من ينظر إلى شريكه السابق نظرةً أكثر إيجابية، الرجل أم المرأة؟
ينظر أغلب الناس إلى شركائهم السابقين نظرةً سلبية بعد نهاية العلاقة العاطفية، وهذا أمر منطقي لسببين. أولًا، تنتهي العلاقة غالبًا لسبب وجيه، بعد أن تدهورت بمرور الوقت، ونضبت المشاعر تجاه الطرف الآخر. وثانيًا، عندما تكون في علاقة ما، فأنت تحاول غالبًا أن تقنع نفسك أن شريكك يستحق البقاء معه، لكن بعد نهاية العلاقة، ستحاول إقناع نفسك أن الانفصال كان قرارًا صائبًا. والسؤال هنا، هل يوجد اختلاف بين الجنسين في النظرة إلى الشريك السابق ؟ تجيب دراسة جديدة عن هذا السؤال.
في إحدى الدراسات، تقصى الباحثون الآراء حول هذه المسألة. من بين 487 مشاركًا، يعتقد 62% إنه لا يوجد فرق. أما البقية فيعتقدون بوجود اختلاف في وجهة النظر بين الجنسين. يرى ثلث النسبة المتبقية إن النساء لديهن مواقف أكثر إيجابيةً تجاه الشركاء السابقين، في حين يرى الثلثان أن الرجال يتفوقون في هذا الجانب.
في ثلاث دراسات منفصلة، تقصى الباحثون آراء نحو 800 مشارك، سُئلوا عن موقفهم تجاه شريكهم السابق. أبدى المشاركون رأيهم عن شركائهم السابقين بعبارات مثل:
«لدى شريكي السابق العديد من الصفات الإيجابية».
«أتجنب الاحتكاك بشريكي السابق».
«عندما أفكر في شريكي السابق، أشعر بالغضب».
استخدم الباحثون هذه الآراء في التوصل إلى معدل متوسط يمثل مدى إيجابية مواقف الرجال أو النساء من شركائهم السابقين. اتفقت الدراسات الثلاث إنه في المتوسط يملك الرجال نظرةً أكثر إيجابية من النساء.
لماذا ينظر الرجال إلى شركائهم السابقين نظرةً إيجابية مقارنةً بالنساء؟
طرح الباحثون أربعة أسباب محتملة لتفسير هذا الاختلاف:
1. يفضل الرجال العلاقات العابرة
وفقًا لعلم النفس التطوري، يفضل الرجال امتلاك عدة شركاء جنسيين، في حين تفضل النساء الالتزام في علاقات طويلة الأمد. لذلك يميل الرجال للإبقاء على علاقات إيجابية مع شركائهم السابقين، لكونهم ما زالوا شركاء جنسيين محتمَلين.
2. الاعتماد على الشريك السابق
أظهر البحث أن الرجال يميلون للاعتماد على الدعم العاطفي من شركائهم، في حين تميل النساء بنسبة أكبر لامتلاك صديقات مقربات. ولأن النساء عامةً أفضل في تقديم الدعم العاطفي من الرجال، فهن يمتلكن علاقات داعمة خارج السياق العاطفي. لذا يفقد الرجل مصدرًا مهمًّا للدعم النفسي حين ينفصل عن شريكته العاطفية. ويقر الرجال غالبًا بازدياد شعورهم بالقلق والكآبة بعد الانفصال.
3. من المخطئ؟
تميل النساء غالبًا إلى تحميل الرجل مسئولية الانفصال. أظهرت دراسة أُجريَت على المطلقين أن الرجال غالبًا يعترفون بأنهم يجهلون سبب فشل الزواج. قد يفسر هذا نظرة النساء السلبية إلى شركائهن السابقين، إذ تميل النساء للاعتقاد بأن الشريك السابق كان عبئًا حتى قبل نهاية العلاقة.
4. استراتيجية ما بعد الانفصال
إذا لم تتخط الانفصال، فأنت مازلت تمتلك مشاعر تجاه شريكك السابق. تتفوق النساء على الرجال في تخطي مرحلة الانفصال تفوقًا كبيرًا، وذلك بطلب الدعم من الأصدقاء، ومن ثَمَّ الشعور بالراحة، والمحاولة الجادة لحل المشاكل.
في حين يستخدم الرجال استراتيجيات أكثر سلبيةً وأقل تأثيرًا، مثل الانعزال واللجوء إلى تعاطي المخدرات أو الكحول. ما يعني أن النساء يتجاوزن العلاقة بفعالية أكبر، ويصاحب ذلك غالبًا تناقص تأثير شركائهن السابقين.
لكن أي من هذه العوامل أقدر على شرح الاختلاف بين الجنسين؟
ضمت الدراسة الأكبر بين الدراسات الثلاث نحو 600 مشارك، أكثرهم شبان انتهت علاقاتهم العاطفية أخيرًا، لم يتقيد الباحثون بسؤالهم عن موقفهم تجاه الشريك السابق، بل تطرقت الأسئلة إلى العوامل المذكورة سابقًا.
وقد وجدوا أن العوامل التالية تفسر الفروق بين الجنسين:
أما العوامل التالية فلا تفسر الاختلاف:
يوجد أيضًا عوامل أخرى قد تفسر الفروق بين الجنسين، مثل:
ونتيجةً لذلك، إذا اتخذت المرأة قرارًا بإنهاء العلاقة، يؤدي ذلك إلى ما يسميه علماء النفس تناقضًا معرفيًّا cognitive dissonance. فمن جهة هي بذلت وسعها للحفاظ على العلاقة، ومن جهة أخرى هو قد اتخذت قرار إنهاء العلاقة بنفسها، يؤدي هذا الصراع إلى أن تقنع المرأة نفسها لا شعوريًّا أن شريكها السابق لم يكن يستحق أن تبقى معه.
تُلاحَظ هذه الظاهرة المسماة الحد من التنافر dissonance reduction كثيرًا بعد حالات الانفصال، وترجع إلى إنه كلما كان الاحتفاظ بعلاقة طويلة طويلة الأمد مهمًّا لك، ازداد احتياجك إلى تبرير الانفصال.
لكن هل يملك الرجال مواقف أكثر إيجابية تجاه شركائهم طوال الوقت، حتى قبل الانفصال؟ إذا كان هذا صحيحًا، فإن هذه النتائج تعكس نظرة الرجال المستمرة إلى شركائهم.
لم تتناول الدراسة هذا الاحتمال، لكن أكثر الأبحاث التي درست نظرة الأشخاص إلى شركائهم الحاليين تميل إلى وجود فروق محدودة بين الجنسين. ولذلك يمكننا أن نستنتج أن نتائج هذه الدراسة تعبر عن الشركاء السابقين لا الحاليين.
أيضًا توصلت الدراسات الثلاث إلى إن أحد الأسباب المحتملة لكون الرجال يملكون مواقف أكثر إيجابية تجاه الشركاء السابقين مقارنةً بالنساء، هو ميلهم إلى توقع وجود منافع محتملة من علاقاتهم بالشركاء السابقين.
إذ إن الرجل -نتيجة لتساهله تجاه العلاقات العابرة- قد يرى إن الشريك السابق هو شريك جنسي محتمل. ومع نقص الدعم العاطفي الذي يصله من محيطه الاجتماعي، يميل لتصور استمرار العلاقة مع الشريك السابق، مستمدًّا من ذلك الدعم النفسي الذي ينقصه بسبب غياب علاقات أخرى في حياته.
أيضًا تميل النساء إلى لوم الشريك السابق بسبب الانفصال أكثر مما يفعل الرجل، ويرجع ذلك، إلى جانب اختلاف شخصية المرأة، إلى أن الرجل بالفعل أقل دعمًا وتجاوبًا، وهو ما يفسر أيضًا ميل المرأة لتكوين صورة سلبية تجاه شريكها السابق مقارنةً بالرجل.
المصدر
ينظر أغلب الناس إلى شركائهم السابقين نظرةً سلبية بعد نهاية العلاقة العاطفية، وهذا أمر منطقي لسببين. أولًا، تنتهي العلاقة غالبًا لسبب وجيه، بعد أن تدهورت بمرور الوقت، ونضبت المشاعر تجاه الطرف الآخر. وثانيًا، عندما تكون في علاقة ما، فأنت تحاول غالبًا أن تقنع نفسك أن شريكك يستحق البقاء معه، لكن بعد نهاية العلاقة، ستحاول إقناع نفسك أن الانفصال كان قرارًا صائبًا. والسؤال هنا، هل يوجد اختلاف بين الجنسين في النظرة إلى الشريك السابق ؟ تجيب دراسة جديدة عن هذا السؤال.
في إحدى الدراسات، تقصى الباحثون الآراء حول هذه المسألة. من بين 487 مشاركًا، يعتقد 62% إنه لا يوجد فرق. أما البقية فيعتقدون بوجود اختلاف في وجهة النظر بين الجنسين. يرى ثلث النسبة المتبقية إن النساء لديهن مواقف أكثر إيجابيةً تجاه الشركاء السابقين، في حين يرى الثلثان أن الرجال يتفوقون في هذا الجانب.
في ثلاث دراسات منفصلة، تقصى الباحثون آراء نحو 800 مشارك، سُئلوا عن موقفهم تجاه شريكهم السابق. أبدى المشاركون رأيهم عن شركائهم السابقين بعبارات مثل:
«لدى شريكي السابق العديد من الصفات الإيجابية».
«أتجنب الاحتكاك بشريكي السابق».
«عندما أفكر في شريكي السابق، أشعر بالغضب».
استخدم الباحثون هذه الآراء في التوصل إلى معدل متوسط يمثل مدى إيجابية مواقف الرجال أو النساء من شركائهم السابقين. اتفقت الدراسات الثلاث إنه في المتوسط يملك الرجال نظرةً أكثر إيجابية من النساء.
لماذا ينظر الرجال إلى شركائهم السابقين نظرةً إيجابية مقارنةً بالنساء؟
طرح الباحثون أربعة أسباب محتملة لتفسير هذا الاختلاف:
1. يفضل الرجال العلاقات العابرة
وفقًا لعلم النفس التطوري، يفضل الرجال امتلاك عدة شركاء جنسيين، في حين تفضل النساء الالتزام في علاقات طويلة الأمد. لذلك يميل الرجال للإبقاء على علاقات إيجابية مع شركائهم السابقين، لكونهم ما زالوا شركاء جنسيين محتمَلين.
2. الاعتماد على الشريك السابق
أظهر البحث أن الرجال يميلون للاعتماد على الدعم العاطفي من شركائهم، في حين تميل النساء بنسبة أكبر لامتلاك صديقات مقربات. ولأن النساء عامةً أفضل في تقديم الدعم العاطفي من الرجال، فهن يمتلكن علاقات داعمة خارج السياق العاطفي. لذا يفقد الرجل مصدرًا مهمًّا للدعم النفسي حين ينفصل عن شريكته العاطفية. ويقر الرجال غالبًا بازدياد شعورهم بالقلق والكآبة بعد الانفصال.
3. من المخطئ؟
تميل النساء غالبًا إلى تحميل الرجل مسئولية الانفصال. أظهرت دراسة أُجريَت على المطلقين أن الرجال غالبًا يعترفون بأنهم يجهلون سبب فشل الزواج. قد يفسر هذا نظرة النساء السلبية إلى شركائهن السابقين، إذ تميل النساء للاعتقاد بأن الشريك السابق كان عبئًا حتى قبل نهاية العلاقة.
4. استراتيجية ما بعد الانفصال
إذا لم تتخط الانفصال، فأنت مازلت تمتلك مشاعر تجاه شريكك السابق. تتفوق النساء على الرجال في تخطي مرحلة الانفصال تفوقًا كبيرًا، وذلك بطلب الدعم من الأصدقاء، ومن ثَمَّ الشعور بالراحة، والمحاولة الجادة لحل المشاكل.
في حين يستخدم الرجال استراتيجيات أكثر سلبيةً وأقل تأثيرًا، مثل الانعزال واللجوء إلى تعاطي المخدرات أو الكحول. ما يعني أن النساء يتجاوزن العلاقة بفعالية أكبر، ويصاحب ذلك غالبًا تناقص تأثير شركائهن السابقين.
لكن أي من هذه العوامل أقدر على شرح الاختلاف بين الجنسين؟
ضمت الدراسة الأكبر بين الدراسات الثلاث نحو 600 مشارك، أكثرهم شبان انتهت علاقاتهم العاطفية أخيرًا، لم يتقيد الباحثون بسؤالهم عن موقفهم تجاه الشريك السابق، بل تطرقت الأسئلة إلى العوامل المذكورة سابقًا.
وقد وجدوا أن العوامل التالية تفسر الفروق بين الجنسين:
- يعتمد الرجل على شريكه السابق في تلقي الدعم العاطفي.
- يسهل على الرجل الدخول في علاقات عابرة.
- تميل المرأة لإلقاء اللوم على شريكها السابق عند الانفصال.
أما العوامل التالية فلا تفسر الاختلاف:
- تتخطى النساء العلاقة السابقة بفعالية أكبر.
- تفضل النساء العلاقات الوحيدة طويلة الأمد.
يوجد أيضًا عوامل أخرى قد تفسر الفروق بين الجنسين، مثل:
- يهتم الرجل أكثر بالمظهر الجسدي لشريكته، ما قد يؤثر على التقييم الكلي للشريك السابق، إذ قد تتغير تصوراتنا عن مدى حميمية شريكنا وثقتنا فيه، لكن لا يتغير تصورنا عن مظهره نتيجة سوء العلاقة.
- تفضل النساء العلاقات المستمرة طويلة الأمد أكثر مما يفضلها الرجال، من الأسباب المحتملة لذلك أن المرأة تعد اتخاذ قرارات متعلقة بالعلاقة (سواءً بدء علاقة أم إنهاءها) ينطوي على مخاطرة.
ونتيجةً لذلك، إذا اتخذت المرأة قرارًا بإنهاء العلاقة، يؤدي ذلك إلى ما يسميه علماء النفس تناقضًا معرفيًّا cognitive dissonance. فمن جهة هي بذلت وسعها للحفاظ على العلاقة، ومن جهة أخرى هو قد اتخذت قرار إنهاء العلاقة بنفسها، يؤدي هذا الصراع إلى أن تقنع المرأة نفسها لا شعوريًّا أن شريكها السابق لم يكن يستحق أن تبقى معه.
تُلاحَظ هذه الظاهرة المسماة الحد من التنافر dissonance reduction كثيرًا بعد حالات الانفصال، وترجع إلى إنه كلما كان الاحتفاظ بعلاقة طويلة طويلة الأمد مهمًّا لك، ازداد احتياجك إلى تبرير الانفصال.
لكن هل يملك الرجال مواقف أكثر إيجابية تجاه شركائهم طوال الوقت، حتى قبل الانفصال؟ إذا كان هذا صحيحًا، فإن هذه النتائج تعكس نظرة الرجال المستمرة إلى شركائهم.
لم تتناول الدراسة هذا الاحتمال، لكن أكثر الأبحاث التي درست نظرة الأشخاص إلى شركائهم الحاليين تميل إلى وجود فروق محدودة بين الجنسين. ولذلك يمكننا أن نستنتج أن نتائج هذه الدراسة تعبر عن الشركاء السابقين لا الحاليين.
أيضًا توصلت الدراسات الثلاث إلى إن أحد الأسباب المحتملة لكون الرجال يملكون مواقف أكثر إيجابية تجاه الشركاء السابقين مقارنةً بالنساء، هو ميلهم إلى توقع وجود منافع محتملة من علاقاتهم بالشركاء السابقين.
إذ إن الرجل -نتيجة لتساهله تجاه العلاقات العابرة- قد يرى إن الشريك السابق هو شريك جنسي محتمل. ومع نقص الدعم العاطفي الذي يصله من محيطه الاجتماعي، يميل لتصور استمرار العلاقة مع الشريك السابق، مستمدًّا من ذلك الدعم النفسي الذي ينقصه بسبب غياب علاقات أخرى في حياته.
أيضًا تميل النساء إلى لوم الشريك السابق بسبب الانفصال أكثر مما يفعل الرجل، ويرجع ذلك، إلى جانب اختلاف شخصية المرأة، إلى أن الرجل بالفعل أقل دعمًا وتجاوبًا، وهو ما يفسر أيضًا ميل المرأة لتكوين صورة سلبية تجاه شريكها السابق مقارنةً بالرجل.
المصدر