ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا /أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.
استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.
كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات.
أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.
ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا * لَا فَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا
يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ * وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا
لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً * وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا
راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ * وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا
أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ * أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا
مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً * فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا
حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ * وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا
إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ * فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ماوَجَدا
أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت * أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا
لايَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ * وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا * أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا
وهي منظومة عالبحر البسيط
أبو فراس الحمداني
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.
استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.
كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات.
أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.
ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا * لَا فَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا
يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ * وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا
لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً * وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا
راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ * وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا
أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ * أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا
مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً * فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا
حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ * وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا
إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ * فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ماوَجَدا
أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت * أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا
لايَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ * وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا * أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا
وهي منظومة عالبحر البسيط