تفاصيل أغرب محاولات فاشلة لإغتيال أدولف هتلر
من المؤكد أننا نتساءل دوما ماذا لو كان شخص ما قتل أدولف هتلر، كيف سيكون العالم مختلفًا لو أن شخصًا ما قد أنقذ مستقبل الكثيرون قبل أن يتمكن أدولف هتلر من إغراق العالم في الحرب والرعب؟، ما لا تعرفه أنه قد بذل أكثر العديد من المعارضين قصارى جهدهم لقتل هتلر، ولكن هتلر، كما تبين، كان من الصعب بشكل مدهش أن يتم أغتياله، فقد حاول عشرات الأشخاص قتل هتلر ولكن دون جدوى، وهذه المؤامرات الكثيرة لقتل هتلر، بعضها قصص بطولية، وبعضها يتميز بالجنون، وبعضها أيضا غريب، لكن لو كان نجح أحدهم في محاولته في قتل هتلر، لكان العالم قد تغير بالكامل.
مؤامرة يوهان جورج ألسر :
في 8 نوفمبر 1938، كان هتلر على بُعد بوصة من الموت، وكان من المقرر أن يلقي خطابا في قاعة البيرة في ميونيخ، ولكن شعر بالقلق من سوء الأحوال الجوية، فقرر هتلر التحرك مبكراً بحوالي 30 دقيقة عند الموعد المحدد للحاق بقطار العودة إلى دياره، وإذا لم يفعل هذا لكان قد مات في تلك الليلة، فبعد أقل من عشر دقائق من مغادرة هتلر للمبنى، انفجرت قنبلة موقوتة في العمود خلف المنصة، وقُتل ثمانية أشخاص، وتم جرح 60 شخصا.
وقد زرع هذه القنبلة يوهان جورج ألسر، وهو نجار وعضو نقابي وشيوعي، وكان قد أخبر أحد أصدقائه قبل بضعة أيام أن ألمانيا لن تعود إلى مسارها ما لم يُسقط أحدهم هتلر، وتم القبض على ألسر في محاولته للهروب إلى سويسرا، وتعرض للتعذيب، وتم إرساله إلى معسكر إعتقال داخاو، وقُتل في نهاية المطاف.
موريس بافود يحاول قتل هتلر في اليوم التالي :
لم يكد هتلر ينجو من محاولة الإغتيال السابقة حتى تعرض لمحاولة إغتيال أخرى خلال 24 ساعة من المحاولة الفاشلة الأولى، وكاد هتلر أن يلقى حتفه لو كان موريس بافود صوب نحوه تسديدة سليمة، وكان موريس بافود طالباً لاهوتياً من سويسرا، أقنع نفسه، سواء في نوبة جنون أو حكمة، بأن هتلر هو المسيح الدجال، وكان يعتقد أن هتلر كان تهديدًا للإيمان المسيحي وللإنسانية نفسها وكان من واجبه الإلهي أن يقتله.
حمل موريس بافود مسدسا وتوجه إلى ألمانيا، حيث حاول يائسا لترتيب لقاء مع الرجل الذي كان يعتزم القتل وعندما أدرك أنه سيفشل، إنضم إلى حشد من المؤيدين النازيين الذين كانوا يشاهدون موكب هتلر في شوارع ميونيخ، وكان مسدسه مخبأ في جيبه، وعندما جاء هتلر في طريقه، لم يستطع أن يصوب نحوه المسدس، فقد كان عليه الاختيار ما بين أن يضع مسدسه إلى الأسفل والتأكد من أنه لم ينهي حياة الأبرياء بطريق الخطأ أو قتله وقتل الكثير معه.
وفي النهاية قرر بافود عدم المخاطرة وركض بعيدا، وبعد وقت قصير، أثناء رحلة بالقطار إلى فرنسا ، تم القبض عليه لانه استخدام تذكرة مزورة، وعندما نظر الحراس في أغراضه، وجدوا السلاح وخريطة لمنزل هتلر وقاموا بإعدامه بواسطة المقصلة في مايو من عام 1941.
وليام سيبروك حاول أن يقتل هتلر بالسحر الأسود :
وبينما كان الألمان والسويسريون يحاولون إخراج هتلر بالبنادق والمتفجرات، كان الكاتب الأمريكي وليام سيبروك يسلك طريقاً مختلفاً قليلاً، فقد كان على وشك قتل هتلر، بالسحر الأسود، ففي 22 يناير 1941، جمع سيبروك مجموعة من الأصدقاء معا في كابينة في ولاية ماريلاند من أجل "حفلة عرافة"، وعند حلول الفجر، كانوا يقرعون الطبول، ويحاولون إستدعاء آلهة وثنية لكي تقوم بقتل زعيم ألمانيا.
وكانوا معهم دمية ترتدي زي عسكري نازي ويرددون عليها "أنت هتلر ! هتلر هو أنت!"، وكانوا يطلبون من الإله الوثني إستان نقل جروح الدمية لهتلر، ومع صوت الطبول المحيطة بهم، قام مجموعة من المسكرون بالهجوم عليهم، وتم قطع رأس سيبروك بفأس ودفنه في أعماق الغابة، تاركاً إياها للديدان، أما عن هتلر، فهو نجا أيضا من هذه المحاولة، ويظل المؤرخون في حالة ذهول لشرح كيفية فشل هذه الخطة.
المحاولة الأولى للقضاء على حياة هتلر :
بحلول ذلك الوقت، كان الناس يحاولون بالفعل قتل هتلر لمدة 20 سنة على الأقل، كان ذلك عندما حدثت أول محاولة مؤكدة على حياته في نوفمبر 1921، قبل أن يسيطر هتلر على ألمانيا بفترة طويلة، حيث كان يتحدث هتلر في قاعة البيرة في ميونيخ، مخاطبا جمهورًا ضخمًا من المئات حول مجد الإشتراكية القومية، ومع ذلك، لم يكن جمهوره مؤيدين بالكامل، فقد كان هناك أكثر من 300 شخص من المعارضين على الطرف المقابل من الطيف السياسي.
وبينما كانوا يستمعون إلى هتلر يتبنون الأفكار التي تتعارض مع كل ما كانوا يؤمنون به، كانوا في حالة سكر شديد وبدأت حشود من الناس يندفعون على خشبة المسرح، وعاد مؤيدو هتلر إلى الوراء، وسرعان ما أندلع المكان في أعمال شغب كاملة، وكانت الكراسي تطير في الهواء، وكانت أنابيب الرصاص والمفاصل النحاسية في أيدي الناس، وكان المكان يزداد دمويًا، وبدأ حراس هتلر في إجبار مثيري الشغب على الخروج، ولكن في حالة الفوضى هذه، قام شخص ما بسحب سلاح وفتح النار على هتلر، وكان يمكن أن تكون هذه هي نهاية الحزب النازي لكنه أخطأ، ووفقا لبعض الروايات، التي تقول أن هتلر قام بسحب مسدس خاص به وأطلق النار عليه ثم تابع حديثه، وتكلم لمدة 20 دقيقة أخرى، حتى بينما كان الجمهور يدقون بعضهم البعض ويحاولون قتله.
عملية فلاش :
لم يكن كل الألمان سعداء عندما جاء هتلر إلى السلطة، وعندما بدأ النازيون بمحو خصومهم السياسيين وقتل اليهود، تعهد الجنرال هينينج فون تريسكوف بوضع حد للحزب النازي، وساعد في بدء المقاومة الألمانية ووعد بأنه لن يتوقف عن إخراج أدولف هتلر، وحصل على فرصته في 13 مارس 1943 حيث كان هتلر يطير من فينيتسا، إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية، ويقوم بالعودة إلى ألمانيا.
وفي طريقه إلى الوطن، سيكون عليه التوقف في سمولينسك، وهناك كان لدى تريسكو فرصته للإضراب وسلم تريسكو أحد الضباط الذين كانوا يركبون مع هتلر زجاجة من براندي باهظة الثمن، متظاهر بأنها كانت هدية للمسؤولين النازيين في برلين، وداخل الزجاجة، كان تريسكوف يخفي مجموعة من القنابل مع فتيل لمدة 30 دقيقة.
ووضع الضابط الزجاجة المتفجرة في الطائرة، وشاهدها تريسكوف وهي تقلع في انتظار رؤية هتلر ينفجر في السماء، ولكن لم تنفجر القنبلة، حيث كان صندوق الأمتعة الذي تم تخزين الزجاجة فيه شديد البرودة، وفشلت المتفجرات في الإشتعال، ووصل هتلر إلى الوطن بأمان، غير مدرك أن حياته كانت في خطر دائم، وكان على تريسكو أن يدعو الناس في برلين، متوسلاً إياهم بالتسلل إلى الزجاجة قبل أن يجدها أحد.
محاولة الجنرال النازي رودولف فون جيرسدورف في قتل هتلر :
لم يستسلم تريسكو، فبعد فترة وجيزة، ابتكر مؤامرة أخرى لقتل هتلر، ولكن كان يجب على شخص ما أن يكون على استعداد للتضحية بحياته ليجعل هذه الخطة ناجحة، وتطوع الجنرال النازي، رودولف كريستوف فرايهر فون غِسردورف لهذه المهمة وكان على إستعداد للموت إذا كان ذلك يعني وجود عالم بدون هتلر.
وكان من المقرر أن يكون هتلر في برلين حيث يفتتح معرضًا للمعدات الروسية التي تم الإستيلاء عليها في 15 مارس عام 1943، وكان غورينغ وهي ملير معه، فإذا استطاع جيرستورف أن يقترب بما يكفي من أجل تفجير قنبلة، فإنه سيخرج أقوى ثلاثة رجال في الحزب النازي في انفجار واحد، وعبأ جيرستوروف جيوب ملابسه بالمتفجرات التي تم تزويرها لينفجر بعد عشر دقائق وذهب إلى المعرض حيث كان يحاول جاهدا أن ينظر بهدوء بينما كان ينتظر وصول هدفه، ولكن هتلر كان متأخراً لساعات، واضطر جيرستورف للوقوف حول حشد من النازيين بالقنابل في جيوبه.
وعندما ظهر هتلر، أعلن أحد المتحدثين أنه كان لديه ثماني دقائق فقط في الجولة وهذا يعني أنه إذا بدأ جيرستوروف جهاز توقيته الذي يستغرق عشر دقائق، فإن قنبلته لن تنفجر إلا بعد مغادرة هتلر، وسيفجر نفسه هو وجمهور من المشاهدين أما عن هتلر سوف يذهب بحرية، ولم يكن الموقف يستحق المخاطرة، واضطر جيرستورف إلى الوقوف والإبتسام ومشاهدة أدولف هتلر من خلال المعرض، ثم الخروج قبل أن يلاحظ أي شخص ما كان يخبئه في معطفه.
مؤامرة أوستر :
في عام 1938، خطط هانز أوستر، رئيس مكتب الإستخبارات العسكرية في ألمانيا، ليس فقط لقتل هتلر ولكن لإسقاط الحزب النازي بأكمله، فقد كان هتلر يطالب بالسيطرة على تشيكوسلوفاكيا، وكان أوستر متأكدا من أن تهديداته ستجبر ألمانيا على الدخول في حرب عالمية كان عليه أن يوقفها، لذلك خطط لإنقلاب عسكري مع فريق مكون من 60 ضابطا.
وكان أوستر يخطط أن يأخذ ألمانيا من الحزب النازي وأراد أن يعتقل هتلر، أو بطريقة أو بأخرى يقوم بالتخلص منه، وأراد البعض إعدامه، وبعضهم أراد أن يعلنوا أنه مريض عقليًا، ولكن الجميع اتفقوا على أن يجب قتل هتلر، ولكن لم يحدث الإنقلاب أبدا، ومما يدهش الجميع، أن اتفاقية ميونيخ سمحت لألمانيا بضم تشيكوسلوفاكيا دون إطلاق رصاصة واحدة، وقد انهار المتآمرون، معتقدين أن الأزمة إنتهت، وبحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب فعليا لم يفعلوا أي شيء لوقفها.
وضع هرمون الإستروجين في غذاء هتلر :
لم تنتهي كل خطة اغتيال كانت مدبرة لقتل هتلر، فبعضها كان مجرد إغتيالات شخصية، وهناك بعض المؤامرات المثيرة مثل المؤامرة البريطانية لإطعام هرمون الإستروجين لهتلر، فقد كان البريطانيون مقتنعين أنه إذا اتصل هتلر بجانبه الأنثوي، فإنه سيصبح مطيعاً اكثر، وكان لديهم جواسيس في متناول اليد حيث كان يمكنهم الوصول إلى طعامه، وكانوا على يقين من أنه قد يحصل على مكملات الإستروجين في نظامه الغذائي.
ولم تكن هذه مجرد خطة مفعمة بالحيوية، حيث قام البريطانيون برشوة البستاني لحقن الإستروجين في جزره، ووافق على القيام بذلك، وبدأت مؤامرة تأنيث هتلر، وليس من الواضح تماما كيف إنتهى الأمر كله، ولكن لا يبدو أنه قد نجح، فلعل مختبري الطعام رصدوا الجزر الذي يسيطر عليه هرمون الإستروجين، أو ربما باع البستاني الجواسيس، أو ربما نجحت الخطة، والغزو النازي لروسيا كان عن طريق رجل مرتبك للغاية يصارع هرمونات جديدة جاءت إليه.
مؤامرة 20 يوليو :
في 20 يوليو 1944، أصبح الكونت شتاوفنبرج أقرب شخص على الإطلاق ليقتل هتلر، وقد أتيحت له الفرصة للدخول إلى عرين الذئب، هو أعلى قاعة المؤتمرات السرية حيث تآمر هتلر مع أكثر رجاله ثقة، وكان سوف يستغل تلك الفرصة لجلب الحرب العالمية الثانية إلى نهايتها المبكرة، وأحضر شتاوفنبرج حقيبة مليئة بالمتفجرات معه وتسلل إلى الغرفة لوضع الصمامات.
وكان على شتاوفنبرج أن يتوجه إلى المكان مع تفجير قنبلة واحدة فقط، وآمل أن يكون ذلك كافياً لقتل هتلر، وتوجه إلى قاعة المؤتمرات بقنبلة حقيبة يده وإنزلق تحت طاولة المؤتمر، محاولاً دفعها إلى أقرب ما يكون إلى هتلر، وخرج، وانتظر الإنفجار، وإنفجرت القنبلة وقامت بتفجير الغرفة إلى أشلاء، وتوفي أربعة أشخاص، ولكنها لم تكن قوية بما يكفي لقتل هتلر، وخرج هتلر بعدد قليل من الإصابات، وتم القبض على ستوفنبرغ وقتله.
من المؤكد أننا نتساءل دوما ماذا لو كان شخص ما قتل أدولف هتلر، كيف سيكون العالم مختلفًا لو أن شخصًا ما قد أنقذ مستقبل الكثيرون قبل أن يتمكن أدولف هتلر من إغراق العالم في الحرب والرعب؟، ما لا تعرفه أنه قد بذل أكثر العديد من المعارضين قصارى جهدهم لقتل هتلر، ولكن هتلر، كما تبين، كان من الصعب بشكل مدهش أن يتم أغتياله، فقد حاول عشرات الأشخاص قتل هتلر ولكن دون جدوى، وهذه المؤامرات الكثيرة لقتل هتلر، بعضها قصص بطولية، وبعضها يتميز بالجنون، وبعضها أيضا غريب، لكن لو كان نجح أحدهم في محاولته في قتل هتلر، لكان العالم قد تغير بالكامل.
مؤامرة يوهان جورج ألسر :
في 8 نوفمبر 1938، كان هتلر على بُعد بوصة من الموت، وكان من المقرر أن يلقي خطابا في قاعة البيرة في ميونيخ، ولكن شعر بالقلق من سوء الأحوال الجوية، فقرر هتلر التحرك مبكراً بحوالي 30 دقيقة عند الموعد المحدد للحاق بقطار العودة إلى دياره، وإذا لم يفعل هذا لكان قد مات في تلك الليلة، فبعد أقل من عشر دقائق من مغادرة هتلر للمبنى، انفجرت قنبلة موقوتة في العمود خلف المنصة، وقُتل ثمانية أشخاص، وتم جرح 60 شخصا.
وقد زرع هذه القنبلة يوهان جورج ألسر، وهو نجار وعضو نقابي وشيوعي، وكان قد أخبر أحد أصدقائه قبل بضعة أيام أن ألمانيا لن تعود إلى مسارها ما لم يُسقط أحدهم هتلر، وتم القبض على ألسر في محاولته للهروب إلى سويسرا، وتعرض للتعذيب، وتم إرساله إلى معسكر إعتقال داخاو، وقُتل في نهاية المطاف.
موريس بافود يحاول قتل هتلر في اليوم التالي :
لم يكد هتلر ينجو من محاولة الإغتيال السابقة حتى تعرض لمحاولة إغتيال أخرى خلال 24 ساعة من المحاولة الفاشلة الأولى، وكاد هتلر أن يلقى حتفه لو كان موريس بافود صوب نحوه تسديدة سليمة، وكان موريس بافود طالباً لاهوتياً من سويسرا، أقنع نفسه، سواء في نوبة جنون أو حكمة، بأن هتلر هو المسيح الدجال، وكان يعتقد أن هتلر كان تهديدًا للإيمان المسيحي وللإنسانية نفسها وكان من واجبه الإلهي أن يقتله.
حمل موريس بافود مسدسا وتوجه إلى ألمانيا، حيث حاول يائسا لترتيب لقاء مع الرجل الذي كان يعتزم القتل وعندما أدرك أنه سيفشل، إنضم إلى حشد من المؤيدين النازيين الذين كانوا يشاهدون موكب هتلر في شوارع ميونيخ، وكان مسدسه مخبأ في جيبه، وعندما جاء هتلر في طريقه، لم يستطع أن يصوب نحوه المسدس، فقد كان عليه الاختيار ما بين أن يضع مسدسه إلى الأسفل والتأكد من أنه لم ينهي حياة الأبرياء بطريق الخطأ أو قتله وقتل الكثير معه.
وفي النهاية قرر بافود عدم المخاطرة وركض بعيدا، وبعد وقت قصير، أثناء رحلة بالقطار إلى فرنسا ، تم القبض عليه لانه استخدام تذكرة مزورة، وعندما نظر الحراس في أغراضه، وجدوا السلاح وخريطة لمنزل هتلر وقاموا بإعدامه بواسطة المقصلة في مايو من عام 1941.
وليام سيبروك حاول أن يقتل هتلر بالسحر الأسود :
وبينما كان الألمان والسويسريون يحاولون إخراج هتلر بالبنادق والمتفجرات، كان الكاتب الأمريكي وليام سيبروك يسلك طريقاً مختلفاً قليلاً، فقد كان على وشك قتل هتلر، بالسحر الأسود، ففي 22 يناير 1941، جمع سيبروك مجموعة من الأصدقاء معا في كابينة في ولاية ماريلاند من أجل "حفلة عرافة"، وعند حلول الفجر، كانوا يقرعون الطبول، ويحاولون إستدعاء آلهة وثنية لكي تقوم بقتل زعيم ألمانيا.
وكانوا معهم دمية ترتدي زي عسكري نازي ويرددون عليها "أنت هتلر ! هتلر هو أنت!"، وكانوا يطلبون من الإله الوثني إستان نقل جروح الدمية لهتلر، ومع صوت الطبول المحيطة بهم، قام مجموعة من المسكرون بالهجوم عليهم، وتم قطع رأس سيبروك بفأس ودفنه في أعماق الغابة، تاركاً إياها للديدان، أما عن هتلر، فهو نجا أيضا من هذه المحاولة، ويظل المؤرخون في حالة ذهول لشرح كيفية فشل هذه الخطة.
المحاولة الأولى للقضاء على حياة هتلر :
بحلول ذلك الوقت، كان الناس يحاولون بالفعل قتل هتلر لمدة 20 سنة على الأقل، كان ذلك عندما حدثت أول محاولة مؤكدة على حياته في نوفمبر 1921، قبل أن يسيطر هتلر على ألمانيا بفترة طويلة، حيث كان يتحدث هتلر في قاعة البيرة في ميونيخ، مخاطبا جمهورًا ضخمًا من المئات حول مجد الإشتراكية القومية، ومع ذلك، لم يكن جمهوره مؤيدين بالكامل، فقد كان هناك أكثر من 300 شخص من المعارضين على الطرف المقابل من الطيف السياسي.
وبينما كانوا يستمعون إلى هتلر يتبنون الأفكار التي تتعارض مع كل ما كانوا يؤمنون به، كانوا في حالة سكر شديد وبدأت حشود من الناس يندفعون على خشبة المسرح، وعاد مؤيدو هتلر إلى الوراء، وسرعان ما أندلع المكان في أعمال شغب كاملة، وكانت الكراسي تطير في الهواء، وكانت أنابيب الرصاص والمفاصل النحاسية في أيدي الناس، وكان المكان يزداد دمويًا، وبدأ حراس هتلر في إجبار مثيري الشغب على الخروج، ولكن في حالة الفوضى هذه، قام شخص ما بسحب سلاح وفتح النار على هتلر، وكان يمكن أن تكون هذه هي نهاية الحزب النازي لكنه أخطأ، ووفقا لبعض الروايات، التي تقول أن هتلر قام بسحب مسدس خاص به وأطلق النار عليه ثم تابع حديثه، وتكلم لمدة 20 دقيقة أخرى، حتى بينما كان الجمهور يدقون بعضهم البعض ويحاولون قتله.
عملية فلاش :
لم يكن كل الألمان سعداء عندما جاء هتلر إلى السلطة، وعندما بدأ النازيون بمحو خصومهم السياسيين وقتل اليهود، تعهد الجنرال هينينج فون تريسكوف بوضع حد للحزب النازي، وساعد في بدء المقاومة الألمانية ووعد بأنه لن يتوقف عن إخراج أدولف هتلر، وحصل على فرصته في 13 مارس 1943 حيث كان هتلر يطير من فينيتسا، إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية، ويقوم بالعودة إلى ألمانيا.
وفي طريقه إلى الوطن، سيكون عليه التوقف في سمولينسك، وهناك كان لدى تريسكو فرصته للإضراب وسلم تريسكو أحد الضباط الذين كانوا يركبون مع هتلر زجاجة من براندي باهظة الثمن، متظاهر بأنها كانت هدية للمسؤولين النازيين في برلين، وداخل الزجاجة، كان تريسكوف يخفي مجموعة من القنابل مع فتيل لمدة 30 دقيقة.
ووضع الضابط الزجاجة المتفجرة في الطائرة، وشاهدها تريسكوف وهي تقلع في انتظار رؤية هتلر ينفجر في السماء، ولكن لم تنفجر القنبلة، حيث كان صندوق الأمتعة الذي تم تخزين الزجاجة فيه شديد البرودة، وفشلت المتفجرات في الإشتعال، ووصل هتلر إلى الوطن بأمان، غير مدرك أن حياته كانت في خطر دائم، وكان على تريسكو أن يدعو الناس في برلين، متوسلاً إياهم بالتسلل إلى الزجاجة قبل أن يجدها أحد.
محاولة الجنرال النازي رودولف فون جيرسدورف في قتل هتلر :
لم يستسلم تريسكو، فبعد فترة وجيزة، ابتكر مؤامرة أخرى لقتل هتلر، ولكن كان يجب على شخص ما أن يكون على استعداد للتضحية بحياته ليجعل هذه الخطة ناجحة، وتطوع الجنرال النازي، رودولف كريستوف فرايهر فون غِسردورف لهذه المهمة وكان على إستعداد للموت إذا كان ذلك يعني وجود عالم بدون هتلر.
وكان من المقرر أن يكون هتلر في برلين حيث يفتتح معرضًا للمعدات الروسية التي تم الإستيلاء عليها في 15 مارس عام 1943، وكان غورينغ وهي ملير معه، فإذا استطاع جيرستورف أن يقترب بما يكفي من أجل تفجير قنبلة، فإنه سيخرج أقوى ثلاثة رجال في الحزب النازي في انفجار واحد، وعبأ جيرستوروف جيوب ملابسه بالمتفجرات التي تم تزويرها لينفجر بعد عشر دقائق وذهب إلى المعرض حيث كان يحاول جاهدا أن ينظر بهدوء بينما كان ينتظر وصول هدفه، ولكن هتلر كان متأخراً لساعات، واضطر جيرستورف للوقوف حول حشد من النازيين بالقنابل في جيوبه.
وعندما ظهر هتلر، أعلن أحد المتحدثين أنه كان لديه ثماني دقائق فقط في الجولة وهذا يعني أنه إذا بدأ جيرستوروف جهاز توقيته الذي يستغرق عشر دقائق، فإن قنبلته لن تنفجر إلا بعد مغادرة هتلر، وسيفجر نفسه هو وجمهور من المشاهدين أما عن هتلر سوف يذهب بحرية، ولم يكن الموقف يستحق المخاطرة، واضطر جيرستورف إلى الوقوف والإبتسام ومشاهدة أدولف هتلر من خلال المعرض، ثم الخروج قبل أن يلاحظ أي شخص ما كان يخبئه في معطفه.
مؤامرة أوستر :
في عام 1938، خطط هانز أوستر، رئيس مكتب الإستخبارات العسكرية في ألمانيا، ليس فقط لقتل هتلر ولكن لإسقاط الحزب النازي بأكمله، فقد كان هتلر يطالب بالسيطرة على تشيكوسلوفاكيا، وكان أوستر متأكدا من أن تهديداته ستجبر ألمانيا على الدخول في حرب عالمية كان عليه أن يوقفها، لذلك خطط لإنقلاب عسكري مع فريق مكون من 60 ضابطا.
وكان أوستر يخطط أن يأخذ ألمانيا من الحزب النازي وأراد أن يعتقل هتلر، أو بطريقة أو بأخرى يقوم بالتخلص منه، وأراد البعض إعدامه، وبعضهم أراد أن يعلنوا أنه مريض عقليًا، ولكن الجميع اتفقوا على أن يجب قتل هتلر، ولكن لم يحدث الإنقلاب أبدا، ومما يدهش الجميع، أن اتفاقية ميونيخ سمحت لألمانيا بضم تشيكوسلوفاكيا دون إطلاق رصاصة واحدة، وقد انهار المتآمرون، معتقدين أن الأزمة إنتهت، وبحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب فعليا لم يفعلوا أي شيء لوقفها.
وضع هرمون الإستروجين في غذاء هتلر :
لم تنتهي كل خطة اغتيال كانت مدبرة لقتل هتلر، فبعضها كان مجرد إغتيالات شخصية، وهناك بعض المؤامرات المثيرة مثل المؤامرة البريطانية لإطعام هرمون الإستروجين لهتلر، فقد كان البريطانيون مقتنعين أنه إذا اتصل هتلر بجانبه الأنثوي، فإنه سيصبح مطيعاً اكثر، وكان لديهم جواسيس في متناول اليد حيث كان يمكنهم الوصول إلى طعامه، وكانوا على يقين من أنه قد يحصل على مكملات الإستروجين في نظامه الغذائي.
ولم تكن هذه مجرد خطة مفعمة بالحيوية، حيث قام البريطانيون برشوة البستاني لحقن الإستروجين في جزره، ووافق على القيام بذلك، وبدأت مؤامرة تأنيث هتلر، وليس من الواضح تماما كيف إنتهى الأمر كله، ولكن لا يبدو أنه قد نجح، فلعل مختبري الطعام رصدوا الجزر الذي يسيطر عليه هرمون الإستروجين، أو ربما باع البستاني الجواسيس، أو ربما نجحت الخطة، والغزو النازي لروسيا كان عن طريق رجل مرتبك للغاية يصارع هرمونات جديدة جاءت إليه.
مؤامرة 20 يوليو :
في 20 يوليو 1944، أصبح الكونت شتاوفنبرج أقرب شخص على الإطلاق ليقتل هتلر، وقد أتيحت له الفرصة للدخول إلى عرين الذئب، هو أعلى قاعة المؤتمرات السرية حيث تآمر هتلر مع أكثر رجاله ثقة، وكان سوف يستغل تلك الفرصة لجلب الحرب العالمية الثانية إلى نهايتها المبكرة، وأحضر شتاوفنبرج حقيبة مليئة بالمتفجرات معه وتسلل إلى الغرفة لوضع الصمامات.
وكان على شتاوفنبرج أن يتوجه إلى المكان مع تفجير قنبلة واحدة فقط، وآمل أن يكون ذلك كافياً لقتل هتلر، وتوجه إلى قاعة المؤتمرات بقنبلة حقيبة يده وإنزلق تحت طاولة المؤتمر، محاولاً دفعها إلى أقرب ما يكون إلى هتلر، وخرج، وانتظر الإنفجار، وإنفجرت القنبلة وقامت بتفجير الغرفة إلى أشلاء، وتوفي أربعة أشخاص، ولكنها لم تكن قوية بما يكفي لقتل هتلر، وخرج هتلر بعدد قليل من الإصابات، وتم القبض على ستوفنبرغ وقتله.