بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى *(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )* الزخرف 89
أنت بدون معرفة بلا ريب .. أقل شأنا من الجميع مهما كان اعتقادك في نفسك!!!!
جدلية العقل والنفس :
من أغنى المواضيع وأكثرها تشعبا فعلم النفس يبحث في الأمر من زاوية وعلم الاجتماع يبحثه من زاوية أخرى وعلوم الطاقة وخصوصا الريكي يرى الأمر من منظور آخر والبرمجة اللغوية العصبية NLP تشمل الأحدث في مجال جدلية العقل والسلوك على اعتبار أن السلوك الإنساني هو خاصية البرمجة التي بتبرمج عليها الشخص .لكن لنتتبع خاصية العقل ببعديه المادي المنظور (الدماغ) وبعده الطيفي غير المنظور ( العقل الباطن ) والنفس وهي بعد غير منظور أيضا يليها واسماها وارفعها درجة الروح وهي من أمر ربي ونكتفي بمحددات القرآن الكريم وحسب .
فالإنسان يتكون في ظاهره من جسد ظاهر محدد المعالم بالشكل والطول والحجم وتظهر عليه علامات ظاهرة تعكس بواطنه من حركات انفعالية وردات الفعل في حالات الفرح والغضب أو التفكير العميق أو حتى طريقة المشي واللباس وطريقة إلقاء التحية وبقية وسائل الاتصال مع من حوله .وهناك مظاهر تعكس بواطن هذا الإنسان ينطق بها جسده المسيطر عليه بقوى لا يمتلك دوما القدرة على التحكم فيها وهي ما نسميه لغة الجسد المسيطر عليها من العقل الباطن والنفس..
فكل شخص يعرف الجسم ويشعر به ويستخدمه فهو الجزء المادي الحي الذي يستخدمه الإنسان لوظائفه ويزوده بحاجاته للقيام بهذه الوظائف مثل الأكل والتنفس والتزاوج( الغرائز) وغيره وهذا الجزء الفاني يعبر عنه في الإسلام ب(عالم الشهادة ) فهذا الجسم يمرض ويهرم وينمو ويتحول شكلا تبعا للضرورات التي تمليها عليه ظروفه المعيشية ونوع النشاطات التي يقوم بها من اجل تأمين حاجات هذا الجسد فقوة جسد عامل الفلاحة تختلف عن قوة من يزاول العمل المكتبي ولا يزاول أي نشاط رياضي وتغذية الميسور الحال تختلف عن تغذية الفقير المعدم ومهما زاول الطرفان من أعمال تظهر على أجسامهم مؤثرات مهنهم (الأمراض المرتبطة بالمهن ) ونوعية غذائهم وتنعكس على أبدانهم أمراض تختلف تبعا لطريقة استخدام هذا الجسد وحالتهم النفسية المرتبطة بمستوى الرضا عن النفس والبيئة المحيطة . وهنا نلاحظ ضرورة التنويع في الغذاء والنشاط الجسماني ليكمل النقص وتفاديا للخلل.وضرورة الرضا والتسامح أمران أساسيان في التوازن النفسي ولا نغفل اثر نقص الغذاء في هذا التوازن أيضا. فموظف يعمل في مكتب بمجهود عقلي بحت بحاجة إلى نشاط رياضي يضمن حسن أداء العقل وينشط الدورة الدموية اللازمة ليمد العقل بالعناصر الحيوية والأكسجين ليعاود نشاطه بشكل أفضل ويكون نومه أكثر راحة وكذلك من يقوم بجهد عضلي كبير في عمله بحاجة إلى تغذية جيدة وراحة كي تستعيد خلايا عضلاته حيويتها ونشاطها وتطرد ما يتراكم من سميات حول خلايا العضلات من اليوريا والنتروجين وغيره .ويتسنى للدم المثقل بهذه المواد السير بها إلى الكلى والرئتين مثلا ليتم طرحها خارج الجسم .وكذلك تنظيم وتحويل نسبة السكر والدهون ...الخ *(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً )* الفرقان 47*(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً *وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً )* النبأ 9-11. وفي كل الحالات تتقهقر قدرات هذا الجسد الفاني تدريجيا مع التقدم في العمر إلى أن يصل إلى المصير المحتوم وهو الانتقال إلى عالم الغيب ( الموت ) فالموت هو بالتأكيد واقع لا محالة وهو من سنن الله في خلقه .*( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)*العنكبوت 57. وفي حالات اختلال وظائف الجسم أو الحوادث أو تدهور المناعة بتأثير خارجي من سميات أو فيروسات تؤدي إلى تعطل هذه الآلة عن العمل ...هذا الجسم الملموس هو ما يقوم على العناية به الطب الحديث من محاربة للبكتيريا والفيروسات وترميم الكسور والجروح وغيرها لكن هناك بعد آخر لهذا الإنسان وهو ما نطلق عليه العقل الباطن وبعد آخر أكثر أهمية وهو النفس أما البعد الأسمى وهو الروح .
وفي كل الحالات هناك تساؤلات تفرض نفسها على كل إنسان , وغالبا ما تتكون من سؤالين هامين وعلى بساطتهما رغم أنهما من أكثر الأسئلة شيوعا . فهما من أهم الأسئلة: لماذا ؟؟ وكيف ؟؟
هل نعي حقيقة أهمية هذين السؤالين في حياتنا ؟؟ هل نعي ردة الفعل التي نتصرف بها في مواجهة موقف يتطلب إجابة سريعة أو تصرف سريع ؟؟ هل نعي حقيقة القوة الكامنة فينا ؟؟ هل نعي حقيقة طاقتنا وما أودعه الخالق فينا من قوة ؟؟ هل نعي مقدار ما نستخدمه من قوة في تحقيق ما نصبوا إليه ؟؟ وماهي المعيقات التي تحول دون تحقيقنا لأهدافنا في الحياة إذا علمنا أننا نمتلك كل الإمكانات اللازمة؟؟ لكن ما غرس فينا من تجارب وتجارب الآخرين التي تصل إلينا تتحول أدوات إعاقة لجهودنا ؟ وقد تشكل حافزا لتفوقنا وتغيير نمط تفكيرنا وسلوكنا .؟ هل نعي كيف نتعامل معها وطريقة تخطي التجارب المؤلمة وطريقة تجاوز الألم ؟ هل يرتبط الزواج الناجح مستوى التحصيل العلمي؟ لماذا نجد كثيرا من حملة الشهادات العليا يخفقون في تكوين أسرة سعيدة ونجد أحيانا عكس ذلك عند بسيطي التعليم ؟؟هل نعي كيف نتمكن من تحويل إخفاقاتنا إلى نجاحات ؟؟ ويبقى أهم الأسئلة لماذا نريد أن نفعل ذلك ؟؟؟ إن مجرد الإجابة على هذا السؤال هو الخطوة الأهم لنتعلم كيف نبحث عن الوسائل إضافة لما لدينا من طاقات !!!! ماذا لو سألنا أنفسنا كل صباح لماذا نحن في هذه الحياة ؟؟ فما الذي يترتب على الإجابة من واجبات ؟؟ إذا كانت الحياة قطار لا نملك فيه القرار بالنزول ولا ندري متى تكون محطتنا الأخيرة ؟؟ فكيف سنتصرف ؟؟ دعونا نبدأ بشرح كيميائية الدماغ حينها سنتعلم الشيء الكثير وسنضع الكثير من المحددات والرقابة على مدخلات الدماغ بما يساعدنا على استمرار صحة أدمغتنا وبالتالي عقولنا ومن ثم نرتقي بالنفس إلى مراتب ترضي الخالق وترضى عباده فينعكس هذا علينا بالرضا وسيكون ذلك عبر سلسلة من المقالات اللاحقة : ماذا يجري في أدمغتنا ؟؟:/
يقول المولى عز وجل :*( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)* فصلت 53
من المعلوم أن الدماغ يتكون من 78% من الماء و8% بروتين وحوالي 15% مواد عضوية متنوعة يتكون الجزء الأكبر منها من الدهون . ويتكون من حوالي مئة ألف مليون خلية عصبية ويستهلك حوالي 20% من الأكسجين الذي نتنفسه – وهذا يعني كمية كبيرة جدا بالمقارنة مع حجم الدماغ . وعليه يتدفق إلى الدماغ حوالي 75سنتلتر من الدم في الدقيقة . وإذا علمنا أن هذه الخلايا العصبية تتناقل المعلومات كيميائيا فهذا يعني أن ما نراه وما نحسه وما نفكر فيه يترجم إلى عمليات كيميائية في الدماغ وهذه الإفرازات تتأثر بشكل مباشر وخطير بالحالة النفسية سلبا أو إيجابا وبالضغوط والحرارة وتقلب الطقس والضوء وما نسمعه وما نحسه وما نشمه وما نشاهده . أي كل ما يدخل إلى الدماغ عبر الحواس . الخمس والحالة النفسية ,. فهذا يعني أن حالتنا هي ترجمة للحالة الكيميائية لأدمغتنا . مثلا فداء باركنسون أو التصلب الوحشي(الجانبي) الضمور أو داء لوكيهري يسلب باطراد القدرة على التحكم بالجسم , والتلف الذي يتعرض له الحبل ألشوكي يمكنه وفي طرفة عين أن يؤدي إلى حالة من البؤس كما أن داء الزهايمر يهاجم لب شخصية المرء إذ يستهدف عقله بالتخريب . ولم يحقق الأطباء والباحثون سوى تقدما محدودا في محاربتهم هذه الأمراض ويعود السبب إلى أن الدماغ والنخاع ألشوكي سريعي التأثر بالإصابة والأذى .إن إعطاء أدوية معينة قد يقي العصبونات المهددة كما يمكن بواسطة خفض درجة حرارة الدماغ تفادي موت الخلايا السريعة التلف .فخلايا الدماغ تحتاج لأنواع معينة من البروتينات والإنزيمات التي تحفز تفاعلات كيميائية معينة فالخلايا العصبية تنتج إنزيمات تركب الناقل العصبي وهي مواد تحمل الإشارة الكيميائية عبر الفجوات الصغيرة الواقعة بين عصبون وآخر .فمثلا ينشأ داء باركنسون بعد موت العصبونات (العصيات العصبية ) السود التي تفرز الناقل العصبي " الدوبامين "dopamine للأسباب معقدة تولد هذه العصبونات أيضا الجذور الاكسجينية وهي مجموعة كيميائية ضارة تؤدي إلى تفاعلات تخريبية ضمن الخلية . إن الذين تعرضوا لسموم بيئية يكونون أكثر عرضة لهذه الجذور الاكسجينية أما الحالات الأخرى فتشمل أولئك الذين يمتلكون كميات سوية من هذه المواد الكيميائية ولكن دفاعاتهم المضادة للأكسدة ضعيفة . فنقص فيتامين E كأحد مضادات الأكسدة قد يتسبب بإضعاف دفاعات الدماغ . ومن الملاحظ أن إعطاء ناقل من خارج الجسم مثل أل dopamine مثلا قد يتسبب بأعراض جانبية.
يعاني الدماغ للأسف من سؤ تغذية عند معظم الناس , فهو يستهلك 20% من إجمالي الطاقة فهو المسير للجسم والمتحكم في مختلف التفاعلات التي تطرأ داخله ولكي يعمل بطريقة جيدة يجب أن يتغذى بكيفية سليمة . فهو يحتاج للأكسجين والسكر والأحماض الدهنية والامينية والمعادن وأي نقص في المواد الضرورية كالبروتينات والفيتامينات يسب انخفاض القدرة الدماغية .كما أن حرمانه من الأكسجين لدقائق قليلة تؤدي إلى موته لان الأكسجين ضروري لإنتاج الطاقة ولان كل خلية دماغية تعتمد على نفسها لإنتاج الطاقة الخاصة بها وهنا أشير إلى أهمية صلاة الصبح والسير باتجاه المساجد حيث أن من المعروف أن لأكسجين الثلاثي المشبع يكون في مستوى الأرض قبل شروق الشمس ويرتفع بعد طلوع الشمس .فهذا الوقت المناسب للتزود بكمية كبيرة من الأكسجين. فالرياضة الصباحية مهمة للغاية . وصدق رسول الله المعلم الأول للبشرية في حضه على صلاة الصبح جماعة في المساجد وحالة الانشراح التي يشعر بها المصلي طوال النهار بعدها ..
يقول الله تعالى *(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )* الزخرف 89
أنت بدون معرفة بلا ريب .. أقل شأنا من الجميع مهما كان اعتقادك في نفسك!!!!
جدلية العقل والنفس :
من أغنى المواضيع وأكثرها تشعبا فعلم النفس يبحث في الأمر من زاوية وعلم الاجتماع يبحثه من زاوية أخرى وعلوم الطاقة وخصوصا الريكي يرى الأمر من منظور آخر والبرمجة اللغوية العصبية NLP تشمل الأحدث في مجال جدلية العقل والسلوك على اعتبار أن السلوك الإنساني هو خاصية البرمجة التي بتبرمج عليها الشخص .لكن لنتتبع خاصية العقل ببعديه المادي المنظور (الدماغ) وبعده الطيفي غير المنظور ( العقل الباطن ) والنفس وهي بعد غير منظور أيضا يليها واسماها وارفعها درجة الروح وهي من أمر ربي ونكتفي بمحددات القرآن الكريم وحسب .
فالإنسان يتكون في ظاهره من جسد ظاهر محدد المعالم بالشكل والطول والحجم وتظهر عليه علامات ظاهرة تعكس بواطنه من حركات انفعالية وردات الفعل في حالات الفرح والغضب أو التفكير العميق أو حتى طريقة المشي واللباس وطريقة إلقاء التحية وبقية وسائل الاتصال مع من حوله .وهناك مظاهر تعكس بواطن هذا الإنسان ينطق بها جسده المسيطر عليه بقوى لا يمتلك دوما القدرة على التحكم فيها وهي ما نسميه لغة الجسد المسيطر عليها من العقل الباطن والنفس..
فكل شخص يعرف الجسم ويشعر به ويستخدمه فهو الجزء المادي الحي الذي يستخدمه الإنسان لوظائفه ويزوده بحاجاته للقيام بهذه الوظائف مثل الأكل والتنفس والتزاوج( الغرائز) وغيره وهذا الجزء الفاني يعبر عنه في الإسلام ب(عالم الشهادة ) فهذا الجسم يمرض ويهرم وينمو ويتحول شكلا تبعا للضرورات التي تمليها عليه ظروفه المعيشية ونوع النشاطات التي يقوم بها من اجل تأمين حاجات هذا الجسد فقوة جسد عامل الفلاحة تختلف عن قوة من يزاول العمل المكتبي ولا يزاول أي نشاط رياضي وتغذية الميسور الحال تختلف عن تغذية الفقير المعدم ومهما زاول الطرفان من أعمال تظهر على أجسامهم مؤثرات مهنهم (الأمراض المرتبطة بالمهن ) ونوعية غذائهم وتنعكس على أبدانهم أمراض تختلف تبعا لطريقة استخدام هذا الجسد وحالتهم النفسية المرتبطة بمستوى الرضا عن النفس والبيئة المحيطة . وهنا نلاحظ ضرورة التنويع في الغذاء والنشاط الجسماني ليكمل النقص وتفاديا للخلل.وضرورة الرضا والتسامح أمران أساسيان في التوازن النفسي ولا نغفل اثر نقص الغذاء في هذا التوازن أيضا. فموظف يعمل في مكتب بمجهود عقلي بحت بحاجة إلى نشاط رياضي يضمن حسن أداء العقل وينشط الدورة الدموية اللازمة ليمد العقل بالعناصر الحيوية والأكسجين ليعاود نشاطه بشكل أفضل ويكون نومه أكثر راحة وكذلك من يقوم بجهد عضلي كبير في عمله بحاجة إلى تغذية جيدة وراحة كي تستعيد خلايا عضلاته حيويتها ونشاطها وتطرد ما يتراكم من سميات حول خلايا العضلات من اليوريا والنتروجين وغيره .ويتسنى للدم المثقل بهذه المواد السير بها إلى الكلى والرئتين مثلا ليتم طرحها خارج الجسم .وكذلك تنظيم وتحويل نسبة السكر والدهون ...الخ *(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً )* الفرقان 47*(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً *وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً )* النبأ 9-11. وفي كل الحالات تتقهقر قدرات هذا الجسد الفاني تدريجيا مع التقدم في العمر إلى أن يصل إلى المصير المحتوم وهو الانتقال إلى عالم الغيب ( الموت ) فالموت هو بالتأكيد واقع لا محالة وهو من سنن الله في خلقه .*( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)*العنكبوت 57. وفي حالات اختلال وظائف الجسم أو الحوادث أو تدهور المناعة بتأثير خارجي من سميات أو فيروسات تؤدي إلى تعطل هذه الآلة عن العمل ...هذا الجسم الملموس هو ما يقوم على العناية به الطب الحديث من محاربة للبكتيريا والفيروسات وترميم الكسور والجروح وغيرها لكن هناك بعد آخر لهذا الإنسان وهو ما نطلق عليه العقل الباطن وبعد آخر أكثر أهمية وهو النفس أما البعد الأسمى وهو الروح .
وفي كل الحالات هناك تساؤلات تفرض نفسها على كل إنسان , وغالبا ما تتكون من سؤالين هامين وعلى بساطتهما رغم أنهما من أكثر الأسئلة شيوعا . فهما من أهم الأسئلة: لماذا ؟؟ وكيف ؟؟
هل نعي حقيقة أهمية هذين السؤالين في حياتنا ؟؟ هل نعي ردة الفعل التي نتصرف بها في مواجهة موقف يتطلب إجابة سريعة أو تصرف سريع ؟؟ هل نعي حقيقة القوة الكامنة فينا ؟؟ هل نعي حقيقة طاقتنا وما أودعه الخالق فينا من قوة ؟؟ هل نعي مقدار ما نستخدمه من قوة في تحقيق ما نصبوا إليه ؟؟ وماهي المعيقات التي تحول دون تحقيقنا لأهدافنا في الحياة إذا علمنا أننا نمتلك كل الإمكانات اللازمة؟؟ لكن ما غرس فينا من تجارب وتجارب الآخرين التي تصل إلينا تتحول أدوات إعاقة لجهودنا ؟ وقد تشكل حافزا لتفوقنا وتغيير نمط تفكيرنا وسلوكنا .؟ هل نعي كيف نتعامل معها وطريقة تخطي التجارب المؤلمة وطريقة تجاوز الألم ؟ هل يرتبط الزواج الناجح مستوى التحصيل العلمي؟ لماذا نجد كثيرا من حملة الشهادات العليا يخفقون في تكوين أسرة سعيدة ونجد أحيانا عكس ذلك عند بسيطي التعليم ؟؟هل نعي كيف نتمكن من تحويل إخفاقاتنا إلى نجاحات ؟؟ ويبقى أهم الأسئلة لماذا نريد أن نفعل ذلك ؟؟؟ إن مجرد الإجابة على هذا السؤال هو الخطوة الأهم لنتعلم كيف نبحث عن الوسائل إضافة لما لدينا من طاقات !!!! ماذا لو سألنا أنفسنا كل صباح لماذا نحن في هذه الحياة ؟؟ فما الذي يترتب على الإجابة من واجبات ؟؟ إذا كانت الحياة قطار لا نملك فيه القرار بالنزول ولا ندري متى تكون محطتنا الأخيرة ؟؟ فكيف سنتصرف ؟؟ دعونا نبدأ بشرح كيميائية الدماغ حينها سنتعلم الشيء الكثير وسنضع الكثير من المحددات والرقابة على مدخلات الدماغ بما يساعدنا على استمرار صحة أدمغتنا وبالتالي عقولنا ومن ثم نرتقي بالنفس إلى مراتب ترضي الخالق وترضى عباده فينعكس هذا علينا بالرضا وسيكون ذلك عبر سلسلة من المقالات اللاحقة : ماذا يجري في أدمغتنا ؟؟:/
يقول المولى عز وجل :*( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)* فصلت 53
من المعلوم أن الدماغ يتكون من 78% من الماء و8% بروتين وحوالي 15% مواد عضوية متنوعة يتكون الجزء الأكبر منها من الدهون . ويتكون من حوالي مئة ألف مليون خلية عصبية ويستهلك حوالي 20% من الأكسجين الذي نتنفسه – وهذا يعني كمية كبيرة جدا بالمقارنة مع حجم الدماغ . وعليه يتدفق إلى الدماغ حوالي 75سنتلتر من الدم في الدقيقة . وإذا علمنا أن هذه الخلايا العصبية تتناقل المعلومات كيميائيا فهذا يعني أن ما نراه وما نحسه وما نفكر فيه يترجم إلى عمليات كيميائية في الدماغ وهذه الإفرازات تتأثر بشكل مباشر وخطير بالحالة النفسية سلبا أو إيجابا وبالضغوط والحرارة وتقلب الطقس والضوء وما نسمعه وما نحسه وما نشمه وما نشاهده . أي كل ما يدخل إلى الدماغ عبر الحواس . الخمس والحالة النفسية ,. فهذا يعني أن حالتنا هي ترجمة للحالة الكيميائية لأدمغتنا . مثلا فداء باركنسون أو التصلب الوحشي(الجانبي) الضمور أو داء لوكيهري يسلب باطراد القدرة على التحكم بالجسم , والتلف الذي يتعرض له الحبل ألشوكي يمكنه وفي طرفة عين أن يؤدي إلى حالة من البؤس كما أن داء الزهايمر يهاجم لب شخصية المرء إذ يستهدف عقله بالتخريب . ولم يحقق الأطباء والباحثون سوى تقدما محدودا في محاربتهم هذه الأمراض ويعود السبب إلى أن الدماغ والنخاع ألشوكي سريعي التأثر بالإصابة والأذى .إن إعطاء أدوية معينة قد يقي العصبونات المهددة كما يمكن بواسطة خفض درجة حرارة الدماغ تفادي موت الخلايا السريعة التلف .فخلايا الدماغ تحتاج لأنواع معينة من البروتينات والإنزيمات التي تحفز تفاعلات كيميائية معينة فالخلايا العصبية تنتج إنزيمات تركب الناقل العصبي وهي مواد تحمل الإشارة الكيميائية عبر الفجوات الصغيرة الواقعة بين عصبون وآخر .فمثلا ينشأ داء باركنسون بعد موت العصبونات (العصيات العصبية ) السود التي تفرز الناقل العصبي " الدوبامين "dopamine للأسباب معقدة تولد هذه العصبونات أيضا الجذور الاكسجينية وهي مجموعة كيميائية ضارة تؤدي إلى تفاعلات تخريبية ضمن الخلية . إن الذين تعرضوا لسموم بيئية يكونون أكثر عرضة لهذه الجذور الاكسجينية أما الحالات الأخرى فتشمل أولئك الذين يمتلكون كميات سوية من هذه المواد الكيميائية ولكن دفاعاتهم المضادة للأكسدة ضعيفة . فنقص فيتامين E كأحد مضادات الأكسدة قد يتسبب بإضعاف دفاعات الدماغ . ومن الملاحظ أن إعطاء ناقل من خارج الجسم مثل أل dopamine مثلا قد يتسبب بأعراض جانبية.
يعاني الدماغ للأسف من سؤ تغذية عند معظم الناس , فهو يستهلك 20% من إجمالي الطاقة فهو المسير للجسم والمتحكم في مختلف التفاعلات التي تطرأ داخله ولكي يعمل بطريقة جيدة يجب أن يتغذى بكيفية سليمة . فهو يحتاج للأكسجين والسكر والأحماض الدهنية والامينية والمعادن وأي نقص في المواد الضرورية كالبروتينات والفيتامينات يسب انخفاض القدرة الدماغية .كما أن حرمانه من الأكسجين لدقائق قليلة تؤدي إلى موته لان الأكسجين ضروري لإنتاج الطاقة ولان كل خلية دماغية تعتمد على نفسها لإنتاج الطاقة الخاصة بها وهنا أشير إلى أهمية صلاة الصبح والسير باتجاه المساجد حيث أن من المعروف أن لأكسجين الثلاثي المشبع يكون في مستوى الأرض قبل شروق الشمس ويرتفع بعد طلوع الشمس .فهذا الوقت المناسب للتزود بكمية كبيرة من الأكسجين. فالرياضة الصباحية مهمة للغاية . وصدق رسول الله المعلم الأول للبشرية في حضه على صلاة الصبح جماعة في المساجد وحالة الانشراح التي يشعر بها المصلي طوال النهار بعدها ..