أفضل الصدقات الجارية
الصدقة في الإسلام
هي ما يقدّمه المسلم للفقراء من مالٍ أو لباسٍ أو طعام ويكون ذلك لوجه الله تعالى، وتكون الغاية منها التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الثواب ورفع الدرجات، ولم يحدد الإسلام مبلغًا محددًا أو قيمة ما للصدقة، فقد جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ"،[١]وسيتحدث هذا المقال عن أنواع الصدقات وأفضل الصدقات الجارية.[٢]
أنواع الصدقات
هناك الكثير من أنواع الصدقات التي يمكن للمسلم تقديمها، ويمكن تقسيم أنواع الصدقات بحسب استمراريتها وتأثيرها على المجتمع، فالصدقات منها ما يكون ذا منفعةٍ خاصة ومنها ما هو ذو منفعة عامة، وأنواع الصدقات هي:[٣]
الصدقات الفردية
تكون ذات منفعة فردية كإعطاء الفقير المال أو الملابس أو الطعام أو كتفطير الصائمين، وقد وصف الله تعالى من يطعم في سبيله بالأبرار وذلك في قوله: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".[٤]
الصدقات العامة
وهي الصدقات التي تعود بالنفع على مجموعةٍ من الناس أو حتى على المجتمع ككل، وفي غالب الأمر يستمر نفعها وقتًا أطول من نفع الصدقات الفردية، ككفالة الأيتام والإنفاق في الجهاد في سبيل الله وحتى في الزرع، وقد قال رسول الله -صلى اله عليه وسلم-: "ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ".[٥]
الصدقات الجارية
وهي التي تعود بالنفع على المجتمع ولا ينقطع نفعها كبناء المساجد وسقاية الحجيج وبناء دور الأيتام ونشر العلم النافع الذي ينتفع به المجتمع وغيرها.
أفضل الصدقات الجارية
أجمع أهل العلم على أنّ أفضل الصدقات هي الصدقات الجارية التي تستمر بعد موت الإنسان، واستندوا بهذا التفضيل على ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نصّ الحديث الشريف: "إذا مات الإنسانُ انقطعَ عملُه إلا من ثلاثةٍ: من صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ يُنتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو لهُ"،[٦]وتختلف الصدقات الجارية من شخصٍ لآخر بحسب استطاعته المالية والبدنية، وعندما سئُل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الصدقات الجارية قال ما جاء عن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أنّه قال: "يا رسولَ اللهِ! إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم. قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ"،[٧]وبناءً على هذا الحديث فإنّ أفضل الصدقات الجارية هو سقي الماء.[٨]
وتندرج في قائمة أفضل الصدقات الجارة بناء المساجد لمن كانت له القدرة على ذلك، فقد جاء عن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قال: "ومَن بَنى للهِ مسجدًا يُذكَرُ فيه اسمُ اللهِ تعالى، بَنى اللهُ له به بيتًا في الجنَّةِ"،[٩]ومن الصدقات الجارية التي يلحق أجرها بالمؤمن حتى بعد موته ما جاء عن الرسول الكريم في نصّ الحديث الشريف عن فقد قال: "إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه وولدًا صالحًا ترَكَه ومُصحفًا ورَّثَه أو مسجِدًا بناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بناهُ أو نَهرًا أجراهُ أو صدَقةً أخرجَها من مالِه في صِحَّتِه وحياتِه يَلحَقُهُ من بعدِ موتِهِ"،[١٠]والله تعالى أعلم.[٨]
المراجع
1 . ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 1445، صحيح.
2 . ↑ "الصدقة في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
3 . ↑ "فضل الصدقات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
4 . ↑ سورة الإنسان، آية: 08.
5 . ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.
6 . ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3653، صحيح.
7 . ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن سعد بن عبادة ، الصفحة أو الرقم: 3666 ، حسن.
8 . ^ أ ب "سقي الماء أفضل أم بناء مسجد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
9 . ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند ، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم: 126، صحيح.
10 . ↑ رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 200، حسن.
الصدقة في الإسلام
هي ما يقدّمه المسلم للفقراء من مالٍ أو لباسٍ أو طعام ويكون ذلك لوجه الله تعالى، وتكون الغاية منها التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الثواب ورفع الدرجات، ولم يحدد الإسلام مبلغًا محددًا أو قيمة ما للصدقة، فقد جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ"،[١]وسيتحدث هذا المقال عن أنواع الصدقات وأفضل الصدقات الجارية.[٢]
أنواع الصدقات
هناك الكثير من أنواع الصدقات التي يمكن للمسلم تقديمها، ويمكن تقسيم أنواع الصدقات بحسب استمراريتها وتأثيرها على المجتمع، فالصدقات منها ما يكون ذا منفعةٍ خاصة ومنها ما هو ذو منفعة عامة، وأنواع الصدقات هي:[٣]
الصدقات الفردية
تكون ذات منفعة فردية كإعطاء الفقير المال أو الملابس أو الطعام أو كتفطير الصائمين، وقد وصف الله تعالى من يطعم في سبيله بالأبرار وذلك في قوله: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".[٤]
الصدقات العامة
وهي الصدقات التي تعود بالنفع على مجموعةٍ من الناس أو حتى على المجتمع ككل، وفي غالب الأمر يستمر نفعها وقتًا أطول من نفع الصدقات الفردية، ككفالة الأيتام والإنفاق في الجهاد في سبيل الله وحتى في الزرع، وقد قال رسول الله -صلى اله عليه وسلم-: "ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ".[٥]
الصدقات الجارية
وهي التي تعود بالنفع على المجتمع ولا ينقطع نفعها كبناء المساجد وسقاية الحجيج وبناء دور الأيتام ونشر العلم النافع الذي ينتفع به المجتمع وغيرها.
أفضل الصدقات الجارية
أجمع أهل العلم على أنّ أفضل الصدقات هي الصدقات الجارية التي تستمر بعد موت الإنسان، واستندوا بهذا التفضيل على ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نصّ الحديث الشريف: "إذا مات الإنسانُ انقطعَ عملُه إلا من ثلاثةٍ: من صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ يُنتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو لهُ"،[٦]وتختلف الصدقات الجارية من شخصٍ لآخر بحسب استطاعته المالية والبدنية، وعندما سئُل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الصدقات الجارية قال ما جاء عن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أنّه قال: "يا رسولَ اللهِ! إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم. قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ"،[٧]وبناءً على هذا الحديث فإنّ أفضل الصدقات الجارية هو سقي الماء.[٨]
وتندرج في قائمة أفضل الصدقات الجارة بناء المساجد لمن كانت له القدرة على ذلك، فقد جاء عن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قال: "ومَن بَنى للهِ مسجدًا يُذكَرُ فيه اسمُ اللهِ تعالى، بَنى اللهُ له به بيتًا في الجنَّةِ"،[٩]ومن الصدقات الجارية التي يلحق أجرها بالمؤمن حتى بعد موته ما جاء عن الرسول الكريم في نصّ الحديث الشريف عن فقد قال: "إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه وولدًا صالحًا ترَكَه ومُصحفًا ورَّثَه أو مسجِدًا بناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بناهُ أو نَهرًا أجراهُ أو صدَقةً أخرجَها من مالِه في صِحَّتِه وحياتِه يَلحَقُهُ من بعدِ موتِهِ"،[١٠]والله تعالى أعلم.[٨]
المراجع
1 . ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 1445، صحيح.
2 . ↑ "الصدقة في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
3 . ↑ "فضل الصدقات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
4 . ↑ سورة الإنسان، آية: 08.
5 . ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.
6 . ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3653، صحيح.
7 . ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن سعد بن عبادة ، الصفحة أو الرقم: 3666 ، حسن.
8 . ^ أ ب "سقي الماء أفضل أم بناء مسجد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
9 . ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند ، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم: 126، صحيح.
10 . ↑ رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 200، حسن.