ما الكورتيكوستيرويدات؟ ولماذا هي فعالة في مكافحة فيروس كورونا المستجد؟
حث العلماء والأطباء على توخي الحذر في أعقاب تقارير شهر يونيو التي أفادت بأن الدواء الاستيرويدي ديكساميثازون قد يساعد على علاج حالات كوفيد-19 الشديدة.
وقد كانوا حريصين على تسليط الضوء على الحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد تأثير هذا الدواء وموقع الاستيرويدات عمومًا من الخطة العلاجية لهذا المرض.
وقد قدمت منظمة الصحة العالمية هذا البيان بعد نشرها لتحليل يظهر تحسن معدلات بقاء المصابين إصابة حرجة بكوفيد-19 بعد علاجهم بالديكساميثازون والكورتيكوستيرويدات الأخرى.
جمعت دراسة منظمة الصحة العالمية البيانات من سبع تجارب مختلفة قيّمت فعالية الأدوية الثلاثة: هيدروكورتيزون وديكساميثازون وميثيل بريدنيزولون؛ وذلك بالنظر إلى نتائج 1703 مصابين إصابة حادّة بمرض كوفيد-19.
كان خطر الموت بعد 28 يومًا عند أولئك الذين عولجوا بواحد من هذه الأدوية الاستيرويدية 32%، بينما كان خطر الموت بعد هذه المدة عند الذين تلقوا الرعاية المُعتادة أو العلاج الوهمي 40%.
ما هي الاستيرويدات القشرية أو الكورتيكوستيرويدات؟
قد تكون كلمة ستيرويد مُضللة، إذ لا تمتلك الكورتيكوستيرويدات نفس تأثير مشتقات التستوستيرون (الأندروجينات أو الاستيرويدات البانية) التي يستخدمها لاعبو كمال الأجسام والمنافسون الرياضيون المراوغون.
تُستخدم الكورتيكوستيرويدات بكثرة في علاج الأمراض الناتجة عن الالتهاب، وذلك عندما تكون استجابة الجهاز المناعي لشيء ما مُبالغًا فيها أو عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم.
هذه العائلة من الأدوية موجودة منذ عقود؛ إذ وافقت منظمة الصحة العالمية على الاستخدام الطبي لدواء ديكساميثازون عام 1961.
وجدت الدراسة تحقق أعلى معدل بقاء لمصابي كوفيد-19 عند استخدام دواء هيدروكورتيزون.
قد يبدو اسم هذا الدواء مألوفًا؛ فقد استُخدِم دواء هيدروكورتيزون لعدة عقود، في أشكال متنوعة. وقد استُخدِم لعلاج العديد من الأمراض كالحالات الالتهابية بدءًا من الإكزيما الخفيفة إلى التهاب الأمعاء الحاد أو داء الأمعاء الالتهابي الحاد؛ بالإضافة إلى اضطرابات الغدد الصم كداء أديسون.
يطلق على هرمون الكورتيزول أو هرمون الشدة اسم الهيدروكورتيزون عند استخدامه دواءً، ويحاكي الهيدروكورتيزون وباقي أفراد عائلة الكورتيكوستيرويدات عمل الكورتيزول في الجسم؛ إذ يؤثر الكورتيزول والأدوية الكورتيكوستيرويدية بدايةً على بروتينات المستقبلات الخاصة بها الموجودة داخل الخلية، ما يؤدي إلى تفعيل هذه المستقبلات.
تتحرك المستقبلات بعد تفعيلها إلى داخل نواة الخلية لترتبط بمنطقة معينة من الحمض النووي DNA، وتحفز -بارتباطها- التعبير عن جينات معينة أو تمنع التعبير الجيني عنها.
تستهدف الكورتيكوستيرويدات العديد من الجينات المسؤولة عن إنتاج السيتوكينات، وهي بروتينات إشارية صغيرة تؤثر في الخلايا المناعية لتحفيز الاستجابة المناعية أو تنظيمها.
إضافةً إلى ذلك، فإنها تستهدف الجينات المسؤولة عن إنتاج مستقبلات السيتوكينات، وبذلك تقلل كمية السيتوكينات التي ينتجها الجسم وتقلل فاعليتها أيضًا.
لماذا تُستَخدَم الكورتيكوستيرويدات؟
عند التفعيل المفرط لجهاز المناعة في مرض كوفيد-19 ينتج الجسم كميات كبيرة جدًا من السيتوكينات، والتي تسبب تفاعلًا التهابيًا مُبالغًا فيه؛ لذا يرتبط هذا المرض التنفسي -في حالاته الحادة- بأثر جانبي شائع وهو متلازمة عاصفة السيتوكين.
ينتج عن عاصفة السيتوكين: التورم وتراكم كلٍّ من السوائل وكريات الدم البيضاء، وهذا ما يسبب أذية الأنسجة.
يؤدي حدوث هذه الأذية في جهاز التنفس إلى ضائقة تنفسية؛ وذلك نتيجة لتورم جدار المجرى الهوائي وتراكم السوائل في الرئتين.
ينتج عن عاصفة السيتوكين أيضًا استجابات أخرى تؤثر على جسم المريض كله، وقد يؤدي هذا إلى فشل العديد من الأعضاء؛ لذا قد تكون الجينات المنتجة للسيتوكينات ومستقبلاتها هدفًا للوصول إلى علاج ناجح للأمراض التي تتسبب فيها عاصفة السيتوكين.
وهذا هو السبب في إدراج الاستيرويدات في تجارب الاستشفاء التي تبحث في الأدوية الموجودة بالفعل عن دواء يمكن استخدامه في علاج مرض كوفيد-19، إضافةً إلى التجارب المنفصلة التي أبلغت عنها منظمة الصحة العالمية.
هل تُعد هذه الأخبار جيدة؟
إن حدوث الفائدة العلاجية للهيدروكورتيزون والديكساميثازون بجرعات منخفضة نسبيًا دون زيادة الفائدة العلاجية عند زيادة الجرعة عن هذا الحد؛ هو أمر مثير للاهتمام.
بينت دراسة صغيرة أن للميثيل بريدنيزولون -وهو الاستيرويد الأكثر فعالية- تأثيرٌ أضعف من الهيدروكورتيزون، يزيد هذا الأمر من حيرتنا حول أثر الاستيرويدات في تثبيط للمناعة.
في حين أن الالتهاب هو عامل مسبب للعديد من الأمراض؛ إلا أنه عنصر مهم لحماية الجسم من العدوى؛ لذا قد يساعد تثبيط الجهاز المناعي في تخفيف عواصف السيتوكين المهددة للحياة؛ إلا أنه قد يثني الجسم عن محاربة العدوى الفيروسية التي تكمن وراء المرض.
يعد التوازن أمرًا أساسيًّا للحفاظ على الحياة؛ فالتوازن بين تثبيط الالتهاب وتثبيط المناعة هو أمر ضروري عند استخدام الأدوية المشابهة للهيدروكورتيزون.
وجدت دراسة واحدة أن تأثيرات الاستيرويدات على جهاز المناعة تعرض مريض كوفيد-19 للإصابة بالعدوى الجرثومية، وقد تطيل مدة بقاء المريض في المشفى. وبناءً على ذلك؛ فإنه لا يصح افتراض أن الاستيرويدات هي خيار خالٍ من المخاطر لعلاج الحالات كوفيد-19 الشديدة.
المصدر
حث العلماء والأطباء على توخي الحذر في أعقاب تقارير شهر يونيو التي أفادت بأن الدواء الاستيرويدي ديكساميثازون قد يساعد على علاج حالات كوفيد-19 الشديدة.
وقد كانوا حريصين على تسليط الضوء على الحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد تأثير هذا الدواء وموقع الاستيرويدات عمومًا من الخطة العلاجية لهذا المرض.
وقد قدمت منظمة الصحة العالمية هذا البيان بعد نشرها لتحليل يظهر تحسن معدلات بقاء المصابين إصابة حرجة بكوفيد-19 بعد علاجهم بالديكساميثازون والكورتيكوستيرويدات الأخرى.
جمعت دراسة منظمة الصحة العالمية البيانات من سبع تجارب مختلفة قيّمت فعالية الأدوية الثلاثة: هيدروكورتيزون وديكساميثازون وميثيل بريدنيزولون؛ وذلك بالنظر إلى نتائج 1703 مصابين إصابة حادّة بمرض كوفيد-19.
كان خطر الموت بعد 28 يومًا عند أولئك الذين عولجوا بواحد من هذه الأدوية الاستيرويدية 32%، بينما كان خطر الموت بعد هذه المدة عند الذين تلقوا الرعاية المُعتادة أو العلاج الوهمي 40%.
ما هي الاستيرويدات القشرية أو الكورتيكوستيرويدات؟
قد تكون كلمة ستيرويد مُضللة، إذ لا تمتلك الكورتيكوستيرويدات نفس تأثير مشتقات التستوستيرون (الأندروجينات أو الاستيرويدات البانية) التي يستخدمها لاعبو كمال الأجسام والمنافسون الرياضيون المراوغون.
تُستخدم الكورتيكوستيرويدات بكثرة في علاج الأمراض الناتجة عن الالتهاب، وذلك عندما تكون استجابة الجهاز المناعي لشيء ما مُبالغًا فيها أو عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم.
هذه العائلة من الأدوية موجودة منذ عقود؛ إذ وافقت منظمة الصحة العالمية على الاستخدام الطبي لدواء ديكساميثازون عام 1961.
وجدت الدراسة تحقق أعلى معدل بقاء لمصابي كوفيد-19 عند استخدام دواء هيدروكورتيزون.
قد يبدو اسم هذا الدواء مألوفًا؛ فقد استُخدِم دواء هيدروكورتيزون لعدة عقود، في أشكال متنوعة. وقد استُخدِم لعلاج العديد من الأمراض كالحالات الالتهابية بدءًا من الإكزيما الخفيفة إلى التهاب الأمعاء الحاد أو داء الأمعاء الالتهابي الحاد؛ بالإضافة إلى اضطرابات الغدد الصم كداء أديسون.
يطلق على هرمون الكورتيزول أو هرمون الشدة اسم الهيدروكورتيزون عند استخدامه دواءً، ويحاكي الهيدروكورتيزون وباقي أفراد عائلة الكورتيكوستيرويدات عمل الكورتيزول في الجسم؛ إذ يؤثر الكورتيزول والأدوية الكورتيكوستيرويدية بدايةً على بروتينات المستقبلات الخاصة بها الموجودة داخل الخلية، ما يؤدي إلى تفعيل هذه المستقبلات.
تتحرك المستقبلات بعد تفعيلها إلى داخل نواة الخلية لترتبط بمنطقة معينة من الحمض النووي DNA، وتحفز -بارتباطها- التعبير عن جينات معينة أو تمنع التعبير الجيني عنها.
تستهدف الكورتيكوستيرويدات العديد من الجينات المسؤولة عن إنتاج السيتوكينات، وهي بروتينات إشارية صغيرة تؤثر في الخلايا المناعية لتحفيز الاستجابة المناعية أو تنظيمها.
إضافةً إلى ذلك، فإنها تستهدف الجينات المسؤولة عن إنتاج مستقبلات السيتوكينات، وبذلك تقلل كمية السيتوكينات التي ينتجها الجسم وتقلل فاعليتها أيضًا.
لماذا تُستَخدَم الكورتيكوستيرويدات؟
عند التفعيل المفرط لجهاز المناعة في مرض كوفيد-19 ينتج الجسم كميات كبيرة جدًا من السيتوكينات، والتي تسبب تفاعلًا التهابيًا مُبالغًا فيه؛ لذا يرتبط هذا المرض التنفسي -في حالاته الحادة- بأثر جانبي شائع وهو متلازمة عاصفة السيتوكين.
ينتج عن عاصفة السيتوكين: التورم وتراكم كلٍّ من السوائل وكريات الدم البيضاء، وهذا ما يسبب أذية الأنسجة.
يؤدي حدوث هذه الأذية في جهاز التنفس إلى ضائقة تنفسية؛ وذلك نتيجة لتورم جدار المجرى الهوائي وتراكم السوائل في الرئتين.
ينتج عن عاصفة السيتوكين أيضًا استجابات أخرى تؤثر على جسم المريض كله، وقد يؤدي هذا إلى فشل العديد من الأعضاء؛ لذا قد تكون الجينات المنتجة للسيتوكينات ومستقبلاتها هدفًا للوصول إلى علاج ناجح للأمراض التي تتسبب فيها عاصفة السيتوكين.
وهذا هو السبب في إدراج الاستيرويدات في تجارب الاستشفاء التي تبحث في الأدوية الموجودة بالفعل عن دواء يمكن استخدامه في علاج مرض كوفيد-19، إضافةً إلى التجارب المنفصلة التي أبلغت عنها منظمة الصحة العالمية.
هل تُعد هذه الأخبار جيدة؟
إن حدوث الفائدة العلاجية للهيدروكورتيزون والديكساميثازون بجرعات منخفضة نسبيًا دون زيادة الفائدة العلاجية عند زيادة الجرعة عن هذا الحد؛ هو أمر مثير للاهتمام.
بينت دراسة صغيرة أن للميثيل بريدنيزولون -وهو الاستيرويد الأكثر فعالية- تأثيرٌ أضعف من الهيدروكورتيزون، يزيد هذا الأمر من حيرتنا حول أثر الاستيرويدات في تثبيط للمناعة.
في حين أن الالتهاب هو عامل مسبب للعديد من الأمراض؛ إلا أنه عنصر مهم لحماية الجسم من العدوى؛ لذا قد يساعد تثبيط الجهاز المناعي في تخفيف عواصف السيتوكين المهددة للحياة؛ إلا أنه قد يثني الجسم عن محاربة العدوى الفيروسية التي تكمن وراء المرض.
يعد التوازن أمرًا أساسيًّا للحفاظ على الحياة؛ فالتوازن بين تثبيط الالتهاب وتثبيط المناعة هو أمر ضروري عند استخدام الأدوية المشابهة للهيدروكورتيزون.
وجدت دراسة واحدة أن تأثيرات الاستيرويدات على جهاز المناعة تعرض مريض كوفيد-19 للإصابة بالعدوى الجرثومية، وقد تطيل مدة بقاء المريض في المشفى. وبناءً على ذلك؛ فإنه لا يصح افتراض أن الاستيرويدات هي خيار خالٍ من المخاطر لعلاج الحالات كوفيد-19 الشديدة.
المصدر