هل خناجر الملك توت عنخ أمون، من خارج هذا العالم
الخناجر، الفؤوس والمجوهرات المصنوعة من الحديد النادر خلال العصر البرونزي هي حرفيًا من خارج هذا العالم وفقًا لبحث جديد يقترح أن الحرفيين القدماء وضعوا هذه التحف المعدنية مع الحديد القادم مع النيازك من الفضاء، ويؤكد الاكتشاف أن بعض الحرفيين من ذلك العصر عرفوا كيفية صناعة الحديد عن طريق صهره واستخراجه من القشرة الأرضية، ويبدوا أن قسم منهم أيضًا أعادوا تدوير النيازك لصناعة هذه الكنوز، يكتب آلبرت جامبون (Albert Jambon) في الدراسة: “حديد العصر البرونزي من النيازك، ما يبطل التكهنات حول الصهر المبكر”.
يمكن لجهاز التحليل المحمول الكشف عن التركيب الكيميائي للأشياء من خلال المسح غير المؤذي بالأشعة السينية.
اختبر جامبون خناجر الحديد القديمة بما فيها واحدًا من قبر الفرعون توت عنخ آمون في مصر وفؤوس الحديد وقطع من المجوهرات من الشرق الأدنى القديم والصين، وفي العام الماضي حددت دراسة باستخدام التحليل الطيفي بالأشعة السينية (XRF) أن أحد الخناجر يحتوي حوالي 11% من النيكل وبعض آثار الكوبالت.
وبشكل مميز الحديد من خارج كوكب الأرض الذي وجد في العديد من النيازك الحديدية التي هطلت على الأرض لمليارات السنين، ويعتقد أن هذه النيازك تشكلت في النوى المعدنية الثقيلة للكواكب، وهي أجسام صغيرة وحطام شكلت أساس الكواكب وكانت تدور حول الشمس في المراحل المبكرة من عمر النظام الشمسي.
وكنتيجة لذلك، تحتوي هذه النيازك على نسبة عالية من النيكل والكوبالت على عكس الحديد الخام المستخرج من قشرة كوكب الأرض والذي يحوي نسبة أقل من 1%، استخدم جامبون محلل (XRF) محمول لفحص الأجسام الحديدية الأخرى والنيازك الحديدية في المتاحف فضلًا عن الحديد من عمليات تجميع خاصة في أوروبا والشرق الأوسط.
وأظهر بحثه أن كل الحديد في القطع الأثرية التي تم اختبارها جاء من النيازك وليس من عمليات الصهر الأرضية كما أخبر (Live Science) بالبريد الالكتروني، وأشار إلى أن النيازك الحديدية كانت المصدر الوحيد لهذا المعدن حتى اكتشاف صهر الحديد من خام الحديد البري، غالبًا في الأناضول والقوقاز منذ حوالي 3200 عام.
الحديد القديم
فحص جامبون بعض أقدم الأجسام الحديدية التي عثر عليها عبر التاريخ بما في ذلك صفائح الحديد من جرزة في مصر تعود لعام 3200 قبل الميلاد، وفأس من أوغاريت في سواحل سوريا الشمالية تعود لعام 1400 قبل الميلاد، خنجر من ألاجا هويوك (Alaça Höyük) في تركيا مؤرخ عام 2500 قبل الميلاد، وثلاثة أجسام حديدية من قبر توت عنخ آمون (خنجر وسوار ومسند رأس) ترجع إلى عام 1350 قبل الميلاد.
واقترح بعض علماء الآثار أن هذه الأجسام الحديدية القديمة ربما تكون تمت صناعتها “سابقًا” عن طريق صهر الحديد قبل حوالي 2000 عام من انتشار التكنولوجيا في وقت مبكر من العصر الحديدي، ربما بالصدفة أو عن طريق التجربة، لكن جامبون أكد أن بحثه لم يجد أي دليل على أن الحديد المصهور كان معروفًا حتى فجر العصر الحديدي في الشرق الأدنى أي حوالي 1200 قبل الميلاد وأشار إلى أن أقدم فرن معروف لصهر خام الحديد في تل هامه في الأردن يعود إلى عام 930 قبل الميلاد.
وأضاف: “نعرف من النصوص أن قيمة الحديد بلغت عشرة أضعاف قيمة الذهب في العصر البرونزي، ولكن في أوائل العصر الحديدي انخفض سعره بشكل كبير ليصبح أرخص من النحاس ولهذا السبب استبدل الحديد مكان البرونز بسرعة”، كما اظهر تحليله أن خنجر توت عنخ آمون وسواره ومسند رأسه مصنوع من حديد مستخرج من نيزكين مختلفين على الأقل ما يشير إلى أنه تم إجراء بحث عن نيازك حديدية قيّمة في العصور القديمة.
معدن من الفضاء
يأمل جامبون بفحص المزيد من الحديد القديم عبر التحليل الطيفي (XRF)، ولكن الوصول إلى هذه العناصر ليس متاحًا دائمًا خاصة في مناطق النزاع مثل سوريا، وحتى دراسة التحف في المتحف ربما تواجه بعض الصعوبات.
يقول: “لأسباب واضحة، يتردد القائمون على المتاحف في حمل القطع الأثرية إلى مؤسسات أجنبية، ولذلك نحن بحاجة أن نسافر إلى تلك المواقع، وهنا يظهر دور التحليل الطيفي في قلب الموازين”، ويأمل أن يشكل بحثه أساسًا لإيجاد أقدم عينات الحديد المصهور على الأرض.
ويضيف: “سيتم التعرف عليها من خلال تركيبها الكيميائي الذي يختلف كثيرًا عن تركيب الحديد المستخرج من النيازك وينبغي إجراء هذا التحليل على كل الحديد بين عامي 1300 و1000 قبل الميلاد”.
ويكتب في الدراسة التي تم نشرها في كانون الأول في دورية (Archaeological Science): “يفتح هذا الأسلوب إمكانية تتبع متى وأين حدثت عمليات الصهر الأولى التي مثلت بداية حقبة جديدة”.
المصدر
الخناجر، الفؤوس والمجوهرات المصنوعة من الحديد النادر خلال العصر البرونزي هي حرفيًا من خارج هذا العالم وفقًا لبحث جديد يقترح أن الحرفيين القدماء وضعوا هذه التحف المعدنية مع الحديد القادم مع النيازك من الفضاء، ويؤكد الاكتشاف أن بعض الحرفيين من ذلك العصر عرفوا كيفية صناعة الحديد عن طريق صهره واستخراجه من القشرة الأرضية، ويبدوا أن قسم منهم أيضًا أعادوا تدوير النيازك لصناعة هذه الكنوز، يكتب آلبرت جامبون (Albert Jambon) في الدراسة: “حديد العصر البرونزي من النيازك، ما يبطل التكهنات حول الصهر المبكر”.
يمكن لجهاز التحليل المحمول الكشف عن التركيب الكيميائي للأشياء من خلال المسح غير المؤذي بالأشعة السينية.
اختبر جامبون خناجر الحديد القديمة بما فيها واحدًا من قبر الفرعون توت عنخ آمون في مصر وفؤوس الحديد وقطع من المجوهرات من الشرق الأدنى القديم والصين، وفي العام الماضي حددت دراسة باستخدام التحليل الطيفي بالأشعة السينية (XRF) أن أحد الخناجر يحتوي حوالي 11% من النيكل وبعض آثار الكوبالت.
وبشكل مميز الحديد من خارج كوكب الأرض الذي وجد في العديد من النيازك الحديدية التي هطلت على الأرض لمليارات السنين، ويعتقد أن هذه النيازك تشكلت في النوى المعدنية الثقيلة للكواكب، وهي أجسام صغيرة وحطام شكلت أساس الكواكب وكانت تدور حول الشمس في المراحل المبكرة من عمر النظام الشمسي.
وكنتيجة لذلك، تحتوي هذه النيازك على نسبة عالية من النيكل والكوبالت على عكس الحديد الخام المستخرج من قشرة كوكب الأرض والذي يحوي نسبة أقل من 1%، استخدم جامبون محلل (XRF) محمول لفحص الأجسام الحديدية الأخرى والنيازك الحديدية في المتاحف فضلًا عن الحديد من عمليات تجميع خاصة في أوروبا والشرق الأوسط.
وأظهر بحثه أن كل الحديد في القطع الأثرية التي تم اختبارها جاء من النيازك وليس من عمليات الصهر الأرضية كما أخبر (Live Science) بالبريد الالكتروني، وأشار إلى أن النيازك الحديدية كانت المصدر الوحيد لهذا المعدن حتى اكتشاف صهر الحديد من خام الحديد البري، غالبًا في الأناضول والقوقاز منذ حوالي 3200 عام.
الحديد القديم
فحص جامبون بعض أقدم الأجسام الحديدية التي عثر عليها عبر التاريخ بما في ذلك صفائح الحديد من جرزة في مصر تعود لعام 3200 قبل الميلاد، وفأس من أوغاريت في سواحل سوريا الشمالية تعود لعام 1400 قبل الميلاد، خنجر من ألاجا هويوك (Alaça Höyük) في تركيا مؤرخ عام 2500 قبل الميلاد، وثلاثة أجسام حديدية من قبر توت عنخ آمون (خنجر وسوار ومسند رأس) ترجع إلى عام 1350 قبل الميلاد.
واقترح بعض علماء الآثار أن هذه الأجسام الحديدية القديمة ربما تكون تمت صناعتها “سابقًا” عن طريق صهر الحديد قبل حوالي 2000 عام من انتشار التكنولوجيا في وقت مبكر من العصر الحديدي، ربما بالصدفة أو عن طريق التجربة، لكن جامبون أكد أن بحثه لم يجد أي دليل على أن الحديد المصهور كان معروفًا حتى فجر العصر الحديدي في الشرق الأدنى أي حوالي 1200 قبل الميلاد وأشار إلى أن أقدم فرن معروف لصهر خام الحديد في تل هامه في الأردن يعود إلى عام 930 قبل الميلاد.
وأضاف: “نعرف من النصوص أن قيمة الحديد بلغت عشرة أضعاف قيمة الذهب في العصر البرونزي، ولكن في أوائل العصر الحديدي انخفض سعره بشكل كبير ليصبح أرخص من النحاس ولهذا السبب استبدل الحديد مكان البرونز بسرعة”، كما اظهر تحليله أن خنجر توت عنخ آمون وسواره ومسند رأسه مصنوع من حديد مستخرج من نيزكين مختلفين على الأقل ما يشير إلى أنه تم إجراء بحث عن نيازك حديدية قيّمة في العصور القديمة.
معدن من الفضاء
يأمل جامبون بفحص المزيد من الحديد القديم عبر التحليل الطيفي (XRF)، ولكن الوصول إلى هذه العناصر ليس متاحًا دائمًا خاصة في مناطق النزاع مثل سوريا، وحتى دراسة التحف في المتحف ربما تواجه بعض الصعوبات.
يقول: “لأسباب واضحة، يتردد القائمون على المتاحف في حمل القطع الأثرية إلى مؤسسات أجنبية، ولذلك نحن بحاجة أن نسافر إلى تلك المواقع، وهنا يظهر دور التحليل الطيفي في قلب الموازين”، ويأمل أن يشكل بحثه أساسًا لإيجاد أقدم عينات الحديد المصهور على الأرض.
ويضيف: “سيتم التعرف عليها من خلال تركيبها الكيميائي الذي يختلف كثيرًا عن تركيب الحديد المستخرج من النيازك وينبغي إجراء هذا التحليل على كل الحديد بين عامي 1300 و1000 قبل الميلاد”.
ويكتب في الدراسة التي تم نشرها في كانون الأول في دورية (Archaeological Science): “يفتح هذا الأسلوب إمكانية تتبع متى وأين حدثت عمليات الصهر الأولى التي مثلت بداية حقبة جديدة”.
المصدر