هل تخاف الوقوع في الحب مرة أخرى؟ إليك خمس طرق للمساعدة
في العقدين المنصرمين، تفجّرت أساليب وطرق المواعدة عبر الإنترنت، وفي طليعة المواقع التي بزغ نجمها موقع Match.com عام 1995، وموقع eHarmony عام 2000، وغيرهما من المواقع التي شقت طريقها بين جموع الناس وقدمت لهم من الخيارات أكثر مما يبحثون عنه.
لكن حشدًا بهذه الضخامة من النتائج قد يؤدي إلى أخلاط عاطفية للمستخدمين، فالبحث عن علاقة عاطفية عبر الإنترنت محفوف بالمخاطر والمخاوف الشخصية والقانونية، وأكثر هذه المواقع تَعِدُك بأكثر مما يمكنها تقديمه.
بحر من الخيارات المتاحة التي لا يخلو أي منها من المخاطر، يفتح أبواب العلاقات أمام الراغبين فيها ويستعرض أمام أعينهم تجارب لا تُحصى، تفضي في مجملها إلى الخيبات وتبدد الأحلام الوردية. خيبة بعد خيبة، يبدو أن نجم مدمّري هذه الأحلام يلمع أكثر وأكثر، ونرى أن الراغبين في العلاقات أنفسهم يتهكمون من نتائج العلاقات قبل الخوض فيها.
أما المتشائمون والحانقون منهم، فتصبح متطلباتهم أكثر إلحاحًا. خيبة وألم، يتبعها جرح فآخر، يصبح البحث عن شريك يلملم روحك ويضمد جروح الانكسارات الماضية أكثر إلحاحًا، بحث من غير المرجح أن يؤدي إلى نتائج مُرضية، فالشركاء المحتملون -الذين تبالغ في توقع ميزاتهم- حين يأتون، لن يكون همهم الأول تضميد جروحك ومواكبة المسار الذي لم يرسموه بأنفسهم.
لا يمكن أي علاقة مهما بلغت من العمر أن تتجاوز حدودًا كتلك، ولا يمكن أي منا أن يحل وثاق هموم ماضيه أو ماضي شريكه مهما رغب بذلك، علاقات جديدة ننخرط فيها تبوء بالفشل بسبب ارتفاع سقف طموحات أحد الطرفين أو اعتقاده الخاطئ أنه قادر على تحقيق هذه الطموحات غير الواقعية.
من التعليقات والتبريرات الشائعة:
«لا أعلم حقًا هل أستطيع أن أفعل ذلك مرة أخرى».
«ربما كل الشركاء المناسبين قد وجدوا ضالتهم في غيري».
«أنا لا أدري ما خطأي».
«ما زلت آمل ظهور الشخص المناسب، لكن الوقت ينفد».
«ربما لست ملائمًا للعلاقات العاطفية».
«كيف يمكننا الاستمرار في المجازفات الواحدة تلو الأخرى لنشعر أننا حمقى وسط الشكوك بين ما هو حقيقي وما هو مزيف؟»
«بدأت فعلًا أشك في وجود من يناسبني في هذا العالم».
«هل أصبحت الحقيقة عملة نادرة أو منقرضة هذه الأيام؟».
وغالبًا ما يكون هذا التساؤل الأخير صميم المشكلة، إذ يتوجس الكثيرون من الحديث بشفافية عن أنفسهم في بداية التعارف خوفًا من عدم قبول الآخر لهم، منصاعين للقيود الاجتماعية ومعايير المجتمع وتقييماته الحالية، فيقدمون أنفسهم بأقرب صورة ممكنة إلى هذه المعايير هم وشركاؤهم المحتملون، وطبيعي أن يؤدي هذا التظاهر إلى خيبة أمل.
بافتراض أن البعض يفتح يديه حقًا للحب، فهم ما زالوا يبحثون عن شركاء مناسبين بمواصفات محددة، ويتعين عليهم تحديد آلية للبحث عن شركائهم المحتملين وسط بحر من الاحتمالات.
يمكن أن تُحدث الطرق الخمس التالية فرقًا حقيقيًا:
1- صارح ذاتك واحترمها، وآمن مطلقًا بقيمتك الشخصية
ابدأ بقول: «هذه هي إمكانياتي، وتلك هي مسؤولياتي، إنها ما أعمل على تطويره». الشفافية مع الذات علامة فارقة في حياتك الشخصية، صارح نفسك وقدم ذاتك وعرّف عنها بطريقة لا تخلو من دعابة، ذلك كفيل بتوضيح جزء من شخصيتك الحقيقية في الحوار، ويعطي لمحة عن إمكانياتك وعن تبعات إنشاء علاقة معك، لا حرج ولا إخفاء أسرار ولا مفاجآت غير سارة.
وجود الصراحة والراحة معًا في شخصيتك، والشفافية والأريحية في التعامل هو ورقتك الرابحة، قد ينقل ذلك روح المغامرة إلى مقاربتك وأسلوبك في تجارب المواعدة، تذكّر أن تقبُّلك لنفسك أول خطوة في تقبل الشركاء المحتمَلين لك.
2- لا تبدأ بوضع الأهداف ثم ترسم خططك حولها
من الشائع أن يطلق المتطلعون إلى العلاقات العاطفية تقييمات قبل إقدامهم على خطوة اللقاء الفعلي، مُثقلين بخيباتهم السابقة، يسعى العديد إلى التحقق من توافقهم مع الشركاء المحتملين عبر معاييرهم الخاصة مع قلة ما يجمعون من بيانات، وغالبًا ما يكون قرارهم متسرعًا.
إضافةً إلى ذلك، تشوب المعايير أحكام ومقاييس مسبقة الصنع والتصور، تلغي بمجملها فرص الطرف الآخر وتئدها في مهدها، في لحظات التعارف الأولى، وتقتل كل فرصة لتعميق التعارف.
ترسم معايير كثيرة، فتقول في نفسك:
«لا يمكن التغاضي عن أمور معينة».
«أنا أعرف ما أريد، وبوسعي الجزم إن كان الطرف الآخر مناسبًا لتطلعاتي».
«إذا لم تتجل قدرة شريكي المحتمل على تلبية متطلباتي من موعدنا الأول، فلماذا يهدر وقتي؟»
«لم يعد لدي الصبر أو الوقت لغير الجادين».
من المرجح أن يؤدي هذا النوع من التحيزات السابقة إلى الهزائم المحققة، إذ يحتاج أغلب الناس إلى بعض الوقت قبل أن يشعروا بالأمان الكافي ليعبروا عن مكنونات قلوبهم، وغالبًا ما يعمدون إلى تفادي الحديث عن جوانب حقيقية من ذواتهم إذا غاب شعورهم بالأمان.
ترحيبك بالآخر وعدم إطلاقك أحكامًا مسبقة يسمح بإرساء الأمان الكافي للتعرف عليه قبل أن ينهي قرارك المتسرع الأمر.
تبَنَّ تفكيرًا أكثر مرونة، فمثلًا تخيل أن شريك موعدك التالي هو محض غريب صادفته في رحلتك على متن قطار، تعلم أن وقتكما معًا محدود منذ اللحظة الأولى، مشوار رحلة على متن قطار وحسب، حينها يسهل عليك أن تعبّر عن نفسك وأن تطلق العنان لأفكارك، تعارف حقيقي قصير الأمد بعيد عن الالتزامات ودون أي تصورات أو أحكام مسبقة.
3- معرفة الحدود التي لا يمكن تجاوزها
سلّط الضوء على ما لن تتمكن أبدًا من التعايش معه في علاقة مع أي شريك. يميل الأزواج في العلاقات الحديثة إلى التركيز على الجوانب الجيدة في علاقتهم دون أن يولوا أي اهتمام إلى الجوانب أو الصفات التي لا يمكن أن يتغاضوا عنها في علاقتهم بمضي الوقت، قارب الحب الذي يميل قليلًا عند كل أزمة أو مواجهة لا يبدو في حالة حرجة، إلا أن التسربات المحتملة قد تسبب غرقه فيما بعد، يمكن تفادي ذلك بتجنب التسربات والعمل على ملء الثغور قبل أن تتفاقم المشكلات.
4- لا تدع ماضيك يحدد مستقبلك
إن صدمات الطفولة والقضايا المعلقة والتحيزات والحقد والتهكم والتشاؤم وعقليات ما قبل الهزائم، كل ذلك يحوّل موعدك التالي إلى فوضى تثقل كاهل شريكك المحتمل بما لم يتسبب به. يدخل العديد علاقات جديدة مُكبَّلين بآلام ندباتهم، آملين من الشريك الجديد أن يكون الحكيم الشافي لجراحهم.
وجودك في علاقة عاطفية يحفزك لتحديد مشكلات علاقاتك السابقة، ويقتصر دور شريكك الحالي على دعمك والتعاطف معك، إلا أنه قد لا يستطيع، ولا ينبغي أن تتوقع منه أن يعوضك عمّا فات.
من المهم لنجاح أي علاقة جديدة أن يتمكن الشريكان من اقتسام الماضي، خاصةً كيفية حل خسائرهما السابقة، وما كانا ليفعلاه لتفادي وقوع خسائر مستقبلًا، ويمكن الشريكين أن يتوقع كل منهما من الآخر التفهم والدعم، مع الحذر من إثارة الخلافات السابقة وتكرار ما مضى.
5- السلوك الأمثل للنجاح في مساعيك
قد تخلق أي من العلاقات شعورًا زائفًا بالزهو أو بالخداع أو بالحاجة إلى الترميم الداخلي أو إجراء التغييرات والتعلم والغوص عميقًا أو وضع حد للعلاقة. يشترك كل من عرفناه في حياتنا في تشكيل ذكرياتنا وتحديد توقعاتنا في المستقبل، والأشخاص الذين تتملكهم مشاعر الألم والحسرة والندم والهوس ولوم النفس أو لوم الآخر سيحملون تلك الندوب، بل يزيدونها سوءًا دون قصد. إن لم تتجاوز جراحك بثقة وتتعلم ممّا مضى من تجارب، فمحكوم عليك بانتهاء جميع علاقاتك اللاحقة سلبيًا.
أما من يقدّر تجاربه السابقة ويتعلم منها، وإن كان من الصعب عيش تفاصيلها، ويندفع باتجاه النمو خارج بوتقة الذكريات والماضي، فيُقدم على خوض علاقات جديدة عازمًا على تقديم أداء أفضل.
تخيل فقط جاذبية فكرة امتلاك شريك محتمل جديد يمكنك سؤاله عن ماضي علاقاته ليجيبك بمنتهى الصدق: «ارتكبت الكثير من الأخطاء وتعلمت الكثير منها، ما من ندم، وأنا على أتم الاستعداد للقيام بما هو أفضل».
إن كان بمقدورك أن تقدم لشريكك ما يقدمه لك، فستزداد فرص اختيارك شخصًا أفضل في المرات المقبلة، إلا أنك قد تحتاج إلى عدة محاولات قبل أن تستعيد ثقتك بالحب.
المصدر
في العقدين المنصرمين، تفجّرت أساليب وطرق المواعدة عبر الإنترنت، وفي طليعة المواقع التي بزغ نجمها موقع Match.com عام 1995، وموقع eHarmony عام 2000، وغيرهما من المواقع التي شقت طريقها بين جموع الناس وقدمت لهم من الخيارات أكثر مما يبحثون عنه.
لكن حشدًا بهذه الضخامة من النتائج قد يؤدي إلى أخلاط عاطفية للمستخدمين، فالبحث عن علاقة عاطفية عبر الإنترنت محفوف بالمخاطر والمخاوف الشخصية والقانونية، وأكثر هذه المواقع تَعِدُك بأكثر مما يمكنها تقديمه.
بحر من الخيارات المتاحة التي لا يخلو أي منها من المخاطر، يفتح أبواب العلاقات أمام الراغبين فيها ويستعرض أمام أعينهم تجارب لا تُحصى، تفضي في مجملها إلى الخيبات وتبدد الأحلام الوردية. خيبة بعد خيبة، يبدو أن نجم مدمّري هذه الأحلام يلمع أكثر وأكثر، ونرى أن الراغبين في العلاقات أنفسهم يتهكمون من نتائج العلاقات قبل الخوض فيها.
أما المتشائمون والحانقون منهم، فتصبح متطلباتهم أكثر إلحاحًا. خيبة وألم، يتبعها جرح فآخر، يصبح البحث عن شريك يلملم روحك ويضمد جروح الانكسارات الماضية أكثر إلحاحًا، بحث من غير المرجح أن يؤدي إلى نتائج مُرضية، فالشركاء المحتملون -الذين تبالغ في توقع ميزاتهم- حين يأتون، لن يكون همهم الأول تضميد جروحك ومواكبة المسار الذي لم يرسموه بأنفسهم.
لا يمكن أي علاقة مهما بلغت من العمر أن تتجاوز حدودًا كتلك، ولا يمكن أي منا أن يحل وثاق هموم ماضيه أو ماضي شريكه مهما رغب بذلك، علاقات جديدة ننخرط فيها تبوء بالفشل بسبب ارتفاع سقف طموحات أحد الطرفين أو اعتقاده الخاطئ أنه قادر على تحقيق هذه الطموحات غير الواقعية.
من التعليقات والتبريرات الشائعة:
«لا أعلم حقًا هل أستطيع أن أفعل ذلك مرة أخرى».
«ربما كل الشركاء المناسبين قد وجدوا ضالتهم في غيري».
«أنا لا أدري ما خطأي».
«ما زلت آمل ظهور الشخص المناسب، لكن الوقت ينفد».
«ربما لست ملائمًا للعلاقات العاطفية».
«كيف يمكننا الاستمرار في المجازفات الواحدة تلو الأخرى لنشعر أننا حمقى وسط الشكوك بين ما هو حقيقي وما هو مزيف؟»
«بدأت فعلًا أشك في وجود من يناسبني في هذا العالم».
«هل أصبحت الحقيقة عملة نادرة أو منقرضة هذه الأيام؟».
وغالبًا ما يكون هذا التساؤل الأخير صميم المشكلة، إذ يتوجس الكثيرون من الحديث بشفافية عن أنفسهم في بداية التعارف خوفًا من عدم قبول الآخر لهم، منصاعين للقيود الاجتماعية ومعايير المجتمع وتقييماته الحالية، فيقدمون أنفسهم بأقرب صورة ممكنة إلى هذه المعايير هم وشركاؤهم المحتملون، وطبيعي أن يؤدي هذا التظاهر إلى خيبة أمل.
بافتراض أن البعض يفتح يديه حقًا للحب، فهم ما زالوا يبحثون عن شركاء مناسبين بمواصفات محددة، ويتعين عليهم تحديد آلية للبحث عن شركائهم المحتملين وسط بحر من الاحتمالات.
يمكن أن تُحدث الطرق الخمس التالية فرقًا حقيقيًا:
1- صارح ذاتك واحترمها، وآمن مطلقًا بقيمتك الشخصية
ابدأ بقول: «هذه هي إمكانياتي، وتلك هي مسؤولياتي، إنها ما أعمل على تطويره». الشفافية مع الذات علامة فارقة في حياتك الشخصية، صارح نفسك وقدم ذاتك وعرّف عنها بطريقة لا تخلو من دعابة، ذلك كفيل بتوضيح جزء من شخصيتك الحقيقية في الحوار، ويعطي لمحة عن إمكانياتك وعن تبعات إنشاء علاقة معك، لا حرج ولا إخفاء أسرار ولا مفاجآت غير سارة.
وجود الصراحة والراحة معًا في شخصيتك، والشفافية والأريحية في التعامل هو ورقتك الرابحة، قد ينقل ذلك روح المغامرة إلى مقاربتك وأسلوبك في تجارب المواعدة، تذكّر أن تقبُّلك لنفسك أول خطوة في تقبل الشركاء المحتمَلين لك.
2- لا تبدأ بوضع الأهداف ثم ترسم خططك حولها
من الشائع أن يطلق المتطلعون إلى العلاقات العاطفية تقييمات قبل إقدامهم على خطوة اللقاء الفعلي، مُثقلين بخيباتهم السابقة، يسعى العديد إلى التحقق من توافقهم مع الشركاء المحتملين عبر معاييرهم الخاصة مع قلة ما يجمعون من بيانات، وغالبًا ما يكون قرارهم متسرعًا.
إضافةً إلى ذلك، تشوب المعايير أحكام ومقاييس مسبقة الصنع والتصور، تلغي بمجملها فرص الطرف الآخر وتئدها في مهدها، في لحظات التعارف الأولى، وتقتل كل فرصة لتعميق التعارف.
ترسم معايير كثيرة، فتقول في نفسك:
«لا يمكن التغاضي عن أمور معينة».
«أنا أعرف ما أريد، وبوسعي الجزم إن كان الطرف الآخر مناسبًا لتطلعاتي».
«إذا لم تتجل قدرة شريكي المحتمل على تلبية متطلباتي من موعدنا الأول، فلماذا يهدر وقتي؟»
«لم يعد لدي الصبر أو الوقت لغير الجادين».
من المرجح أن يؤدي هذا النوع من التحيزات السابقة إلى الهزائم المحققة، إذ يحتاج أغلب الناس إلى بعض الوقت قبل أن يشعروا بالأمان الكافي ليعبروا عن مكنونات قلوبهم، وغالبًا ما يعمدون إلى تفادي الحديث عن جوانب حقيقية من ذواتهم إذا غاب شعورهم بالأمان.
ترحيبك بالآخر وعدم إطلاقك أحكامًا مسبقة يسمح بإرساء الأمان الكافي للتعرف عليه قبل أن ينهي قرارك المتسرع الأمر.
تبَنَّ تفكيرًا أكثر مرونة، فمثلًا تخيل أن شريك موعدك التالي هو محض غريب صادفته في رحلتك على متن قطار، تعلم أن وقتكما معًا محدود منذ اللحظة الأولى، مشوار رحلة على متن قطار وحسب، حينها يسهل عليك أن تعبّر عن نفسك وأن تطلق العنان لأفكارك، تعارف حقيقي قصير الأمد بعيد عن الالتزامات ودون أي تصورات أو أحكام مسبقة.
3- معرفة الحدود التي لا يمكن تجاوزها
سلّط الضوء على ما لن تتمكن أبدًا من التعايش معه في علاقة مع أي شريك. يميل الأزواج في العلاقات الحديثة إلى التركيز على الجوانب الجيدة في علاقتهم دون أن يولوا أي اهتمام إلى الجوانب أو الصفات التي لا يمكن أن يتغاضوا عنها في علاقتهم بمضي الوقت، قارب الحب الذي يميل قليلًا عند كل أزمة أو مواجهة لا يبدو في حالة حرجة، إلا أن التسربات المحتملة قد تسبب غرقه فيما بعد، يمكن تفادي ذلك بتجنب التسربات والعمل على ملء الثغور قبل أن تتفاقم المشكلات.
4- لا تدع ماضيك يحدد مستقبلك
إن صدمات الطفولة والقضايا المعلقة والتحيزات والحقد والتهكم والتشاؤم وعقليات ما قبل الهزائم، كل ذلك يحوّل موعدك التالي إلى فوضى تثقل كاهل شريكك المحتمل بما لم يتسبب به. يدخل العديد علاقات جديدة مُكبَّلين بآلام ندباتهم، آملين من الشريك الجديد أن يكون الحكيم الشافي لجراحهم.
وجودك في علاقة عاطفية يحفزك لتحديد مشكلات علاقاتك السابقة، ويقتصر دور شريكك الحالي على دعمك والتعاطف معك، إلا أنه قد لا يستطيع، ولا ينبغي أن تتوقع منه أن يعوضك عمّا فات.
من المهم لنجاح أي علاقة جديدة أن يتمكن الشريكان من اقتسام الماضي، خاصةً كيفية حل خسائرهما السابقة، وما كانا ليفعلاه لتفادي وقوع خسائر مستقبلًا، ويمكن الشريكين أن يتوقع كل منهما من الآخر التفهم والدعم، مع الحذر من إثارة الخلافات السابقة وتكرار ما مضى.
5- السلوك الأمثل للنجاح في مساعيك
قد تخلق أي من العلاقات شعورًا زائفًا بالزهو أو بالخداع أو بالحاجة إلى الترميم الداخلي أو إجراء التغييرات والتعلم والغوص عميقًا أو وضع حد للعلاقة. يشترك كل من عرفناه في حياتنا في تشكيل ذكرياتنا وتحديد توقعاتنا في المستقبل، والأشخاص الذين تتملكهم مشاعر الألم والحسرة والندم والهوس ولوم النفس أو لوم الآخر سيحملون تلك الندوب، بل يزيدونها سوءًا دون قصد. إن لم تتجاوز جراحك بثقة وتتعلم ممّا مضى من تجارب، فمحكوم عليك بانتهاء جميع علاقاتك اللاحقة سلبيًا.
أما من يقدّر تجاربه السابقة ويتعلم منها، وإن كان من الصعب عيش تفاصيلها، ويندفع باتجاه النمو خارج بوتقة الذكريات والماضي، فيُقدم على خوض علاقات جديدة عازمًا على تقديم أداء أفضل.
تخيل فقط جاذبية فكرة امتلاك شريك محتمل جديد يمكنك سؤاله عن ماضي علاقاته ليجيبك بمنتهى الصدق: «ارتكبت الكثير من الأخطاء وتعلمت الكثير منها، ما من ندم، وأنا على أتم الاستعداد للقيام بما هو أفضل».
إن كان بمقدورك أن تقدم لشريكك ما يقدمه لك، فستزداد فرص اختيارك شخصًا أفضل في المرات المقبلة، إلا أنك قد تحتاج إلى عدة محاولات قبل أن تستعيد ثقتك بالحب.
المصدر