برج بيزا المائل أصبح يميل بدرجةٍ أقل
إنّ برج بيزا المائل واحد من أشهر الهياكل في العالَم، ولكن في وقتٍ سابق كان ميلانه شديدًا بعض الشيء، وقلق الخبراء من انهيار الهيكل في وقتٍ قريب، لذلك وُضِعَت خطّة لمنع ذلك ولإبقائه مستقيمًا قدر الإمكان.
انتهت هذه الجهود عام 2001 م، ومنذ ذلك الوقت يستمر المبنى في الاستواء، إذ تقول حقائق جديدة أنّ المبنى استرد حوالي 4 سنتيمترات (1.5 إنشًا) أو ما يعادل نصف درجةٍ من الانحراف.
(لا تقلق ما زلت تستطيع الادعاء بأنّك أنت من فعل كلّ هذا عند أخذك لصورةٍ تظهر فيها وأنت تقوم بدفع البرج القديم الأثريّ) بالطبع، لا يزال البرج مائلًا، وبطبيعة الحال لا أحد يريد أن يزور برج بيزا العموديّ تمامًا.
ولكنّ المجموعة المسؤولة عن مراقبة ميلان البرج صرّحت بأنّ البرج عاد لثباته.
يقول رئيس لجنة إنقاذ البرج (سلفاتور ستيس -Salvatore Settis ) وبحسب ما أوردته BBC: «يبدو الأمر كما لو أنّك حذفت قرنين من عمر البرج».
إنّ الوقت الذي أمضوه في المحاولات الفاشلة لإصلاح المشكلة في الماضي، يعني أنّنا عدنا إلى البداية -كما أعتقد-.
منذ بناء جرس البرج الشهير في عام 1173 م والذي كان متزعزعًا نوعًا ما، لم يدرك المهندسون العاملون في بناء البرج بشكلٍ كليّ أنّ الأساسات الرمليّة والطينيّة في الجهة الجنوبيّة كانت أكثر طراوة، ما أدى لهبوط هذا الجانب من البرج أكثر من الجانب الآخر. لذلك نحن نحتاج للجيولوجيين.
ومع مرور الوقت أُضيفت روايةٌ ثالثة، كان من الواضح أنّ هناك خطأ ما.
وبدلًا من التخلي عن المشروع بأكمله أُضيفَت خمسة طوابق أخرى خارج المركز، الأمر الذي لم يؤدي فقط لمبنىً مائل بل لمبنىً منحنٍ بعض الشيء.
قد يكون هناك شخص فكّر في حلّ هذه المشكلة، ولكن في جميع الاحتمالات لم يكن أحد ليتوقع أنّ البرج الذي يبلغ طوله 56 مترًا -183 قدمًا- سيواصل الانقلاب على مدى ثمانية قرونٍ ساحبًا نفسه بمقدار 5 أمتار -16 قدم- عن وضعه العموديّ.
كان هذا فوزًا لفيزيائيّي تجربة سقوط الكرة الحريصين على اختبار الجاذبيّة، بالإضافة إلى السياح الذين يريدون قميصًا كُتِبَ عليه لقد صعدت 296 درجة وكلّ ما حصلت عليه هو هذا القميص الرديء.
ولكنّ برج بيزا ما يزال البرج الوحيد الذي يميل قبل الكارثة.
في عام 1838، كان من الممكن أن تساعدنا الرسومات التوضيحيّة للمهندس المعماريّ (أليساندرو ديلا جرارديسكا – Alessandro Della Gherardesca) لو أنّ الأساسات مكشوفة، ولكنّه أخطأ جدًا وزاد الأمر سوءًا.
اعتقد الدكتاتور الشهير (موسوليني –Mussolini) أنّه أمرٌ محرج، لذلك أمَرَ بحفر مجموعةٍ من الحفر حول البرج وصبّ الأسمنت بداخلها، لكنّه أيضًا زاد من الأمر سوءاً.
في عام 1990 وبعد مرور عام على انهيار برجٍ أجراس آخر مشهور من القرون الوسطى الإيطاليّة، والذي أودى بحياة ثلاثة سيّاح، أغلق مسؤولون حكوميون باب البرج وشرعوا بتصليح هذه الأخطاء الضخمة مرةً واحدةً وللأبد.
أزال المهندسون أجراس البرج الثقيلة وربطوا أكبالًا حول الطابق الثالث قبل ارتكاز البرج للجانب الشماليّ.
الخطوة الثانية كانت إزالة الرمل والماء والطين من الجانب الشماليّ واستخدام أوزانٍ هائلةٍ من الرصاص لدفع الأساسات لداخل الحفرة بينما يتمّ تدعيمها بالأسمنت.
كانت هذه الخطوة بطيئةً للغاية، حيث استغرقت 10 سنوات وكلّفت ما يقارب 30 مليون يورو، لكنّها نجحت بتوفير 200 سنة من الوقت واستعادة 50 سنتيميترًا.
خلال العقد التالي استمر البرج بالاستقرار بشكلٍ بطيءٍ محوّلًا سنتيمترات قليلة لصالحه دون تدخّلٍ هندسيّ خارجيّ -أيّ أنّ البرج تابع عودته للوضع العموديّ بمفرده-.
وفي عام 2007 م، شعر ستيس بالخوف من عدم القيام بشيء ما سيؤدي -بحسب ظنه- لأن البرج لن يكون موجودًا لأحفادنا بالتأكيد.
وصرّح ستيس لصحيفة “The Telegraph” في ذلك الوقت: «إذا لم نخطط للقيام بشيءٍ للبرج فإنّه سوف ينهار ما بين عامَي 2030 و2040».
الآن البرج يعود إلى وضعه السابق ولا يبدو أنّه يتحرك بشكلٍ كبيرٍ في أيّ اتجاه، وعلى الأقل لدينا الآن خبراء مؤهلين والذين يراقبون البرج بحذر.
لقد نجا النصب التذكاريّ من قبضة الزلازل، من طحن الملايين من أقدام السيّاح، ومن أعمالٍ هندسيّةٍ غير متقنة، إنّه يستحق البقاء إلى ما يقارب البضع قرون.
وبما أنّ البرج مستقر الآن نأمل أن تبقى أبواب البرج مفتوحةً لمدّةٍ من الزمن لنزوره، فهو شيء عظيم.
المصدر
إنّ برج بيزا المائل واحد من أشهر الهياكل في العالَم، ولكن في وقتٍ سابق كان ميلانه شديدًا بعض الشيء، وقلق الخبراء من انهيار الهيكل في وقتٍ قريب، لذلك وُضِعَت خطّة لمنع ذلك ولإبقائه مستقيمًا قدر الإمكان.
انتهت هذه الجهود عام 2001 م، ومنذ ذلك الوقت يستمر المبنى في الاستواء، إذ تقول حقائق جديدة أنّ المبنى استرد حوالي 4 سنتيمترات (1.5 إنشًا) أو ما يعادل نصف درجةٍ من الانحراف.
(لا تقلق ما زلت تستطيع الادعاء بأنّك أنت من فعل كلّ هذا عند أخذك لصورةٍ تظهر فيها وأنت تقوم بدفع البرج القديم الأثريّ) بالطبع، لا يزال البرج مائلًا، وبطبيعة الحال لا أحد يريد أن يزور برج بيزا العموديّ تمامًا.
ولكنّ المجموعة المسؤولة عن مراقبة ميلان البرج صرّحت بأنّ البرج عاد لثباته.
يقول رئيس لجنة إنقاذ البرج (سلفاتور ستيس -Salvatore Settis ) وبحسب ما أوردته BBC: «يبدو الأمر كما لو أنّك حذفت قرنين من عمر البرج».
إنّ الوقت الذي أمضوه في المحاولات الفاشلة لإصلاح المشكلة في الماضي، يعني أنّنا عدنا إلى البداية -كما أعتقد-.
منذ بناء جرس البرج الشهير في عام 1173 م والذي كان متزعزعًا نوعًا ما، لم يدرك المهندسون العاملون في بناء البرج بشكلٍ كليّ أنّ الأساسات الرمليّة والطينيّة في الجهة الجنوبيّة كانت أكثر طراوة، ما أدى لهبوط هذا الجانب من البرج أكثر من الجانب الآخر. لذلك نحن نحتاج للجيولوجيين.
ومع مرور الوقت أُضيفت روايةٌ ثالثة، كان من الواضح أنّ هناك خطأ ما.
وبدلًا من التخلي عن المشروع بأكمله أُضيفَت خمسة طوابق أخرى خارج المركز، الأمر الذي لم يؤدي فقط لمبنىً مائل بل لمبنىً منحنٍ بعض الشيء.
قد يكون هناك شخص فكّر في حلّ هذه المشكلة، ولكن في جميع الاحتمالات لم يكن أحد ليتوقع أنّ البرج الذي يبلغ طوله 56 مترًا -183 قدمًا- سيواصل الانقلاب على مدى ثمانية قرونٍ ساحبًا نفسه بمقدار 5 أمتار -16 قدم- عن وضعه العموديّ.
كان هذا فوزًا لفيزيائيّي تجربة سقوط الكرة الحريصين على اختبار الجاذبيّة، بالإضافة إلى السياح الذين يريدون قميصًا كُتِبَ عليه لقد صعدت 296 درجة وكلّ ما حصلت عليه هو هذا القميص الرديء.
ولكنّ برج بيزا ما يزال البرج الوحيد الذي يميل قبل الكارثة.
في عام 1838، كان من الممكن أن تساعدنا الرسومات التوضيحيّة للمهندس المعماريّ (أليساندرو ديلا جرارديسكا – Alessandro Della Gherardesca) لو أنّ الأساسات مكشوفة، ولكنّه أخطأ جدًا وزاد الأمر سوءًا.
اعتقد الدكتاتور الشهير (موسوليني –Mussolini) أنّه أمرٌ محرج، لذلك أمَرَ بحفر مجموعةٍ من الحفر حول البرج وصبّ الأسمنت بداخلها، لكنّه أيضًا زاد من الأمر سوءاً.
في عام 1990 وبعد مرور عام على انهيار برجٍ أجراس آخر مشهور من القرون الوسطى الإيطاليّة، والذي أودى بحياة ثلاثة سيّاح، أغلق مسؤولون حكوميون باب البرج وشرعوا بتصليح هذه الأخطاء الضخمة مرةً واحدةً وللأبد.
أزال المهندسون أجراس البرج الثقيلة وربطوا أكبالًا حول الطابق الثالث قبل ارتكاز البرج للجانب الشماليّ.
الخطوة الثانية كانت إزالة الرمل والماء والطين من الجانب الشماليّ واستخدام أوزانٍ هائلةٍ من الرصاص لدفع الأساسات لداخل الحفرة بينما يتمّ تدعيمها بالأسمنت.
كانت هذه الخطوة بطيئةً للغاية، حيث استغرقت 10 سنوات وكلّفت ما يقارب 30 مليون يورو، لكنّها نجحت بتوفير 200 سنة من الوقت واستعادة 50 سنتيميترًا.
خلال العقد التالي استمر البرج بالاستقرار بشكلٍ بطيءٍ محوّلًا سنتيمترات قليلة لصالحه دون تدخّلٍ هندسيّ خارجيّ -أيّ أنّ البرج تابع عودته للوضع العموديّ بمفرده-.
وفي عام 2007 م، شعر ستيس بالخوف من عدم القيام بشيء ما سيؤدي -بحسب ظنه- لأن البرج لن يكون موجودًا لأحفادنا بالتأكيد.
وصرّح ستيس لصحيفة “The Telegraph” في ذلك الوقت: «إذا لم نخطط للقيام بشيءٍ للبرج فإنّه سوف ينهار ما بين عامَي 2030 و2040».
الآن البرج يعود إلى وضعه السابق ولا يبدو أنّه يتحرك بشكلٍ كبيرٍ في أيّ اتجاه، وعلى الأقل لدينا الآن خبراء مؤهلين والذين يراقبون البرج بحذر.
لقد نجا النصب التذكاريّ من قبضة الزلازل، من طحن الملايين من أقدام السيّاح، ومن أعمالٍ هندسيّةٍ غير متقنة، إنّه يستحق البقاء إلى ما يقارب البضع قرون.
وبما أنّ البرج مستقر الآن نأمل أن تبقى أبواب البرج مفتوحةً لمدّةٍ من الزمن لنزوره، فهو شيء عظيم.
المصدر