثالثة، ولا يُجند هؤلاء في إجراء التجارب المخبرية. ولكن عدم تجنيد هؤلاء مفهومٌ معياري في نظام التجنيد المتبع في أي تجربة، ولهذا فليس غير متوقع. لكن هذا يعني أن النتائج التي سيُتوصل إليها من تجربة هذا اللقاح لن تنطبق على الأفراد المُستثنين من التجارب الذين سبق ذكرهم.
رغم ذلك يبقى اللقاح الفعال في تخفيف أعراض كوفيد-19 لدى الراشدين أساسيًا بسبب قدرته على تقليل خطر الانتشار في المجموعات غير المحصنة.
تُعد معرفة الحدود التي ستصل لها هذه التجارب المخبرية أمرًا هامًا، ولكن يجب أن لا تُعتبر هذه الحدود شيئًا أكيدًا وخاليًا من الخطأ. هدف أي من هذه التجارب هو اختبار مجموعة فرعية من الجمهرة من أجل القيام بأفضل تخمين ممكن لما سيحصل إن عُوملت الجمهرة جميعها بالطريقة نفسها.
لا يمكن أن يُحدَّد تأثير فاعلية اللقاح بشكل دقيق إلا بتلقيح الجميع، ولهذا السبب علينا أن نتوقع استمرار هذه التجارب لسنوات قادمة تساهم خلالها كل تجربة في إغناء معرفتنا بفيروس كورونا وكيفية السيطرة عليه.
المصدر