من هو محمد الغزالي

من هو محمد الغزالي Aa_i_a10

الفلسفة الإسلامية

تُعرف الفلسفة الإسلامية بأنها فلسفة دينية روحية، ممتدّة من علم الكلام والدراسات الكلامية، وهي تدرس المشكلات التقليدية الكبرى، كالإله والإنسان والعالم، وتعدّ إسلامية لأنها نشأت في وسط البيئة الإسلامية، والحضارة الإسلامية، وكانت مشكلاتها نابعة من قلب التاريخ الإسلامي، وقد وجدت لها رجالها الذين تربوا في كنفها، ووفق تعاليمها. وقد بدأت الفلسفة الإسلامية مع المعتزلة أمثال النظّام وأبي الهذيل العلاف، واستمرت مع غيرهم، وبرز فيها فيلسوف العرب الكندي، وغيره الكثير من الفلاسفة الإسلاميين.[١] وقد استمرت هذه الفلسفة حتى العصر الحديث، وبُرّز من الفلاسفة المسلمين محمد الغزالي، وهذه المقالة ستتناول تعريفًا بمن هو محمد الغزالي.

من هو محمد الغزالي

في الإجابة عن سؤال: من هو محمد الغزالي، فإنه عالم مصري، ومفكر إسلامي من مفكري العصر الحديث ودعاته، ولد في 22 سبتمبر 1917م وتوفي عام 9 مارس 1996م. وفي التعريف بمن هو محمد الغزالي، فيعرف عنه بأنه أديب الدعوة ومجدد للفكر الإسلامي كونه مناهضًا للتشدد والغلو في الدين" كما يقول أبو العلا ماضي، ويُعرف بامتلاكه أسلوبًا أدبيًّا رصينًا في الكتابة. كان الغزالي منتقددًا للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، مما سببت له انتقاداته العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أم في السعودية.[٢]

وفي التعريف بمن هو محمد الغزالي، يقرأ القارئ بأنه ولد في قرية نكلا العنب، ايتاي البارود، في محافظة البحيرة في مصر، وقد نشأ في أسرة "متدينة"، بين خمسة إخوة. حفظ محمد الغزالي القرآن في كُتّاب القرية وهو في العاشرة من عمره، ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه عند الحفظ: "كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة". وعندما أنهى الكتاب، درس في معهد الإسكندرية الديني الابتدائي وحصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية، وفي عام 1937 انتقل إلى القاهرة للدراسة في كلية أصول الدين في الجامع الأزهر. سمي محمد الغزالي بهذا الاسم، بعد رؤية والده حلمًا رأى فيه الإمام أبي حامد الغزالي، وقال له: "أنه سوف ينجب ولدًا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي"، فسمّاه والدة بالغزالي، تيمنًا بالإمام الغزالي، وعملًا بما رآه في منامه.[٢]

عقيدة محمد الغزالي

في التعريف بمن هو محمد الغزالي وعقيدة، يمكن القراءة بأنه كتب في مجلة الإخوان المسلمين، بعد تعرفه على الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، وظل الأخير يشجعه على الكتابة حتى تخرج واتجه إلى الدعوة والإرشاد في مساجد القاهرة، إلى أن حصل على درجة العالمية عام 1943م، وهو في السادسة والعشرين من عمره، وقد أخذ الغزالي العلم عن الشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد العظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم.[٢]

ألّف محمد الغزالي عددًا من الكتب، ومنها كتاب "عقيدة المسلم"، الذي تعذّر فيه للأشاعرة عن بعض مواقفهم، مما جعل عديدًا من المسلمين يتهمونه بأنه أشعري العقيدة، وبأنه كاد أن يخرج من الملّة، وأنه يحاول تخريب الدين. إلا أنه سلفي المذهب وعالم من علماء المسلمين، تناول في كتبه طرحًا إسلاميا جيدًا وإن كانت غابت عنه العصمة في بعضها؛ فيجد القارئ عندما يقرأن عن من هو محمد الغزالي، أنه غلّب العقل على النقل، بل وخالف النقل فيها الأمور العقلانية، فكانت هذه من أعظم ما عيب عليه.[٣]

مؤلفات محمد الغزالي

عند القراءة حول من هو محمد الغزالي، فسيجد القارئ أنّ له أكثر من خمسين مؤلّفًا كان لها تأثير قوي في حياة المسلمين، وفيما يأتي عرض موجز لأسماء بعض هذه المؤلفات وما تتناوله.

كتاب عقيدة المسلم

وهو من أهم الكتب التي تُعرض عند التعريف بمن هو الغزالي، فهو يناقش عقيدة المسلم بطريقة منطقية، ويذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تلامس العقل والعاطفة، وقد قال في مقدمة كتابه: "وقد حاولت في أثناء الكتابة عن عقيدة المسلم أن أرطب جفاف التفكير العقلي برشحات من المشاعر الحية، ولم أتكلف لذلك إلا أن أجعل نصوص الكتاب والسنة نصب عيني". كما قال أيضًا: "هذه بحوث في العقيدة دفعتني إلى كتابتها قلة الرسائل التي تعنى بهذا اللون من علوم الدين، وتعرضه في أسلوب يتفق مع حاجات المسلمين المعاصرين"، وقد ضمت فصول الكتاب إجابات كثيرة عن أسئلة المسلم بعيدًا عن الخلافات في بابها، وفصول كتابه هي: الحقيقة الأولى، والوحدة المطلقة، والكمال الأعلى، والقضاء والقدر، والعمل أساس الإيمان، والخطيئة والمتاب، وخلافات لا مبرّر لها، والأنبياء، والخلود.[٤]

كتاب فقه السيرة

وهو أحد مؤلفات محمد الغزالي عند التعريف بمن هو الغزالي، وهو كتاب مختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقع في 368 صفحة موزعة على 9 فصول. أسلوب الكتاب أقرب ما يكون إلى أسلوب الرواية أو القصة، وفصوله هي: رسالة وإمام، ومن الميلاد إلى البعث، وجهاد الدعوة، والهجرة العامة: مقدماتها ونتائجها، وأسس البناء للمجتمع الجديد، والكفاح الدامي، وطور جديد، وأمهات المؤمنين، والرفيق الأعلى. للكتاب طبعة مشهورة حققها الألباني تناول فيها الغزالي بنفسه عن أحاديث هذا الكتاب وعن هذه الطبعة الحديثة، وعن اختلاف منهجية التصحيح والتضعيف بينه وبين الألباني، فكان الغزالي يرد على تصحيح الألباني وتعليقه وتضعيفه على الأحاديث أحياناً.[٥]

كتاب تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل

أيضًا، من الكتب المهمة عند التعريف بمن هو محمد الغزالي، ويستعرض فيه أسباب المحنة التى يمر بها المسلمون، الذين يشكلون خمس العالم من تعدادًا، ولكنهم يفتقدون إلى الإنتاج والتعاون المؤثر والحريات المصونة. يقع الكتاب في عشرة فصول، تبدأ منذ بداية الخليقة، وأن الإسلام دين المعرفة، ثم يستنكر الغزالي فيه على العرب والمسلمين اعتمادهم الكلي على الغرب، ويتناول بعض الصور القبيحة التي تسيء للإسلام والمسلمين تحت عنوان توضيح الصور، ثم يتحدث عن أثر الدعاة على الدعوة، ويتناول البدعة في الإسلام، وعن الضوابط التي يجب الاحتراز بها من البدع، ثم يتناول التاريخ الإسلام ويؤكد على ضرورة المقارنة بين التفسير الموضعي والتفسير الموضوعي؛ مؤكدًا أهمية الاجتهاد في كل عصر من العصور، ثم ينتقل للحديث عن سنة النبي والتعامل معها، وعن أهمية اللغة العربية بالنسبة للعرب والمسلمين.[٦]

كتاب الاستعمار أحقاد وأطماع

وهو من أهم كتب الغزالي عند التعريف بمن هو محمد الغزالي، ويقع في أحد عشر فصلًا، ويتناول الكتاب في 253 صفحة الموضوعات التالية: كيف يفتكون بنا، وتهويد و تنصير، والقتل أو الاستغلال، وسماحة وجحود، وسلام مسلح، والحق والحرب، حول قيام إسرائيل، وإسرائيل والاستعمار، وأمريكا الصليبية، وفي عالم البغال، والحياد كما نفهمه، وكانت هذه الموضوعات هي عناوين فصول الكتاب.[٧]

الغزالي والسياسة

عند الإجابة عن سؤال: من هو محمد الغزالي، يقرأ القارئ عن موقفه من الأحداث السياسية في عصره التي تلخّصت في أربعة محاور مهمة، وهي: "الصراعات والفتن بين أفراد السلاجقة الحكام، وحركات التمرد"، وكذلك "ثورات الحركات الباطنية الدموية والعنيفة"، ومن ثم "الصراعات المذهبية السُّنية فيما بينها، والفتن بين الشيعة والسنّة"، ثم "الغزو الصليبي والحروب الصليبية"، فكان إنتاجه العلمي آخذًا بعين الاعتبار طبيعة الواقع الذي يعيش فيه، لا يمكن معرفة توجهاته الفكرية إلا في ظل الأحداث التي تقع من حوله.[٨]

والغزالي في هذه الموضوعات لم يكن سياسيًا، وإنما فقيه أصوليّ، فقد كان يعالج مشاكل الواقع، مستحضرًا المصالح والمفاسد موازنًا بينها، وقد تحدث عن نظام الأمة واستقرارها، تصريحًا وتلميحًا، كما تناول الحديث عن الإمامة بصفتها ضرورة من ضرورات الدين، والكثير من الموضوعات التي كان للسياسة حضور كبير فيها. وخلاصة مواقفه السياسي أنه كان يدافع عن مؤسسة الخلافة الإسلامية، لا عن الخليفة نفسه، ففي هذه المؤسسة مصلحة كبرى تضمن استمرارية الحياة في الأمة الإسلامية، وقد حثّ حكام عصره على العدل، ورفع الظلم عن الناس.[٨]

المراجع

1 . ↑ "خصائص الفلسفة الإسلامية"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

2 . ^ أ ب ت "محمد الغزالي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

3 . ↑ "نبذة حول الشيخ محمد الغزالي ومؤلفاته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

4 . ↑ "عقيدة المسلم (كتاب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

5 . ↑ "فقه السيرة (الغزالي)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

6 . ↑ "تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل (كتاب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

7 . ↑ "الاستعمار أحقاد وأطاع (كتاب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.

8 . ^ أ ب "الغزالي والسياسة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.