الصدمات الكهربائية علاج للاكتئاب الشديد.. وأكثر أماناً من «الدوائي»
عكست بعض الأفلام السينمائية صورة مفزعة (وحشية) تجاه العلاج بالصدمات الكهربائية، والذي يعد أسلوبا طبيا، قد يصبح الخيار الوحيد المتاح أمام الطبيب.
لكن الواقع الطبي يشير إلى أن هذا النوع من العلاج ليس بهذه الصورة على الإطلاق بل إنه ضروري وفعال في بعض الحالات المرضية، ومن بينها الاكتئاب الشديد، وهي الصورة التي حرص على أن يكشف كل تفاصيلها استشاري الطب النفسي في مستشفى الطب النفسي محسن طريف.
* منذ متى ييتم استخدام الصدمات الكهربائية في العلاج؟ - يرجع استخدام مثل هذا العلاج في العالم إلى الستينات من القرن الماضي، ومازال مستخدما في العالم بأسره، باعتباره من العلاجات السريعة والفعالة لبعض الحالات المرضية.
* ما مدى صحة الاعتقاد أن العلاج بهذا الأسلوب، يعتبر وحشيا؟ - عدم استخدام المخدر قبيل البدء في العلاج، هو الذي يجعل استخدامه غير رحيم، حيث يسبب (رجات) عنيفة تنتاب المريض، وقد تؤدي إلى إصابته بكسور إثر الوقوع وتشنجات، وهو ما كان سائدا في الماضي، ولكن مع استخدام المخدر والمهدئ، فإن المريض لا يشعر بالألم، ولا يصاب بالهزات تلك ولا التشنجات، فالعلم تطور كثيرا، والأجهزة المستخدمة في تسخير هذا العلم متطورة جدا كذلك.
* ما هي قوة الكهرباء المستخدمة في العلاج؟ - الكهرباء المستخدمة في الصدمات الكهربائية العلاجية قليلة جدا، ولا تتعدى 50 مايكروفولت، ولمدة تتراوح ما بين 2 - 3 ثوان فقط.
* هل للمريض دور وقرار في اللجوء إلى هذا العلاج؟
- بالتأكيد، حيث إن إخضاع المريض النفسي لجلسات الصدمات الكهربائية لا تتم إلا بعد موافقة من المريض نفسه إن كان قادرا على اتخاذ قرار، أو موافقة أهله، عبر توقيع أوراق رسمية، خصوصا أن العلاج يتطلب إخضاع المريض للتخدير، وكأي عملية قد ينتج عنها مضاعفات، يتحمل المريض نتائجها بعد شرح مفصل للطريقة العلاجية، إذ إن الخطورة ليست في استخدام الكهرباء بقدر استخدام المخدر.
* وهل تواجهون معارضة في استخدام الصدمات الكهربائية من المرضى أو أهلهم؟
- نواجه اعتراضات كبيرة من الأهل تجاه استخدام الصدمات الكهربائية العلاجية لذويهم، و هو ما يعود إلى الأفكار الخاطئة عن مضاعفات هذا الأسلوب العلاجي، كأن يقول أحدهم إن الصدمات الكهربائية (تفر المخ) وهو أمر غير صحيح، ونحن كاختصاصيين وأطباء وفي ظل عدم جدوى العلاج الدوائي لبعض الحالات المرضية، نجد أن من مصلحة المريض الخضوع للصدمات الكهربائية، وبالتالي نسعى جاهدين لإقناع الأهل بأهمية العلاج عبر الصدمات الكهربائية.
وبالطبع، فإن القرار النهائي للمريض إذا كان قادرا على اتخاذ قرار أو لأهله، ومن المفارقة الجيدة أن بعض المرضى هم من يطلب هذا العلاج، خصوصا ممن جربوه ووجدوا التحسن الملحوظ على حالاتهم.
* وما الفريق الطبي المشارك في الجلسة العلاجية؟
- يتم العلاج بالصدمات الكهربائية في وجود ممرضين وطبيبين، طبيب نفسي وآخر متخصص في التخدير، ويقوم الأخير بفحص المريض للتأكد من مدى قدرته على تقبل العلاج وتحمله، كما ويجري فحوصات الدم اللازمة، وبعدها يحضر المريض للعلاج على يد الطبيب النفسي، ويتم إلغاء العلاج بالصدمات الكهربائية، متى ما أكد طبيب التخدير عدم تحمل المريض للصدمات، وما أريد أن أؤكد عليه أن المريض لا يحس أثناء تلقيه للصدمات الكهربائية بسبب التخدير والمهدئ الذي يعطى له، فلا يحس بالألم.
* هل المرضى المتخلفون عقلياً هم المستهدفون من الصدمات الكهربائية؟
- لا، فالصدمات الكهربائية لا تستخدم بتاتاً للمرضى المتخلفين عقليا، وتستخدم للمرضى المصابين بالاكتئاب الشديد والذين لم تجدِ معهم الأدوية، ونقصد بذلك الاكتئاب الخطير، الذي يدفع بصاحبه إلى التفكير في الانتحار وإيذاء نفسه، والامتناع عن تناول الطعام وتسيطر الأفكار السوداوية على مزاجه، فالاكتئاب الشديد يحدث لخلل في الموصلات الكيمائية في المخ، وتؤثر بالتالي على مراكز المخ كالذاكرة والشهية.
وللوراثة دور في الإصابة به باعتباره أولي المنشأ، وليس ذاك الاكتئاب الناتج عن ظروف خارجية، كوفاة شخص عزيز مثلا، وقد جاءت فكرة الصدمات الكهربائية لتعديل كيمياء المخ التي ولسبب ما تتغير عن المستوى الطبيعي، وتعيد برمجة المخ.
* ما هي الآثار الجانبية للصدمات الكهربائية على المريض؟
- قد يكون هذا النوع من العلاج أسلم وأكثر أمانا من استخدام العلاج الدوائي، الذي قد يحمل آثارا جانبية للمريض، وخصوصا المرضى كبار السن، بل وتعتبر طريقة علاجية سريعة لحالات اكتئاب ما بعد الولادة، وإن كان استخدام هذا النوع من العلاج يعتبر الخيار الثاني بعد الأدوية.
ويمكن حصر الآثار الجانبية في النسيان المؤقت للفترة اللاحقة من تلقي العلاج، والتي قد تستمر لأسابيع، وكما يقولون (رب ضارة نافعة) فالمريض قد يجد من الأفضل لنفسيته عدم تذكر لحظات تلقي العلاج، وإن كان ذلك النسيان غير مقصود.
* كم عدد الجلسات التي يخضع لها المريض؟
- تتراوح عدد الجلسات العلاجية ما بين 8 - 12 جلسة، بواقع جلستين أسبوعيا لكل مريض، ويخضع من 2- 4 مرضى لجلسات علاجية خلال يومي السبت والثلثاء، كأيام محددة لمثل هذا العلاج في مستشفى الطب النفسي، ولا تتعدى فترة الجلسة الواحدة الساعة ونصف، شاملة التحضير والعلاج والنقاهة، فيما لا تتجاوز فترة دخول المريض غرفة العلاج والخروج منها 10 دقائق.
* على ماذا تشتمل غرفة العلاج؟
- تتكون غرف العلاج بالصدمات الكهربائية من 3 حجرات، الأولى تستخدم كاستراحة للمرضى، والثانية لتلقي العلاج حيث تتوافر فيها الآلة المستخدمة لإصدار الصدمات الكهربائية، وهي بمثابة تاج للرأس، بالإضافة إلى الأدوية الضرورية للحالات الخاصة، فيما تستخدم الحجرة الثالثة للنقاهة، حيث يستفيق المريض من التخدير بعد 2 -5 دقائق، ليبقى بعدها تحت مراقبة الممرضات، وقبل إخضاع المريض للصدمات الكهربائية يزال من جسمه أية قطعة معدن كشباصات الشعر عند النساء، ولا تجرى العملية لمن يضعون تقويم الأسنان، أو تحتوي أجسامهم من الداخل على معادن علاجية، حفاظا على صحتهم.
إنشاء الله أكون أشبعت فضولك في معرفة الصدمات الكهربائيه .....
تحياتي ....
عكست بعض الأفلام السينمائية صورة مفزعة (وحشية) تجاه العلاج بالصدمات الكهربائية، والذي يعد أسلوبا طبيا، قد يصبح الخيار الوحيد المتاح أمام الطبيب.
لكن الواقع الطبي يشير إلى أن هذا النوع من العلاج ليس بهذه الصورة على الإطلاق بل إنه ضروري وفعال في بعض الحالات المرضية، ومن بينها الاكتئاب الشديد، وهي الصورة التي حرص على أن يكشف كل تفاصيلها استشاري الطب النفسي في مستشفى الطب النفسي محسن طريف.
* منذ متى ييتم استخدام الصدمات الكهربائية في العلاج؟ - يرجع استخدام مثل هذا العلاج في العالم إلى الستينات من القرن الماضي، ومازال مستخدما في العالم بأسره، باعتباره من العلاجات السريعة والفعالة لبعض الحالات المرضية.
* ما مدى صحة الاعتقاد أن العلاج بهذا الأسلوب، يعتبر وحشيا؟ - عدم استخدام المخدر قبيل البدء في العلاج، هو الذي يجعل استخدامه غير رحيم، حيث يسبب (رجات) عنيفة تنتاب المريض، وقد تؤدي إلى إصابته بكسور إثر الوقوع وتشنجات، وهو ما كان سائدا في الماضي، ولكن مع استخدام المخدر والمهدئ، فإن المريض لا يشعر بالألم، ولا يصاب بالهزات تلك ولا التشنجات، فالعلم تطور كثيرا، والأجهزة المستخدمة في تسخير هذا العلم متطورة جدا كذلك.
* ما هي قوة الكهرباء المستخدمة في العلاج؟ - الكهرباء المستخدمة في الصدمات الكهربائية العلاجية قليلة جدا، ولا تتعدى 50 مايكروفولت، ولمدة تتراوح ما بين 2 - 3 ثوان فقط.
* هل للمريض دور وقرار في اللجوء إلى هذا العلاج؟
- بالتأكيد، حيث إن إخضاع المريض النفسي لجلسات الصدمات الكهربائية لا تتم إلا بعد موافقة من المريض نفسه إن كان قادرا على اتخاذ قرار، أو موافقة أهله، عبر توقيع أوراق رسمية، خصوصا أن العلاج يتطلب إخضاع المريض للتخدير، وكأي عملية قد ينتج عنها مضاعفات، يتحمل المريض نتائجها بعد شرح مفصل للطريقة العلاجية، إذ إن الخطورة ليست في استخدام الكهرباء بقدر استخدام المخدر.
* وهل تواجهون معارضة في استخدام الصدمات الكهربائية من المرضى أو أهلهم؟
- نواجه اعتراضات كبيرة من الأهل تجاه استخدام الصدمات الكهربائية العلاجية لذويهم، و هو ما يعود إلى الأفكار الخاطئة عن مضاعفات هذا الأسلوب العلاجي، كأن يقول أحدهم إن الصدمات الكهربائية (تفر المخ) وهو أمر غير صحيح، ونحن كاختصاصيين وأطباء وفي ظل عدم جدوى العلاج الدوائي لبعض الحالات المرضية، نجد أن من مصلحة المريض الخضوع للصدمات الكهربائية، وبالتالي نسعى جاهدين لإقناع الأهل بأهمية العلاج عبر الصدمات الكهربائية.
وبالطبع، فإن القرار النهائي للمريض إذا كان قادرا على اتخاذ قرار أو لأهله، ومن المفارقة الجيدة أن بعض المرضى هم من يطلب هذا العلاج، خصوصا ممن جربوه ووجدوا التحسن الملحوظ على حالاتهم.
* وما الفريق الطبي المشارك في الجلسة العلاجية؟
- يتم العلاج بالصدمات الكهربائية في وجود ممرضين وطبيبين، طبيب نفسي وآخر متخصص في التخدير، ويقوم الأخير بفحص المريض للتأكد من مدى قدرته على تقبل العلاج وتحمله، كما ويجري فحوصات الدم اللازمة، وبعدها يحضر المريض للعلاج على يد الطبيب النفسي، ويتم إلغاء العلاج بالصدمات الكهربائية، متى ما أكد طبيب التخدير عدم تحمل المريض للصدمات، وما أريد أن أؤكد عليه أن المريض لا يحس أثناء تلقيه للصدمات الكهربائية بسبب التخدير والمهدئ الذي يعطى له، فلا يحس بالألم.
* هل المرضى المتخلفون عقلياً هم المستهدفون من الصدمات الكهربائية؟
- لا، فالصدمات الكهربائية لا تستخدم بتاتاً للمرضى المتخلفين عقليا، وتستخدم للمرضى المصابين بالاكتئاب الشديد والذين لم تجدِ معهم الأدوية، ونقصد بذلك الاكتئاب الخطير، الذي يدفع بصاحبه إلى التفكير في الانتحار وإيذاء نفسه، والامتناع عن تناول الطعام وتسيطر الأفكار السوداوية على مزاجه، فالاكتئاب الشديد يحدث لخلل في الموصلات الكيمائية في المخ، وتؤثر بالتالي على مراكز المخ كالذاكرة والشهية.
وللوراثة دور في الإصابة به باعتباره أولي المنشأ، وليس ذاك الاكتئاب الناتج عن ظروف خارجية، كوفاة شخص عزيز مثلا، وقد جاءت فكرة الصدمات الكهربائية لتعديل كيمياء المخ التي ولسبب ما تتغير عن المستوى الطبيعي، وتعيد برمجة المخ.
* ما هي الآثار الجانبية للصدمات الكهربائية على المريض؟
- قد يكون هذا النوع من العلاج أسلم وأكثر أمانا من استخدام العلاج الدوائي، الذي قد يحمل آثارا جانبية للمريض، وخصوصا المرضى كبار السن، بل وتعتبر طريقة علاجية سريعة لحالات اكتئاب ما بعد الولادة، وإن كان استخدام هذا النوع من العلاج يعتبر الخيار الثاني بعد الأدوية.
ويمكن حصر الآثار الجانبية في النسيان المؤقت للفترة اللاحقة من تلقي العلاج، والتي قد تستمر لأسابيع، وكما يقولون (رب ضارة نافعة) فالمريض قد يجد من الأفضل لنفسيته عدم تذكر لحظات تلقي العلاج، وإن كان ذلك النسيان غير مقصود.
* كم عدد الجلسات التي يخضع لها المريض؟
- تتراوح عدد الجلسات العلاجية ما بين 8 - 12 جلسة، بواقع جلستين أسبوعيا لكل مريض، ويخضع من 2- 4 مرضى لجلسات علاجية خلال يومي السبت والثلثاء، كأيام محددة لمثل هذا العلاج في مستشفى الطب النفسي، ولا تتعدى فترة الجلسة الواحدة الساعة ونصف، شاملة التحضير والعلاج والنقاهة، فيما لا تتجاوز فترة دخول المريض غرفة العلاج والخروج منها 10 دقائق.
* على ماذا تشتمل غرفة العلاج؟
- تتكون غرف العلاج بالصدمات الكهربائية من 3 حجرات، الأولى تستخدم كاستراحة للمرضى، والثانية لتلقي العلاج حيث تتوافر فيها الآلة المستخدمة لإصدار الصدمات الكهربائية، وهي بمثابة تاج للرأس، بالإضافة إلى الأدوية الضرورية للحالات الخاصة، فيما تستخدم الحجرة الثالثة للنقاهة، حيث يستفيق المريض من التخدير بعد 2 -5 دقائق، ليبقى بعدها تحت مراقبة الممرضات، وقبل إخضاع المريض للصدمات الكهربائية يزال من جسمه أية قطعة معدن كشباصات الشعر عند النساء، ولا تجرى العملية لمن يضعون تقويم الأسنان، أو تحتوي أجسامهم من الداخل على معادن علاجية، حفاظا على صحتهم.
إنشاء الله أكون أشبعت فضولك في معرفة الصدمات الكهربائيه .....
تحياتي ....