النظرة الفرويدية تجاه اضطراب الشخصية الفصامية
بشكل عام يمكن للنظرة الفرويدية أن تعاكس الطب النفسي الوصفي، إذ إنها تركز على العمليات العقلية اللاواعية والنزاعات والديناميكيات داخل النفسية وتجارب الطفولة المبكرة بدلًا من تقييم الاضطرابات والأعراض السطحية. عندما يأتي الأمرتجاه اضطراب الشخصية الفصامية ، نجد الاختلاف الأساسي ما بين التحليل النفسي والاعتبارات الوصفية في علم النفس والطب النفسي الأكاديمي المعاصر في أن الأول يرى الانفصال الذي هو سمة مميزة لاضطراب الشخصية الفصامية على أنها أسلوب دفاع يغطي التجارب المؤلمة الشديدة وعميقة التحفيز.
في المقابل فإن الأساس السريري أو الطبي يرى انفصال الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية على أنه نقص حقيقي للرغبة في العلاقات الاجتماعية مرافق بعجز اجتماعي معرفي.
النرجسية
أكتار Ahktar وسيلفرشتاين Silverstein يوفران رؤى مميزة لنظرة التحليل النفسي للأشخاص المنعزلين والمنفصلين والمنطويين على أنفسهم.
أشار أكتار إلى أن المفهوم الفرويدي للشخصية النرجسية يتوافق بعناية مع المفاهيم في يومنا الحاضر عن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسية وتصور فهمها مثل ليبيدو (انجذاب جنسي) موجه إلى الداخل.
تبعًا لميلون Millon وديفيس Davis فسر فرويد البناء النفسي من ناحية الضعف أو نقصان الأنا العليا Super Ego والهو Id بالتناقض مع الأنا المتطورة بشكل زائد. هذا التنظيم البنائي النرجسي نُظر إليه على أنه يرتبط بـ:
الأسلوب الدفاعي
ذكر ميلون وديفيس أن رايخ Reich افترض أن البنى الشخصية المرضية الشائعة يمكن تفسيرها عبر أسلوب دفاعي طويل الأمد قاسٍ يمتد لكل جوانب شخصية الفرد.
وصف رايخ أنماط الشخصية على أنها «درع شخصي» في سياق الوظيفة الدفاعية التي رآها على أنها نتيجة نمط مواجهة شخصي طويل الأمد، نبع أصلًا على شكل رد للنزاعات المتكررة في الطفولة المبكرة.
وصف رايخ الانعزال الاجتماعي على أنه رد فعل للنزاعات في الطفولة المبكرة. وصف رايخ الانعزال الاجتماعي في الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية على أنه آلية دفاع نمطية ضد الغرائز المهددة الجنسية العنيفة.
عرّف رايخ أيضًا تبدد الشخصية Depersonalization على أنه صفة مميزة لنوع اضطراب الشخصية الفصامية مسلطًا الضوء على نقص اتصالهم بالعالم الخارجي والآخرين. ذكر ميلون وديفيس أن دويتش Deutsch أشار إلى أن المصابين باضطراب الشخصية الفصامية ملكوا شخصية «كأنما» إذ يعيشون حياتهم دون الإحساس بالتواصل مع أحد أو شيء بالتصرف بطرائق يعرفون أنها لبقة دون مشاعر حقيقية وراءها.
علاقات الكائن
من جانب آخر ذكر سيلفرشتاين إن الانفصال الشخصي الفصامي ينتج عن فراغ داخلي شديد بدلًا من كونه دفاعًا ضد الغرائز الغامرة.
ذكر سيلفرشتاين أن ميلاني كلاين Melanie Klein رأت الانعزال الفصامي على أنه حالة بدائية متداعية من الوجود إذ يسود الانفصال.
افترضت ميلاني أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية ينسحبون وينعزلون وينفصلون بسبب تمثيلات كائن الانفصال، أي يصورون الجوانب الخطيرة والمهددة والاضطهادية -بمعنى آخر العنيفة- في الآخرين للحفاظ على صورة إيجابية مستدامة لأنفسهم؛ ما ينتج في وعي للناس الآخرين الخطرين والمهددين الذين يجب الحفاظ على مسافة آمنة منهم.
الرؤى المعاصرة للنظرة الكائنة للأفراد المنعزلين المنسحبين كرؤية فابرلارين Fairbairn وغنتريب Guntrip، رأيا أساليب الحياة المتفردة والمنفصلة شعوريًا على أنها نتيجة للاحتياج والحرمان من الحب الأمي خلال سنوات الطفولة الأولى ما نتج عنه مساواة هذه العلاقات مع الألم الشعوري والتجارب المؤذية ورؤية الآخرين على أنهم مضطهدِون.
غنتريب عرّف الحاجة للهرب من الواقع الخارجي إلى الأفكار الداخلية والخيالات أو الواقع الشخصي على أنه صفة أساسية لبناء الشخصية الفصامية.
رأى غنتريب هذه الحاجة على أنها نابعة من الخوف الشديد من انهيار نفسي في سياق حاجات بدائية غير مستجابة للسلامة والحنو وملاحظة للبيئة المخيفة.
ذكر غنتريب إن الشخصية الفصامية لها أصول في الطفولة المبكرة ووصف السلوك الفصامي -المنسحب إلى اللافاعلية والانعزال والواقع الداخلي- على أنه مبني رمزيًا على وصف ميلاني كلاين للوضع الفصامي.
افترض غنتريب أن التجارب المتكررة المبكرة لم يُعتن بها ولم تتوفر فيها السلامة في العلاقة مع مقدمين الرعاية والناس الآخرين ما يقود إلى أنماط الشخصية التي توصف بالابتعاد المعتاد عن بيئة الشخص والعلاقات تجاه السكينة وانعدام النشاط والخيال -أو الرحم بمعنى رمزي- للسلامة.
حددت المدرسة البريطانية للعلاقات الكائنة الأشخاص المصابين ب اضطراب الشخصية الفصامية على أنهم غير ذهانيين لكنهم في خطر الإصابة بانفصام الشخصية ما كان متوافقًا مع نظرة الطب النفسي الوصفية.
باختصار، فإن المدرسية البريطانية للعلاقات الكائنة أكدت على تبدد الشخصية -عدم كون الشخص في الحاضر، الإحساس بالاكتئاب والعزلة وتجربة العيش في عالم سريالي- بالإضافة إلى إحساس شخصي بعدم قدرة الشخص على تشكيل علاقات ذات معنى هو من الصفات الأساسية للشخصية الفصامية.
المصدر
بشكل عام يمكن للنظرة الفرويدية أن تعاكس الطب النفسي الوصفي، إذ إنها تركز على العمليات العقلية اللاواعية والنزاعات والديناميكيات داخل النفسية وتجارب الطفولة المبكرة بدلًا من تقييم الاضطرابات والأعراض السطحية. عندما يأتي الأمرتجاه اضطراب الشخصية الفصامية ، نجد الاختلاف الأساسي ما بين التحليل النفسي والاعتبارات الوصفية في علم النفس والطب النفسي الأكاديمي المعاصر في أن الأول يرى الانفصال الذي هو سمة مميزة لاضطراب الشخصية الفصامية على أنها أسلوب دفاع يغطي التجارب المؤلمة الشديدة وعميقة التحفيز.
في المقابل فإن الأساس السريري أو الطبي يرى انفصال الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية على أنه نقص حقيقي للرغبة في العلاقات الاجتماعية مرافق بعجز اجتماعي معرفي.
النرجسية
أكتار Ahktar وسيلفرشتاين Silverstein يوفران رؤى مميزة لنظرة التحليل النفسي للأشخاص المنعزلين والمنفصلين والمنطويين على أنفسهم.
أشار أكتار إلى أن المفهوم الفرويدي للشخصية النرجسية يتوافق بعناية مع المفاهيم في يومنا الحاضر عن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسية وتصور فهمها مثل ليبيدو (انجذاب جنسي) موجه إلى الداخل.
تبعًا لميلون Millon وديفيس Davis فسر فرويد البناء النفسي من ناحية الضعف أو نقصان الأنا العليا Super Ego والهو Id بالتناقض مع الأنا المتطورة بشكل زائد. هذا التنظيم البنائي النرجسي نُظر إليه على أنه يرتبط بـ:
- اللامبالاة تجاه الآخرين ونقص في الارتباط الاجتماعي (أي في سياق أناهم العليا غير النشطة).
- نقص النزاعات العنيفة والجنسية (بما يتعلق بنقصان الهو).
- القلق الشديد مع التجربة الداخلية والأفكار والخيال (في سياق الأنا كثيرة النشاط).
الأسلوب الدفاعي
ذكر ميلون وديفيس أن رايخ Reich افترض أن البنى الشخصية المرضية الشائعة يمكن تفسيرها عبر أسلوب دفاعي طويل الأمد قاسٍ يمتد لكل جوانب شخصية الفرد.
وصف رايخ أنماط الشخصية على أنها «درع شخصي» في سياق الوظيفة الدفاعية التي رآها على أنها نتيجة نمط مواجهة شخصي طويل الأمد، نبع أصلًا على شكل رد للنزاعات المتكررة في الطفولة المبكرة.
وصف رايخ الانعزال الاجتماعي على أنه رد فعل للنزاعات في الطفولة المبكرة. وصف رايخ الانعزال الاجتماعي في الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية على أنه آلية دفاع نمطية ضد الغرائز المهددة الجنسية العنيفة.
عرّف رايخ أيضًا تبدد الشخصية Depersonalization على أنه صفة مميزة لنوع اضطراب الشخصية الفصامية مسلطًا الضوء على نقص اتصالهم بالعالم الخارجي والآخرين. ذكر ميلون وديفيس أن دويتش Deutsch أشار إلى أن المصابين باضطراب الشخصية الفصامية ملكوا شخصية «كأنما» إذ يعيشون حياتهم دون الإحساس بالتواصل مع أحد أو شيء بالتصرف بطرائق يعرفون أنها لبقة دون مشاعر حقيقية وراءها.
علاقات الكائن
من جانب آخر ذكر سيلفرشتاين إن الانفصال الشخصي الفصامي ينتج عن فراغ داخلي شديد بدلًا من كونه دفاعًا ضد الغرائز الغامرة.
ذكر سيلفرشتاين أن ميلاني كلاين Melanie Klein رأت الانعزال الفصامي على أنه حالة بدائية متداعية من الوجود إذ يسود الانفصال.
افترضت ميلاني أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية ينسحبون وينعزلون وينفصلون بسبب تمثيلات كائن الانفصال، أي يصورون الجوانب الخطيرة والمهددة والاضطهادية -بمعنى آخر العنيفة- في الآخرين للحفاظ على صورة إيجابية مستدامة لأنفسهم؛ ما ينتج في وعي للناس الآخرين الخطرين والمهددين الذين يجب الحفاظ على مسافة آمنة منهم.
الرؤى المعاصرة للنظرة الكائنة للأفراد المنعزلين المنسحبين كرؤية فابرلارين Fairbairn وغنتريب Guntrip، رأيا أساليب الحياة المتفردة والمنفصلة شعوريًا على أنها نتيجة للاحتياج والحرمان من الحب الأمي خلال سنوات الطفولة الأولى ما نتج عنه مساواة هذه العلاقات مع الألم الشعوري والتجارب المؤذية ورؤية الآخرين على أنهم مضطهدِون.
غنتريب عرّف الحاجة للهرب من الواقع الخارجي إلى الأفكار الداخلية والخيالات أو الواقع الشخصي على أنه صفة أساسية لبناء الشخصية الفصامية.
رأى غنتريب هذه الحاجة على أنها نابعة من الخوف الشديد من انهيار نفسي في سياق حاجات بدائية غير مستجابة للسلامة والحنو وملاحظة للبيئة المخيفة.
ذكر غنتريب إن الشخصية الفصامية لها أصول في الطفولة المبكرة ووصف السلوك الفصامي -المنسحب إلى اللافاعلية والانعزال والواقع الداخلي- على أنه مبني رمزيًا على وصف ميلاني كلاين للوضع الفصامي.
افترض غنتريب أن التجارب المتكررة المبكرة لم يُعتن بها ولم تتوفر فيها السلامة في العلاقة مع مقدمين الرعاية والناس الآخرين ما يقود إلى أنماط الشخصية التي توصف بالابتعاد المعتاد عن بيئة الشخص والعلاقات تجاه السكينة وانعدام النشاط والخيال -أو الرحم بمعنى رمزي- للسلامة.
حددت المدرسة البريطانية للعلاقات الكائنة الأشخاص المصابين ب اضطراب الشخصية الفصامية على أنهم غير ذهانيين لكنهم في خطر الإصابة بانفصام الشخصية ما كان متوافقًا مع نظرة الطب النفسي الوصفية.
باختصار، فإن المدرسية البريطانية للعلاقات الكائنة أكدت على تبدد الشخصية -عدم كون الشخص في الحاضر، الإحساس بالاكتئاب والعزلة وتجربة العيش في عالم سريالي- بالإضافة إلى إحساس شخصي بعدم قدرة الشخص على تشكيل علاقات ذات معنى هو من الصفات الأساسية للشخصية الفصامية.
المصدر