داء المقوسات Toxoplasmosis

داء المقوسات Toxoplasmosis 10764410

تعريف

داء المقوسات هو داء طفيلي، ينتقل من الحيوانات (مرض حيواني المنشأ)، لا سيما الهررة، ويصاب الهر بالمقوسة الغندية (Toxoplasma gondii)، وهي نوع من الطفيليات يمكن أن ينتقل إلى البشر.


في أغلب الحالات، لا يكون داء المقوسات مسيئاً ولا يسبب سوى عدوى سخيفة وعابرة، وإنما يمكن أن يشكّل خطراً وتهديداً كبيراً للأشخاص ذوي جهاز المناعة الضعيف، والأجنة أثناء الحمل.


الأعراض


في معظم الوقت، الشخص المؤهل مناعياً لا يظهر أي عارض، وإنما في بعض الحالات، يمكن أن تظهر العدوى بشكل تناذر كثرة الوحيدات فيسبب هذا المرض:

تضخّم العقد.
حمى.
تعب.
تختفي هذه الأعراض عادة خلال بضعة أسابيع بدون علاج.

في حالة الأشخاص ذوي المناعة المكبوتة، ولا سيما الأشخاص المصابين بالسيدا، يمكن أن تظهر أشكالاً حادة وخطيرة، لا سيما داء المقوسات الدماغي. تظهر هذه الحالة بشكل حمى وعلامات عصبية مثل عجز حركي، حسي، شلل، نوبات حركات عنيفة شبيهة بالصرع.


وفي النهاية، عندما يصيب المرض الجنين من خلال انتقاله من الأم، يمكن أن يسبب تشوهات: نتحدث في هذه الحالة عن داء مقوسات خلقي.


تكون التشوهات أخطر إذا ما ظهر داء المقوسات الخلقي في بداية الحمل، وخطر انتقاله إلى الجنين يكون أضعف في هذه الفترة بينما التشوهات تكون أقل خطورة في نهاية الحمل، وإنما انتقاله متكرر أكثر.


التشخيص


لدى الراشد، يمكن إجراء فحص الأمصال لداء المقوسات الذي يظهر وجود أجسام مضادة محددة خاصة بهذا النوع من الطفيليات.


في حالة داء المقوسات الدماغي لدى شخص جهاز مناعته مكبوت وضعيف، تسمح صورة مطبقية، أو صورة بالرنين المغنطيسي بالبحث عن صور خراج في الدماغ، سواء كان خراج واحد أو متعدد كما في معظم الحالات.


لدى المرأة الحامل، يجرى فحص أمصال بشكل منظّم لدى النساء ذوات جهاز المناعة الضعيف، وفي حالة الإصابة التي تظهر لدى الأم من خلال فحص الدم، فإن بزل السلى amniocentesis؛ أي أخذ عينة من السائل السلوي، يسمح بإجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كانت العدوى انتقلت إلى الجنين.


العلاج


في حالة إصابة أشخاص مؤهلين مناعياً، يحصل الشفاء خلال بضعة أسابيع، بدون أي علاج باستثناء علاج الحمى إذا ما ظهرت.


لدى الأشخاص المكبوتي المناعة، وفي حالة الإصابة بداء المقوسات الدماغي، يتم وصف أنواع متعددة من المضادات الحيوية لمدة 6 أسابيع.


أما المرأة الحامل، فتعالج بدواء السبيراميسين حالما يظهر فحص الأمصال الإصابة مؤخراً بالعدوى وإذا جاءت نتيجة الفحوص التي أجريت على الجنين سلبية، تتم مراقبة الجنين والحمل من خلال صور بالموجات فوق الصوتية وفحص أمصال شهريين.


أما في حال جاءت نتيجة الفحوص إيجابية، تتم متابعة العلاج حتى نهاية فترة الحمل إذا ما جاءت نتيجة صورة الموجات فوق الصوتية طبيعية، ويمكن أن يتم اللجوء إلى وقف الحمل طبياً في الحالة المعاكسة.


الوقاية


لتفادي إصابة المرأة الحامل أو الأشخاص المكبوتي المناعة بداء المقوسات، يُنصح بتناول اللحم المطبوخ جيداً فحسب، وغسل الفواكه والخضار جيداً وتقشيرها، وغسل اليدين بشكل متكرر لا سيما بعد لمس الأطعمة التي تشكل المخاطر المذكورة، وتفادي الاتصال بالهررة أو بالإماكن التي تقضي حاجتها فيها.


في المقابل، لدى شخص مصاب بالسيدا ومع معدل الكريات البيضاء كتل التمايز 4 (خلايا دفاع موجودة في الجسم) متدن جداً، يتم وصف الأدوية نفسها التي توصف للعلاج الشافي وإنما بجرع أخف.


ولدى المرأة الحامل، فحص أمصال لداء المقوسات إلزامي في بداية الحمل وإن لم تكن المريضة محصنة مناعياً، فمن الضروري مراقبتها شهرياً.