لماذا استغرق الأمر وقتا طويلاً للقضاء على مرض الحصبة ؟
استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن حتى قام العلماء بتطوير لقاح عمل على درء مرض الحصبة دون التسبب في إرتفاع في درجة الحرارة والطفح الجلدي، ثم كان على مسؤولي الصحة إقناع الناس باستخدامه، وحتى ظهور اللقاح لأول مرة في عام 1963، نظر الكثيرون في الحصبة، التي مازالت تقتل الآلاف سنويًا وأدخلت الملايين إلى المستشفى على أنه مرض طفولي لا مفر منه يعاني منه الجميع.
كانت الحصبة مرضًا شائعًا وكان معدل الوفيات منخفضًا نسبيًا في الماضي، فقد كان لدى الناس مشاكل أكثر من الحصبة، ففي إحدى الروايات المبكرة للحصبة تأتي من طبيب فارسي من القرن التاسع، أنه لم يكن هناك لقاح مرض الحصبة حتى عام 1757 حيث اكتشف الطبيب الإسكتلندي فرانسيس هوم أحد مسببات الأمراض وحاول لأول مرة صنع لقاح، ولكن بحلول ذلك الوقت، كانت الحصبة قاتلة في جميع أنحاء العالم.
ومرض الحصبة مرض قديم، لكنه أصبح مهمًا حقًا على مستوى العالم بفضل الإكتشافات العالمية المتزايدة منذ القرن السادس عشر، وكانت الوفيات أكبر في السكان الذين ليس لديهم مناعة، مثل الدول الجزرية، وأدى تفشي المرض عام 1875 في فيجي إلى القضاء على ثلث السكان في أربعة أشهر، وأدى تفشي هاواي الأول في عام 1848 إلى قتل ثلث السكان بالمثل، وبعد عقدين فقط من ذلك، أصيب الملك والملكة بها وتوفي في رحلة إلى إنجلترا.
على الرغم من أن معدلات الوفيات بدأت في النهاية في الإنخفاض، إلا أن الأوبئة قد تكون مدمرة، وفي عام 1916، توفي 12000 شخص بسبب الحصبة، وثلاثة من كل أربع وفيات من الأطفال دون سن الخامسة، ولكن في نفس العام، وجد زوج من الأطباء الفرنسيين أجسامًا مضادة للحصبة في دم المرضى ولقد أظهروا كيف يمكن أن تحمي الأجسام المضادة الآخرين من الإصابة بالمرض، مما وضع الأساس لتطوير اللقاح.
وبحلول الخمسينات من القرن الماضي، انخفضت وفيات الحصبة إلى 400 إلى 500 فقط في العام، وذلك بفضل توافر المضادات الحيوية والتحسينات في مجال الصرف الصحي والرعاية الداعمة الطبية والتغذية، ولأن المضادات الحيوية لا تستطيع علاج مرض فيروسي، كان الإلتهاب الرئوي الجرثومي كان أحد أكثر مضاعفات الحصبة دموية.
الجميع تقريبا أُصيبوا مرة واحدة بالحصبة :
الجميع تقريبا أُصيبوا مرة واحدة بالحصبة وأدى المرض إلى ما يقدر بنحو 48000 دخول الى المستشفى سنوياً اثر الإصابة بمضاعفات مثل إلتهابات الأذن، والإصابة بالإسهال والإلتهاب الرئوي، ويصاب حوالي 1000 طفل سنويًا بإلتهاب الدماغ، وهو تورم في المخ يمكن أن يسبب إعاقة ذهنية أو موت.
ومن بين هؤلاء الآباء الذين تركوا يترنحون بعد وفاة أطفالهم من المرض كان دكتور الأطفال روالد دال، الذي شاهد ابنته تموت من إلتهاب الدماغ بالحصبة في عام 1962 وقال إنه سيكرس نفسه فيما بعد لنشر كتاب لذكرى ابنته، وحتى البقاء على قيد الحياة بعدوى العدوى بالحصبة لم ينقض خطر الموت لديك فيمكن أن تحدث لك مضاعفة قاتلة نادرة جدًا تسمى إلتهاب الدماغ الكلوي تحت الحاد أن تتطور بعد مرور عقدين، مسببة تدهورًا تدريجيًا حتى يدخل الشخص في غيبوبة ويتوفى في النهاية ومن شأن لقاح الحصبة أن يخفف من عبء الصحة العامة الضخم.
لقاح الحصبة الأول كان "سام كالجحيم" :
في غضون شهر، عزل بيبلز الفيروس عن دم ديفيد إدمونتون البالغ من العمر 13 عامًا، وبحلول عام 1958، كان فريق عمل بوسطن للأطفال يطورون لقاح فيروس الحصبة الحي لاختباره في الأطفال المصابين حيث ارتفعت وثيقة خطر العدوى أثناء تفشي المرض، لكن الفيروس في اللقاح لم يكن ضعيفًا بما فيه الكفاية، وأصيب معظم الأطفال بحمى وطفح جلدي شبيه بالحصبة الخفيفة و"لقد كانت سامة مثل الجحيم"، فكان لدى بعض الأطفال ارتفاع في درجة الحرارة لدرجة أن لديهم نوبات، وبعد اللجوء إلى خبراء آخرين، توصل الباحثون إلى طريقة لزراعة اللقاح بأمان في البيض وإعطاء اللقاح في وقت متزامن مع الأجسام المضادة للحصبة لتقليل الآثار الجانبية، وبحلول 21 مارس 1963، قامت إدارة الأغذية والعقاقير بترخيص أول لقاح ضد فيروس الحصبة الحية.
وسرعان ما تمت الموافقة على لقاحات الحصبة الأخرى، بما في ذلك اللقاح المعطل (غير الحي) في نفس الشهر مع آثار جانبية أقل ولكن حماية أقل، وتم سحبه من السوق في عام 1968، في نفس العام قام بتكرير اللقاح إلى اللقاح المستخدم اليوم دون آثار جانبية حادة ولم يتطلب اللقاح الإضافي للأجسام المضادة للحصبة، وبحلول ذلك الوقت، انخفضت حالات الحصبة بنسبة 90 %، وأعلن مركز السيطرة على الأمراض بالفعل خطة للقضاء على الحصبة قبل عامين والخطوة التالية كانت هي إقناع الآباء بتطعيم أطفالهم.
قواعد اللقاح المدرسي تؤدي إلى القضاء على الحصبة :
كانت اللامبالاة العامة في مواجهة الأمراض المعدية مشكلة صحية عامة فقد كانت حالة الآباء هي أنهم يريدون أن يعطوا الأولوية للحصول على الطعام لأفواه أطفالهم بدلاً من تلقيحهم ضد الحصبة، خاصة بين الأميركيين الأفقر، فكان يتكلف الآباء حوالي 10 دولارات (82 دولارًا اليوم) لتطعيم طفل واحد ضد الحصبة، وقدم قانون المساعدة على التطعيم في عام 1965 أموالًا للتحصين ضد الحصبة، لكن الأموال نفدت في سبعينيات القرن الماضي، مما ساهم في زيادة عدد الحالات.
استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن حتى قام العلماء بتطوير لقاح عمل على درء مرض الحصبة دون التسبب في إرتفاع في درجة الحرارة والطفح الجلدي، ثم كان على مسؤولي الصحة إقناع الناس باستخدامه، وحتى ظهور اللقاح لأول مرة في عام 1963، نظر الكثيرون في الحصبة، التي مازالت تقتل الآلاف سنويًا وأدخلت الملايين إلى المستشفى على أنه مرض طفولي لا مفر منه يعاني منه الجميع.
كانت الحصبة مرضًا شائعًا وكان معدل الوفيات منخفضًا نسبيًا في الماضي، فقد كان لدى الناس مشاكل أكثر من الحصبة، ففي إحدى الروايات المبكرة للحصبة تأتي من طبيب فارسي من القرن التاسع، أنه لم يكن هناك لقاح مرض الحصبة حتى عام 1757 حيث اكتشف الطبيب الإسكتلندي فرانسيس هوم أحد مسببات الأمراض وحاول لأول مرة صنع لقاح، ولكن بحلول ذلك الوقت، كانت الحصبة قاتلة في جميع أنحاء العالم.
ومرض الحصبة مرض قديم، لكنه أصبح مهمًا حقًا على مستوى العالم بفضل الإكتشافات العالمية المتزايدة منذ القرن السادس عشر، وكانت الوفيات أكبر في السكان الذين ليس لديهم مناعة، مثل الدول الجزرية، وأدى تفشي المرض عام 1875 في فيجي إلى القضاء على ثلث السكان في أربعة أشهر، وأدى تفشي هاواي الأول في عام 1848 إلى قتل ثلث السكان بالمثل، وبعد عقدين فقط من ذلك، أصيب الملك والملكة بها وتوفي في رحلة إلى إنجلترا.
على الرغم من أن معدلات الوفيات بدأت في النهاية في الإنخفاض، إلا أن الأوبئة قد تكون مدمرة، وفي عام 1916، توفي 12000 شخص بسبب الحصبة، وثلاثة من كل أربع وفيات من الأطفال دون سن الخامسة، ولكن في نفس العام، وجد زوج من الأطباء الفرنسيين أجسامًا مضادة للحصبة في دم المرضى ولقد أظهروا كيف يمكن أن تحمي الأجسام المضادة الآخرين من الإصابة بالمرض، مما وضع الأساس لتطوير اللقاح.
وبحلول الخمسينات من القرن الماضي، انخفضت وفيات الحصبة إلى 400 إلى 500 فقط في العام، وذلك بفضل توافر المضادات الحيوية والتحسينات في مجال الصرف الصحي والرعاية الداعمة الطبية والتغذية، ولأن المضادات الحيوية لا تستطيع علاج مرض فيروسي، كان الإلتهاب الرئوي الجرثومي كان أحد أكثر مضاعفات الحصبة دموية.
الجميع تقريبا أُصيبوا مرة واحدة بالحصبة :
الجميع تقريبا أُصيبوا مرة واحدة بالحصبة وأدى المرض إلى ما يقدر بنحو 48000 دخول الى المستشفى سنوياً اثر الإصابة بمضاعفات مثل إلتهابات الأذن، والإصابة بالإسهال والإلتهاب الرئوي، ويصاب حوالي 1000 طفل سنويًا بإلتهاب الدماغ، وهو تورم في المخ يمكن أن يسبب إعاقة ذهنية أو موت.
ومن بين هؤلاء الآباء الذين تركوا يترنحون بعد وفاة أطفالهم من المرض كان دكتور الأطفال روالد دال، الذي شاهد ابنته تموت من إلتهاب الدماغ بالحصبة في عام 1962 وقال إنه سيكرس نفسه فيما بعد لنشر كتاب لذكرى ابنته، وحتى البقاء على قيد الحياة بعدوى العدوى بالحصبة لم ينقض خطر الموت لديك فيمكن أن تحدث لك مضاعفة قاتلة نادرة جدًا تسمى إلتهاب الدماغ الكلوي تحت الحاد أن تتطور بعد مرور عقدين، مسببة تدهورًا تدريجيًا حتى يدخل الشخص في غيبوبة ويتوفى في النهاية ومن شأن لقاح الحصبة أن يخفف من عبء الصحة العامة الضخم.
لقاح الحصبة الأول كان "سام كالجحيم" :
في غضون شهر، عزل بيبلز الفيروس عن دم ديفيد إدمونتون البالغ من العمر 13 عامًا، وبحلول عام 1958، كان فريق عمل بوسطن للأطفال يطورون لقاح فيروس الحصبة الحي لاختباره في الأطفال المصابين حيث ارتفعت وثيقة خطر العدوى أثناء تفشي المرض، لكن الفيروس في اللقاح لم يكن ضعيفًا بما فيه الكفاية، وأصيب معظم الأطفال بحمى وطفح جلدي شبيه بالحصبة الخفيفة و"لقد كانت سامة مثل الجحيم"، فكان لدى بعض الأطفال ارتفاع في درجة الحرارة لدرجة أن لديهم نوبات، وبعد اللجوء إلى خبراء آخرين، توصل الباحثون إلى طريقة لزراعة اللقاح بأمان في البيض وإعطاء اللقاح في وقت متزامن مع الأجسام المضادة للحصبة لتقليل الآثار الجانبية، وبحلول 21 مارس 1963، قامت إدارة الأغذية والعقاقير بترخيص أول لقاح ضد فيروس الحصبة الحية.
وسرعان ما تمت الموافقة على لقاحات الحصبة الأخرى، بما في ذلك اللقاح المعطل (غير الحي) في نفس الشهر مع آثار جانبية أقل ولكن حماية أقل، وتم سحبه من السوق في عام 1968، في نفس العام قام بتكرير اللقاح إلى اللقاح المستخدم اليوم دون آثار جانبية حادة ولم يتطلب اللقاح الإضافي للأجسام المضادة للحصبة، وبحلول ذلك الوقت، انخفضت حالات الحصبة بنسبة 90 %، وأعلن مركز السيطرة على الأمراض بالفعل خطة للقضاء على الحصبة قبل عامين والخطوة التالية كانت هي إقناع الآباء بتطعيم أطفالهم.
قواعد اللقاح المدرسي تؤدي إلى القضاء على الحصبة :
كانت اللامبالاة العامة في مواجهة الأمراض المعدية مشكلة صحية عامة فقد كانت حالة الآباء هي أنهم يريدون أن يعطوا الأولوية للحصول على الطعام لأفواه أطفالهم بدلاً من تلقيحهم ضد الحصبة، خاصة بين الأميركيين الأفقر، فكان يتكلف الآباء حوالي 10 دولارات (82 دولارًا اليوم) لتطعيم طفل واحد ضد الحصبة، وقدم قانون المساعدة على التطعيم في عام 1965 أموالًا للتحصين ضد الحصبة، لكن الأموال نفدت في سبعينيات القرن الماضي، مما ساهم في زيادة عدد الحالات.