قصة سيدنا سليمان عليه السلام
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)
سيدنا سليمان هو ابن سيدنا داود وكلاهما أرسلا لبني إسرائيل، وبعد وفاة سيدنا داود تولى سليمان الحكم وسار على نهج والده فكان حاكمًا عادلاً، وقد علمه الله منطق الطير وسخر الله له مخلوقاته من الإنس والجن، وعلّمه لغة الطير والحيوان ، وكان لسليمان أعظم ملك في التاريخ.
(حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
وفي يوم من الأيام أصابهم قحط واجدبت الأرض فجمع سليمان جنوده من الإنس والجن والطير، وخرج عليه السلام يريد أن يطلب المطر ، فرأى نملة رفعت قوائمها إلى السماء تدعو الله عز وجل أن يسقيهم المطر ، فقال سليمان عليه السلام لأصحابه ارجعوا إلى بيوتكم ، سيستجيب الله لهذه النملة ويسقيكم المطر .
ومرة أخرى عندما كان يعبر الجيش الغابة ومرّ على وادي النمل، رأت النملة جيش سليمان فخافت على نفسها وعلى أخواتها ليحطمنهم جيش سليمان دون قصد، فقالت النملة بصوت خائف: يا أيها النمل اسرعوا للاختباء في منازلكم، فنحن صغار الأجسام وجيش سليمان يتقدم نحونا، وسوف يسحقنا.
فسمع سليمان ما قالت ، وضحك من قولها، ثم شكر الله الذي علمه لغة الطير، وأمر الجيش بالانتظار حتى يدخل النمل مساكنه.
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ)
كان سيدنا سليمان يتفقد كل يوم جيشه، فلاحظ غياب الهدهد فغضب بشدة لأن تغيبه كان دون عذر، وقرر تعذيبه أو قتله، إلا إن جاء بعذر قوي، وبعد فترة جاء الهدهد، وقال لسليمان أنه كان في مملكة سبأ في اليمن، وهناك رأى أهل سبأ وملكتهم ذات عرش عظيم، ووجدهم يسجدون للشمس من دون الله، رغم أن الله قد أعطاهم مُلك عظيم وعرش أعظم وحباهم بالعقل، فقال سليمان أذهب لملكتهم برسالتي، وانظر ماذا ترى؟ ،وهذا ليتأكد من صدق الهدهد .
فعاد الهدهد لمملكة سبأ وألقى على بلقيس ملكة المملكة رسالة سليمان، ففتحت بلقيس الرسالة متعجبة من أين أتت إليها ، وقرأتها وقد جاء فيها أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلو علي وأتوني مسلمين، فاحتارت بلقيس وقررت عرض الرسالة على كبار رجال المملكة الذين نصحوها بالحرب، معتمدين على قوتهم وبأسهم الشديد ، ولكن الله ألهم الملكة لرفض الاقتراح ، وقررت إرسال هدايا لسليمان لتعرف حقيقة ما يريده سليمان منهم.
ولما ذهب الرجال إلى فلسطين حيث -سيدنا سليمان عليه السلام- بهدايا الملكة أصابتهم الدهشة من عظمة مملكة سليمان، ورفض سليمان الهدايا وقال لهم: إنهم إن لم يؤمنوا بالله سيحاربهم بجيش عظيم لا يقدرون عليه .
(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
جمع سليمان الجن والإنس، وقال لهم من يستطيع أن يحضر لي عرش بلقيس؟ فقال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن منتصف النهار ، وقال رجل قوي الإيمان وذو علم أنا أتيك به قبل أن ترف جفنك ، وبالفعل في أقل من لحظة كان عرش بلقيس أمام سليمان ، فشکر سليمان الله على هذه النعم التي أنعمها عليه ، ثم طلب من أعوانه أن يغيروا شكل العرش وأن يضعوه في زجاج من البلور علی ماء البحر.
بعد ذلك جاءت بلقيس لترى مدى عظمة مملكة سليمان، فاستقبلها سليمان وأكرمها وأدخلها قصر البلور، وقال لها أهكذا عرشك؟ فقالت بلقيس متعجبة: كأنه هو. فقال لها سليمان إنه هو، وقد أحضرته من مملكتك، اذهبي إليه، فحسبت بلقيس أن العرش علی الماء فرفعت ثوبها، فقال لها سليمان إنه زجاج ولیس ماء فعلمت بلقيس أن سليمان نبي من الله فآمنت بالله وتابت هي وقومها .
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)
كان سليمان يحب الخيل، وكان يستعرض الخيل وقت العصر وطال عليه الوقت حتى غابت الشمس ونسي أن يصلي لله عز وجل، فندم سليمان ندمًا كبيرًا واستغفر الله، وأمر بذبح كل الخيول وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين تقربًا إلى الله حتى لا تشغله عن عبادته ثانية.
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)
عاش سليمان بعد ذلك في طاعة الله، وأخذ يجاهد في سبيله، حتى أحس بدنو أجله ، ولكنه علم أنه إذا مات الشياطين ستفسد في الأرض مرة أخرى وستطلق من حبسها ، وكانت الشياطين إذا دخل سليمان عليه السلام بيت المقدس تخاف أن تدخل فإذا دخل شيطان ونبي الله يصلي في بيت المقدس احترق مباشرة ، وفي يوم من الأيام كان الجن يعملون لسليمان، وكان سليمان يراقبهم وهو متكئًا على عصاه، فمات وهو على هذه الحال، ولم يعرف الجن وظلوا يعملون .
وقيل إنه قد ظل على هذا الوضع سنة كاملة، حتى اقتربت من عصا سليمان حشرة صغيرة أخذت تأكل في العصا، وفجأة ختل توازن سليمان وسقط على الأرض، وهرع إليه الناس وعلموا أنه مات ، كما علم الجن أنه مات أيضًا وأنه لا أحد يعلم الغيب غير الله عز وجل ، ولو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان .
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)
سيدنا سليمان هو ابن سيدنا داود وكلاهما أرسلا لبني إسرائيل، وبعد وفاة سيدنا داود تولى سليمان الحكم وسار على نهج والده فكان حاكمًا عادلاً، وقد علمه الله منطق الطير وسخر الله له مخلوقاته من الإنس والجن، وعلّمه لغة الطير والحيوان ، وكان لسليمان أعظم ملك في التاريخ.
(حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
وفي يوم من الأيام أصابهم قحط واجدبت الأرض فجمع سليمان جنوده من الإنس والجن والطير، وخرج عليه السلام يريد أن يطلب المطر ، فرأى نملة رفعت قوائمها إلى السماء تدعو الله عز وجل أن يسقيهم المطر ، فقال سليمان عليه السلام لأصحابه ارجعوا إلى بيوتكم ، سيستجيب الله لهذه النملة ويسقيكم المطر .
ومرة أخرى عندما كان يعبر الجيش الغابة ومرّ على وادي النمل، رأت النملة جيش سليمان فخافت على نفسها وعلى أخواتها ليحطمنهم جيش سليمان دون قصد، فقالت النملة بصوت خائف: يا أيها النمل اسرعوا للاختباء في منازلكم، فنحن صغار الأجسام وجيش سليمان يتقدم نحونا، وسوف يسحقنا.
فسمع سليمان ما قالت ، وضحك من قولها، ثم شكر الله الذي علمه لغة الطير، وأمر الجيش بالانتظار حتى يدخل النمل مساكنه.
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ)
كان سيدنا سليمان يتفقد كل يوم جيشه، فلاحظ غياب الهدهد فغضب بشدة لأن تغيبه كان دون عذر، وقرر تعذيبه أو قتله، إلا إن جاء بعذر قوي، وبعد فترة جاء الهدهد، وقال لسليمان أنه كان في مملكة سبأ في اليمن، وهناك رأى أهل سبأ وملكتهم ذات عرش عظيم، ووجدهم يسجدون للشمس من دون الله، رغم أن الله قد أعطاهم مُلك عظيم وعرش أعظم وحباهم بالعقل، فقال سليمان أذهب لملكتهم برسالتي، وانظر ماذا ترى؟ ،وهذا ليتأكد من صدق الهدهد .
فعاد الهدهد لمملكة سبأ وألقى على بلقيس ملكة المملكة رسالة سليمان، ففتحت بلقيس الرسالة متعجبة من أين أتت إليها ، وقرأتها وقد جاء فيها أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلو علي وأتوني مسلمين، فاحتارت بلقيس وقررت عرض الرسالة على كبار رجال المملكة الذين نصحوها بالحرب، معتمدين على قوتهم وبأسهم الشديد ، ولكن الله ألهم الملكة لرفض الاقتراح ، وقررت إرسال هدايا لسليمان لتعرف حقيقة ما يريده سليمان منهم.
ولما ذهب الرجال إلى فلسطين حيث -سيدنا سليمان عليه السلام- بهدايا الملكة أصابتهم الدهشة من عظمة مملكة سليمان، ورفض سليمان الهدايا وقال لهم: إنهم إن لم يؤمنوا بالله سيحاربهم بجيش عظيم لا يقدرون عليه .
(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
جمع سليمان الجن والإنس، وقال لهم من يستطيع أن يحضر لي عرش بلقيس؟ فقال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن منتصف النهار ، وقال رجل قوي الإيمان وذو علم أنا أتيك به قبل أن ترف جفنك ، وبالفعل في أقل من لحظة كان عرش بلقيس أمام سليمان ، فشکر سليمان الله على هذه النعم التي أنعمها عليه ، ثم طلب من أعوانه أن يغيروا شكل العرش وأن يضعوه في زجاج من البلور علی ماء البحر.
بعد ذلك جاءت بلقيس لترى مدى عظمة مملكة سليمان، فاستقبلها سليمان وأكرمها وأدخلها قصر البلور، وقال لها أهكذا عرشك؟ فقالت بلقيس متعجبة: كأنه هو. فقال لها سليمان إنه هو، وقد أحضرته من مملكتك، اذهبي إليه، فحسبت بلقيس أن العرش علی الماء فرفعت ثوبها، فقال لها سليمان إنه زجاج ولیس ماء فعلمت بلقيس أن سليمان نبي من الله فآمنت بالله وتابت هي وقومها .
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)
كان سليمان يحب الخيل، وكان يستعرض الخيل وقت العصر وطال عليه الوقت حتى غابت الشمس ونسي أن يصلي لله عز وجل، فندم سليمان ندمًا كبيرًا واستغفر الله، وأمر بذبح كل الخيول وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين تقربًا إلى الله حتى لا تشغله عن عبادته ثانية.
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)
عاش سليمان بعد ذلك في طاعة الله، وأخذ يجاهد في سبيله، حتى أحس بدنو أجله ، ولكنه علم أنه إذا مات الشياطين ستفسد في الأرض مرة أخرى وستطلق من حبسها ، وكانت الشياطين إذا دخل سليمان عليه السلام بيت المقدس تخاف أن تدخل فإذا دخل شيطان ونبي الله يصلي في بيت المقدس احترق مباشرة ، وفي يوم من الأيام كان الجن يعملون لسليمان، وكان سليمان يراقبهم وهو متكئًا على عصاه، فمات وهو على هذه الحال، ولم يعرف الجن وظلوا يعملون .
وقيل إنه قد ظل على هذا الوضع سنة كاملة، حتى اقتربت من عصا سليمان حشرة صغيرة أخذت تأكل في العصا، وفجأة ختل توازن سليمان وسقط على الأرض، وهرع إليه الناس وعلموا أنه مات ، كما علم الجن أنه مات أيضًا وأنه لا أحد يعلم الغيب غير الله عز وجل ، ولو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان .