ماذا يقول العلم عن الضحك ؟
بالرغم من سعة انتشاره وكونه واسمًا مميزًا للكائن البشري، يظل الضحك لغزًا عصبيًا واجتماعيًا وتطوريًا. التكهنات الفلسفية المتعلقة بمحرضات الضحك وأهدافه الما ورائية ليست نادرةً بالتأكيد، لكن لم يهتم أحد سابقًا بوصف الظواهر الأساسية أو النماذج السلوكية الدقيقة وراء ذلك. ما هي الأسس السمعية التي تكوِّن الضحك؟ بغض النظر عن النوادي الكوميدية، متى تُسمَع أكثر وأين، وكيف تتشكل؟ لطالما كان هذا الموضوع ناضجًا لتناوله في بحث علمي مثمر ورصدي، كونه سلوكًا نمطيًا بشكل نسبي ومستنسخًا بسهولة من قبل مجموعة متنوعة من المنبهات الاجتماعية والبيئية. من المضحك أن أحدًا لم يكلف نفسه عناء هذه المهمة من قبل. حقًا.
يوضح البروفيسور روبرت بروفين Robert Provine، اختصاصي نفسي في جامعة ميريلاند بالتيمور كاونتي Maryland-Baltimore County، هذه الأسئلة في كتابه ذي العنوان المناسب (الضحك: بحث علمي).
يأخذ أسلوب بروفين النثري المتماسك والعبقري القارئ في سلسلة من الدراسات الرصدية والفرضيات التي توضح بالأمثلة مفاهيم علمية وتنسج جوانب فلسفية وتطورية وعصبية ونفسية معًا وفي نفس الوقت، تتمكن في طريقها من تحريض البعض على الضحك.
يسلط بروفين الضوء على إهمال التجريبية في الأطروحات السابقة عن الضحك من خلال مراجعة النصوص الأدبية والفلسفية. أدرك أفلاطون Plato وأرسطو Aristotle وهوبز Hobbes وكانت Kant ازدواجية الضحك باعتباره ممتعًا للغاية لكنه ماكر قوي بنفس الوقت، خشية احتمالية أن تكون أهدافه مظلمةً وهدامةً. أقر بيرجسون Bergson، فيلسوف في أواخر تسعينيات القرن الماضي، أن الضحك أمر اجتماعي قبل كل شيء.
رأى فرويد Freud أن التأثير المطلق للضحك ينبع من تفريغ الطاقة العصبية المكبوتة. تحول البحث اللاحق من الضحك نفسه إلى الظواهر الثانوية المرتبطة بالفكاهة والشخصية والمجتمع والمعرفة. على أي حال، افتقرت جميع هذه النظريات إلى أي أساس تجريبي لافتراضاتها.
سعى بروفين إلى تبني «تكتيك طبيعي وصفي» لإظهار محرضات الضحك غير الواعية وجذوره الغريزية. في البداية لاحظ أشياء في مختبره، لكنه وجد أن الضحك هش ووهمي ومتغير للغاية تحت المراقبة المباشرة. فقرر مراقبة الضحك العفوي الذي يحدث بشكل طبيعي في الحياة اليومية.
بدأ بروفين التنصت بشكل علني وتسجيل الضحك أثناء المحادثات ووثق 1200 حادثة ضحك (الضحك الذي يتبع الخطاب التحادثي خلال ثانية واحدة) ثم صنف أنماط الأشخاص الذين ضحكوا والوقت الذي ضحكوا به لتحليل الصفات.
افترض بروفين أن الجمهور ضروري للضحك، بالإضافة إلى حد أدنى: زوج من العناصر، متحدث ومستمع (باستثناء بدائل وسائل الإعلام، أي عندما يقهقه المشاهد المفرد خلال إعادة مسلسل ساينفيلد Seinfeld). بشكل مفاجئ، وجد بروفين أن المتحدثين أنفسهم يضحكون أكثر من جمهورهم.
يميل الضحك إلى أن يتبع إيقاع محادثة طبيعية، وضع النقاط عند الانتهاء من الجمل، خاصةً بعد الإشارات كتغيير الصوت أو نغمته. الأكثر إثارةً للاهتمام أن أقل من ربع التعليقات قبل الضحك كانت فكاهيةً حقًا. افترض بروفين أن الضحك يزامن دماغَي الضاحك والمستمع، مقدمًا إشارةً لمناطق مستقبلات اللغة، من المحتمل أنها تحول التنشيط بين هياكل دماغية متنافسة خاضعة للإدراك والعاطفة.
شوهدت اختلافات هامة بين الجنسين، كانت النساء أكثر تهلهلًا من الرجال، بينما رسم الرجال المزيد من الضحكات الخافتة (يتلقى الرجال ضحكًا أكثر). في دراسة «مثبتة» للاختلافات بين الجنسين مستمدة من مراجعة الإعلانات الشخصية في الصحف، سعت النساء إلى ضحك أكثر من الخاطبين الذكور المحتملين، بينما وعدهنَّ الرجال بالمزيد في محاولة لإغرائهن.
توصل بروفين إلى أن النساء يضحكن أكثر من الرجال لجذبهم (معترفًا دون تردد أن ذلك يبدو مثيرًا بشكل مريب، قد تكون النساء تسخرن منا فقط نحن الرجال المساكين). تقترح ملاحظاته الإضافية أن التصنيف الاجتماعي يحدد أنماط الضحك، خاصةً في مكان العمل حيث يستخلص رؤساء العمل الضحكات بسهولة من زملائهم الخانعين ويطلقون النكات على حساب أتباعهم، ما يوحي أن هذه الظاهرة تكون غالبًا استجابة المرؤوسين الخاضعة للهيمنة.
أدت ملاحظات بروفين لطلاب ممثلين يضحكون على ضفيرة شعر إلى استخلاص أن الضحك يخضع لتحكم وعي ضعيف نسبيًا، وأن الضحك الذي يبدو أكثر واقعيةً يخضع إلى آليات غير واعية، بطريقة مماثلة إذ قد يؤدي أسلوب التمثيل إلى استنساخ مشاعر سلوكية صادقة بشكل أكثر فاعلية.
بعد امتلاك ضحكات مميزة للمواقف الاجتماعية، حلل بروفين الخصائص الصوتية للضحك المسجل. وجد أن «ملاحظات الضحك» تتكون من مقاطع شبيهة بحروف العلة متناسقة مع تردد أساسي منخفض وإشارات متداخلة ضعيفة شبيهة بالتنهد، مع بنية متجانسة ونغمة تميل للانخفاض تدريجيًا عادةً. تطوريًا، تمتلك الرئيسيات العليا تصويتًا مشابهًا لصغير الشمبانزي أثناء اللعب.
في الوقت نفسه، جودة الأصوات الشبيهة بالضحك لدى الرئيسيات محدودة بالاقتران التنفسي-الصوتي، لأنها قادرة على إنتاج مقطع صوتي واحد فقط في كل دورة شهيق-زفير (خلافًا للبشر، الذين يمكنهم تأدية مقاطع صوتية متعددة في كل دورة تنفسية).
بشكل مشابه، تحتاج الحيوانات رباعية القوائم خطوةً واحدةً لكل دورة تنفسية، بينما يمكن للإنسان أن يحافظ على خطوات عديدة في كل تنفس. افترض أن هذا الحد البشري في التحكم بالتنفس، الذي كان تطوريًا بشكل حاسم، يصبح له دور فعال في تطور الكلام بواسطة تحرير جهازنا العصبي العضلي المعقد للكلام من أكثر الأعمال الدنيوية الروتينية للتنفس والمشي. تظهر المزيد من النظريات التطورية بعد ذلك في تحليل الدغدغة وعدوى الضحك.
افترض بروفين من الطلاب وتجاربه على حيواناته دورًا للضحك المحرض بالدغدغة في تطور الروابط الاجتماعية وتحديد التنبيه غير الذاتي لتمكين الدفاع الجسدي التالي. تعد عدوى الضحك، التي تبرزها أمثلة متنوعة، مثل رقص القديس فيتو St Vitus’ Dance والهوس بالبيتلز Beatlemaniaو»الضحك المقدس» في الفِرق المسيحية الكاريزمية وجائحة الضحك التانزانية تطورًا لكعب آخيل، يمكن استغلاله من قبل الشركات الأمريكية في طرق الضحك في الإعلام وTickle Me Elmo (لعبة من إنتاج شركة tyco عُرضت في برنامج الأطفال شارع سمسم).
انخراط القراء الأطباء بشكل خاص هو فصل يُراجَع فيه الضحك المرضي في الاضطرابات العصبية، بما في ذلك اضطرابات التطور العصبي والصرع ومرض العصبون الحركي. تسبب بعض الاضطرابات العصبية خللًا وظيفيًا مخيًا ومتلازمات العسرات التنفيذية، الأمر الذي يُحتمل أن يسبب الضحك بواسطة إلغاء تثبيط مراكز الضحك الابتدائية. بينما تتحدث الحالات المترافقة مع مرض عصبي بؤري، مثل الصرع الجلدي gelastic epilepsy عن المولدات الموضعية للضحك.
تتضمن ملخصات حالات بروفين أدوار الركائز العاطفية للضحك الناتجة من المناطق القاعدية الصدغية، في الوقت الذي توجد فيه المولدات الميكانيكية في الدوائر الجبهية بما فيها الباحة الحركية التكاملية. بالاقتران مع حالات حديثة أخرى تقترح دور الضحك التنظيمي في المخيخ cerebellum والنواة تحت المهاد subthalamic nucleus والتلفيف الحزامي cingulate gyrus، بالأحرى، يبدو أن الشبكة العصبية واسعة الانتشار مسؤولة عن الضحك البشري.
يختتم بروفين بنقد عميق لتبني الطب البديل للفكاهة والضحك. بينما يقدم تفاؤلًا متحفظًا لخصائص الضحك العلاجية المحتملة والتسليم بنقص المخاطر، ويدعو إلى أدلة موضوعية أكثر لتطبيقاته الطبية. يقدم الملحق غير الضروري والساحر بنفس الوقت وصفةً من 10 نقاط لزيادة الضحك في الحياة اليومية. يُعد الكتاب مرجعًا جيدًا بشكل واسع في كل أنحاء العالم ويحتوي على هوامش ممتعة الحديث.
سيستمتع أطباء العصبية وأطباء النفس السلوكيون بجهود بروفين الأولية في إنشاء علم الضحك، بينما سيستمتع بعضهم الآخر بمهاراته الأدبية ببساطة.
يجلب الضحك هذا الفعل الآلي من لا وعينا لكي نكمل أدوارنا اللا واعية والمحورية بنفس الوقت التي تؤلف معظم التصرفات البشرية وتلعب بدورها دورًا في تشكيل تفاعلاتنا وعلاقاتنا اليومية، وما يمكن أن تحكيه ضحكاتنا الخاصة عنا لأصدقائنا وزملائنا. فكر بذلك عند ذهابك إلى حفلة المشروبات القادمة.
المصدر
بالرغم من سعة انتشاره وكونه واسمًا مميزًا للكائن البشري، يظل الضحك لغزًا عصبيًا واجتماعيًا وتطوريًا. التكهنات الفلسفية المتعلقة بمحرضات الضحك وأهدافه الما ورائية ليست نادرةً بالتأكيد، لكن لم يهتم أحد سابقًا بوصف الظواهر الأساسية أو النماذج السلوكية الدقيقة وراء ذلك. ما هي الأسس السمعية التي تكوِّن الضحك؟ بغض النظر عن النوادي الكوميدية، متى تُسمَع أكثر وأين، وكيف تتشكل؟ لطالما كان هذا الموضوع ناضجًا لتناوله في بحث علمي مثمر ورصدي، كونه سلوكًا نمطيًا بشكل نسبي ومستنسخًا بسهولة من قبل مجموعة متنوعة من المنبهات الاجتماعية والبيئية. من المضحك أن أحدًا لم يكلف نفسه عناء هذه المهمة من قبل. حقًا.
يوضح البروفيسور روبرت بروفين Robert Provine، اختصاصي نفسي في جامعة ميريلاند بالتيمور كاونتي Maryland-Baltimore County، هذه الأسئلة في كتابه ذي العنوان المناسب (الضحك: بحث علمي).
يأخذ أسلوب بروفين النثري المتماسك والعبقري القارئ في سلسلة من الدراسات الرصدية والفرضيات التي توضح بالأمثلة مفاهيم علمية وتنسج جوانب فلسفية وتطورية وعصبية ونفسية معًا وفي نفس الوقت، تتمكن في طريقها من تحريض البعض على الضحك.
يسلط بروفين الضوء على إهمال التجريبية في الأطروحات السابقة عن الضحك من خلال مراجعة النصوص الأدبية والفلسفية. أدرك أفلاطون Plato وأرسطو Aristotle وهوبز Hobbes وكانت Kant ازدواجية الضحك باعتباره ممتعًا للغاية لكنه ماكر قوي بنفس الوقت، خشية احتمالية أن تكون أهدافه مظلمةً وهدامةً. أقر بيرجسون Bergson، فيلسوف في أواخر تسعينيات القرن الماضي، أن الضحك أمر اجتماعي قبل كل شيء.
رأى فرويد Freud أن التأثير المطلق للضحك ينبع من تفريغ الطاقة العصبية المكبوتة. تحول البحث اللاحق من الضحك نفسه إلى الظواهر الثانوية المرتبطة بالفكاهة والشخصية والمجتمع والمعرفة. على أي حال، افتقرت جميع هذه النظريات إلى أي أساس تجريبي لافتراضاتها.
سعى بروفين إلى تبني «تكتيك طبيعي وصفي» لإظهار محرضات الضحك غير الواعية وجذوره الغريزية. في البداية لاحظ أشياء في مختبره، لكنه وجد أن الضحك هش ووهمي ومتغير للغاية تحت المراقبة المباشرة. فقرر مراقبة الضحك العفوي الذي يحدث بشكل طبيعي في الحياة اليومية.
بدأ بروفين التنصت بشكل علني وتسجيل الضحك أثناء المحادثات ووثق 1200 حادثة ضحك (الضحك الذي يتبع الخطاب التحادثي خلال ثانية واحدة) ثم صنف أنماط الأشخاص الذين ضحكوا والوقت الذي ضحكوا به لتحليل الصفات.
افترض بروفين أن الجمهور ضروري للضحك، بالإضافة إلى حد أدنى: زوج من العناصر، متحدث ومستمع (باستثناء بدائل وسائل الإعلام، أي عندما يقهقه المشاهد المفرد خلال إعادة مسلسل ساينفيلد Seinfeld). بشكل مفاجئ، وجد بروفين أن المتحدثين أنفسهم يضحكون أكثر من جمهورهم.
يميل الضحك إلى أن يتبع إيقاع محادثة طبيعية، وضع النقاط عند الانتهاء من الجمل، خاصةً بعد الإشارات كتغيير الصوت أو نغمته. الأكثر إثارةً للاهتمام أن أقل من ربع التعليقات قبل الضحك كانت فكاهيةً حقًا. افترض بروفين أن الضحك يزامن دماغَي الضاحك والمستمع، مقدمًا إشارةً لمناطق مستقبلات اللغة، من المحتمل أنها تحول التنشيط بين هياكل دماغية متنافسة خاضعة للإدراك والعاطفة.
شوهدت اختلافات هامة بين الجنسين، كانت النساء أكثر تهلهلًا من الرجال، بينما رسم الرجال المزيد من الضحكات الخافتة (يتلقى الرجال ضحكًا أكثر). في دراسة «مثبتة» للاختلافات بين الجنسين مستمدة من مراجعة الإعلانات الشخصية في الصحف، سعت النساء إلى ضحك أكثر من الخاطبين الذكور المحتملين، بينما وعدهنَّ الرجال بالمزيد في محاولة لإغرائهن.
توصل بروفين إلى أن النساء يضحكن أكثر من الرجال لجذبهم (معترفًا دون تردد أن ذلك يبدو مثيرًا بشكل مريب، قد تكون النساء تسخرن منا فقط نحن الرجال المساكين). تقترح ملاحظاته الإضافية أن التصنيف الاجتماعي يحدد أنماط الضحك، خاصةً في مكان العمل حيث يستخلص رؤساء العمل الضحكات بسهولة من زملائهم الخانعين ويطلقون النكات على حساب أتباعهم، ما يوحي أن هذه الظاهرة تكون غالبًا استجابة المرؤوسين الخاضعة للهيمنة.
أدت ملاحظات بروفين لطلاب ممثلين يضحكون على ضفيرة شعر إلى استخلاص أن الضحك يخضع لتحكم وعي ضعيف نسبيًا، وأن الضحك الذي يبدو أكثر واقعيةً يخضع إلى آليات غير واعية، بطريقة مماثلة إذ قد يؤدي أسلوب التمثيل إلى استنساخ مشاعر سلوكية صادقة بشكل أكثر فاعلية.
بعد امتلاك ضحكات مميزة للمواقف الاجتماعية، حلل بروفين الخصائص الصوتية للضحك المسجل. وجد أن «ملاحظات الضحك» تتكون من مقاطع شبيهة بحروف العلة متناسقة مع تردد أساسي منخفض وإشارات متداخلة ضعيفة شبيهة بالتنهد، مع بنية متجانسة ونغمة تميل للانخفاض تدريجيًا عادةً. تطوريًا، تمتلك الرئيسيات العليا تصويتًا مشابهًا لصغير الشمبانزي أثناء اللعب.
في الوقت نفسه، جودة الأصوات الشبيهة بالضحك لدى الرئيسيات محدودة بالاقتران التنفسي-الصوتي، لأنها قادرة على إنتاج مقطع صوتي واحد فقط في كل دورة شهيق-زفير (خلافًا للبشر، الذين يمكنهم تأدية مقاطع صوتية متعددة في كل دورة تنفسية).
بشكل مشابه، تحتاج الحيوانات رباعية القوائم خطوةً واحدةً لكل دورة تنفسية، بينما يمكن للإنسان أن يحافظ على خطوات عديدة في كل تنفس. افترض أن هذا الحد البشري في التحكم بالتنفس، الذي كان تطوريًا بشكل حاسم، يصبح له دور فعال في تطور الكلام بواسطة تحرير جهازنا العصبي العضلي المعقد للكلام من أكثر الأعمال الدنيوية الروتينية للتنفس والمشي. تظهر المزيد من النظريات التطورية بعد ذلك في تحليل الدغدغة وعدوى الضحك.
افترض بروفين من الطلاب وتجاربه على حيواناته دورًا للضحك المحرض بالدغدغة في تطور الروابط الاجتماعية وتحديد التنبيه غير الذاتي لتمكين الدفاع الجسدي التالي. تعد عدوى الضحك، التي تبرزها أمثلة متنوعة، مثل رقص القديس فيتو St Vitus’ Dance والهوس بالبيتلز Beatlemaniaو»الضحك المقدس» في الفِرق المسيحية الكاريزمية وجائحة الضحك التانزانية تطورًا لكعب آخيل، يمكن استغلاله من قبل الشركات الأمريكية في طرق الضحك في الإعلام وTickle Me Elmo (لعبة من إنتاج شركة tyco عُرضت في برنامج الأطفال شارع سمسم).
انخراط القراء الأطباء بشكل خاص هو فصل يُراجَع فيه الضحك المرضي في الاضطرابات العصبية، بما في ذلك اضطرابات التطور العصبي والصرع ومرض العصبون الحركي. تسبب بعض الاضطرابات العصبية خللًا وظيفيًا مخيًا ومتلازمات العسرات التنفيذية، الأمر الذي يُحتمل أن يسبب الضحك بواسطة إلغاء تثبيط مراكز الضحك الابتدائية. بينما تتحدث الحالات المترافقة مع مرض عصبي بؤري، مثل الصرع الجلدي gelastic epilepsy عن المولدات الموضعية للضحك.
تتضمن ملخصات حالات بروفين أدوار الركائز العاطفية للضحك الناتجة من المناطق القاعدية الصدغية، في الوقت الذي توجد فيه المولدات الميكانيكية في الدوائر الجبهية بما فيها الباحة الحركية التكاملية. بالاقتران مع حالات حديثة أخرى تقترح دور الضحك التنظيمي في المخيخ cerebellum والنواة تحت المهاد subthalamic nucleus والتلفيف الحزامي cingulate gyrus، بالأحرى، يبدو أن الشبكة العصبية واسعة الانتشار مسؤولة عن الضحك البشري.
يختتم بروفين بنقد عميق لتبني الطب البديل للفكاهة والضحك. بينما يقدم تفاؤلًا متحفظًا لخصائص الضحك العلاجية المحتملة والتسليم بنقص المخاطر، ويدعو إلى أدلة موضوعية أكثر لتطبيقاته الطبية. يقدم الملحق غير الضروري والساحر بنفس الوقت وصفةً من 10 نقاط لزيادة الضحك في الحياة اليومية. يُعد الكتاب مرجعًا جيدًا بشكل واسع في كل أنحاء العالم ويحتوي على هوامش ممتعة الحديث.
سيستمتع أطباء العصبية وأطباء النفس السلوكيون بجهود بروفين الأولية في إنشاء علم الضحك، بينما سيستمتع بعضهم الآخر بمهاراته الأدبية ببساطة.
يجلب الضحك هذا الفعل الآلي من لا وعينا لكي نكمل أدوارنا اللا واعية والمحورية بنفس الوقت التي تؤلف معظم التصرفات البشرية وتلعب بدورها دورًا في تشكيل تفاعلاتنا وعلاقاتنا اليومية، وما يمكن أن تحكيه ضحكاتنا الخاصة عنا لأصدقائنا وزملائنا. فكر بذلك عند ذهابك إلى حفلة المشروبات القادمة.
المصدر