تاريخ نضال تركيا من أجل الإستقلال
كان الهدف من الكفاح الوطني في تركيا هو توفير والحفاظ على إستقلال كامل وسيادة غير مشروطة، وقد قامت الأمة بالإجراءات الضرورية في سياق اليمين الوطني للفوز بإستقلالها الخارجي كما حددت خط عملها مع قانون جديد لتتمكن من الحصول على سيادتها الوطنية عام 1923، وكان الهدف من هذا النضال الوطني هو الحفاظ على الأمة التركية كأمة محترمة وذات شرف، وكان لا يمكن تقديم هذا الهدف إلا بإستقلال كامل، فمن المعروف إن الأمة التي لا تتمتع بإستقلالها، لا يهم كيف أن تكون غنية، فيمكنها أن تكون فقط خادمة للإنسانية المتحضرة .
وبالتالي لم يكن أمام الشعب التركي اختيارا آخر فإما الإستقلال أو الموت، وواصلت تركيا حرب الإستقلال التركية للدفاع عن حقوقها وإستقلالها وكان هذا الأمر مقدس بالنسبة لهم كثيرا، وكان لديهم اعتقاد بأن لا قوة يمكن أن تحرم دولة من حقها في الحياة، فقد كانوا على يقين من أن الشمس ستشرق في يوم من الأيام في الأفق التركي، وأن قوة هذه الشمس تدفئ الجميع، وسوف يأخذون القوة منها .
بداية الحرب التركية وحتى التحرير الوطني :
مثل تاريخ 19 مايو عام 1919 بداية حرب التحرير الوطنية التركية، وهي نقطة تحول في تاريخ تركيا، ففي هذا اليوم، وصل جنرال عثماني شاب يدعى مصطفى كمال، إلى سامسون، وهو الرجل الذي سيعرفه العالم فيما بعد باسم مصطفى كمال أتاتورك، وتوجه إلى الشاطئ في هذه البلدة الصغيرة الواقعة على ساحل البحر الأسود للشروع في رحلة، والتي من شأنها أن تصنع في النهاية جمهورية تركيا وأمة جديدة .
كانت الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت قد إنتهت نتيجة لقرارها المشؤوم بالإنضمام إلى الحرب العالمية الأولى إلى جانب الألمان، ووقعت الحكومة العثمانية المهزومة إتفاق موندروس مع قوات الحلفاء، وتأمين وجودها، بينما تخلت تقريبا عن جميع أراضيها، بإستثناء جزء صغير في الأناضول، إلى بريطانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان، وتم تنفيذ اتفاق موندروس، الذي تم كتابته لقمع الدولة العثمانية خطوة بخطوة تحت مراقبة الحكومة العثمانية المستسلمة، وجاءت الإهانة الأخيرة للعثمانيين مع غزو أزمير من قبل الجيش اليوناني وتقدمه العنيف في الأناضول، وبدأت المقاومة المدنية تتصاعد ضد الإحتلال، ولكن من دون إحساس بأي تنسيق .
وردا علي علامات المقاومة في الأناضول، طلبت قوات الحلفاء من الحكومة العثمانية إرسال المفتش العام للجيوش العثمانية إلى الأناضول لقمع هذه الإضطرابات، وإستعادة هيكل القيادة في الجيوش العثمانية المتفرقة وسحق المقاومة الناشئة، وتمكّن مصطفى كمال، الذي تعززت مكانته العامة والعسكرية كقائد عسكري أن يتم تعيينه في هذا المنصب، وغادر على الفور إسطنبول على متن باخرة قديمة، ووصل إلى سامسون، في مايو 1919 .
أرسل مصطفى كمال أول تقرير له إلى السلطان العثماني في 22 مايو، مشددًا على أن الأتراك لن يقبلوا الخضوع الأجنبي ويتوقون إلى السيادة الوطنية، مما يشير إلى بداية نضال التحرير الوطني، وبعد أن أدرك مصطفى كمال أن سامسون، التي كانت تحت الإحتلال البريطاني بالفعل وتحيط بها قوات غير نظامية يونانية، لم تعد آمنة، نقل مصطفى كمال موظفيه إلى هافزا في 25 مايو .
وفي هافزا، نشأت مهمة أتاتورك التاريخية، وبدأ في إرسال البرقيات إلى منظمات المقاومة المحلية في جميع أنحاء الأناضول لتنظيم مظاهرة حاشدة إحتجاجا على الإحتلال وإبلاغ الجمهور بخطورة الوضع، وتوالت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، وأنضم العديد من جنرالات الجيش العثماني وقواتهم إلى مصطفى كمال ووقعوا إعلان أماسيا في 22 يونيو 1919، معلنا أن وحدة البلاد وحرية الشعب في خطر، وأن حكومة إسطنبول كانت غير فعالة لإنقاذ الأمة .
وكان يتضمن هذا الإعلان العلامات الأولى لرؤية أتاتورك للسيادة الوطنية والحكم الديمقراطي للشعب التركي، وتولى مصطفى كمال القيادة في عقد مؤتمرين قوميين مع ممثلين من جميع أنحاء الإمبراطورية في إرزوروم وسيفاس، تليها تشكيل برلمان وطني في أنقرة في 23 أبريل 1920، وتم إنتخابه كقائد عام وتولى تنظيم القوات العثمانية المتبقية .
وفضلا عن القوات الغير نظامية تحت القيادة المركزية لحكومة أنقرة، جمع مصطفي كمال جيش جديد في نهاية المطاف هزم قوات الإحتلال، وإستمرت حرب التحرير التركية أربع سنوات وتوجت بإعتراف دولي بحدود تركيا من خلال معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923 وتأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923، وأعلن أتاتورك في وقت لاحق يوم 19 مايو كعيد وطني مخصص إلى الشباب التركي والرياضة، ويستمر الإحتفال بهذه العطلة حتى اليوم في تركيا كتذكار للقائد التركي أتاتورك .
معاهدة لوزان للسلام (24 يوليو 1923) :
بدأت مفاوضات لوزان، التي شاركت فيها حكومة أنقرة كممثل وحيد، في 21 نوفمبر 1922، وكانت برئاسة وزير الشؤون الخارجية أيسم باشا (إينونو) وكان علي رأس الوفد التركي خلال المفاوضات التي تم تعليقها في فبراير 1923، وكان هناك العديد من الخلاف حول مستقبل التنازلات في تركيا، ومع ذلك، إستأنفت المحادثات على مذكرة قسمت باشا والتي كانت بتاريخ 23 أبريل 1923 .
وقد أبرم توقيع معاهدة السلام التي تضم 143 مادة و17 ملحقًا وبروتوكولات وإعلانات، والتي سميت بحرب الإستقلال الوطنية، وهكذا تم الإعتراف رسميا بحكومة تركيا، وتم تعيين الحدود الوطنية لتركيا، وتمت إعادة هيكلة الديون العثمانية، وبالتالي تم الإعتراف رسميا بالإستقلال السياسي والإقتصادي وحق السيادة التركية، وتم التوقيع على المعاهدة الموقعة في لوزان، سويسرا في 24 يوليو 1923 .
كان الهدف من الكفاح الوطني في تركيا هو توفير والحفاظ على إستقلال كامل وسيادة غير مشروطة، وقد قامت الأمة بالإجراءات الضرورية في سياق اليمين الوطني للفوز بإستقلالها الخارجي كما حددت خط عملها مع قانون جديد لتتمكن من الحصول على سيادتها الوطنية عام 1923، وكان الهدف من هذا النضال الوطني هو الحفاظ على الأمة التركية كأمة محترمة وذات شرف، وكان لا يمكن تقديم هذا الهدف إلا بإستقلال كامل، فمن المعروف إن الأمة التي لا تتمتع بإستقلالها، لا يهم كيف أن تكون غنية، فيمكنها أن تكون فقط خادمة للإنسانية المتحضرة .
وبالتالي لم يكن أمام الشعب التركي اختيارا آخر فإما الإستقلال أو الموت، وواصلت تركيا حرب الإستقلال التركية للدفاع عن حقوقها وإستقلالها وكان هذا الأمر مقدس بالنسبة لهم كثيرا، وكان لديهم اعتقاد بأن لا قوة يمكن أن تحرم دولة من حقها في الحياة، فقد كانوا على يقين من أن الشمس ستشرق في يوم من الأيام في الأفق التركي، وأن قوة هذه الشمس تدفئ الجميع، وسوف يأخذون القوة منها .
بداية الحرب التركية وحتى التحرير الوطني :
مثل تاريخ 19 مايو عام 1919 بداية حرب التحرير الوطنية التركية، وهي نقطة تحول في تاريخ تركيا، ففي هذا اليوم، وصل جنرال عثماني شاب يدعى مصطفى كمال، إلى سامسون، وهو الرجل الذي سيعرفه العالم فيما بعد باسم مصطفى كمال أتاتورك، وتوجه إلى الشاطئ في هذه البلدة الصغيرة الواقعة على ساحل البحر الأسود للشروع في رحلة، والتي من شأنها أن تصنع في النهاية جمهورية تركيا وأمة جديدة .
كانت الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت قد إنتهت نتيجة لقرارها المشؤوم بالإنضمام إلى الحرب العالمية الأولى إلى جانب الألمان، ووقعت الحكومة العثمانية المهزومة إتفاق موندروس مع قوات الحلفاء، وتأمين وجودها، بينما تخلت تقريبا عن جميع أراضيها، بإستثناء جزء صغير في الأناضول، إلى بريطانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان، وتم تنفيذ اتفاق موندروس، الذي تم كتابته لقمع الدولة العثمانية خطوة بخطوة تحت مراقبة الحكومة العثمانية المستسلمة، وجاءت الإهانة الأخيرة للعثمانيين مع غزو أزمير من قبل الجيش اليوناني وتقدمه العنيف في الأناضول، وبدأت المقاومة المدنية تتصاعد ضد الإحتلال، ولكن من دون إحساس بأي تنسيق .
وردا علي علامات المقاومة في الأناضول، طلبت قوات الحلفاء من الحكومة العثمانية إرسال المفتش العام للجيوش العثمانية إلى الأناضول لقمع هذه الإضطرابات، وإستعادة هيكل القيادة في الجيوش العثمانية المتفرقة وسحق المقاومة الناشئة، وتمكّن مصطفى كمال، الذي تعززت مكانته العامة والعسكرية كقائد عسكري أن يتم تعيينه في هذا المنصب، وغادر على الفور إسطنبول على متن باخرة قديمة، ووصل إلى سامسون، في مايو 1919 .
أرسل مصطفى كمال أول تقرير له إلى السلطان العثماني في 22 مايو، مشددًا على أن الأتراك لن يقبلوا الخضوع الأجنبي ويتوقون إلى السيادة الوطنية، مما يشير إلى بداية نضال التحرير الوطني، وبعد أن أدرك مصطفى كمال أن سامسون، التي كانت تحت الإحتلال البريطاني بالفعل وتحيط بها قوات غير نظامية يونانية، لم تعد آمنة، نقل مصطفى كمال موظفيه إلى هافزا في 25 مايو .
وفي هافزا، نشأت مهمة أتاتورك التاريخية، وبدأ في إرسال البرقيات إلى منظمات المقاومة المحلية في جميع أنحاء الأناضول لتنظيم مظاهرة حاشدة إحتجاجا على الإحتلال وإبلاغ الجمهور بخطورة الوضع، وتوالت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، وأنضم العديد من جنرالات الجيش العثماني وقواتهم إلى مصطفى كمال ووقعوا إعلان أماسيا في 22 يونيو 1919، معلنا أن وحدة البلاد وحرية الشعب في خطر، وأن حكومة إسطنبول كانت غير فعالة لإنقاذ الأمة .
وكان يتضمن هذا الإعلان العلامات الأولى لرؤية أتاتورك للسيادة الوطنية والحكم الديمقراطي للشعب التركي، وتولى مصطفى كمال القيادة في عقد مؤتمرين قوميين مع ممثلين من جميع أنحاء الإمبراطورية في إرزوروم وسيفاس، تليها تشكيل برلمان وطني في أنقرة في 23 أبريل 1920، وتم إنتخابه كقائد عام وتولى تنظيم القوات العثمانية المتبقية .
وفضلا عن القوات الغير نظامية تحت القيادة المركزية لحكومة أنقرة، جمع مصطفي كمال جيش جديد في نهاية المطاف هزم قوات الإحتلال، وإستمرت حرب التحرير التركية أربع سنوات وتوجت بإعتراف دولي بحدود تركيا من خلال معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923 وتأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923، وأعلن أتاتورك في وقت لاحق يوم 19 مايو كعيد وطني مخصص إلى الشباب التركي والرياضة، ويستمر الإحتفال بهذه العطلة حتى اليوم في تركيا كتذكار للقائد التركي أتاتورك .
معاهدة لوزان للسلام (24 يوليو 1923) :
بدأت مفاوضات لوزان، التي شاركت فيها حكومة أنقرة كممثل وحيد، في 21 نوفمبر 1922، وكانت برئاسة وزير الشؤون الخارجية أيسم باشا (إينونو) وكان علي رأس الوفد التركي خلال المفاوضات التي تم تعليقها في فبراير 1923، وكان هناك العديد من الخلاف حول مستقبل التنازلات في تركيا، ومع ذلك، إستأنفت المحادثات على مذكرة قسمت باشا والتي كانت بتاريخ 23 أبريل 1923 .
وقد أبرم توقيع معاهدة السلام التي تضم 143 مادة و17 ملحقًا وبروتوكولات وإعلانات، والتي سميت بحرب الإستقلال الوطنية، وهكذا تم الإعتراف رسميا بحكومة تركيا، وتم تعيين الحدود الوطنية لتركيا، وتمت إعادة هيكلة الديون العثمانية، وبالتالي تم الإعتراف رسميا بالإستقلال السياسي والإقتصادي وحق السيادة التركية، وتم التوقيع على المعاهدة الموقعة في لوزان، سويسرا في 24 يوليو 1923 .