معلومات تاريخية عن حرب القرم
في 30 مارس 1856 ، انتهت حرب القرم رسميا بعد توقيع معاهدة باريس بين روسيا والتحالف المنتصر الذي تكون من فرنسا وانجلترا والامبراطورية العثمانية وسردينيا ، وعلى الرغم من ان هذا النزاع قد تم نسيانه اليوم الى حد كبير ، الا ان هذا النزاع الذي دام عامين ونصف قد اودى بحياة ما لا يقل عن 750 الف شخص ، وشهدت ساحة معركة حرب القرم وقتها لاول مرة السكك الحديدية والتلغراف والبواخر ، وتركت هذه الحرب ثقافتين دائمتين ، وتم تخليدها في عام 1854 في قصيدة ألفريد تنيسون ، اليوم سنستعرض معا 7 من المعلومات الهامة عن حرب القرم واحدة من اكثر الحروب تدميرا في القرن التاسع عشر .
1. ساعدت التوترات الدينية على اثارة حرب القرم :
في حين انه كان يوجد الكثير من صراعات الامبراطوريات، اندلعت حرب القرم بسبب نزاع ديني طفيف على ما يبدو ، فلسنوات، كان المسيحيون الارثوذكس والروم الكاثوليك يتشجارون للوصول الى الاماكن المقدسة داخل حدود الامبراطورية العثمانية المسلمة، وظل كل من فرنسا وروسيا يزعمون انهم المدافعين عن هؤلاء المسيحيين العثمانيين فجاءت فرنسا لتدعم الكاثوليك وروسيا لتدعم الارثوذكس .
وعندما تجاهل الاتراك بعض مطالبهم، قام القيصر الروسي نيكولاس الاول بحشد جيشه واحتل الاراضي العثمانية في ما هو الان دولة رومانيا ، كان القيصر يتطلع الى تفكيك الامبراطورية العثمانية ، ولكنه كان صاحب نظام ضعيف فقد تم وصفه ب "الرجل المريض في اوروبا" ، وكل من فرنسا وبريطانيا دعموا الكثير مع الاتراك ومن ثم اعلنت الحرب على روسيا في مارس 1854 .
وسرعان ما تحولت حرب القرم الى صراع امبراطوري من اجل التأثير على الامبراطورية العثمانية المتعثرة، لكنها لم تفقد ابدا طقوسها الدينية، فقد ندد المسيحيون البريطانيون والفرنسيون بشدة الكنيسة الارثوذكسية الروسية في الصحافة، وجاء العديد من الروس والاتراك للنظر الى الصراع على انه حرب مقدسة بين المسيحية الشرقية والاسلام .
2. قوات الحلفاء لم تكن مولعة ببعضها البعض :
على الرغم من توحد الحلفاء ظاهريا ضد روسيا في حرب القرم ، الا ان قوات بريطانيا وفرنسا والامبراطورية العثمانية لم تكن حلفاء طبيعيين ، فقد كان البريطانيون والفرنسيون اعداء قديمين حيث كانوا متشابكين خلال الحروب النابليونية قبل بضعة عقود، وامضوا معظم حرب القرم في التشاجر حول الاستراتيجية والتكتيكات الميدانية ، حتي ان القائد العام البريطاني اللورد راجلان، الذي فقد ذراعه في معركة واترلو، كان معروفا بانه يشير دوما الى الفرنسيين وليس الروس على انهم "العدو" .
3. معظم حرب القرم تم انفاقها في حصار دام 11 شهرا :
بعد غزو شبه جزيرة القرم في خريف عام 1854، حققت قوات الحلفاء انتصارا في معركة ألما ثم حاصرت المحور البحري الروسي الحيوي في سيفاستوبول، وكانوا يعتقدون ان المدينة سوف تقع في غضون اسابيع، ولكن بعد سلسلة من الهجمات الروسية الدموية في معارك بالاكلافا وانكرمان، ذهبت حرب القرم الى طريق مسدود، وحفر وقتها كلا الجانبين خطوط خندق واسعة حول سيفاستوبول .
واضطر الجنود الى المعاناة من خلال شتاء روسي وحشي، وسقط العديد منهم ضحية "جنون الخندق"، او صدمة القصف المدفعي المستمر والتهديد بغارات العدو ، واستغرق الامر 11 شهرا قبل ان يجبر الهجوم الفرنسي الروس على اخلاء سيفاستوبول، وكان سقوط المدينة نهاية رمزية لحرب القرم .
4. كانت حرب القرم هي الاولى التي كان بها مراسلي اخبار ومصوري داخل ساحة المعركة :
بفضل التكنولوجيات الجديدة مثل الباخرة والتلغراف الكهربائي ، كانت حرب القرم اول صراع كبير حيث ارسل الصحفيون المدنيون رسائل من ساحة المعركة، وابرز مراسل لحرب القرم كان ويليام هوارد راسل وهو كان مراسل تايمز اوف لندن الذي فاز بجحافل من القراء وكسب ايضا كراهية العديد من الجنرالات ، قام بوصف الاخطاء العسكرية البريطانية والظروف المروعة لمعسكرات الجيش ومستشفياتها .
وفي الواقع ساعدت تقارير راسل في اقناع الحكومة البريطانية بالسماح للممرضات مثل فلورنس نايتنغيل بالانضمام الى المجهود الحربي، وغطت تغطيته معركة بالاكلافا، وكان في هذه الحرب ايضا مصورين جيدين مثل روجر فنتون وجيمس روبرتسون، الذي انتج مئات من الصور لساحات القتال والجنود في الزي الرسمي .
5. اطلقت حرب القرم افضل روايات ادوار ليو تولستوي الادبية :
جنبا الى جنب مع تحطيم امالهم في النصر في حرب القرم، جاء حصار سيفاستوبول الخاصة بالروس الى ظهور واحد من المؤلفين الاسطوريين ، فقضى ليو تولستوي عدة اشهر في الدفاع عن المدينة كمدفعية، فكان بين المناوشات والقصف، وكتب الكاتب الشاب سلسلة من الروايات التي لا تتزعزع عن الحصار والتي نشرها تحت عنوان "سيفاستوبول سكيتشس" .
وعلى الرغم من ان الرقابة الجزئية من قبل الحكومة، الا ان الارساليات الجريئة اعطت القراء لمحة مباشرة عن اهوال القتال، وساعدت شعبيتها على قفز تولستوي الى النجومية الادبية حتى بعد انتهاء الحرب، وبعد عقد من الزمان .
6. فلورنس نايتينجال ليست الممرضة الشهيرة الوحيدة في حرب القرم :
اشتهر الممرضة البريطانية فلورنس نايتنجيل بالطرق الصحية والادارية الرائدة في المستشفيات اثناء حرب القرم ، ولكنها لم تكن الشخصية الطبية الوحيدة البارزة في الصراع ، فقد تلقى الجنود المتحالفون مساعدات من ماري سيكول، وهى امرأة جامايكية سافرت الى شبه جزيرة القرم وقامت وقتها ببيع الامدادات والمواد الغذائية والادوية ومعالجة الجرحى على الخطوط الامامية .
وعلى الجانب الروسي، عرفت امرأة تدعى داريا ميخائيلوفا بتطييب جروح الجنود باستخدام الامدادات التي قامت بشراؤها بمالها الخاص ، والطبيب نيكولاي بيروغوف ساعد ايضا في اي جراحة ميدانية وقام باستخدام التخدير، وعلى الرغم من جهود كل هؤلاء الناس الا ان الامراض المعدية كانت لا تزال تقتل جنود حرب القرم فقد عانى البريطانيون وحدهم اكثر من 16،000 حالة وفاة من الامراض مقارنة ب 5000 حالة وفاة فقط من المعركة .
7. ساعدت حرب القرم على اقناع روسيا ببيع ألاسكا الى الولايات المتحدة :
شاركت عدة عوامل في قرار روسيا بتفريغ اراضيها في امريكا الشمالية تحديدا في ألاسكا، واكثرها ألحاحا نشأت بعد هزيمتها في حرب القرم، فقد وجدت الحكومة السزارية نفسها في حاجة ماسة الى الذهب لتعويض ديونها الحربية الساحقة، وكانت هناك مخاوف من ان ألاسكا قد تضيع الى امثال بريطانيا العظمى في حرب مستقبلية .
وظهرت الولايات المتحدة، التي كانت لها علاقة ودية مع روسيا خلال حرب القرم، مما جعلها في نهاية المطاف مشتري واضح للاراضي ، وفي عام 1867، بعد التأخير الناجم عن الحرب الاهلية، وقع وزير الخارجية ويليام سيوارد صفقة لشراء ألاسكا بسعر 7.2 مليون دولار، وقد اثبتت الصفقة انها استثمار رائع، لكنها لم تحظ بشعبية في اوساط السياسيين الامريكيين .
في 30 مارس 1856 ، انتهت حرب القرم رسميا بعد توقيع معاهدة باريس بين روسيا والتحالف المنتصر الذي تكون من فرنسا وانجلترا والامبراطورية العثمانية وسردينيا ، وعلى الرغم من ان هذا النزاع قد تم نسيانه اليوم الى حد كبير ، الا ان هذا النزاع الذي دام عامين ونصف قد اودى بحياة ما لا يقل عن 750 الف شخص ، وشهدت ساحة معركة حرب القرم وقتها لاول مرة السكك الحديدية والتلغراف والبواخر ، وتركت هذه الحرب ثقافتين دائمتين ، وتم تخليدها في عام 1854 في قصيدة ألفريد تنيسون ، اليوم سنستعرض معا 7 من المعلومات الهامة عن حرب القرم واحدة من اكثر الحروب تدميرا في القرن التاسع عشر .
1. ساعدت التوترات الدينية على اثارة حرب القرم :
في حين انه كان يوجد الكثير من صراعات الامبراطوريات، اندلعت حرب القرم بسبب نزاع ديني طفيف على ما يبدو ، فلسنوات، كان المسيحيون الارثوذكس والروم الكاثوليك يتشجارون للوصول الى الاماكن المقدسة داخل حدود الامبراطورية العثمانية المسلمة، وظل كل من فرنسا وروسيا يزعمون انهم المدافعين عن هؤلاء المسيحيين العثمانيين فجاءت فرنسا لتدعم الكاثوليك وروسيا لتدعم الارثوذكس .
وعندما تجاهل الاتراك بعض مطالبهم، قام القيصر الروسي نيكولاس الاول بحشد جيشه واحتل الاراضي العثمانية في ما هو الان دولة رومانيا ، كان القيصر يتطلع الى تفكيك الامبراطورية العثمانية ، ولكنه كان صاحب نظام ضعيف فقد تم وصفه ب "الرجل المريض في اوروبا" ، وكل من فرنسا وبريطانيا دعموا الكثير مع الاتراك ومن ثم اعلنت الحرب على روسيا في مارس 1854 .
وسرعان ما تحولت حرب القرم الى صراع امبراطوري من اجل التأثير على الامبراطورية العثمانية المتعثرة، لكنها لم تفقد ابدا طقوسها الدينية، فقد ندد المسيحيون البريطانيون والفرنسيون بشدة الكنيسة الارثوذكسية الروسية في الصحافة، وجاء العديد من الروس والاتراك للنظر الى الصراع على انه حرب مقدسة بين المسيحية الشرقية والاسلام .
2. قوات الحلفاء لم تكن مولعة ببعضها البعض :
على الرغم من توحد الحلفاء ظاهريا ضد روسيا في حرب القرم ، الا ان قوات بريطانيا وفرنسا والامبراطورية العثمانية لم تكن حلفاء طبيعيين ، فقد كان البريطانيون والفرنسيون اعداء قديمين حيث كانوا متشابكين خلال الحروب النابليونية قبل بضعة عقود، وامضوا معظم حرب القرم في التشاجر حول الاستراتيجية والتكتيكات الميدانية ، حتي ان القائد العام البريطاني اللورد راجلان، الذي فقد ذراعه في معركة واترلو، كان معروفا بانه يشير دوما الى الفرنسيين وليس الروس على انهم "العدو" .
3. معظم حرب القرم تم انفاقها في حصار دام 11 شهرا :
بعد غزو شبه جزيرة القرم في خريف عام 1854، حققت قوات الحلفاء انتصارا في معركة ألما ثم حاصرت المحور البحري الروسي الحيوي في سيفاستوبول، وكانوا يعتقدون ان المدينة سوف تقع في غضون اسابيع، ولكن بعد سلسلة من الهجمات الروسية الدموية في معارك بالاكلافا وانكرمان، ذهبت حرب القرم الى طريق مسدود، وحفر وقتها كلا الجانبين خطوط خندق واسعة حول سيفاستوبول .
واضطر الجنود الى المعاناة من خلال شتاء روسي وحشي، وسقط العديد منهم ضحية "جنون الخندق"، او صدمة القصف المدفعي المستمر والتهديد بغارات العدو ، واستغرق الامر 11 شهرا قبل ان يجبر الهجوم الفرنسي الروس على اخلاء سيفاستوبول، وكان سقوط المدينة نهاية رمزية لحرب القرم .
4. كانت حرب القرم هي الاولى التي كان بها مراسلي اخبار ومصوري داخل ساحة المعركة :
بفضل التكنولوجيات الجديدة مثل الباخرة والتلغراف الكهربائي ، كانت حرب القرم اول صراع كبير حيث ارسل الصحفيون المدنيون رسائل من ساحة المعركة، وابرز مراسل لحرب القرم كان ويليام هوارد راسل وهو كان مراسل تايمز اوف لندن الذي فاز بجحافل من القراء وكسب ايضا كراهية العديد من الجنرالات ، قام بوصف الاخطاء العسكرية البريطانية والظروف المروعة لمعسكرات الجيش ومستشفياتها .
وفي الواقع ساعدت تقارير راسل في اقناع الحكومة البريطانية بالسماح للممرضات مثل فلورنس نايتنغيل بالانضمام الى المجهود الحربي، وغطت تغطيته معركة بالاكلافا، وكان في هذه الحرب ايضا مصورين جيدين مثل روجر فنتون وجيمس روبرتسون، الذي انتج مئات من الصور لساحات القتال والجنود في الزي الرسمي .
5. اطلقت حرب القرم افضل روايات ادوار ليو تولستوي الادبية :
جنبا الى جنب مع تحطيم امالهم في النصر في حرب القرم، جاء حصار سيفاستوبول الخاصة بالروس الى ظهور واحد من المؤلفين الاسطوريين ، فقضى ليو تولستوي عدة اشهر في الدفاع عن المدينة كمدفعية، فكان بين المناوشات والقصف، وكتب الكاتب الشاب سلسلة من الروايات التي لا تتزعزع عن الحصار والتي نشرها تحت عنوان "سيفاستوبول سكيتشس" .
وعلى الرغم من ان الرقابة الجزئية من قبل الحكومة، الا ان الارساليات الجريئة اعطت القراء لمحة مباشرة عن اهوال القتال، وساعدت شعبيتها على قفز تولستوي الى النجومية الادبية حتى بعد انتهاء الحرب، وبعد عقد من الزمان .
6. فلورنس نايتينجال ليست الممرضة الشهيرة الوحيدة في حرب القرم :
اشتهر الممرضة البريطانية فلورنس نايتنجيل بالطرق الصحية والادارية الرائدة في المستشفيات اثناء حرب القرم ، ولكنها لم تكن الشخصية الطبية الوحيدة البارزة في الصراع ، فقد تلقى الجنود المتحالفون مساعدات من ماري سيكول، وهى امرأة جامايكية سافرت الى شبه جزيرة القرم وقامت وقتها ببيع الامدادات والمواد الغذائية والادوية ومعالجة الجرحى على الخطوط الامامية .
وعلى الجانب الروسي، عرفت امرأة تدعى داريا ميخائيلوفا بتطييب جروح الجنود باستخدام الامدادات التي قامت بشراؤها بمالها الخاص ، والطبيب نيكولاي بيروغوف ساعد ايضا في اي جراحة ميدانية وقام باستخدام التخدير، وعلى الرغم من جهود كل هؤلاء الناس الا ان الامراض المعدية كانت لا تزال تقتل جنود حرب القرم فقد عانى البريطانيون وحدهم اكثر من 16،000 حالة وفاة من الامراض مقارنة ب 5000 حالة وفاة فقط من المعركة .
7. ساعدت حرب القرم على اقناع روسيا ببيع ألاسكا الى الولايات المتحدة :
شاركت عدة عوامل في قرار روسيا بتفريغ اراضيها في امريكا الشمالية تحديدا في ألاسكا، واكثرها ألحاحا نشأت بعد هزيمتها في حرب القرم، فقد وجدت الحكومة السزارية نفسها في حاجة ماسة الى الذهب لتعويض ديونها الحربية الساحقة، وكانت هناك مخاوف من ان ألاسكا قد تضيع الى امثال بريطانيا العظمى في حرب مستقبلية .
وظهرت الولايات المتحدة، التي كانت لها علاقة ودية مع روسيا خلال حرب القرم، مما جعلها في نهاية المطاف مشتري واضح للاراضي ، وفي عام 1867، بعد التأخير الناجم عن الحرب الاهلية، وقع وزير الخارجية ويليام سيوارد صفقة لشراء ألاسكا بسعر 7.2 مليون دولار، وقد اثبتت الصفقة انها استثمار رائع، لكنها لم تحظ بشعبية في اوساط السياسيين الامريكيين .