ما هى اسباب ونتائج الثورة الفرنسية ؟
الثورة الفرنسية من اهم الثورات التي حدثت في التاريخ الأوروبي الحديث، حيث بدأت الثورة الفرنسية في 1789 وانتهت في أواخر 1790 مع صعود نابليون بونابرت الى السلطة ، وخلال هذه الفترة ، قام المواطنون الفرنسيون بتدمير وإعادة تصميم المشهد السياسي لبلدهم واقتلاع المؤسسات التي تعود إلى قرون من الزمن مثل الملكية المطلقة والنظام الإقطاعي ، مثلما حدث فى الثورة الأمريكية التى سبقتها ، تأثرت الثورة الفرنسية بالتنوير وبمفاهيم السيادة الشعبية والحقوق غير القابلة للتصرف ، وعلى الرغم من أنها فشلت في تحقيق جميع أهدافها وتحولت في بعض الأحيان إلى حمام دم وفوضى ، لكن لعبت الحركة دورا حاسما في تشكيل الأمم الحديثة من خلال إظهار القوة الكامنة في إرادة الشعب .
مقدمة لـ الثورة الفرنسية : الملكية في أزمة
مع اقتراب نهاية القرن الثامن عشر ، كانت مشاركة فرنسا المكلفة في الثورة الأمريكية والإنفاق الباهظ للملك لويس السادس عشر (1754-1793) جعل البلاد على شفا الإفلاس ، ولم تنفد الخزانات المالكة فحسب ، بل لمدة عقدين كانت محاصيل الحبوب قليلة وحدث الجفاف ومرضت الماشية وارتفعت أسعار الخبز وادى ذلك الى حدوث اضطرابات بين الفلاحين والفقراء في المناطق الحضرية ، وأعرب كثيرون عن اليأس والاستياء تجاه نظام فرض ضرائب ثقيلة ، لكنه فشل في حل مشاكل مثل أعمال الشغب والنهب والضرب .
في خريف عام 1786 ، اقترح المراقب العام للويس السادس عشر ، تشارلز ألكسندر دي كالون (1734-1802) مجموعة إصلاحات مالية شملت ضريبة عالمية على الأرض التى لم تعد معفاة من الطبقات المميزة ، ومن أجل حشد التأييد لهذه التدابير وحجب الثورة الأرستقراطية المتزايدة ، استدعى الملك العام (وهى جمعية تمثل رجال الدين والنبلاء والطبقة الوسطى في فرنسا) لأول مرة منذ عام 1614 ، وكان من المقرر عقد الاجتماع فى 5 مايو 1789 ، وفي هذه الأثناء ، يقوم مندوبوا المدن الثلاث من كل منطقة بتجميع قوائم المظالم لتقديمها للملك .
الثورة الفرنسية في فرساي : صعود المنطقة الثالثة
قد تغير عدد سكان فرنسا تغيرا كبيرا منذ عام 1614 ، وكان يمثل الأعضاء غير الأرستقراطيين في المنطقة الثالثة 98 % من الشعب ، ولكن مازال بإمكانهم التصويت من قبل الهيئتين الأخريين ، وفي الفترة التي سبقت الاجتماع الذي عقد في 5 أيار / مايو ، بدأت المنطقة الثالثة في حشد الدعم من أجل التمثيل المتساوي وإلغاء حق النقض النبيل ، في حين أن الجميع كانوا يرغبون فى الإصلاح المالي والقضائي ، فضلا عن شكل حكم أكثر تمثيلا ، وكان النبلاء على وجه الخصوص يتوقون إلى التخلي عن الامتيازات التي يتمتعون بها في ظل النظام التقليدي .
وبحلول الوقت الذي اجتمع فيه الفريقان في فرساي ، كانت المناقشة العامة حول عملية التصويت ، مما أدى إلى إغفال الغرض الأصلي للاجتماع ، وفي 17 يونيو / حزيران ، مع توقف المحادثات حول الإجراءات ، اجتمعت المنطقة الثالثة وحدها واعتمدت رسميا عنوان الجمعية الوطنية ، وبعد ثلاثة أيام ، التقيا في ملعب تنس داخلي قريب ، وتعهدوا بعدم التراجع حتى يتحقق الإصلاح الدستوري ، وفي غضون أسبوع ، انضم معظم النواب الكتابية و 47 من النبلاء الليبرالين لهم .
الثورة الفرنسية تضرب الشوارع : الباستيل والخوف الكبير
وفي 12 يونيو / حزيران ، واصلت الجمعية الوطنية (المعروفة باسم الجمعية الوطنية التأسيسية خلال عملها على الدستور) الاجتماع في فرساي ، والخوف والعنف بدأ فى العاصمة ، وعلى الرغم من الحماس حول انهيار السلطة الملكية ، لكن شعر الباريسيين بالذعر عندما بدأت شائعات عن انقلاب عسكري وشيك الحدوث ، وقد بلغ التمرد الشعبي ذروته في 14 يوليو / تموز عندما وصل الشغب الى حصن الباستيل في محاولة لتأمين البارود والأسلحة ، كثيرون يعتبرون هذا الحدث ، الذي يحتفل به الآن في فرنسا باعتباره عطلة وطنية، بداية الثورة الفرنسية .
وقد اجتاحت موجة من الحماس الثوري والهستيريا بشكل كبير الريف ، وقد سرق الفلاحون بسبب سنوات الاستغلال وحرقوا بيوت جامعي الضرائب وملاك العقارات والنخبة المشبوهة ، وكان يعرف ذلك باسم الخوف الكبير ("غراند بيور") ، وسرعان ما انتقل التمرد الزراعي إلى النبلاء فى البلاد ، وألهم الجمعية التأسيسية الوطنية بإلغاء الإقطاع في 4 أغسطس 1789، وتوقيع ما وصفه المؤرخ جورج ليفبفر فيما بعد ب "شهادة وفاة النظام القديم " .
الثقافة السياسية لـ الثورة الفرنسية : صياغة دستور
في 4 أغسطس ، اعتمدت الجمعية إعلان حقوق الإنسان والمواطن ، بيان المبادئ الديمقراطية كان يقوم على الأفكار الفلسفية والسياسية لمفكرين التنوير مثل جان جاك روسو (1712-1778) ، وأعلنت الوثيقة التزام الجمعية باستبدال النظام القديم بنظام قائم على تكافؤ الفرص وحرية التعبير والسيادة الشعبية والحكومة التمثيلية .
وكان لصياغة دستور رسمي بعد الثورة الفرنسية تحديا للجمعية الوطنية التأسيسية ، التي كان عليها عبء إضافي للعمل كهيئة تشريعية خلال الأوقات الاقتصادية القاسية ، ولأشهر تلقي أعضائها أسئلة أساسية حول شكل المشهد السياسي الجديد في فرنسا واتساعه ، على سبيل المثال ، من سيكون مسئولا عن انتخاب المندوبين ؟ هل يدين رجال الدين بالولاء للكنيسة الكاثوليكية الرومانية أم للحكومة الفرنسية ؟ ولعل الأهم من ذلك ، كم ستكون سلطة الملك بعد الثورة الفرنسية خاصة وان صورته العامة ضعفت بعد فشل محاولته فى الفرار في يونيو 1791 .
وتم اعتماد الدستور الفرنسى الأول فى فرنسا فى 3 سبتمبر 1791 وقد أرسى نظاما دستوريا ملكيا يتمتع فيه الملك بحق الفيتو الملكى والقدرة على تعيين الوزراء ، هذا الحل الوسط لم يكون جيدا للمتطرفين المؤثرين مثل ماكسيميليان دي روبيسبير (1758-1794) وكميل ديسمولينز (1760-1794) وجورج دانتون (1759-1794)، الذين بدأوا في الحصول على دعم شعبي من اجل محاكمة لويس السادس عشر .
الثورة الفرنسية تتحول للراديكالية : الإرهاب والثورة
وفي نيسان / أبريل 1792 ، أعلنت الجمعية التشريعية المنتخبة حديثا الحرب على النمسا وبروسيا ، حيث كانت تعتقد أن الفرنسيين يبنون تحالفات معادية للثورة ، كما أنها تأمل في نشر الثورية في أوروبا من خلال الحرب ، على الجبهة الداخلية ، وفي الوقت نفسه ، اتخذت الأزمة السياسية منعطفا جذريا عندما هاجم مجموعة من المتمردين يقودهم متطرفون الملكية في باريس واعتقلوا الملك في 10 أغسطس 1792 .
وفي الشهر التالي ، وسط موجة من العنف ذبح المتمردين الباريسيين مئات من المتهمين بانهم من الثورة المضادة ، تم استبدال الجمعية التشريعية بالمؤتمر الوطني ، الذي أعلن إلغاء النظام الملكي وإقامة الجمهورية الفرنسية ، في 21 يناير 1793، تم ارسال الملك لويس السادس عشر ، الذي حكم عليه بالإعدام بسبب الخيانة العظمى وبسبب جرائم ضد الدولة ، إلى المقصلة ، وتعرضت زوجته ماري أنطوانيت (1755-1793) لنفس المصير بعد تسعة أشهر .
بعد إعدام الملك ، اندلعت الحرب بين مختلف القوى الأوروبية وحدثت انقسامات شديدة داخل المؤتمر الوطني لـ الثورة الفرنسية في أكثر مراحلها عنفا واضطرابا ، في حزيران / يونيو 1793، تمت السيطرة على المؤتمر الوطني ووضعت سلسلة من التدابير الجذرية ، كان من بينها إنشاء تقويم جديد والقضاء على المسيحية ، كما أطلقوا حرب الإرهاب الدموية ("لا تيريور")، وهي فترة مدتها 10 أشهر تم فيها تقصي الأعداء المشتبه فيهم لـ الثورة الفرنسية من قبل الآلاف ، تم تنفيذ العديد من عمليات القتل بأوامر من روبسبيري ، الذي سيطر على لجنة السلامة العامة الشرسة حتى تم تنفيذ حكمه الخاص في 28 يوليو 1794، وفاته كانت بداية رد الفعل ، وهي المرحلة المعتدلة التي ثار فيها الشعب الفرنسي ضد حالت الفراط في حكم الارهاب .
الثورة الفرنسية تنتهي : صعود نابليون
في 22 أغسطس 1795، وافق المؤتمر الوطني، الذي يتألف إلى حد كبير من جيروندينز الذين نجوا من حكم الإرهاب، على دستور جديد أنشأ أول مجلس تشريعي في فرنسا، السلطة التنفيذية كانت تقع في يد دليل مكون من خمسة أعضاء ("ديركتوار") يعينه البرلمان، احتج الملكيون وجاكوبينز على النظام الجديد ، لكنهم سرعان ما سقطوا على يد الجيش الذي كان يقوده فى ذلك الوقت جنرال شاب ناجح يدعى نابليون بونابرت (1769-1821) .
وقد مرت فرنسا بأربع سنوات بها أزمات مالية ، واستياء شعبي ، وعدم كفاءة، وفوق كل شيء الفساد السياسي ، وبحلول أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر ، اعتمد المديرون بشكل كامل تقريبا على الجيش للحفاظ على سلطتهم وتنازلوا عن قدر كبير من سلطتهم للجنرالات في الميدان، في 9 نوفمبر 1799 قام بونابرت بانقلاب، وقام بالغاء الدليل وعين نفسه "القنصل الأول" لفرنسا ، وكان الحدث بمناسبة نهاية الثورة الفرنسية وبداية العصر النابليوني، الذي سيطرت فيه فرنسا على جزء كبير من أوروبا القارية .
الثورة الفرنسية من اهم الثورات التي حدثت في التاريخ الأوروبي الحديث، حيث بدأت الثورة الفرنسية في 1789 وانتهت في أواخر 1790 مع صعود نابليون بونابرت الى السلطة ، وخلال هذه الفترة ، قام المواطنون الفرنسيون بتدمير وإعادة تصميم المشهد السياسي لبلدهم واقتلاع المؤسسات التي تعود إلى قرون من الزمن مثل الملكية المطلقة والنظام الإقطاعي ، مثلما حدث فى الثورة الأمريكية التى سبقتها ، تأثرت الثورة الفرنسية بالتنوير وبمفاهيم السيادة الشعبية والحقوق غير القابلة للتصرف ، وعلى الرغم من أنها فشلت في تحقيق جميع أهدافها وتحولت في بعض الأحيان إلى حمام دم وفوضى ، لكن لعبت الحركة دورا حاسما في تشكيل الأمم الحديثة من خلال إظهار القوة الكامنة في إرادة الشعب .
مقدمة لـ الثورة الفرنسية : الملكية في أزمة
مع اقتراب نهاية القرن الثامن عشر ، كانت مشاركة فرنسا المكلفة في الثورة الأمريكية والإنفاق الباهظ للملك لويس السادس عشر (1754-1793) جعل البلاد على شفا الإفلاس ، ولم تنفد الخزانات المالكة فحسب ، بل لمدة عقدين كانت محاصيل الحبوب قليلة وحدث الجفاف ومرضت الماشية وارتفعت أسعار الخبز وادى ذلك الى حدوث اضطرابات بين الفلاحين والفقراء في المناطق الحضرية ، وأعرب كثيرون عن اليأس والاستياء تجاه نظام فرض ضرائب ثقيلة ، لكنه فشل في حل مشاكل مثل أعمال الشغب والنهب والضرب .
في خريف عام 1786 ، اقترح المراقب العام للويس السادس عشر ، تشارلز ألكسندر دي كالون (1734-1802) مجموعة إصلاحات مالية شملت ضريبة عالمية على الأرض التى لم تعد معفاة من الطبقات المميزة ، ومن أجل حشد التأييد لهذه التدابير وحجب الثورة الأرستقراطية المتزايدة ، استدعى الملك العام (وهى جمعية تمثل رجال الدين والنبلاء والطبقة الوسطى في فرنسا) لأول مرة منذ عام 1614 ، وكان من المقرر عقد الاجتماع فى 5 مايو 1789 ، وفي هذه الأثناء ، يقوم مندوبوا المدن الثلاث من كل منطقة بتجميع قوائم المظالم لتقديمها للملك .
الثورة الفرنسية في فرساي : صعود المنطقة الثالثة
قد تغير عدد سكان فرنسا تغيرا كبيرا منذ عام 1614 ، وكان يمثل الأعضاء غير الأرستقراطيين في المنطقة الثالثة 98 % من الشعب ، ولكن مازال بإمكانهم التصويت من قبل الهيئتين الأخريين ، وفي الفترة التي سبقت الاجتماع الذي عقد في 5 أيار / مايو ، بدأت المنطقة الثالثة في حشد الدعم من أجل التمثيل المتساوي وإلغاء حق النقض النبيل ، في حين أن الجميع كانوا يرغبون فى الإصلاح المالي والقضائي ، فضلا عن شكل حكم أكثر تمثيلا ، وكان النبلاء على وجه الخصوص يتوقون إلى التخلي عن الامتيازات التي يتمتعون بها في ظل النظام التقليدي .
وبحلول الوقت الذي اجتمع فيه الفريقان في فرساي ، كانت المناقشة العامة حول عملية التصويت ، مما أدى إلى إغفال الغرض الأصلي للاجتماع ، وفي 17 يونيو / حزيران ، مع توقف المحادثات حول الإجراءات ، اجتمعت المنطقة الثالثة وحدها واعتمدت رسميا عنوان الجمعية الوطنية ، وبعد ثلاثة أيام ، التقيا في ملعب تنس داخلي قريب ، وتعهدوا بعدم التراجع حتى يتحقق الإصلاح الدستوري ، وفي غضون أسبوع ، انضم معظم النواب الكتابية و 47 من النبلاء الليبرالين لهم .
الثورة الفرنسية تضرب الشوارع : الباستيل والخوف الكبير
وفي 12 يونيو / حزيران ، واصلت الجمعية الوطنية (المعروفة باسم الجمعية الوطنية التأسيسية خلال عملها على الدستور) الاجتماع في فرساي ، والخوف والعنف بدأ فى العاصمة ، وعلى الرغم من الحماس حول انهيار السلطة الملكية ، لكن شعر الباريسيين بالذعر عندما بدأت شائعات عن انقلاب عسكري وشيك الحدوث ، وقد بلغ التمرد الشعبي ذروته في 14 يوليو / تموز عندما وصل الشغب الى حصن الباستيل في محاولة لتأمين البارود والأسلحة ، كثيرون يعتبرون هذا الحدث ، الذي يحتفل به الآن في فرنسا باعتباره عطلة وطنية، بداية الثورة الفرنسية .
وقد اجتاحت موجة من الحماس الثوري والهستيريا بشكل كبير الريف ، وقد سرق الفلاحون بسبب سنوات الاستغلال وحرقوا بيوت جامعي الضرائب وملاك العقارات والنخبة المشبوهة ، وكان يعرف ذلك باسم الخوف الكبير ("غراند بيور") ، وسرعان ما انتقل التمرد الزراعي إلى النبلاء فى البلاد ، وألهم الجمعية التأسيسية الوطنية بإلغاء الإقطاع في 4 أغسطس 1789، وتوقيع ما وصفه المؤرخ جورج ليفبفر فيما بعد ب "شهادة وفاة النظام القديم " .
الثقافة السياسية لـ الثورة الفرنسية : صياغة دستور
في 4 أغسطس ، اعتمدت الجمعية إعلان حقوق الإنسان والمواطن ، بيان المبادئ الديمقراطية كان يقوم على الأفكار الفلسفية والسياسية لمفكرين التنوير مثل جان جاك روسو (1712-1778) ، وأعلنت الوثيقة التزام الجمعية باستبدال النظام القديم بنظام قائم على تكافؤ الفرص وحرية التعبير والسيادة الشعبية والحكومة التمثيلية .
وكان لصياغة دستور رسمي بعد الثورة الفرنسية تحديا للجمعية الوطنية التأسيسية ، التي كان عليها عبء إضافي للعمل كهيئة تشريعية خلال الأوقات الاقتصادية القاسية ، ولأشهر تلقي أعضائها أسئلة أساسية حول شكل المشهد السياسي الجديد في فرنسا واتساعه ، على سبيل المثال ، من سيكون مسئولا عن انتخاب المندوبين ؟ هل يدين رجال الدين بالولاء للكنيسة الكاثوليكية الرومانية أم للحكومة الفرنسية ؟ ولعل الأهم من ذلك ، كم ستكون سلطة الملك بعد الثورة الفرنسية خاصة وان صورته العامة ضعفت بعد فشل محاولته فى الفرار في يونيو 1791 .
وتم اعتماد الدستور الفرنسى الأول فى فرنسا فى 3 سبتمبر 1791 وقد أرسى نظاما دستوريا ملكيا يتمتع فيه الملك بحق الفيتو الملكى والقدرة على تعيين الوزراء ، هذا الحل الوسط لم يكون جيدا للمتطرفين المؤثرين مثل ماكسيميليان دي روبيسبير (1758-1794) وكميل ديسمولينز (1760-1794) وجورج دانتون (1759-1794)، الذين بدأوا في الحصول على دعم شعبي من اجل محاكمة لويس السادس عشر .
الثورة الفرنسية تتحول للراديكالية : الإرهاب والثورة
وفي نيسان / أبريل 1792 ، أعلنت الجمعية التشريعية المنتخبة حديثا الحرب على النمسا وبروسيا ، حيث كانت تعتقد أن الفرنسيين يبنون تحالفات معادية للثورة ، كما أنها تأمل في نشر الثورية في أوروبا من خلال الحرب ، على الجبهة الداخلية ، وفي الوقت نفسه ، اتخذت الأزمة السياسية منعطفا جذريا عندما هاجم مجموعة من المتمردين يقودهم متطرفون الملكية في باريس واعتقلوا الملك في 10 أغسطس 1792 .
وفي الشهر التالي ، وسط موجة من العنف ذبح المتمردين الباريسيين مئات من المتهمين بانهم من الثورة المضادة ، تم استبدال الجمعية التشريعية بالمؤتمر الوطني ، الذي أعلن إلغاء النظام الملكي وإقامة الجمهورية الفرنسية ، في 21 يناير 1793، تم ارسال الملك لويس السادس عشر ، الذي حكم عليه بالإعدام بسبب الخيانة العظمى وبسبب جرائم ضد الدولة ، إلى المقصلة ، وتعرضت زوجته ماري أنطوانيت (1755-1793) لنفس المصير بعد تسعة أشهر .
بعد إعدام الملك ، اندلعت الحرب بين مختلف القوى الأوروبية وحدثت انقسامات شديدة داخل المؤتمر الوطني لـ الثورة الفرنسية في أكثر مراحلها عنفا واضطرابا ، في حزيران / يونيو 1793، تمت السيطرة على المؤتمر الوطني ووضعت سلسلة من التدابير الجذرية ، كان من بينها إنشاء تقويم جديد والقضاء على المسيحية ، كما أطلقوا حرب الإرهاب الدموية ("لا تيريور")، وهي فترة مدتها 10 أشهر تم فيها تقصي الأعداء المشتبه فيهم لـ الثورة الفرنسية من قبل الآلاف ، تم تنفيذ العديد من عمليات القتل بأوامر من روبسبيري ، الذي سيطر على لجنة السلامة العامة الشرسة حتى تم تنفيذ حكمه الخاص في 28 يوليو 1794، وفاته كانت بداية رد الفعل ، وهي المرحلة المعتدلة التي ثار فيها الشعب الفرنسي ضد حالت الفراط في حكم الارهاب .
الثورة الفرنسية تنتهي : صعود نابليون
في 22 أغسطس 1795، وافق المؤتمر الوطني، الذي يتألف إلى حد كبير من جيروندينز الذين نجوا من حكم الإرهاب، على دستور جديد أنشأ أول مجلس تشريعي في فرنسا، السلطة التنفيذية كانت تقع في يد دليل مكون من خمسة أعضاء ("ديركتوار") يعينه البرلمان، احتج الملكيون وجاكوبينز على النظام الجديد ، لكنهم سرعان ما سقطوا على يد الجيش الذي كان يقوده فى ذلك الوقت جنرال شاب ناجح يدعى نابليون بونابرت (1769-1821) .
وقد مرت فرنسا بأربع سنوات بها أزمات مالية ، واستياء شعبي ، وعدم كفاءة، وفوق كل شيء الفساد السياسي ، وبحلول أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر ، اعتمد المديرون بشكل كامل تقريبا على الجيش للحفاظ على سلطتهم وتنازلوا عن قدر كبير من سلطتهم للجنرالات في الميدان، في 9 نوفمبر 1799 قام بونابرت بانقلاب، وقام بالغاء الدليل وعين نفسه "القنصل الأول" لفرنسا ، وكان الحدث بمناسبة نهاية الثورة الفرنسية وبداية العصر النابليوني، الذي سيطرت فيه فرنسا على جزء كبير من أوروبا القارية .