الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها
البيزنطيون
يُعدُّ البيزنطيّون جزءًا لا يتجزَّأ من الإمبراطورية الرومانية القديمة، فلمَّا انقسمتِ الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين: قسم شرقيٌّ وآخر غربي، شكَّل البيزنطيون القسم الشرقي من هذه الإمبراطورية، ثمَّ انفصلوا عن الإمبراطورية الرومانية بشكل رسمي وأسسوا إمبراطورية خاصَّة بهم، مستقلة سياسيًا وعسكريًا، أصبحتْ هذه الإمبراطورية فيما بعد واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ؛ فقد أخذ البيزنطيّون يُوَسِّعون رقعة أراضيهم ويستندون على قوَّتهم العسكرية والسياسية لكسبِ السيطرة والنفوذ، وهذا المقال سيتحدَّث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها بالتفصيل.[١]
أصل تسمية الإمبراطورية البيزنطية
تمهيدًا للحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، إنَّ اسم الإمبراطورية البيزنطية ظهر بكثر في القرن السادس عشر الميلادي، وكان ظهوره في كتاب كوربوس هستوريا بيزنتيا الذي ألّفه المؤرخ الألماني هيرونيموس، وقد جاء هذا المصطلح من اسم القسطنطينية التي كانت تُسمَّى بيزنتيوم قبل أن يجعلها قسطنطين عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، ولكن استخدام هذا الاسم كان نادرًا إلَّا ما جاء في بعض النصوص الأدبية، وظهر اسم البيزنطيين في كتاب هستوريا بيزنتينا للكاتب شارل دو كانج في القرن السابع عشر، ثمَّ غاب هذا الاسم حتَّى القرن التاسع عشر الذي شهد ظهور اسم البيزنطيين من جديد في العالم الغربي.[٢]
وقبل ظهور مصطلح البيزنطيين كان اسم الإمبراطورية اليونانية يدلُّ على الإمبراطورية البيزنطية سابقًا، وجدير بالذكر إنَّ اسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية يدلُّ أيضًا على الإمبراطورية البيزنطية، فهي -كما وردَ سابقًا- جزء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، انفصلتْ عنها بعد أن نقل الإمبراطور قسطنطين عاصمته من روما إلى القسطنطينية.[٢]
انقسام الإمبراطورية الرومانية القديمة
قبل الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، يُذكر أنَّ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها جزء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، وظهور الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها كان بسبب انقسام الإمبراطورية الرومانية القديمة إلى إمبراطورية شرقية وإمبراطورية غربية، حيث أصبح اسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية يدلُّ على الإمبراطورية البيزنطية، وكان هذا الانقسام بالإمبراطورية الرومانية عندما نقل الإمبراطور قسطنطين مقرَّ الإمبراطورية وعدَّل في القانون الروماني المدني والديني، وجعل من مدينة القسطنطينية روما الثانية فظهرتْ بهذا الحدث الإمبراطورية البيزنطية، وفي فترة حكم قسطنطين نهضتْ الدولة واستعادتْ نفوذها العسكري وقوَّتها السياسية.[٣]
وعندما تمَّ الانقسام في الإمبراطورية الرومانية اعتمد قسطنطين نظام التوريث في الحكم، كما قام بدعم الديانة المسيحية وإعطائها ميزات سخية، وألغى سلطة الأباطرة على الدين، وفي القرن الثالث والرابع الميلادي، تمكَّنتِ الإمبراطورية الشرقية من النجاة من الصعوبات والمشاكل التي تعرَّضت إليها الإمبراطورية الغربية، فتحصين القسطنطينية بالأسوار العالية كان سببًا وراء حفظها من أطماع الغزاة، فطال عمرُ الإمبراطورية البيزنطية وكان واحدة من أطول الإمبراطوريات في التاريخ، وفيما يأتي الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها.[٣]
الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها
عند الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، يمكن القول إنَّ الإمبراطورية البيزنطية هي امتداد للإمبراطورية الرومانية القديمة، بقيتْ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها حتَّى العصور الوسطى، هذه الإمبراطورية العظيمة التي جعلتْ من القسطنطينية عاصمة لها، عرفها الناس من قبل باسم الإمبراطورية الرومانية أو اليونانية، وكانت تحافظ على عادات وتقاليد الرومان القديمة، والاختلاف البسيط الذي حدث بين الدولتين هو أنَّ البيزنطيين كانوا أقرب إلى الثقافة اليونانية القديمة ودانوا بالديانة المسيحية، بينما كانت روما القديمة تعبد الأوثان وتتحدَّث اليونانية بدلًا من اللغة اللاتينية.[٤]
ولأنَّ الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها والإمبراطورية الرومانية بشكلٍ مُنفصِل لم يظهر منذ زمن طويل، فإنَّه من الصعب تحديد تاريخ دقيق للفصل بين هاتين الدولتين، ولكنَّ المؤرخين اتخذوا من تاريخ وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عام 395م تاريخ ظهور الإمبراطورية البيزنطية، حيث نقل قسطنطين مقرَّ الإمبراطورية من روما القديمة إلى القسطنطينية، ويُعدُّ عصر هرقل هو بداية الانتقال إلى التاريخ البيزنطي، فالإمبراطور هرقل كان له الفضل في تحسين الجيش وإدارته وتغيير لغة الإمبراطورية الرسمية من اللغة اللاتينية إلى اللغة اليونانية، وقد استمرَّتِ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتُها لما يزيد عن ألف عام، منذ بدايتها في القرن الرابع الميلادي وحتَّى سقوط القسطنطينية على يد القائد العثماني محمد الفاتح عام 1453م.[٤]
كانت الإمبراطورية البيزنطية واحدة من أقوى دول العالم عسكريًا واقتصاديًا وثقافيًا أيضًا، فعلى الرغم من فقدانها مساحات واسعة من أراضيها في حروبها ضدَّ الفرس، إلّا أنَّها في الفترة التي حكمتْ فيها السلالة المقدونية تمكَّنتِ الإمبراطورية البيزنطية من استعادة أراضيها ومن الظهور من جديد كقوَّة بارزة في نهايات القرن العاشر، وفي أواخر القرن الحادي عشر الميلادي بدأت الإمبراطورية البيزنطية بالانكسار والسقوط، فقد فقدتْ قسمًا كبيرًا من أراضيها لصالح السلاجقة والأتراك، ثمَّ بعد أن توفِّي الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس عام 1185م، انتهى حكم الكومنينيين لبيزنطة فتهاوتِ الإمبراطورية من جديد.[٢]
وعلى الرّغم من محاولات الإنعاش التي قام بها حكم الأباطرة الباليولوج من خلال استعادتهم القسطنطينية إلَّا أنَّ الحروب الأهلية التي نشبتْ في الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر الميلادي استنزفتِ الكثير من قوَّتها، ففقدتْ قسمًا كبيرًا من أراضيها في حروبها الكثيرة مع الدولة العثمانية، ثمَّ لتسقط بسقوط عاصمتها القسطنطينية أخيرًا على يد العثمانيين عام 1453م.[٢]
الدين في الإمبراطورية البيزنطية
بعد الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، إنَّ الدين كان سببًا رئيسًا لسنوات طويلة من الحروب العقائدية، فبعد أن انقسمتِ الدولة الرومانية إلى شرقية إلى غربية، انقسمتِ الكنيسة أيضًا إلى شرقية وغربية، بدأت مشكلة الأيقونات الدينية التي تُعدُّ صفحة دموية في تاريخ بيزنطة، فقد نشب صراع ديني طويل استمرَّ من عام 726م حتَّى عام 787م؛ بسبب الصور والأيقونات التي كانت مقدسة عند بعض الكنائس، وقد ازداد هذا التقديس حتَّى أصبح سببًا من أسباب التقوى عند البيزنطيين، وبسبب وجود أناس يعارضون هذا التقديس ويؤيدون النصرانية التي يرون فيها دين الصفاء والنقاء نشبت الحرب العقائدية في بيزنطة.[٥]
ومن الجدير بالذكر أنَّ الحملة الصليبية الأولى التي كانت على بيزنطة، كان الدين سببًا من أسبابها، فالخلاف الديني بين البيزنطيين والغربيين المسيحيين كان قد بلغ أشدَّه في تلك الفترة، وقد تربَّع الإمبراطوري في بيزنطة على رأس السلطة وارتبط الإمبراطور بالكنائس بشعائر مختلفة، من هذه الشعائر: تخصيص الجانب الأيسر في عرش الإمبراطور للسيد المسيح، وكان يجلس فيه الإمبراطور في بعض الأحيان ممثلًا سلطة المسيح في الأرض، وبناءً على هذا يكون الإمبراطور قد امتلك صفتين اثنتين: صفة زمنية وصفة دينية، وهذا ما كان سببًا في نشوب صراعات بين الإمبراطورية والكنسية في تاريخ بيزنطة.[٥]
الفن البيزنطي
استكمالًا لما جاء من حديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، فإنَّ من أشهر معالم هذه الإمبراطورية العظيمة الفنّ البيزنطي الذي ظهر أوَّل مرَّة في القرن الرابع الميلادي أي في الفترة التي ظهرتْ فيها مدينة القسطنطينية، وكان هذا الفن متأثرًا بشكل ملحوظ بالفنِّ الهيلنتسي والفن الروماني وفنون آسيا الصغرى وسوريا ومصر القديمة، كما تأثر أيضًا بالفن الساساني في الدولة الساسانية الفارسية، ومن معالم الفن البيزنطي كنيسة آيا صوفيا التي بُنيت في القرن السادس الميلادي وتحديدًا عام 532م، ويُعدُّ هذا الفن من الأشياء التي عكست كيان الحضارة البيزنطية بشكل دقيق، فامتزاج الفن الإغريقي والروماني والفارسي وفنون بلاد الشام ومصر أظهر جليًّا اختلاف الدولة البيزنطية بهذه الدول واحتكاكها وتأثرها بها أيضًا.[٦]
ومما لا شكَّ فيه أنَّ الفن الإغريقي القديم تأثّر بالفن المصري على اعتبار مصر القديمة كانت أقدم من الإغريق في الفترة الزمنية، وأنَّ فنون الروم تأثرت أيضًا بالفنون الإغريقية في إيطاليا، وهكذا كان حال الفن في الحضارات القديمة، حيث كان نشوء الفن في أي حضارة قائمًا على مرتكزات وقواعد الفن في الحضارات المجاورة له، وبسبب انتشار الدين المسيحي في عهد قسطنطين بدأ الصبغة الدينية تظهر على الفن البيزنطي بشكل واضح، ظهرتْ في القباب وفي العقود المقوسة وفي زخرفات الجدران أيضًا؛ ليكون للدين بصمته في تاريخ الفن البيزنطي القديم.[٦]
الطب البيزنطي
لقد اشتَهر الطب في الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها بشكل كبير، وقد قام هذا الطب على العلوم والمعارف التي وضعتها الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية من قبل؛ حيث أخذ البيزنطيّون الطبّ من هاتين الحضارتين وكانت الممارسات الطبية في بيزنطية مرتبطة بعلم الرومان واليونان القدامى، وفيما بعد ظهر تأثير الطب البيزنطي على الطبِّ العربي الإسلامي وأثَّر أيضًا على الطب في عصر النهضة، وقد جمع الأطباء البيزنطيون ما كان لديهم من علم طبِّي في كُتب موحدة، فكان لديهم سبعة كتب في الطب، نجا من هذه الكتب كتاب ألَّفه الطبيب البيزنطي بولس الأجانيطي والذي جمع فيه الطب الغربي في الإمبراطورية البيزنطية.[٧]
وبعد إعلان المسيحية ديانة رسمية في البلاد، توسَّعتِ الخدمات وازدادت الرعاية الصحية، فتمَّ بناء مستشفى بالقرب من الكاتدرائية وكانت هذه المستشفى في مجتمع نيقية، كما بُنيتْ مستشفى من قِبَل الطبيب القديس سامبسون في مدينة القسطنطينية، كما عُرف في بيزنطية وجود مدينة بباسيلاس وهي مدينة سكن في الأطباء والممرضون، وقد ضمَّتِ المستشفيات البيزنطية بعض المكتبات التي جمع فيها الأطباء البيزنطيون معرفتهم الطبية كاملة، وكانت هذه المستشفيات تُدار من قبل الكنيسة الأرثوذكسيّة أيضًا.[٧]
الأدب في الإمبراطورية البيزنطية
عند الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، لا بدَّ من المرور على ذِكر الأدب في هذه الإمبراطوريّة، فالأدب البيزنطي هو الأدب اليونانيّ الذي انتشر في العصور الوسطى، سواء كان هذا الأدب قد كُتبَ في أراضي الإمبراطورية البيزنطية أم خارج أراضيها، ويُعدُّ هذا الأدب الفترة الثانية من الأدب اليوناني عبر التاريخ، وفي عام 425م قام ثيودوسيوس الثاني بتنظيم التعليم في مدينة القسطنطينية، وأنشأ جامعة رسمية فيها واحد وثلاثون مدرِّسًا، مدرس للفلسفة واثنان للقانون، والبقية يدرِّسون النحو في اللغة اليونانية واللاتينية، ويدرِّسون الآداب في اللغتين، وهذه الكثرة في المُدرّسين المختصّين باللغة تشير إلى اهتمام البيزنطيين بالأدب، وفي عام 526م وضع برسكيان أستاذ من أساتذة اللغة البيزنطيين كتابًا في نحو اللغة اليونانية واللاتينية أصبح هذا الكتب من أهم الكتب في العصور الوسطى.[٨]
وقدِ استمرَّت المدرسة في القسطنطينية حتَّى نهاية عهد الإمبراطورية البيزنطية في العصور الوسطى، نقلتْ هذه المدرسة أبرز ما كتب الأدباء البيزنطيون القدماء، ولعلَّ أبرز ما جاء في هذا الأدب قصيدة هيرو وليندر لموسايوس والتي انتشرت انتشارًا واسعًا، وهي قصيدة تحكي قصة حب رجل اسمه بيرن حاول عبور مضيق هلسبنت سباحة ليصل إلى حبيبته هيرو، فغرق ومات ورأته حبيبته هيرو فألقتْ بنفسها في الأمواج لتلتقي به في قاع البحر وفي حضن الموت.[٨]
العلاقات البيزنطية الإسلامية
في الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها لا بدَّ من تسليط الضوء على العلاقات الإسلامية البيزنطية، فبعد أن انتشر الإسلام في الجزيرة العربية بدأتْ تطلُّعات المسلمين تتجّه إلى بلاد الشام التي كانت تقع تحت سيطرة الروم البيزنطيين، الروم البيزنطيون الذين تراجع نفوذهم في الفترة التي سبقتْ ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، ولمَّا ظهر الإسلام واشتدَّ عودُه في الجزيرة، قام الروم البيزنطيون بحراسة بلاده من هجمات المسلمين عن طريق عقد تحالفات مع القبائل العربية، ولمَّا شعر بخطورة المسلمين القادمين من الجزيرة بدأ هرقل عظيم الروم بتجنيد السكان من البدو العرب على الحدود وتدريبهم، كما جنَّد الأرمن وضمَّهم إلى صفوف الجيش البيزنطي.[٩]
ولم يكنْ تاريخ المسلمين والروم البيزنطيين تاريخًا سِلْميًا، فقد دارتْ بينهما معارك شديدة بداية من معركة مؤتة التي كانت في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ بعد انتهاء حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق تابع أبو بكر وعمر بن الخطاب من بعده الحروب مع البيزنطيين، فخاض الجيش الإسلامي سلسلة من الحروب ضدَّ البيزنطيين كان أبرزها معركة اليرموك التي جرب أحداثها في العشرين من أغسطس/ آب عام 636م، أنهتْ معركة اليرموك الوجود البيزنطي في بلاد الشام إلى الأبد، كما خرج البيزنطيون من القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 640م، ثمَّ سقط الحكم البيزنطي أيضًا في مصر على يد العرب في صيف عام 646م وكان هذا آخر تواجد للبيزنطيين في المنطقة العربية، حيث خرجوا منها إلى الأبد، وعادوا بأساطيلهم البرية والبحرية إلى القسطنطينية.[٥]
سقوط الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها
في ختام الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، بعد عشرة قرون كاملة على وجود الإمبراطورية البيزنطية، بدأتِ الإمبراطورية بالانحدار والسقوط، فبعد سلسلة من المعارك ضدَّ الأتراك العثمانيين، سقطتْ عاصمة البيزنطيين الأسطورية التي اندحَرَتْ على أسوارها أعتى الجيوش، سقطت على يد القائد العثماني محمد الفاتح عام 1453م، فلم تتمكن الإمبراطورية البيزنطية من الصمود لفترة طويلة بعد سقوط عاصمتها التي كانت تتمتع بمكانة تجارية اقتصادية مهمّة جدًّا، فكان سقوط القسطنطينية نهاية شبه رسمية للإمبراطورية البيزنطية القديمة التي استمرَّت من القرن الرابع الميلادي حتَّى القرن الخامس عشر، وكان سقوط القسطنطينية واحدًا من أبرز الأحداث في التاريخ البشري، فقد سُمِّي القائد العثماني الذي فتحها بالفاتح بسبب قوَّتها وشدَّة تحصينها، وقد ضمَّ الجيش العثماني في عملية فتح القسطنطينية ما بين 75 إلى 100 ألف مقاتل، إضافة إلى أسطول بحري كبير، فانتهت هذه المعركة بفتح المدينة الأسطورية وإسقاط الإمبراطورية البيزنطية إلى الأبد.[١]
المراجع
1 . ^ أ ب "من هم البيزنطيون"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
2 . ^ أ ب ت ث "الإمبراطورية البيزنطية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
3 . ^ أ ب "الإمبراطورية البيزنطية"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
4 . ^ أ ب "الإمبراطورية الرومانية الشرقية"، www.orthodoxwiki.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
5 . ^ أ ب ت "الامبراطورية البيزنطية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
6 . ^ أ ب "فن بيزنطي"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
7 . ^ أ ب "العلوم البيزنطية"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
8 . ^ أ ب "أدب بيزنطي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
9 . ↑ "أوضاع الدولة البيزنطية قبيل الفتوحات الإسلامية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
البيزنطيون
يُعدُّ البيزنطيّون جزءًا لا يتجزَّأ من الإمبراطورية الرومانية القديمة، فلمَّا انقسمتِ الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين: قسم شرقيٌّ وآخر غربي، شكَّل البيزنطيون القسم الشرقي من هذه الإمبراطورية، ثمَّ انفصلوا عن الإمبراطورية الرومانية بشكل رسمي وأسسوا إمبراطورية خاصَّة بهم، مستقلة سياسيًا وعسكريًا، أصبحتْ هذه الإمبراطورية فيما بعد واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ؛ فقد أخذ البيزنطيّون يُوَسِّعون رقعة أراضيهم ويستندون على قوَّتهم العسكرية والسياسية لكسبِ السيطرة والنفوذ، وهذا المقال سيتحدَّث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها بالتفصيل.[١]
أصل تسمية الإمبراطورية البيزنطية
تمهيدًا للحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، إنَّ اسم الإمبراطورية البيزنطية ظهر بكثر في القرن السادس عشر الميلادي، وكان ظهوره في كتاب كوربوس هستوريا بيزنتيا الذي ألّفه المؤرخ الألماني هيرونيموس، وقد جاء هذا المصطلح من اسم القسطنطينية التي كانت تُسمَّى بيزنتيوم قبل أن يجعلها قسطنطين عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، ولكن استخدام هذا الاسم كان نادرًا إلَّا ما جاء في بعض النصوص الأدبية، وظهر اسم البيزنطيين في كتاب هستوريا بيزنتينا للكاتب شارل دو كانج في القرن السابع عشر، ثمَّ غاب هذا الاسم حتَّى القرن التاسع عشر الذي شهد ظهور اسم البيزنطيين من جديد في العالم الغربي.[٢]
وقبل ظهور مصطلح البيزنطيين كان اسم الإمبراطورية اليونانية يدلُّ على الإمبراطورية البيزنطية سابقًا، وجدير بالذكر إنَّ اسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية يدلُّ أيضًا على الإمبراطورية البيزنطية، فهي -كما وردَ سابقًا- جزء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، انفصلتْ عنها بعد أن نقل الإمبراطور قسطنطين عاصمته من روما إلى القسطنطينية.[٢]
انقسام الإمبراطورية الرومانية القديمة
قبل الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، يُذكر أنَّ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها جزء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، وظهور الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها كان بسبب انقسام الإمبراطورية الرومانية القديمة إلى إمبراطورية شرقية وإمبراطورية غربية، حيث أصبح اسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية يدلُّ على الإمبراطورية البيزنطية، وكان هذا الانقسام بالإمبراطورية الرومانية عندما نقل الإمبراطور قسطنطين مقرَّ الإمبراطورية وعدَّل في القانون الروماني المدني والديني، وجعل من مدينة القسطنطينية روما الثانية فظهرتْ بهذا الحدث الإمبراطورية البيزنطية، وفي فترة حكم قسطنطين نهضتْ الدولة واستعادتْ نفوذها العسكري وقوَّتها السياسية.[٣]
وعندما تمَّ الانقسام في الإمبراطورية الرومانية اعتمد قسطنطين نظام التوريث في الحكم، كما قام بدعم الديانة المسيحية وإعطائها ميزات سخية، وألغى سلطة الأباطرة على الدين، وفي القرن الثالث والرابع الميلادي، تمكَّنتِ الإمبراطورية الشرقية من النجاة من الصعوبات والمشاكل التي تعرَّضت إليها الإمبراطورية الغربية، فتحصين القسطنطينية بالأسوار العالية كان سببًا وراء حفظها من أطماع الغزاة، فطال عمرُ الإمبراطورية البيزنطية وكان واحدة من أطول الإمبراطوريات في التاريخ، وفيما يأتي الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها.[٣]
الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها
عند الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، يمكن القول إنَّ الإمبراطورية البيزنطية هي امتداد للإمبراطورية الرومانية القديمة، بقيتْ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها حتَّى العصور الوسطى، هذه الإمبراطورية العظيمة التي جعلتْ من القسطنطينية عاصمة لها، عرفها الناس من قبل باسم الإمبراطورية الرومانية أو اليونانية، وكانت تحافظ على عادات وتقاليد الرومان القديمة، والاختلاف البسيط الذي حدث بين الدولتين هو أنَّ البيزنطيين كانوا أقرب إلى الثقافة اليونانية القديمة ودانوا بالديانة المسيحية، بينما كانت روما القديمة تعبد الأوثان وتتحدَّث اليونانية بدلًا من اللغة اللاتينية.[٤]
ولأنَّ الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها والإمبراطورية الرومانية بشكلٍ مُنفصِل لم يظهر منذ زمن طويل، فإنَّه من الصعب تحديد تاريخ دقيق للفصل بين هاتين الدولتين، ولكنَّ المؤرخين اتخذوا من تاريخ وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عام 395م تاريخ ظهور الإمبراطورية البيزنطية، حيث نقل قسطنطين مقرَّ الإمبراطورية من روما القديمة إلى القسطنطينية، ويُعدُّ عصر هرقل هو بداية الانتقال إلى التاريخ البيزنطي، فالإمبراطور هرقل كان له الفضل في تحسين الجيش وإدارته وتغيير لغة الإمبراطورية الرسمية من اللغة اللاتينية إلى اللغة اليونانية، وقد استمرَّتِ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتُها لما يزيد عن ألف عام، منذ بدايتها في القرن الرابع الميلادي وحتَّى سقوط القسطنطينية على يد القائد العثماني محمد الفاتح عام 1453م.[٤]
كانت الإمبراطورية البيزنطية واحدة من أقوى دول العالم عسكريًا واقتصاديًا وثقافيًا أيضًا، فعلى الرغم من فقدانها مساحات واسعة من أراضيها في حروبها ضدَّ الفرس، إلّا أنَّها في الفترة التي حكمتْ فيها السلالة المقدونية تمكَّنتِ الإمبراطورية البيزنطية من استعادة أراضيها ومن الظهور من جديد كقوَّة بارزة في نهايات القرن العاشر، وفي أواخر القرن الحادي عشر الميلادي بدأت الإمبراطورية البيزنطية بالانكسار والسقوط، فقد فقدتْ قسمًا كبيرًا من أراضيها لصالح السلاجقة والأتراك، ثمَّ بعد أن توفِّي الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس عام 1185م، انتهى حكم الكومنينيين لبيزنطة فتهاوتِ الإمبراطورية من جديد.[٢]
وعلى الرّغم من محاولات الإنعاش التي قام بها حكم الأباطرة الباليولوج من خلال استعادتهم القسطنطينية إلَّا أنَّ الحروب الأهلية التي نشبتْ في الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر الميلادي استنزفتِ الكثير من قوَّتها، ففقدتْ قسمًا كبيرًا من أراضيها في حروبها الكثيرة مع الدولة العثمانية، ثمَّ لتسقط بسقوط عاصمتها القسطنطينية أخيرًا على يد العثمانيين عام 1453م.[٢]
الدين في الإمبراطورية البيزنطية
بعد الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، إنَّ الدين كان سببًا رئيسًا لسنوات طويلة من الحروب العقائدية، فبعد أن انقسمتِ الدولة الرومانية إلى شرقية إلى غربية، انقسمتِ الكنيسة أيضًا إلى شرقية وغربية، بدأت مشكلة الأيقونات الدينية التي تُعدُّ صفحة دموية في تاريخ بيزنطة، فقد نشب صراع ديني طويل استمرَّ من عام 726م حتَّى عام 787م؛ بسبب الصور والأيقونات التي كانت مقدسة عند بعض الكنائس، وقد ازداد هذا التقديس حتَّى أصبح سببًا من أسباب التقوى عند البيزنطيين، وبسبب وجود أناس يعارضون هذا التقديس ويؤيدون النصرانية التي يرون فيها دين الصفاء والنقاء نشبت الحرب العقائدية في بيزنطة.[٥]
ومن الجدير بالذكر أنَّ الحملة الصليبية الأولى التي كانت على بيزنطة، كان الدين سببًا من أسبابها، فالخلاف الديني بين البيزنطيين والغربيين المسيحيين كان قد بلغ أشدَّه في تلك الفترة، وقد تربَّع الإمبراطوري في بيزنطة على رأس السلطة وارتبط الإمبراطور بالكنائس بشعائر مختلفة، من هذه الشعائر: تخصيص الجانب الأيسر في عرش الإمبراطور للسيد المسيح، وكان يجلس فيه الإمبراطور في بعض الأحيان ممثلًا سلطة المسيح في الأرض، وبناءً على هذا يكون الإمبراطور قد امتلك صفتين اثنتين: صفة زمنية وصفة دينية، وهذا ما كان سببًا في نشوب صراعات بين الإمبراطورية والكنسية في تاريخ بيزنطة.[٥]
الفن البيزنطي
استكمالًا لما جاء من حديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، فإنَّ من أشهر معالم هذه الإمبراطورية العظيمة الفنّ البيزنطي الذي ظهر أوَّل مرَّة في القرن الرابع الميلادي أي في الفترة التي ظهرتْ فيها مدينة القسطنطينية، وكان هذا الفن متأثرًا بشكل ملحوظ بالفنِّ الهيلنتسي والفن الروماني وفنون آسيا الصغرى وسوريا ومصر القديمة، كما تأثر أيضًا بالفن الساساني في الدولة الساسانية الفارسية، ومن معالم الفن البيزنطي كنيسة آيا صوفيا التي بُنيت في القرن السادس الميلادي وتحديدًا عام 532م، ويُعدُّ هذا الفن من الأشياء التي عكست كيان الحضارة البيزنطية بشكل دقيق، فامتزاج الفن الإغريقي والروماني والفارسي وفنون بلاد الشام ومصر أظهر جليًّا اختلاف الدولة البيزنطية بهذه الدول واحتكاكها وتأثرها بها أيضًا.[٦]
ومما لا شكَّ فيه أنَّ الفن الإغريقي القديم تأثّر بالفن المصري على اعتبار مصر القديمة كانت أقدم من الإغريق في الفترة الزمنية، وأنَّ فنون الروم تأثرت أيضًا بالفنون الإغريقية في إيطاليا، وهكذا كان حال الفن في الحضارات القديمة، حيث كان نشوء الفن في أي حضارة قائمًا على مرتكزات وقواعد الفن في الحضارات المجاورة له، وبسبب انتشار الدين المسيحي في عهد قسطنطين بدأ الصبغة الدينية تظهر على الفن البيزنطي بشكل واضح، ظهرتْ في القباب وفي العقود المقوسة وفي زخرفات الجدران أيضًا؛ ليكون للدين بصمته في تاريخ الفن البيزنطي القديم.[٦]
الطب البيزنطي
لقد اشتَهر الطب في الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها بشكل كبير، وقد قام هذا الطب على العلوم والمعارف التي وضعتها الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية من قبل؛ حيث أخذ البيزنطيّون الطبّ من هاتين الحضارتين وكانت الممارسات الطبية في بيزنطية مرتبطة بعلم الرومان واليونان القدامى، وفيما بعد ظهر تأثير الطب البيزنطي على الطبِّ العربي الإسلامي وأثَّر أيضًا على الطب في عصر النهضة، وقد جمع الأطباء البيزنطيون ما كان لديهم من علم طبِّي في كُتب موحدة، فكان لديهم سبعة كتب في الطب، نجا من هذه الكتب كتاب ألَّفه الطبيب البيزنطي بولس الأجانيطي والذي جمع فيه الطب الغربي في الإمبراطورية البيزنطية.[٧]
وبعد إعلان المسيحية ديانة رسمية في البلاد، توسَّعتِ الخدمات وازدادت الرعاية الصحية، فتمَّ بناء مستشفى بالقرب من الكاتدرائية وكانت هذه المستشفى في مجتمع نيقية، كما بُنيتْ مستشفى من قِبَل الطبيب القديس سامبسون في مدينة القسطنطينية، كما عُرف في بيزنطية وجود مدينة بباسيلاس وهي مدينة سكن في الأطباء والممرضون، وقد ضمَّتِ المستشفيات البيزنطية بعض المكتبات التي جمع فيها الأطباء البيزنطيون معرفتهم الطبية كاملة، وكانت هذه المستشفيات تُدار من قبل الكنيسة الأرثوذكسيّة أيضًا.[٧]
الأدب في الإمبراطورية البيزنطية
عند الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، لا بدَّ من المرور على ذِكر الأدب في هذه الإمبراطوريّة، فالأدب البيزنطي هو الأدب اليونانيّ الذي انتشر في العصور الوسطى، سواء كان هذا الأدب قد كُتبَ في أراضي الإمبراطورية البيزنطية أم خارج أراضيها، ويُعدُّ هذا الأدب الفترة الثانية من الأدب اليوناني عبر التاريخ، وفي عام 425م قام ثيودوسيوس الثاني بتنظيم التعليم في مدينة القسطنطينية، وأنشأ جامعة رسمية فيها واحد وثلاثون مدرِّسًا، مدرس للفلسفة واثنان للقانون، والبقية يدرِّسون النحو في اللغة اليونانية واللاتينية، ويدرِّسون الآداب في اللغتين، وهذه الكثرة في المُدرّسين المختصّين باللغة تشير إلى اهتمام البيزنطيين بالأدب، وفي عام 526م وضع برسكيان أستاذ من أساتذة اللغة البيزنطيين كتابًا في نحو اللغة اليونانية واللاتينية أصبح هذا الكتب من أهم الكتب في العصور الوسطى.[٨]
وقدِ استمرَّت المدرسة في القسطنطينية حتَّى نهاية عهد الإمبراطورية البيزنطية في العصور الوسطى، نقلتْ هذه المدرسة أبرز ما كتب الأدباء البيزنطيون القدماء، ولعلَّ أبرز ما جاء في هذا الأدب قصيدة هيرو وليندر لموسايوس والتي انتشرت انتشارًا واسعًا، وهي قصيدة تحكي قصة حب رجل اسمه بيرن حاول عبور مضيق هلسبنت سباحة ليصل إلى حبيبته هيرو، فغرق ومات ورأته حبيبته هيرو فألقتْ بنفسها في الأمواج لتلتقي به في قاع البحر وفي حضن الموت.[٨]
العلاقات البيزنطية الإسلامية
في الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها لا بدَّ من تسليط الضوء على العلاقات الإسلامية البيزنطية، فبعد أن انتشر الإسلام في الجزيرة العربية بدأتْ تطلُّعات المسلمين تتجّه إلى بلاد الشام التي كانت تقع تحت سيطرة الروم البيزنطيين، الروم البيزنطيون الذين تراجع نفوذهم في الفترة التي سبقتْ ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، ولمَّا ظهر الإسلام واشتدَّ عودُه في الجزيرة، قام الروم البيزنطيون بحراسة بلاده من هجمات المسلمين عن طريق عقد تحالفات مع القبائل العربية، ولمَّا شعر بخطورة المسلمين القادمين من الجزيرة بدأ هرقل عظيم الروم بتجنيد السكان من البدو العرب على الحدود وتدريبهم، كما جنَّد الأرمن وضمَّهم إلى صفوف الجيش البيزنطي.[٩]
ولم يكنْ تاريخ المسلمين والروم البيزنطيين تاريخًا سِلْميًا، فقد دارتْ بينهما معارك شديدة بداية من معركة مؤتة التي كانت في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ بعد انتهاء حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق تابع أبو بكر وعمر بن الخطاب من بعده الحروب مع البيزنطيين، فخاض الجيش الإسلامي سلسلة من الحروب ضدَّ البيزنطيين كان أبرزها معركة اليرموك التي جرب أحداثها في العشرين من أغسطس/ آب عام 636م، أنهتْ معركة اليرموك الوجود البيزنطي في بلاد الشام إلى الأبد، كما خرج البيزنطيون من القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 640م، ثمَّ سقط الحكم البيزنطي أيضًا في مصر على يد العرب في صيف عام 646م وكان هذا آخر تواجد للبيزنطيين في المنطقة العربية، حيث خرجوا منها إلى الأبد، وعادوا بأساطيلهم البرية والبحرية إلى القسطنطينية.[٥]
سقوط الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها
في ختام الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، بعد عشرة قرون كاملة على وجود الإمبراطورية البيزنطية، بدأتِ الإمبراطورية بالانحدار والسقوط، فبعد سلسلة من المعارك ضدَّ الأتراك العثمانيين، سقطتْ عاصمة البيزنطيين الأسطورية التي اندحَرَتْ على أسوارها أعتى الجيوش، سقطت على يد القائد العثماني محمد الفاتح عام 1453م، فلم تتمكن الإمبراطورية البيزنطية من الصمود لفترة طويلة بعد سقوط عاصمتها التي كانت تتمتع بمكانة تجارية اقتصادية مهمّة جدًّا، فكان سقوط القسطنطينية نهاية شبه رسمية للإمبراطورية البيزنطية القديمة التي استمرَّت من القرن الرابع الميلادي حتَّى القرن الخامس عشر، وكان سقوط القسطنطينية واحدًا من أبرز الأحداث في التاريخ البشري، فقد سُمِّي القائد العثماني الذي فتحها بالفاتح بسبب قوَّتها وشدَّة تحصينها، وقد ضمَّ الجيش العثماني في عملية فتح القسطنطينية ما بين 75 إلى 100 ألف مقاتل، إضافة إلى أسطول بحري كبير، فانتهت هذه المعركة بفتح المدينة الأسطورية وإسقاط الإمبراطورية البيزنطية إلى الأبد.[١]
المراجع
1 . ^ أ ب "من هم البيزنطيون"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
2 . ^ أ ب ت ث "الإمبراطورية البيزنطية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
3 . ^ أ ب "الإمبراطورية البيزنطية"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
4 . ^ أ ب "الإمبراطورية الرومانية الشرقية"، www.orthodoxwiki.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
5 . ^ أ ب ت "الامبراطورية البيزنطية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
6 . ^ أ ب "فن بيزنطي"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
7 . ^ أ ب "العلوم البيزنطية"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
8 . ^ أ ب "أدب بيزنطي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
9 . ↑ "أوضاع الدولة البيزنطية قبيل الفتوحات الإسلامية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.