نظرة على تاريخ الحرب اليابانية الصينية

نظرة على تاريخ الحرب اليابانية الصينية  Japan-10

بدأت الحرب اليابانية الصينية في يوليو من عام 1937 عندما إدعى اليابانيون أن القوات الصينية أطلقت عليهم النار على جسر ماركو بولو بالقرب من بكين، وعليها أعد اليابانيون غزوًا واسع النطاق علي الصين، ولكن واجه اليابانيون مقاومة منظمة صغيرة على عكس ما توقعوا، إلا أنه في نوفمبر من عام 1937، وقع ميناء الصين الأهم وهو شانغهاي، وأيضا وقعت نانجينغ، عاصمة شيانج كاي شيك وذلك في ديسمبر 1937 .

وسميت هذه الهزيمة "إغتصاب نانكينج" في سجلات التاريخ، وأصبحت واحدة من أكثر الحروب إثارة للصدمة في التاريخ الحديث، فقد سمح كبار ضباطها للجيش الياباني بنهب نانكينغ وقتل عشرات الآلاف أثناء ذهابهم، ووصل العدد النهائي للقتلى في نانجينغ إلى 250000 شخص .


بداية الحرب اليابانية الصينية :

كان هجوم اليابانيين لا هوادة فيه، وفي غضون 5 أشهر، كان هناك 1 مليون صيني تحت السيطرة اليابانية، وتم الإستيلاء على جميع المدن الكبرى في الصين من قبل اليابانيين بحلول نهاية عام 1937، وكذلك السيطرة علي أنظمة الإتصالات الرئيسية في البلاد .

وبعد هذا النجاح الأولي، لم يتقدم اليابانيون على نطاق واسع إلى الصين، فلم يكن هناك أي سبب يجعلها تفعل ذلك، لأن معظم المناطق النائية في الصين لا تحتوي على أي أهمية إستراتيجية، كما أن الجيش الياباني أيضا لم يكن يأمل في توسيع إحتياطياته لتشمل مثل هذه الدولة الشاسعة مثل الصين، وبحلول عام 1941، كان هناك 2 مليون جندي ياباني في الصين، ولكن حتى المناطق التي إحتلها اليابانيون لم تكن خاضعة لسيطرة كاملة من قبلهم، فقد سٌمح للصينيين بتقويض سلطة اليابانيين في هذه المنطقة المحتلة تدريجيًا .

وركز اليابانيون جهودهم على العدو الذي يمكن أن يروه وهو "غومينتانغ"، ومع ذلك، كان عليهم أيضا أن يقاتلوا عدوًا لا يمكنهم رؤيته وهم المتمردون الشيوعيون الذين دربهم "ماو"، وبعد "بيرل هاربور" في ديسمبر 1941، وجد اليابانيون أن جيشهم كان أكثر قوة، ولكن أرسل الأمريكيون الإمدادات إلى الصينيين عبر "طريق بورما" .

وفي الواقع أن العداوة التي كانت قائمة بين الصين والغرب بعد عام 1949، لم تكن واضحة خلال الحرب، بل كان من المقرر أن تهبط القاذفات الأمريكية التي شنت أول غارة على طوكيو في الصين، وتم بناء مهابط للطائرات في الصين للسماح للطائرات الأمريكية بقصف السفن اليابانية، وفي عام 1944، بدأ اليابانيون محاولة شاملة لإحتلال تلك الأجزاء من الصين التي كانت تؤوي القواعد الجوية الأمريكية، وعلى الرغم من النجاح الذي حققه اليابانيون في السيطرة على العاصمة تشيانغ كيغ، إلا أن هذا لم يغير نتيجة الحرب .

وأدت الحرب ضد الصين إلى سقوط 4 ملايين قتيل صيني مع تشريد 60 مليون شخص، وقام اليابانيين بالإستسلام والخروج من الصين في أغسطس 1945، تاركين ورائهم مليون جندي ياباني في الصين، وتحملت غومينتانغ عبء القتال ضد اليابانيين مما أدى إلى المزيد من الخسائر، وقد نجح مقاتلو "ماو" في تكتيكات الكر والفر ضد اليابانيين التي كانت تخدمهم بشكل جيد في الحرب الأهلية التي ستنشب بين غومينتانغ والشيوعيين حالما تنتهي الحرب، والشيء الوحيد الذي ربط بين غومينتانغ والشيوعيين خلال الحرب كان عدوًا مشتركًا هو اليابانيين، وبعد إستسلام اليابانيين، كان على كل منهم محاربة الآخر من أجل التفوق وإثبات الذات في الصين .
وبحلول أغسطس 1945، سيطر الشيوعيون على الصين أكثر بكثير مما فعلوا في عام 1937، وكانت هناك عدة أسباب لذلك، ومنهم أن اليابانيين كانوا يركزون دائما على عدو يمكن أن "يرونه" وكان غومان تانغ العدو الواضح لليابانيين، وأيضا إستمرار الشيوعيون باستخدام سياسة معينة كمساعدة جنودهم للسكان الفلاحين مما عمل على إنتشار كلمة الشيوعية .