مظاهر التوازن والاعتدال في أحكام الشريعة الإسلامية
التوازن والاعتدال
تعتبر ظاهرة التوازن والاعتدال من أهمّ القواعد الإيمانية التي ذكرها القرآن الكريم في الكثير من الآيات، والتي تتحدث عن التوازن المعيشي للإنسان في جميع نواحي الحياة، حيث إنّ مفهوم التوازن والاعتدال يتلخص كونه منهجاً إسلامياً، وهو عبارة عن حالة من الوسطية في أمور الحياة جميعها دون استثناء، لأنّ الله تعالى أراد أي يجعل المسلم متوازناً لا يشعر بأي تعارض بين دينه وعمله، وأنّه يمثل منطق الأمان والبعد عن الخطر، وفي هذا المقال سنوضح أهم مظاهر التوازن والاعتدال في أحكام الشريعة الإسلامية.
مظاهر التوازن والاعتدال في أحكام الشريعة الإسلامية
الاعتدال في عقوبة القصاص
فقد حث الإسلام على الحفاظ على الأمن والأمان، وحفظ الأرواح والأنفس والعقول والأعراض والأنساب، فنجد أنّ الزاني واللص والذين يرمون المحصنات العفيفات ويشربون الخمور، يعاقب كل منهم بعقوبةٍ رادعة مختلفة عن الأخرى، حيث تكون مناسبة لشدة الجريمة، بالإضافة إلى أنّ القتلة والمفسدين يعاقبون على أساس المساواة والعدل والاعتدال، وذلك لمنع عادة الأخذ بالثأر التي كانت منتشرة قبل الإسلام، ولإطفاء حزازات النفوس، إذ يقول تعالى في محكم كتابه: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179]، كما حلل الإسلام أخذ الدية، كما حلل العفو عنها، بل وهي الأفضل والأقرب إلى رضوان الله تعالى لقوله سبحانه: ( وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا) [النساء: 92]، أي أن يتصدق أهله على القاتل، وقد سُمي العفو الدية صدقة حثاً عليها.
الاعتدال في المعاملات التجارية
إنّ الإسلام يعتمد على أساس العدل والمساواة وتنفيذ الالتزامات وأداء الحقوق، وهو دليل الوسطية والاعتدال، إذ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [المائدة: 1]، أي ضرورة عدم ظلم الآخرين، وأكل أموال الناس بالباطل، لقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ) [النساء: 29]، بالإضافة إلى أنّ الدين الإسلامي جعل المعاملات قائمة على أساس التعادل والتوازن دون إهمال أو تقصير، أو إكراه أو غش، وهو دليل واضح على الوسطية بين الواقع وآفاق المستقبل، وأيضاً حماية المجتمع من التنازع والاختلاف في المعاملات، حتى لا يؤدي إلى ضعف الأمة وزرع الأحقاد وهز الثقة بين المتعاملين، لذلك نجد في القرآن الكريم الآية الكريمة التي تحث على عدم التنازع، وهي قوله تعالى: (وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ) [الأنفال: 46].
التوازن والاعتدال في العبادة فالإسلام
دين الوسطية في عباداته وشعائره، وبهذا يتميز عن باقي الأديان الأخرى، حيث إنّ الإسلام يكلف المسلم أداء شعائر معينة في اليوم، والليلة، أو في السنة مثل الصوم، أو مرة في العمر مثل الحج، وبالتالي فإن على المسلم أن لا يُرهق نفسه ويؤذي جسده في العبادة، وبالتالي ينبغي على الإنسان أن لا يعذب جسمه ويحمله ما لا يُطيق، ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جاء ثلاثُ رهطٍ إلى بُيوتِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسأَلونَ عن عبادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلما أُخبِروا كأنهم تَقالُّوها، فقالوا: أين نحن منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قد غفَر اللهُ له ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تأخَّر، قال أحدُهم: أما أنا فإني أُصلِّي الليلَ أبدًا، وقال آخَرُ: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطِرُ، وقال آخَرُ: أنا أعتزِلُ النساءَ فلا أتزوَّجُ أبدًا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (أنتمُ الذين قلتُم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوَّجُ النساءَ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني) [صحيح البخاري].
الاعتدال في الاعتقاد
حيث إنّ الإسلام دين وسط في الاعتقاد بين الماديين الذين ينكرون كل ما هو موجود وراء الحس، ولا يلتفتون لصوت الفطرة ولا لوضوح المعجزة ولا لنداء العقل، وبين الخرافيين الذين يصدقون كل شيء بإسراف ويؤمنون به دون أي دليل أو برهان، إذ إنّ الإسلام يدعو إلى الإيمان والاعتقاد بما قام عليه البرهان اليقيني والدليل القطعي، ويرفض ما غير ذلك من الأوهام والخرافات، وقد قال الله تعالى في كتابه: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة: 111]. كما أنّه دين الوسط بين الملحدين الذي لا يؤمنون بوجود إله، وبين أولئك الذين يعددون الآلهة حتى عبدوا الأوثان والأبقار والأغنام، فهو يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، بالإضافة إلى أنّ الإسلام دين وسط لا يقدس الأنبياء ويرفعهم إلى مرتبة الألوهية كما تفعل بعض الأديان الأخرى، ولا يكذبوهم ويتهموهم ويصبوا عليهم أنواع العذاب المختلفة.
التوازن والاعتدال
تعتبر ظاهرة التوازن والاعتدال من أهمّ القواعد الإيمانية التي ذكرها القرآن الكريم في الكثير من الآيات، والتي تتحدث عن التوازن المعيشي للإنسان في جميع نواحي الحياة، حيث إنّ مفهوم التوازن والاعتدال يتلخص كونه منهجاً إسلامياً، وهو عبارة عن حالة من الوسطية في أمور الحياة جميعها دون استثناء، لأنّ الله تعالى أراد أي يجعل المسلم متوازناً لا يشعر بأي تعارض بين دينه وعمله، وأنّه يمثل منطق الأمان والبعد عن الخطر، وفي هذا المقال سنوضح أهم مظاهر التوازن والاعتدال في أحكام الشريعة الإسلامية.
مظاهر التوازن والاعتدال في أحكام الشريعة الإسلامية
الاعتدال في عقوبة القصاص
فقد حث الإسلام على الحفاظ على الأمن والأمان، وحفظ الأرواح والأنفس والعقول والأعراض والأنساب، فنجد أنّ الزاني واللص والذين يرمون المحصنات العفيفات ويشربون الخمور، يعاقب كل منهم بعقوبةٍ رادعة مختلفة عن الأخرى، حيث تكون مناسبة لشدة الجريمة، بالإضافة إلى أنّ القتلة والمفسدين يعاقبون على أساس المساواة والعدل والاعتدال، وذلك لمنع عادة الأخذ بالثأر التي كانت منتشرة قبل الإسلام، ولإطفاء حزازات النفوس، إذ يقول تعالى في محكم كتابه: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179]، كما حلل الإسلام أخذ الدية، كما حلل العفو عنها، بل وهي الأفضل والأقرب إلى رضوان الله تعالى لقوله سبحانه: ( وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا) [النساء: 92]، أي أن يتصدق أهله على القاتل، وقد سُمي العفو الدية صدقة حثاً عليها.
الاعتدال في المعاملات التجارية
إنّ الإسلام يعتمد على أساس العدل والمساواة وتنفيذ الالتزامات وأداء الحقوق، وهو دليل الوسطية والاعتدال، إذ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [المائدة: 1]، أي ضرورة عدم ظلم الآخرين، وأكل أموال الناس بالباطل، لقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ) [النساء: 29]، بالإضافة إلى أنّ الدين الإسلامي جعل المعاملات قائمة على أساس التعادل والتوازن دون إهمال أو تقصير، أو إكراه أو غش، وهو دليل واضح على الوسطية بين الواقع وآفاق المستقبل، وأيضاً حماية المجتمع من التنازع والاختلاف في المعاملات، حتى لا يؤدي إلى ضعف الأمة وزرع الأحقاد وهز الثقة بين المتعاملين، لذلك نجد في القرآن الكريم الآية الكريمة التي تحث على عدم التنازع، وهي قوله تعالى: (وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ) [الأنفال: 46].
التوازن والاعتدال في العبادة فالإسلام
دين الوسطية في عباداته وشعائره، وبهذا يتميز عن باقي الأديان الأخرى، حيث إنّ الإسلام يكلف المسلم أداء شعائر معينة في اليوم، والليلة، أو في السنة مثل الصوم، أو مرة في العمر مثل الحج، وبالتالي فإن على المسلم أن لا يُرهق نفسه ويؤذي جسده في العبادة، وبالتالي ينبغي على الإنسان أن لا يعذب جسمه ويحمله ما لا يُطيق، ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جاء ثلاثُ رهطٍ إلى بُيوتِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسأَلونَ عن عبادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلما أُخبِروا كأنهم تَقالُّوها، فقالوا: أين نحن منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قد غفَر اللهُ له ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تأخَّر، قال أحدُهم: أما أنا فإني أُصلِّي الليلَ أبدًا، وقال آخَرُ: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطِرُ، وقال آخَرُ: أنا أعتزِلُ النساءَ فلا أتزوَّجُ أبدًا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (أنتمُ الذين قلتُم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوَّجُ النساءَ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني) [صحيح البخاري].
الاعتدال في الاعتقاد
حيث إنّ الإسلام دين وسط في الاعتقاد بين الماديين الذين ينكرون كل ما هو موجود وراء الحس، ولا يلتفتون لصوت الفطرة ولا لوضوح المعجزة ولا لنداء العقل، وبين الخرافيين الذين يصدقون كل شيء بإسراف ويؤمنون به دون أي دليل أو برهان، إذ إنّ الإسلام يدعو إلى الإيمان والاعتقاد بما قام عليه البرهان اليقيني والدليل القطعي، ويرفض ما غير ذلك من الأوهام والخرافات، وقد قال الله تعالى في كتابه: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة: 111]. كما أنّه دين الوسط بين الملحدين الذي لا يؤمنون بوجود إله، وبين أولئك الذين يعددون الآلهة حتى عبدوا الأوثان والأبقار والأغنام، فهو يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، بالإضافة إلى أنّ الإسلام دين وسط لا يقدس الأنبياء ويرفعهم إلى مرتبة الألوهية كما تفعل بعض الأديان الأخرى، ولا يكذبوهم ويتهموهم ويصبوا عليهم أنواع العذاب المختلفة.