خمس صفات عليك البحث عنها في شريك حياتك

خمس صفات عليك البحث عنها في شريك حياتك 1-vpgo10

تشكل العلاقات الرومانسية تحديًا للجميع، بصرف النظر عن روعة الأزواج على الفيسبوك، وعن عدد الصور التي تُظهِر المحبة بين أصدقائك، تيقن أنه لا توجد علاقة حميمة خالية من المشكلات، ويرجع هذا إلى حقيقتين تنطويان على تعارض تام:

1 . نحتاج جميعًا إلى الحب والرعاية والاهتمام، ما قد يؤدي إلى إثارة مشاعر الغضب والحزن عند عدم تحققها، ونتمكن بمرور الوقت من تخفيف وطأة هذه الاحتياجات بطرق متنوعة، ولكن هذا لا يعني أن المشاعر غير موجودة، فبوسعنا فقط حجبها عن التجربة الواعية.

2 . في الحياة الواقعية لا يستطيع الطرف الآخر تلبية جميع احتياجاتنا على الدوام. ولهذا سنشهد حتمًا أوقاتًا نشعر فيها بأننا غير محبوبين، ولا أحد يكترث بوجودنا، ولا ننال التقدير، وسنشعر بالألم والغضب، وليس هذا الأمر سيئًا ولا جيدًا، فقط إنه الواقع.
أظهر بحث أجراه معهد غوتمان أن طريقة التعامل مع نزاعاتنا الحميمة مؤشر رئيسي لطول عمر العلاقة، وبوسعنا أن نتعامل مع النزاعات باحترافية، لكن كما يقول المثل: «يد واحدة لا تصفق».

لبناء علاقة سليمة ومُرضية وطويلة، يجب البحث عن خمس صفات أساسية تضمن تجاوز الأوقات العصيبة في المستقبل وأن يقترب الشريكان من بعضهما أكثر، ويُنصح بتوضيح اهتمامك بتوافر هذه الصفات بالإعلان عنها في الملف الشخصي في مواقع المواعدة الإلكترونية مثلًا، أملًا بأن يستبعد البعض أنفسهم حين لا يشعرون بتوفر هذه الصفات فيهم.

1) القدرة على التعاطف

التعاطف هو القدرة والاستعداد لوضع نفسك في موضع شخص آخر وتخيّل شعوره، الذي قد يختلف تمامًا عن رؤيتك وشعورك بالأمور، كيف نفهم بعضنا من دون التعاطف؟ دون القدرة على التعاطف، لن يضع شريكك معاملتك بود ولطف وتقدير ضمن أولوياته.

2) حسّ الدعابة

قد يخفف امتلاك حس الدعابة من توتر بعض اللحظات المريرة في العلاقات وقد ينجلي سوء اللحظة ليحل بدلًا منه وئام وابتسام.

قد يدفع استخدام الدعابة في موضعها الصحيح الطرف الآخر إلى تدارك غضبه.

ليس إطلاق الدعابات دومًا النهج الصحيح، لكن عندما تنجح هذه الطريقة، فيمكنك الاعتماد عليها.

خمس صفات عليك البحث عنها في شريك حياتك Screen14

3) الاستعداد لمواصلة النقاش

يجب أن يمتلك أي عصفورَي حُب ما يكفي من الدوافع والحوافز لخوض جميع العقبات والصراعات وتجاوزها، ويتطلب هذا بعض الوقت والكثير من الصبر ومهارات التواصل بفعالية، وعلى الشركاء أن يبحثوا عن أرضية مشتركة تجري عليها النزاعات دون أن تسقط العلاقة من النزاع الأول في هاوية الانفصال، والأهم: اختلاف لا يعني الخلاف.

يستغرق حل الصراعات بعضًا من الوقت لأنه قد يتطلب تنفيذ خطوات عديدة قبل أن يشعر الشريكان بالرضا عن الحل. يجب أن يتضمن الحديث توضيح المشكلة، وفهم المعنى والأبعاد الأعمق للمشكلة، والتحقق من فهم كل شريك لموقف الآخر، والسماح للآخر بالتعبير عن العواطف التي ساورته إزاء المشكلة، والتجهز بما يمتلكه المرء من تعاطف تجاه الآخر، وتبادل الأفكار إلى حين التوصل إلى حل مناسب لكل منهما. ولابد من استمرار الحوار والنقاش حول القضايا إلى أن يتمكن كل طرف من فض النزاع وتجاوز المشاعر السلبية إلى أخرى أفضل.

4) فهم أساسيات آلية عمل المشاعر

تقود المشاعر أفعالنا في أثناء الصراع، وعملية الإحساس هي ذاتها في أدمغة الجميع، ومهما كنا أذكياء أو نوابغ، لا أحد يستطيع كبح عواطفه وردعها بالكامل، خصوصًا في أوقات النزاعات والشعور بالتهديد. بعد أن تتوقّد هذه المشاعر تتقلص قائمة خياراتنا في الرد، يعاجل البعض بالتعبير عن مشاعره والتنفيس عن غضبه، ما يؤجج النزاع، في حين يلجأ آخرون إلى التريث والتفكير بعمق قبل التصرف، وهو الخيار الأمثل، لأنه يتيح لك تحكمًا أكبر بزمام الأمور ويمكّنك من معرفة أو توقّع ما ستصير إليه الأمور في هذه الحالة أو تلك.

من دون فهم عواطف الآخر، لن يتمكّن شريكك من فهمك، وقد يوجه إليك الانتقاد بأن مشاعرك أو استجابتك تفتقر إلى التعقّل. نرغب في أن نحظى بشريك يتفهم تقلبات مزاجنا والتغيرات النفسية المؤقتة وألا يأخذها على محمل شخصي أكثر مما ينبغي، شريك يستبدل ردود الفعل العنيفة إزاء المشكلات بالفضول حول سبب شعورنا بالحنق والانزعاج، شريك يصغي ولا يكتفي بالاستماع مع اتخاذ موقف دفاعي سلبيّ، أو أن يحاول جاهدًا أن يصغي، نبحث عن شريك يستطيع فهم أنه أحيانًا لا شيء يحتاج إلى الإصلاح، وأن المطلوب فقط هو الإصغاء بصبر، فهو -الإصغاء- أداة فعالة، ويطالب بالفهم المتبادل والاهتمام المشترك.

إن احترام مشاعر الآخر لا يعني أن تضع مشاعره أولًا على حساب مشاعرك وعواطفك، فمع الزمن قد يوّلد ذلك لديك مشاعر الاستياء والسخط. وتقدير الآخر لا يعني أن تسيء لنفسك على الإطلاق، بل يعني أن تبدي الاهتمام بانزعاج شريكك وأن تبادر إلى السؤال والإصغاء ومد يد المساعدة عند الحاجة.

5) إدراك أهمية القواعد الأساسية

تسير الأمور بسلاسة عادة في بداية العلاقة، لكن عندما تنتهي فترة التقرب والتودد، تنشب الخلافات وتطفو الاختلافات على السطح. ومن الأفضل أن نستعد لوقت الأزمات بوضع مجموعة من القواعد الأساسية والشروط والأحكام للتوافق عليها قبل المتابعة.

وتفيد هذه القواعد في تحويل الحالة السلبية للنزاع إلى عملية بنّاءة، هدفها أن تتعلم وشريكك طرقًا جديدة تتبعانها لمساعدة أحدكما الآخر في فض الخلاف، مثل تحديد قاعدة تمنع ارتفاع الصوت إذا ما احتدم النقاش، والنزوع إلى النقاش الهادئ والواضح.

يتلخص الهدف من وضع القواعد الأساسية في توقع ردود فعل الشريك وذرائعه والتدرب على الحد من الأضرار، فالتحضير والتجهيز المسبق قبل الشجار أهم مما يجري فيه، لأن الشخص في أثناء الشجار لا يتسم بالعقلانية أو الهدوء وتسيطر عليه مشاعره. معرفة هذه التفاصيل مهمة كثيرًا للحفاظ على الاحترام والتواصل وجسور العودة من نزاع مرير. وبالمقابل، يتعلم شريكك ألّا يصعب الأمر عليك وتتعلم أنت أن تفعل المثل. وكل منكما أعلم بنفسه، فعلّم الآخر واشرح له متطلباتك وحاجاتك النفسية عند تدهور أحوالك إلى الشعور بالحزن أو الغضب أو غيرهما.

لكل شخص أشياء تستفزه، فقد تغضب نظرة الشزر أحدًا وقد لا تعني شيئًا لآخر، وعلى هذا فإن قاعدتك الجوهرية ستكون «عدم النظر شزرًا». وتصرفات مثل المغادرة في خضم المناقشة، أو التهديد بالانفصال، أو المبادرة بإثارة غيرة شريكك، أو توجيه الإهانات، أو العدوانية الجسدية، كلها أمثلة لتصرفات تنذر باندلاع ردود فعل بدائية في الدماغ، وذلك لا يؤدي إلى أي خير.

القواعد الأساسية التي تقترحها كاتبة المقال وتتبناها:

  • لا يهين أحدنا الآخر.

  • لا ننهي النقاش دون مبرر، ونؤكد عزمنا على العودة ومواصلة الحديث.

  • لا نصرخ.

  • يذكِّر كل منا الآخر بمحبتنا وحرصنا على بعضنا رغم غضبنا.

  • لا يتجاهل أحدنا مشاعر الآخر.

  • لا يهدد أحدنا بترك الآخر.

  • لا ننهي المحادثة حتى يشعر كلانا بأنه أفضل حالًا وأن الآخر يتفهمه، ومن المناسب أن نأخذ استراحة ما دام هناك يوم آخر نعود فيه إلى حل الخلاف.
المصدر