بحور الشعر العربي وتفعيلاتها
علم العروض
إنّ بحور الشعر العربي النّاظمة لأشعار العرب جاءت من ابتكار الخليل بن أحمد الفراهيديّ لعلم العَروض، والعَروض بفتح العين في لسان العرب هي النّاحية والطّريق، وهي كلمة مؤنّثة، وقد اختلف علماء العروض في سبب تسمية الخليل لهذا العلم بهذا الاسم، وذهب بعضهم إلى أنّ السّبب وراء ذلك هو أنّ العروض هو العلم الذي يُعرض عليه الشّعر، وهو بذلك يكون ميزانًا للشّعر، والعروض بذلك كالطّريق التي تُعرضُ فيها الأشياء. [١][٢]
الخليل بن أحمد الفراهيدي
هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيديّ، عربيّ من أزد عُمان، عالم في اللغة والمعاجم ومؤسّس علم العَروض، نشأ في البصرة ولازم حلقات علمائها آنذاك، ومنهم: عيسى بن عمر إمام العربيّة صاحب كتابَيْ الجامع والإكمال، والآخر كان أبا عمرو بن العلاء الرّاوية المعروف، ومن تلامذة الخليل كان سيبويه إمام النّحو وشيخه صاحب الكتاب الذي يسمّونه قرآن النّحو. كان الخليل-رحمه اللّٰه-عبقريًّا حادّ الذّكاء؛ إذ كان مضرب المثل في عصره، وهو مع ذلك صاحب زهد وتقوى وورع مشهود له به. [٣]
وقد فتح اللّٰه-سبحانه-له مغاليق العلوم؛ فكان صاحب المعجم الأشهر: العين، الذي هو أوّل معجم في العربيّة، وأيضًا هو مَنشأ علم العَروض الذي ينظِم بحور الشعر العربي ، وما يزال الشّعراء يدينون له بالفضل إلى اليوم هذا، ومن مؤلّفاته: مُعجم العين، وكتاب النّغَم، وكتاب العَروض، وكتاب الشّواهد، وكتاب الإيقاع. [٤].
بحور الشعر العربي وتفعيلاتها
إنّ بحور الشعر العربي تنقسم في العربيّة إلى ستّة عشر بحرًا، وضع الخليل منها خمسة عشر بحرًا، وزاد تلميذه الأخفش الأوسط-سعيد بن مسعدة-واحدًا وهو المتدارك، [٥]، وسُمّى الخليل البحور بهذا الاسم؛ لأنّ كلّ واحد منها كالبحر الذي يُغرفُ منه ولا ينتهي، في إشارة إلى القصائد الكثيرة التي ستُنظَمُ عليه، وبحور الشعر العربي تُقسمُ من حيث تنوّع التّفعيلات فيها إلى قسمين هما: البحور الممزوجة: وهي البحور التي تتنوّع فيها التّفعيلات وتمتزج، فلا تتكرّر التّفعيلة نفسها في كلّ البيت، وهذه البحور هي: الطّويل، والبسيط، والوافر، والسّريع، والمنسرح، والمضارع، والخفيف، والمقتضب، والمجتث. والبحور الصّافية: وهي البحور التي تتكرّر تفعيلتها في كلّ البيت، وهي: المديد، والمتقارب، والمتدارك أو المُحدَث، والهزج، والرّجز، والرّمَل، والكامل. [٦]
ولكلّ بحر من هذه البحور تفعيلةٌ تضبطه وتنظِّمه؛ والتّفعيلة هي الكلمة التي تتكرّر في البيت الواحد، وهي بذلك تُنظّمُ عمل البيت وموسيقاه، فمثلًا عندنا البحر الخفيف، تفعيلاته هي: فاعِلاتُن مُستَفْعِلُن فاعِلاتُن، وهذا يعني أنّ أيّ بيتِ شعرٍ يُنظَمُ على هذا البحر عليه أن يطابق في حركاته وسكناته هذه التفعيلات الثّلاث، أو جوازاتها. وفيما يأتي بحور الشعر العربي وتفعيلات كلّ بحرٍ من هذه البحور؛ إذ هناك لكلّ بحر من هذه البحور ضابطٌ شعريّ يُعرف به البيت، وتُحفظُ تفعيلاته، ومن يَرِد إتقان العَروض فوظيفته الأولى هي حفظ هذه الأبيات؛ ليَسهُل عليه الولوج إلى أعماق هذا العلم: [٧]
طويلٌ له دون البحور فضائل..... فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُ
لمَديدِ الشّعرِ عندي صفاتُ..... فاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فاعِلاَتُنْ
إنّ البسيطَ لديه يُبسَطُ الأمَلُ..... مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُ
بحورُ الشّعر وافرُها جميلُ..... مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُ
كَمُلُ الجمالُ من البُحُورِ الكاملُ..... مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُ
على الأهْزَاجِ تَسْهِيلُ..... مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُ
في أبْحُرِ الأَرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ..... مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُ
رَمَلُ الأبْحُرِ تَرْوِيهِ الثقاتُ..... فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُ
بَحْرٌ سَرِيعٌ ما لَهُ سَاحِلُ..... مُسْـتَـفْعِلُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلُ
مُنْسَرِحٌ فيه يُضْرَبُ المَثَلُ..... مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلاَتُ مُفْتَعِلُ
يا خَفِيـفًا خَفتْ بهِ الحَرَكَاتُ..... فَاعِلاُتُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُ
تُعَدُّ المُــــضَارَعَاتُ..... مَفَاعِــيــلُنْ فَاعِلاُتُ
اقْــتَضِبْ كمـا سَــألُوا..... فَاعِلاَتُ مُفْـتَـعِلُ
اجتُـثـتِ الحـركاتُ..... مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُ
عنِ المتقاربِ قالَ الخليلُ..... فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُ
حَرَكاتُ المُحْدثِ تنتقلُ..... فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُ
قصائد على بحور الشعر العربي
تاليًا أبيات مقتطفة من قصائدَ موضوعة على بحور الشعر العربيّ؛ لإثراء المعلومات الأدبيّة والعلميّة، والاستعانة بها على حفظ بحور الشعر العربي؛ فحفظ الأبيات يمرّن الذّاكرة على استرجاع نغمة البحر بمجرّد ذكر البحر، أو ذكر بيت على ذلك البحر:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ ..... وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها..... وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ..... وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ..... وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
بِأَبي مَن رابَها نَظَري..... فَبَدا في وَجهِها الخَجَلُ
أَمَهاة تِلكَ أَم بَشَرُ..... لِلوَرى في حُسنِها عِبَرُ
غُصنُ بانٍ فَوقَهُ قَمَرُ..... وَرَحيقٌ جالَ في دُرَرُ
أَينَ مِنهُ وَيحَكَ القُبَلُ..... بَدرٌ ثمَّ غابَ في الكَلَلِ
أَمِن سُهَيَّةَ دَمعُ العَينِ تَذريفُ..... لَو أَنَّ ذا مِنكِ قَبلَ اليَومِ مَعروفُ
كَأَنَّها يَومَ صَدَّت ما تُكَلِّمُني..... ظَبيٌ بِعُسفانَ ساجي الطَرفِ مَطروفُ
تَجَلَّلَتنِيَ إِذ أَهوى العَصا قِبَلي..... كَأَنَّها صَنَمٌ يُعتادُ مَعكوفُ
المالُ مالُكُمُ وَالعَبدُ عَبدُكُمُ..... فَهَل عَذابُكَ عَنّي اليَومَ مَصروفُ
جَزى اللَهُ الأَغَرَّ جَزاءَ صِدقٍ..... إِذا ما أوقِدَت نارُ الحُروبِ
يَقيني بِالجَبينِ وَمَنكِبَيهِ..... وَأَنصُرُهُ بِمُطَّرَدِ الكُعوبِ
وَأُدفِئُهُ إِذا هَبَّت شَمالٌ..... بَليلًا حَرجَفًا بَعدَ الجَنوبِ
أَراهُ أَهلَ ذَلِكَ حينَ يَسعى..... رُعاءُ الحَيِّ في طَلَبِ الحَلوبِ
لِمَنِ الدِيارُ غَشِيتُها بِسُحامِ..... فَعَمايَتَينِ فَهُضبُ ذي أَقدامِ
فَصَفا الأَطيطِ فَصاحَتَينِ فَغاضِرٍ..... تَمشي النِعاجُ بِها مَعَ الآرامِ
دارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَنى..... وَلَميسَ قَبلَ حَوادِثِ الأَيّامِ
عوجا عَلى الطَلَلِ المَحيلِ لعلّنا..... نَبكي الدِيارَ كَما بَكى اِبنُ حذامِ
شفاك الله مِنْ دائِكْ..... وعدَّاه لأَعْدائكْ
وأَبرى مِنك بالبرءِ..... قلوبًا لأَودَّائك
فَخَبرني بإِصْبا..... حك في الخير وإِمْسَائك
وطيّب أَنفسًا تَصْبُو..... إِلى طيِّب أَنْبَائك
تَاللَهِ لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا..... حَتّى أُبيرَ مالِكًا وَكاهِلا
القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا..... خَيرَ مَعَدٍّ حَسَبًا وَنائِلا
يا لَهفَ هِندٍ إِذ خَطِئنَ كاهِلا..... نَحنُ جَلَبنا القُرَّحَ القَوافِلا
يَحمِلنَنا وَالأَسَلَ النَواهِلا..... مُستَفرَماتٍ بِالحَصى جَوافِلا
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع..... سَوفَ تَلقى فارِسًا لا يَندَفِع
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً..... زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَجا..... خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى..... فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
قالَت وَلَم تَقصِد لِقَولِ الخَنا..... مَهلًا فَقَد أَبلَغتَ أَسماعِ
أَنكَرتُهُ حَتّى تَوَسَّمتُهُ..... وَالحَربُ غولٌ ذاتُ أَوجاعِ
مَن يَذُقِ الحَربَ يَجِد طَعمَها..... مُرًّا وَتَحبِسهُ بِجَعجاعِ
قَد حَصَّتِ البَيضَتُ رَأسي فَما..... أَطعَمُ نَومًا غَيرَ تَهجاعِ
للهِ نفسٌ بكم أعرِّفها..... تقضي وما ينقضي تأسّفها
وقفت فيها وأنّ أرسمها..... ممحوّة بالدموع أحرفها
مكفكفًا عبرتي وودّي لو..... أنّيَ أبكي ولا أكفكفها
ماذا على الركب من أراقها..... وهل هي إلاّ بلوى أخففها
أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ بِأَنّي..... حافِظُ الوُدِّ مُرصِدٌ لِلصَوابِ
وَمُجيبٌ دُعائَهُ إِن دَعاني..... عَجِلًا واحِدًا وَذا أَصحابِ
فَإِذا ما مَرَرتَ في مُسبَطِرٍّ..... فَاِجمَحِ الخَيلَ مِثلَ جَمحِ الكِعابِ
بَينَما ذاكَ أَصبَحَت وَهيَ عَضدي..... مِن سُبيٍّ مَجموعَةٍ وَنِهابِ
وبالقصر أرْيحيٌّ..... به يمنعُ الذِّمارُ
إذا جادَ فهو غيْثٌ..... واِن صالَ فهو نارُ
حَسوداهُ في عُلاهُ..... ظُبى البيض والقُطار
أنيسٌ إِلى المعالي..... وعن عارِها نَوارُ
حامِلُ الهَوى تَعِبُ..... يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ
إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ..... لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ
تَضحَكينَ لاهِيَةً..... وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ
تَعجَبينَ مِن سَقَمي..... صِحَّتي هِيَ العَجَبُ
كُلَّما اِنقَضى سَبَبٌ..... مِنكِ عادَ لي سَبَبُ
أَدنو إِليكَ فأُقْصَى..... وكم أَطيعُ فأُعْصَى
جَوْرًا تَقَصَّيْتَ فيه..... وجائِرٌ من تَقَصَّى
عِشْقِي كمالٌ فما لِي..... أَرَاهُ عِنْدَكَ نَقْصا
وليس تُحْصَى ذُنُوبي..... ما لَمْ يكُنْ لَيْسَ يُحْصَى
تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثمَدِ..... وَنامَ الخَلِيُّ وَلَم تَرقُدِ
وَباتَ وَباتَت لَهُ لَيلَةٌ..... كَلَيلَةِ ذي العائِرِ الأَرمَدِ
وَذَلِكَ مِن نَبَإٍ جاءَني..... وَخُبِّرتُهُ عَن أَبي الأَسوَدِ
فَإِن تَقتُلونا نُقَتِّلُكُم..... وَإِن تَقصِدوا لِدَمٍ نَقصُدِ
مَن ذا أَفتاكِ بِسَفكِ دَمي..... يا غُرَّةَ حَيِّ بَني جُشَمِ
فَتعالَي غَيرَ مُدافِعَةٍ..... نَقصُص رُؤياكِ عَلى حَكَمِ
أَبِنَظرَةِ عَينٍ عَن خَطأٍ..... عَرَضَت بِالعَمدِ يُراقُ دَمي
إِن كان جَنى طَرفي فَلَقَد..... يَكفيهِ مَقالُكِ لا تَنَمِ
المراجع
1 . ↑ دورة في علم العروض, ، "www.alukah.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
2 . ↑ لسان العرب, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
3 . ↑ الخليل بن أحمد الفراهيدي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
4 . ↑ الخليل بن أحمد الفراهيدي, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
5 . ↑ علم العروض والقافية, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
6 . ↑ قضايا الشّعر المعاصر, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
7 . ↑ بحور الشعر العربي, ، "www.alukah.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
8 . ↑ على قدر أهل العزم, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
9 . ↑ بأبي من رابها نظري, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
10 . ↑ أمن سهية دمع العين تذريف, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
11 . ↑ جَزى اللَهُ الأَغَرَّ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
12 . ↑ لِمَنِ الدِيارُ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
13 . ↑ شفاك الله مِنْ دائِكْ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
14 . ↑ تَاللَهِ لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
15 . ↑ يا أَبا اليَقظان, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
16 . ↑ قالَت وَلَم تَقصِد لِقَولِ الخَنا, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
17 . ↑ لله نفسٌ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
18 . ↑ أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
19 . ↑ وبالقصر أرْيحيٌّ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
20 . ↑ حامِلُ الهَوى تَعِبُ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
21 . ↑ أَدنو إِليكَ فأُقْصَى, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
22 . ↑ تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثمَدِ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
23 . ↑ مَن ذا أَفتاكِ بِسَفكِ دَمي, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
علم العروض
إنّ بحور الشعر العربي النّاظمة لأشعار العرب جاءت من ابتكار الخليل بن أحمد الفراهيديّ لعلم العَروض، والعَروض بفتح العين في لسان العرب هي النّاحية والطّريق، وهي كلمة مؤنّثة، وقد اختلف علماء العروض في سبب تسمية الخليل لهذا العلم بهذا الاسم، وذهب بعضهم إلى أنّ السّبب وراء ذلك هو أنّ العروض هو العلم الذي يُعرض عليه الشّعر، وهو بذلك يكون ميزانًا للشّعر، والعروض بذلك كالطّريق التي تُعرضُ فيها الأشياء. [١][٢]
الخليل بن أحمد الفراهيدي
هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيديّ، عربيّ من أزد عُمان، عالم في اللغة والمعاجم ومؤسّس علم العَروض، نشأ في البصرة ولازم حلقات علمائها آنذاك، ومنهم: عيسى بن عمر إمام العربيّة صاحب كتابَيْ الجامع والإكمال، والآخر كان أبا عمرو بن العلاء الرّاوية المعروف، ومن تلامذة الخليل كان سيبويه إمام النّحو وشيخه صاحب الكتاب الذي يسمّونه قرآن النّحو. كان الخليل-رحمه اللّٰه-عبقريًّا حادّ الذّكاء؛ إذ كان مضرب المثل في عصره، وهو مع ذلك صاحب زهد وتقوى وورع مشهود له به. [٣]
وقد فتح اللّٰه-سبحانه-له مغاليق العلوم؛ فكان صاحب المعجم الأشهر: العين، الذي هو أوّل معجم في العربيّة، وأيضًا هو مَنشأ علم العَروض الذي ينظِم بحور الشعر العربي ، وما يزال الشّعراء يدينون له بالفضل إلى اليوم هذا، ومن مؤلّفاته: مُعجم العين، وكتاب النّغَم، وكتاب العَروض، وكتاب الشّواهد، وكتاب الإيقاع. [٤].
بحور الشعر العربي وتفعيلاتها
إنّ بحور الشعر العربي تنقسم في العربيّة إلى ستّة عشر بحرًا، وضع الخليل منها خمسة عشر بحرًا، وزاد تلميذه الأخفش الأوسط-سعيد بن مسعدة-واحدًا وهو المتدارك، [٥]، وسُمّى الخليل البحور بهذا الاسم؛ لأنّ كلّ واحد منها كالبحر الذي يُغرفُ منه ولا ينتهي، في إشارة إلى القصائد الكثيرة التي ستُنظَمُ عليه، وبحور الشعر العربي تُقسمُ من حيث تنوّع التّفعيلات فيها إلى قسمين هما: البحور الممزوجة: وهي البحور التي تتنوّع فيها التّفعيلات وتمتزج، فلا تتكرّر التّفعيلة نفسها في كلّ البيت، وهذه البحور هي: الطّويل، والبسيط، والوافر، والسّريع، والمنسرح، والمضارع، والخفيف، والمقتضب، والمجتث. والبحور الصّافية: وهي البحور التي تتكرّر تفعيلتها في كلّ البيت، وهي: المديد، والمتقارب، والمتدارك أو المُحدَث، والهزج، والرّجز، والرّمَل، والكامل. [٦]
ولكلّ بحر من هذه البحور تفعيلةٌ تضبطه وتنظِّمه؛ والتّفعيلة هي الكلمة التي تتكرّر في البيت الواحد، وهي بذلك تُنظّمُ عمل البيت وموسيقاه، فمثلًا عندنا البحر الخفيف، تفعيلاته هي: فاعِلاتُن مُستَفْعِلُن فاعِلاتُن، وهذا يعني أنّ أيّ بيتِ شعرٍ يُنظَمُ على هذا البحر عليه أن يطابق في حركاته وسكناته هذه التفعيلات الثّلاث، أو جوازاتها. وفيما يأتي بحور الشعر العربي وتفعيلات كلّ بحرٍ من هذه البحور؛ إذ هناك لكلّ بحر من هذه البحور ضابطٌ شعريّ يُعرف به البيت، وتُحفظُ تفعيلاته، ومن يَرِد إتقان العَروض فوظيفته الأولى هي حفظ هذه الأبيات؛ ليَسهُل عليه الولوج إلى أعماق هذا العلم: [٧]
- البحر الطّويل:
- البحر المديد:
- البحر البسيط:
- البحر الوافر:
- البحر الكامل:
- بحرُ الهَزَح:
- بحر الرّجز:
- بحر الرَّمَل:
- البحر السّريع:
- البحر المنسرح:
- البحر الخفيف:
- البحر المضارع:
- البحر المقتضب:
- البحر المُجتَث:
- البحر المتقارِب:
- المتُحدَث او المتدارَك:
قصائد على بحور الشعر العربي
تاليًا أبيات مقتطفة من قصائدَ موضوعة على بحور الشعر العربيّ؛ لإثراء المعلومات الأدبيّة والعلميّة، والاستعانة بها على حفظ بحور الشعر العربي؛ فحفظ الأبيات يمرّن الذّاكرة على استرجاع نغمة البحر بمجرّد ذكر البحر، أو ذكر بيت على ذلك البحر:
- أبيات على البحر الطويل: يقول المتنبي: [٨]
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها..... وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ..... وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ..... وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
- أبيات على البحر المديد: قال ابن زهر الحفيد: [٩].
أَمَهاة تِلكَ أَم بَشَرُ..... لِلوَرى في حُسنِها عِبَرُ
غُصنُ بانٍ فَوقَهُ قَمَرُ..... وَرَحيقٌ جالَ في دُرَرُ
أَينَ مِنهُ وَيحَكَ القُبَلُ..... بَدرٌ ثمَّ غابَ في الكَلَلِ
- أبيات على البحر البسيط: يقول عنترة العبسي: [١٠]
كَأَنَّها يَومَ صَدَّت ما تُكَلِّمُني..... ظَبيٌ بِعُسفانَ ساجي الطَرفِ مَطروفُ
تَجَلَّلَتنِيَ إِذ أَهوى العَصا قِبَلي..... كَأَنَّها صَنَمٌ يُعتادُ مَعكوفُ
المالُ مالُكُمُ وَالعَبدُ عَبدُكُمُ..... فَهَل عَذابُكَ عَنّي اليَومَ مَصروفُ
- أبيات على البحر الوافر، يقول عنترة العبسي: [١١].
يَقيني بِالجَبينِ وَمَنكِبَيهِ..... وَأَنصُرُهُ بِمُطَّرَدِ الكُعوبِ
وَأُدفِئُهُ إِذا هَبَّت شَمالٌ..... بَليلًا حَرجَفًا بَعدَ الجَنوبِ
أَراهُ أَهلَ ذَلِكَ حينَ يَسعى..... رُعاءُ الحَيِّ في طَلَبِ الحَلوبِ
- أبيات على البحر الكامل، يقول امرؤ القيس: [١٢].
فَصَفا الأَطيطِ فَصاحَتَينِ فَغاضِرٍ..... تَمشي النِعاجُ بِها مَعَ الآرامِ
دارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَنى..... وَلَميسَ قَبلَ حَوادِثِ الأَيّامِ
عوجا عَلى الطَلَلِ المَحيلِ لعلّنا..... نَبكي الدِيارَ كَما بَكى اِبنُ حذامِ
- أبيات على بحر الهزج، يقول ابن سنّاء المُلك: [١٣].
وأَبرى مِنك بالبرءِ..... قلوبًا لأَودَّائك
فَخَبرني بإِصْبا..... حك في الخير وإِمْسَائك
وطيّب أَنفسًا تَصْبُو..... إِلى طيِّب أَنْبَائك
- أبيات على بحر الرّجز، يقول امرؤ القيس: [١٤].
القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا..... خَيرَ مَعَدٍّ حَسَبًا وَنائِلا
يا لَهفَ هِندٍ إِذ خَطِئنَ كاهِلا..... نَحنُ جَلَبنا القُرَّحَ القَوافِلا
يَحمِلنَنا وَالأَسَلَ النَواهِلا..... مُستَفرَماتٍ بِالحَصى جَوافِلا
- بحر الرّمَل، يقول عنترة العبسي: [١٥]
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً..... زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَجا..... خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى..... فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
- أبيات على البحر السّريع، قال أحيحة بن الجلاح: [١٦]
أَنكَرتُهُ حَتّى تَوَسَّمتُهُ..... وَالحَربُ غولٌ ذاتُ أَوجاعِ
مَن يَذُقِ الحَربَ يَجِد طَعمَها..... مُرًّا وَتَحبِسهُ بِجَعجاعِ
قَد حَصَّتِ البَيضَتُ رَأسي فَما..... أَطعَمُ نَومًا غَيرَ تَهجاعِ
- أبيات على البحر المنسرح، يقول ابن الأردخل: [١٧]
وقفت فيها وأنّ أرسمها..... ممحوّة بالدموع أحرفها
مكفكفًا عبرتي وودّي لو..... أنّيَ أبكي ولا أكفكفها
ماذا على الركب من أراقها..... وهل هي إلاّ بلوى أخففها
- أبيات على البحر الخفيف، يقول حاتم الطائي: [١٨].
وَمُجيبٌ دُعائَهُ إِن دَعاني..... عَجِلًا واحِدًا وَذا أَصحابِ
فَإِذا ما مَرَرتَ في مُسبَطِرٍّ..... فَاِجمَحِ الخَيلَ مِثلَ جَمحِ الكِعابِ
بَينَما ذاكَ أَصبَحَت وَهيَ عَضدي..... مِن سُبيٍّ مَجموعَةٍ وَنِهابِ
- أبيات على البحر المضارع، يقول الشاعر الحيص بيص: [١٩].
إذا جادَ فهو غيْثٌ..... واِن صالَ فهو نارُ
حَسوداهُ في عُلاهُ..... ظُبى البيض والقُطار
أنيسٌ إِلى المعالي..... وعن عارِها نَوارُ
- أبيات على البحر المقتضب، يقول أبو نُوَاس: [٢٠].
إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ..... لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ
تَضحَكينَ لاهِيَةً..... وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ
تَعجَبينَ مِن سَقَمي..... صِحَّتي هِيَ العَجَبُ
كُلَّما اِنقَضى سَبَبٌ..... مِنكِ عادَ لي سَبَبُ
- أبيات على البحر المجتث، يقول ابن سنّاء المُلك: [٢١]
جَوْرًا تَقَصَّيْتَ فيه..... وجائِرٌ من تَقَصَّى
عِشْقِي كمالٌ فما لِي..... أَرَاهُ عِنْدَكَ نَقْصا
وليس تُحْصَى ذُنُوبي..... ما لَمْ يكُنْ لَيْسَ يُحْصَى
- أبيات على البحر المتقارب، يقول امرؤ القيس: [٢٢].
وَباتَ وَباتَت لَهُ لَيلَةٌ..... كَلَيلَةِ ذي العائِرِ الأَرمَدِ
وَذَلِكَ مِن نَبَإٍ جاءَني..... وَخُبِّرتُهُ عَن أَبي الأَسوَدِ
فَإِن تَقتُلونا نُقَتِّلُكُم..... وَإِن تَقصِدوا لِدَمٍ نَقصُدِ
- أبيات على البحر المتدارك أو المُحدث، يقول ابن المقرب العيوني: [٢٣].
فَتعالَي غَيرَ مُدافِعَةٍ..... نَقصُص رُؤياكِ عَلى حَكَمِ
أَبِنَظرَةِ عَينٍ عَن خَطأٍ..... عَرَضَت بِالعَمدِ يُراقُ دَمي
إِن كان جَنى طَرفي فَلَقَد..... يَكفيهِ مَقالُكِ لا تَنَمِ
المراجع
1 . ↑ دورة في علم العروض, ، "www.alukah.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
2 . ↑ لسان العرب, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
3 . ↑ الخليل بن أحمد الفراهيدي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
4 . ↑ الخليل بن أحمد الفراهيدي, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
5 . ↑ علم العروض والقافية, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
6 . ↑ قضايا الشّعر المعاصر, ، "shamela.ws"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
7 . ↑ بحور الشعر العربي, ، "www.alukah.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
8 . ↑ على قدر أهل العزم, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
9 . ↑ بأبي من رابها نظري, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
10 . ↑ أمن سهية دمع العين تذريف, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
11 . ↑ جَزى اللَهُ الأَغَرَّ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
12 . ↑ لِمَنِ الدِيارُ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
13 . ↑ شفاك الله مِنْ دائِكْ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
14 . ↑ تَاللَهِ لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
15 . ↑ يا أَبا اليَقظان, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
16 . ↑ قالَت وَلَم تَقصِد لِقَولِ الخَنا, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
17 . ↑ لله نفسٌ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
18 . ↑ أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
19 . ↑ وبالقصر أرْيحيٌّ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
20 . ↑ حامِلُ الهَوى تَعِبُ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
21 . ↑ أَدنو إِليكَ فأُقْصَى, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
22 . ↑ تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثمَدِ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019
23 . ↑ مَن ذا أَفتاكِ بِسَفكِ دَمي, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 16-2-2019