ما هي المداخلات التي تساعد على منع حالات الانتحار ؟
تُعد جميع حوادث الانتحار مفجعة وممزقة للقلب، تاركة أحباب الشخص المنتحر وأقربائه يتساءلون عن السبب الذي دفعه للقيام بهذا الأمر الخاطئ، وما يمكنهم فعله للحول دون حدوث مثل هذه المأساة.
تشهد معدلات الانتحار حاليًا أعلى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية وذلك وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض الأمريكية، وفي عام 2017 كان هنالك أكثر من 47.000 حالة انتحار مسجلة في الولايات المتحدة، وبالمقارنة مع الحالات المسجلة عام 1999 نجد أن النسبة مرتفعة بمقدار 33%.
والسؤال المطروح هو: ما الذي يمكننا فعله حيال مشكلة الانتحار المدمرة؟
تُحاول مُراجَعة منهجية نُشرت الشهر الماضي في مجلة Annals of Internal Medicine الطبية الإجابة عن هذا السؤال، إذ جمع مؤلفو المراجعة أبحاثًا من 23 دراسة مختلفة لمعرفة أضرار المداخلات وفوائدها الهادفة لمنع الانتحار لدى البالغين وفهمها بشكل جيد، وهذا ما وجدوه:
– خفض البرنامج الذي ترعاه منظمة الصحة العالمية من معدل الانتحار بشكل كبير بين المشاركين، إذ يتضمن البرنامج الذي يُسمى المداخلة الوجيزة والتواصل Brief Intervention and Contact إجراء جلسة تثقيفية حول منع الانتحار والوقاية من حدوثه، ثم إجراء مكالمات هاتفية بشكل منتظم مع أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية المتدربين لمدة تصل إلى 18 شهرًا.
– وُجدت أيضًا نتائج إيجابية لمبادرة أخرى تُدعى التخطيط للاستجابة للأزمات Crisis Response Planning، وهي مداخلة وجيزة بين شخص يريد الانتحار وأحد المدرِّبين، تشمل كتابة قائمة لمتابعتها في أي وقت يشعر به الشخص بأنه مُدمَّر عاطفيًا، وتتضمن هذه القائمة استراتيجيات الإدارة الذاتية والأسباب التي تدفعنا للعيش ومعلومات التواصل من أجل تقديم الدعم المهني والاجتماعي.
– ساعد العلاج السلوكي المعرفي cognitive behavioral therapy -وهو نوع من أنواع المعالجة الكلامية التي يعمل بها المعالج مع مريضه ليساعده على التخلص من الأفكار السلبية- في الحد من محاولات الانتحار وأفكاره، وقلل من مشاعر اليأس والإحباط أيضًا، لكن أظهرت الأدلة -رغم ضعفها- أن العلاج لم يمنع حدوث الانتحار في النهاية.
– العلاج السلوكي الجدلي Dialectical behavior therapy، وهو نوع آخر من أنواع المعالجة الكلامية يسعى لتعليم الأشخاص كيفية العيش واستغلال أوقاتهم بشكل جيد والتخلص من الضغط والتوتر وضبط عواطفهم، ووجدت الدراسات بعض الأدلة حول هذا النوع من العلاج على أنه يُقلل من الأفكار الانتحارية.
– صُمم برنامج نهائي للمداخلات يُدعى نافذة الأمل Window to Hope؛ من أجل الجنود القدماء الذين يعانون من أذيات دماغية رضية متوسطة إلى شديدة، وساعد هذا البرنامج في تقليل مشاعر اليأس والإحباط، لكنه لم يؤثر على الأفكار الانتحارية.
نظرت المُراجَعة أيضًا بشأن الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب لدى المرضى المعرضين لخطر الانتحار، ووجدت أن دواءين فقط قللا من الأفكار الانتحارية ومن حوادث الانتحار بحد ذاتها، وهما الجرعة الواحدة من الكيتامين الوريدي والليثيوم للمرضى الذين يعانون من اضطرابات المزاج.
مع أن الانتحار يمثل مشكلة متنامية في يومنا هذا، توجد مداخلات وقائية فعالة يمكنها في النهاية مساعدة الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار على التخلص من أفكارهم، ويمكنها أيضًا أن تغرس لديهم مشاعر الأمل والتفاؤل في حياتهم.
المصدر
تُعد جميع حوادث الانتحار مفجعة وممزقة للقلب، تاركة أحباب الشخص المنتحر وأقربائه يتساءلون عن السبب الذي دفعه للقيام بهذا الأمر الخاطئ، وما يمكنهم فعله للحول دون حدوث مثل هذه المأساة.
تشهد معدلات الانتحار حاليًا أعلى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية وذلك وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض الأمريكية، وفي عام 2017 كان هنالك أكثر من 47.000 حالة انتحار مسجلة في الولايات المتحدة، وبالمقارنة مع الحالات المسجلة عام 1999 نجد أن النسبة مرتفعة بمقدار 33%.
والسؤال المطروح هو: ما الذي يمكننا فعله حيال مشكلة الانتحار المدمرة؟
تُحاول مُراجَعة منهجية نُشرت الشهر الماضي في مجلة Annals of Internal Medicine الطبية الإجابة عن هذا السؤال، إذ جمع مؤلفو المراجعة أبحاثًا من 23 دراسة مختلفة لمعرفة أضرار المداخلات وفوائدها الهادفة لمنع الانتحار لدى البالغين وفهمها بشكل جيد، وهذا ما وجدوه:
– خفض البرنامج الذي ترعاه منظمة الصحة العالمية من معدل الانتحار بشكل كبير بين المشاركين، إذ يتضمن البرنامج الذي يُسمى المداخلة الوجيزة والتواصل Brief Intervention and Contact إجراء جلسة تثقيفية حول منع الانتحار والوقاية من حدوثه، ثم إجراء مكالمات هاتفية بشكل منتظم مع أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية المتدربين لمدة تصل إلى 18 شهرًا.
– وُجدت أيضًا نتائج إيجابية لمبادرة أخرى تُدعى التخطيط للاستجابة للأزمات Crisis Response Planning، وهي مداخلة وجيزة بين شخص يريد الانتحار وأحد المدرِّبين، تشمل كتابة قائمة لمتابعتها في أي وقت يشعر به الشخص بأنه مُدمَّر عاطفيًا، وتتضمن هذه القائمة استراتيجيات الإدارة الذاتية والأسباب التي تدفعنا للعيش ومعلومات التواصل من أجل تقديم الدعم المهني والاجتماعي.
– ساعد العلاج السلوكي المعرفي cognitive behavioral therapy -وهو نوع من أنواع المعالجة الكلامية التي يعمل بها المعالج مع مريضه ليساعده على التخلص من الأفكار السلبية- في الحد من محاولات الانتحار وأفكاره، وقلل من مشاعر اليأس والإحباط أيضًا، لكن أظهرت الأدلة -رغم ضعفها- أن العلاج لم يمنع حدوث الانتحار في النهاية.
– العلاج السلوكي الجدلي Dialectical behavior therapy، وهو نوع آخر من أنواع المعالجة الكلامية يسعى لتعليم الأشخاص كيفية العيش واستغلال أوقاتهم بشكل جيد والتخلص من الضغط والتوتر وضبط عواطفهم، ووجدت الدراسات بعض الأدلة حول هذا النوع من العلاج على أنه يُقلل من الأفكار الانتحارية.
– صُمم برنامج نهائي للمداخلات يُدعى نافذة الأمل Window to Hope؛ من أجل الجنود القدماء الذين يعانون من أذيات دماغية رضية متوسطة إلى شديدة، وساعد هذا البرنامج في تقليل مشاعر اليأس والإحباط، لكنه لم يؤثر على الأفكار الانتحارية.
نظرت المُراجَعة أيضًا بشأن الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب لدى المرضى المعرضين لخطر الانتحار، ووجدت أن دواءين فقط قللا من الأفكار الانتحارية ومن حوادث الانتحار بحد ذاتها، وهما الجرعة الواحدة من الكيتامين الوريدي والليثيوم للمرضى الذين يعانون من اضطرابات المزاج.
مع أن الانتحار يمثل مشكلة متنامية في يومنا هذا، توجد مداخلات وقائية فعالة يمكنها في النهاية مساعدة الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار على التخلص من أفكارهم، ويمكنها أيضًا أن تغرس لديهم مشاعر الأمل والتفاؤل في حياتهم.
المصدر