أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع
الدين والتدين
تُعدّ ظاهرة الدين والتَّديُّن من الظواهر العامة التي تشترك بها جميع الجماعات والأديان والمجتمعات، ومرجع هذه الظاهرة يعود إلى إحساس الفرد بأنّ هنالك قُدرةً خفيةً تسيِّره، فيتَّجه نحو معرفة تلك القدرة مما ينعكس على تصرفاته إيجابًا أو سلبًا، حيث إنّ العقول تميل نحو فطرتها، فإن لم تتجه تلك الفطرة بناءً على معطيات دقيقة وصحيحة ويكون مرجعها سماويًّا فإنّها ستُنتج أفكارًا مختلفةً ومتشابكة، حتى إن وصلت تلك الفطرة إلى الله فإنّها تبقى قاصرةً ولا تكون مستقلةً بمعرفة كل ما يتعلَّق بالله، فكان إرسال الأنبياء والرُّسل بقصد توجيه تلك الفطرة نحو الله تعالى، ليكون التَّدين صحيحًا ومبنيًا على أُسس متينة، وفي هذا المقال سيتم بيان أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع.[١]
أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع
إنّ للتدين أهميةٌ كبيرةٌ في حياة الفرد والمجتمع، فهو فطرةٌ فطر الله -تعالى- عباده عليها، فلا يوجد أحدٌ إلاّ ويجدُ التدين في نفسه، فحاجة الناس له أكبر من حاجتهم للطعام والشراب، وتظهر أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع أيضًا من خلال الآثار الإيجابية التي يعود بها على الفرد بشكل خاص، وعلى المجتمع بشكل عام، وقد بينت الدلائل الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، والدلائل الحسية أنّ التدين فطرةٌ فطر الله -تعالى- الناس عليها، فقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛشَهِدْنَا ۛأَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ}،[٢] وقوله أيضاً: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}،[٣] أما من السنة النبوية فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلَا إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا عَلَّمَنِي يَومِي هذا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا".[٤][٥]
أما بالنسبة للشواهد الحسية، فيمكن لمسها من خلال حاجة الإنسان إلى الأخلاق والقوانين التي تضبط سلوكه، وتُنظِّم حياته، فالناس إمّا أن يعيشوا حياتهم دون تنظيمٍ لها أو ضبطٍ لسلوكهم، أو يتخذوا أحدًا يُشَرِّع لهم دينًا أو يتبعوا الدين الحقّ الذي جاءهم بالهدى والبينات، ومن الدلائل الحسية أيضاً أنّ التدين ضرورةٌ إنسانية، فالإنسان مهما عظُمت قوته يبقى ضعيفًا، أمّا ظواهر الكون من رياح عاتية، وبحار، وبراكين، وزلازل، فهو يعلم أنّه لا يستطيع دفعها، ومن هنا برزت حاجته للتدين، فيلجأ إلى تلمُّس الآلهة لتحميه من ظواهر الكون وتدافع عنه.[٥]
حقيقة التدين ومظاهره
بعد ذكر أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع لا بدّ من ذكر حقيقة التدين، فتتمثل حقيقته في تمسُّك الفرد بجميع الأوامر في الدين، وترك جميع النواهي، في الظاهر والباطن، وقد أوجز النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هذه الحقيقة بقوله: "قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ"،[٦] أمّا بالنسبة لمظاهر التدين فأولها: الخشوع، ويراد به: أن يستكين القلب والجوارح لله تعالى، استكانةً تظهر على أفعاله وحركاته، وثانيها: الورع، وهو نتيجة طبيعية عند تحقيق العبودية لله تعالى، وثالثها: الإخلاص والمراقبة لله تعالى، والإحسان في العبادة ومع الخلق، ورابعها: وضع الآخرة نصب عين المسلم؛ فيسعى إلى ما يُنجيه ويُسعده في الآخرة.[٧]
المراجع
1 . ↑ "الدين والتدين 1"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
2 . ↑ سورة الأعراف، آية: 172.
3 . ↑ سورة الروم، آية: 30.
4 . ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عياض بن حمار، الصفحة أو الرقم: 2865، حديث صحيح.
5 . ^ أ ب "أهمية التدين وحاجة البشرية إليه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
6 . ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سفيان بن عبدالله الثقفي، الصفحة أو الرقم: 38، حديث صحيح.
7 . ↑ "حقيقة التدين ومظاهره"، www.audio.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
الدين والتدين
تُعدّ ظاهرة الدين والتَّديُّن من الظواهر العامة التي تشترك بها جميع الجماعات والأديان والمجتمعات، ومرجع هذه الظاهرة يعود إلى إحساس الفرد بأنّ هنالك قُدرةً خفيةً تسيِّره، فيتَّجه نحو معرفة تلك القدرة مما ينعكس على تصرفاته إيجابًا أو سلبًا، حيث إنّ العقول تميل نحو فطرتها، فإن لم تتجه تلك الفطرة بناءً على معطيات دقيقة وصحيحة ويكون مرجعها سماويًّا فإنّها ستُنتج أفكارًا مختلفةً ومتشابكة، حتى إن وصلت تلك الفطرة إلى الله فإنّها تبقى قاصرةً ولا تكون مستقلةً بمعرفة كل ما يتعلَّق بالله، فكان إرسال الأنبياء والرُّسل بقصد توجيه تلك الفطرة نحو الله تعالى، ليكون التَّدين صحيحًا ومبنيًا على أُسس متينة، وفي هذا المقال سيتم بيان أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع.[١]
أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع
إنّ للتدين أهميةٌ كبيرةٌ في حياة الفرد والمجتمع، فهو فطرةٌ فطر الله -تعالى- عباده عليها، فلا يوجد أحدٌ إلاّ ويجدُ التدين في نفسه، فحاجة الناس له أكبر من حاجتهم للطعام والشراب، وتظهر أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع أيضًا من خلال الآثار الإيجابية التي يعود بها على الفرد بشكل خاص، وعلى المجتمع بشكل عام، وقد بينت الدلائل الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، والدلائل الحسية أنّ التدين فطرةٌ فطر الله -تعالى- الناس عليها، فقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛشَهِدْنَا ۛأَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ}،[٢] وقوله أيضاً: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}،[٣] أما من السنة النبوية فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلَا إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا عَلَّمَنِي يَومِي هذا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا".[٤][٥]
أما بالنسبة للشواهد الحسية، فيمكن لمسها من خلال حاجة الإنسان إلى الأخلاق والقوانين التي تضبط سلوكه، وتُنظِّم حياته، فالناس إمّا أن يعيشوا حياتهم دون تنظيمٍ لها أو ضبطٍ لسلوكهم، أو يتخذوا أحدًا يُشَرِّع لهم دينًا أو يتبعوا الدين الحقّ الذي جاءهم بالهدى والبينات، ومن الدلائل الحسية أيضاً أنّ التدين ضرورةٌ إنسانية، فالإنسان مهما عظُمت قوته يبقى ضعيفًا، أمّا ظواهر الكون من رياح عاتية، وبحار، وبراكين، وزلازل، فهو يعلم أنّه لا يستطيع دفعها، ومن هنا برزت حاجته للتدين، فيلجأ إلى تلمُّس الآلهة لتحميه من ظواهر الكون وتدافع عنه.[٥]
حقيقة التدين ومظاهره
بعد ذكر أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع لا بدّ من ذكر حقيقة التدين، فتتمثل حقيقته في تمسُّك الفرد بجميع الأوامر في الدين، وترك جميع النواهي، في الظاهر والباطن، وقد أوجز النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هذه الحقيقة بقوله: "قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ"،[٦] أمّا بالنسبة لمظاهر التدين فأولها: الخشوع، ويراد به: أن يستكين القلب والجوارح لله تعالى، استكانةً تظهر على أفعاله وحركاته، وثانيها: الورع، وهو نتيجة طبيعية عند تحقيق العبودية لله تعالى، وثالثها: الإخلاص والمراقبة لله تعالى، والإحسان في العبادة ومع الخلق، ورابعها: وضع الآخرة نصب عين المسلم؛ فيسعى إلى ما يُنجيه ويُسعده في الآخرة.[٧]
المراجع
1 . ↑ "الدين والتدين 1"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
2 . ↑ سورة الأعراف، آية: 172.
3 . ↑ سورة الروم، آية: 30.
4 . ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عياض بن حمار، الصفحة أو الرقم: 2865، حديث صحيح.
5 . ^ أ ب "أهمية التدين وحاجة البشرية إليه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
6 . ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سفيان بن عبدالله الثقفي، الصفحة أو الرقم: 38، حديث صحيح.
7 . ↑ "حقيقة التدين ومظاهره"، www.audio.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.