بوخارست.. المباني القديمة تواكب الحداثة
هذا العام قررت أن أزور رومانيا؛ لكثرة ما سمعت عن تلك الدولة.. عن طبيعتها الخلابة، عن شعبها الطيب المحب للأجانب، عن جبالها الشاهقة، وهي جزء من جبال الألب الدينارية وتعرف بجبال الكارباث، عن قلعتي بران او دراغولا وبيليس ومدينة براشوف الجميلة الواقعة على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر وقلعتها الساحرة، عن حوض نهر الدانوب، إضافة الى مدينتي كلوج نابوكا ومنطقة مارموريش على الحدود الهنغارية، زد على ذلك ما تتميز به عاصمتها بوخارست من خضرة وماء وأبنية تاريخية شاهدة على حقبات مهمة من تاريخ رومانيا مثل قوس النصر، وساحة الحرية، وجادة الثورة، ومبنى البرلمان الروماني الذي بني في عهد الرئيس الاسبق نيكولاي تشاوشيسكو إبان الحقبة الشيوعية، ويعتبر ثاني اكبر مبنى في العالم بعد مبنى البنتاغون الأميركي.
وصلت الى بوخارست عبر «الخطوط التركية»، قادماً من اسطنبول، يحمل مطارها الدولي اسم هنري كوانداه وهو حديث الى حد مقبول، بعد انتهاء الإجراءات يمكن الانتقال الى قلب العاصمة عبر التاكسي ولا يتعدى السعر 25 «لي» (العملة الرومانية) ما يعادل دينارين ونصف الدينار، بعضهم يطلب اكثر، ولكن وفق العداد لا يصل السعر الى اكثر من 25 «لي» ويتوافر النقل بالباص او بالقطار والتذاكر رخيصة جداً، ويمكن شراؤها من المطار.
ننصح بالاقامة في محيط منطقة Old City ذلك ان معظم مراكز الجذب السياحي قريبة من المدينة القديمة واسعار الفنادق مقبولة، وتبدأ من 40 يورو لفنادق «الثلاث نجوم»، اضف الى ذلك ان منطقة المطاعم والملاهي والكافيهات قريبة جدّاً، في بوخارست منطقة اخرى تعرف بـــ Gara De Nord اسعار فنادقها مقبولة، لكنها بعيدة قليلاً عن «الدوان تاون»، ويوصى بعدم المشي ليلا فيها او على الاقل اخذ جانب الحذر، وتقع فيها محطة القطار المركزية، حيث تمكن مشاهدة أفراد من الغجر، ويفضل الحذر منهم.
تتميز بوخارست بطابعها القديم وابنيتها التي تعود الى الحقبة الشيوعية، كما ان وسائل النقل من ترام وصبواي قديمة العهد، لكن عُمل على تحديثها ويمكن التمتع بركوبها داخل احياء المدينة، المتنزهات والاشجار منتشرة بكثافة في وسط المدينة، ويمكن استخدام الباص السياحي في جولة لاكتشاف بوخارست، وتبدأ الجولة من مبنى press house وهو حالياً مقر لكثير من الصحف والمجلات التي تصدر في بوخارست، بعد ان كان مقراً لصحيفة الحزب الحاكم طيلة العهد الشيوعي، أمام المبنى المذكور تنتصب اليد المرفوعة الى السماء تتوق الى الحرية، وهي تحتل مكان تمثال لينين الذي ازيل بعد ثورة 1989 ضد الدكتاتورية.
ثم تأتي جادة النصر، حيث قوس النصر الشهير الذي يعود بناؤه الى عشرينات القرن الماضي، ويمثل رمزاً لانتصار الرومانيين على اعدائهم وعلى جانبي الجادة تمتد المساحات الخضراء والحدائق وبرك الماء ومن حولها المقاهي والمطاعم ورحلات القوارب، يمكن التوقف والنزول لقضاء بعض الوقت والاحتكاك بالسكان المحليين وربما تناول الغداء قبل استئناف الرحلة مجدداً الى جادة الثورة. ويجب ألا نغفل ان تلك المنطقة غنية بالمتاحف مثل متحف الفلاحين الرومانيين في الهواء الطلق، ومتحف الجيولوجيا، ومتحف المنتجات التقليدية من ملابس وأوانٍ وغير ذلك، يمكن ان نقول ان بوخارست هي مكان مثالي لمحبي المتحف وبكل انواعها، انها مدينة المتحف بحق.
من ساحة الثورة الى جادة revolution تنتصب الكنائس الارثوذوكسية القديمة والجديدة بجانب الكازينوهات والفنادق ومراكز التسوق والمطاعم، وفي نهاية الجادة نصل الى منطقة «اولد ستي» وهي المنطقة الحيوية نهاراً وليلاً ويمكن قضاء امتع اوقات فيها.
ساحة UNIRI او «اونيري سكوير» من ابرز مناطق بوخارست؛ فهي اقرب نقطة الى مبنى البرلمان الروماني المشهور وفي محيطها كثير من الفنادق ومراكز التسوق الحديثة، كما تعد حيوية لقربها من مبنى جامعة بوخارست و«بياتا رومانيا» أو ساحة رومانيا.
لا تكتمل زيارة بوخارست من دون جولة في مبنى البرلمان الروماني الهائل الحجم والذائع الصيت؛ من امامه انطلقت الثورة ضد تشاوشيسكو الذي كان يخطب من شرفة مطلة على المكان، غرفه تزيد على 1000 غرفة وصالة واستخدم في بنائه ارقى انواع الرخام والغرانيت. بعد سقوط الدكتاتور زار المبنى المغني العالمي مايكل جاكسون، حيث أحيا حفلاً ضخماً من مبنى البرلمان، لكنه ارتكب خطأ جسيماً حينها، ذلك انه عند خروجه على نفس الشرفة التي ألقى الدكتاتور خطابه الاخير منها قال محيياً الجمهور والمدينة «هالو بودابست»، بدل أن يقول هالو بوخارست، وبودابست هي عاصمة هنغاريا، الدولة المجاورة، قبل أن يتدخّل أحدهم ويصحّح الموقف؛ وذلك وفق شرح دليلنا السياحي.
براشوف والقلاع
هذا الصيف كان حاراً في العاصمة الرومانية، ووصلت درجة الحرارة إلى 39 درجة، لذلك من المهم التوجه نحو الجبال، وهل هناك أفضل من مدينة براشوف، التي تقع على بعد 160 كلم من بوخارست، يمكن زيارتها في يوم واحد، مع أن الخيار الأفضل هو قضاء عدة إيام فيها، إنها عاصمة منطقة ترانسلفانيا، تلك المنطقة التي زارها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وأعجب بها واشترى منزلاً فيها، ويتردد عليها باستمرار صيفاً وشتاءً.
قبل الوصول إلى براشوف، هناك مدينة سيناي، وفيها أجمل القصور والفنادق، وقلعة بيليس التي يعود بناؤها إلى العشرينات، أقام فيها الملك كارول، وكانت مقره الصيفي، البناء والأثاث مميز بهندسات معمارية مختلفة من الهنغارية إلى الألمانية والفرنسية والإيطالية، وهي أول قلعة مزودة بالكهرباء في العالم، وبها نظام تدفئة كاملة.
ومن قلعة بيليس إلى قلعة بران، التي تعرف بقلعة دراغولا، وهي ترتبط أساساً بمقاومة الرومان للأتراك، ومنعهم من التقدم صوب أوروبا الوسطى، مما اضطرهم إلى تغيير مسار هجومهم نحو أوروربا إلى جنوب القارة، مروراً عبر صربيا فالنمسا، منحتها بلدية براشوف للملكة ماري، التي يعود لها الفضل في توحيد رومانيا، وبعد ذلك وضعت الحكومات المتعاقبة يدها عليها، وتعد اليوم معلماً سياحياً بارزاً يزوره عشرات الآلاف سنوياً.
هذا العام قررت أن أزور رومانيا؛ لكثرة ما سمعت عن تلك الدولة.. عن طبيعتها الخلابة، عن شعبها الطيب المحب للأجانب، عن جبالها الشاهقة، وهي جزء من جبال الألب الدينارية وتعرف بجبال الكارباث، عن قلعتي بران او دراغولا وبيليس ومدينة براشوف الجميلة الواقعة على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر وقلعتها الساحرة، عن حوض نهر الدانوب، إضافة الى مدينتي كلوج نابوكا ومنطقة مارموريش على الحدود الهنغارية، زد على ذلك ما تتميز به عاصمتها بوخارست من خضرة وماء وأبنية تاريخية شاهدة على حقبات مهمة من تاريخ رومانيا مثل قوس النصر، وساحة الحرية، وجادة الثورة، ومبنى البرلمان الروماني الذي بني في عهد الرئيس الاسبق نيكولاي تشاوشيسكو إبان الحقبة الشيوعية، ويعتبر ثاني اكبر مبنى في العالم بعد مبنى البنتاغون الأميركي.
وصلت الى بوخارست عبر «الخطوط التركية»، قادماً من اسطنبول، يحمل مطارها الدولي اسم هنري كوانداه وهو حديث الى حد مقبول، بعد انتهاء الإجراءات يمكن الانتقال الى قلب العاصمة عبر التاكسي ولا يتعدى السعر 25 «لي» (العملة الرومانية) ما يعادل دينارين ونصف الدينار، بعضهم يطلب اكثر، ولكن وفق العداد لا يصل السعر الى اكثر من 25 «لي» ويتوافر النقل بالباص او بالقطار والتذاكر رخيصة جداً، ويمكن شراؤها من المطار.
ننصح بالاقامة في محيط منطقة Old City ذلك ان معظم مراكز الجذب السياحي قريبة من المدينة القديمة واسعار الفنادق مقبولة، وتبدأ من 40 يورو لفنادق «الثلاث نجوم»، اضف الى ذلك ان منطقة المطاعم والملاهي والكافيهات قريبة جدّاً، في بوخارست منطقة اخرى تعرف بـــ Gara De Nord اسعار فنادقها مقبولة، لكنها بعيدة قليلاً عن «الدوان تاون»، ويوصى بعدم المشي ليلا فيها او على الاقل اخذ جانب الحذر، وتقع فيها محطة القطار المركزية، حيث تمكن مشاهدة أفراد من الغجر، ويفضل الحذر منهم.
تتميز بوخارست بطابعها القديم وابنيتها التي تعود الى الحقبة الشيوعية، كما ان وسائل النقل من ترام وصبواي قديمة العهد، لكن عُمل على تحديثها ويمكن التمتع بركوبها داخل احياء المدينة، المتنزهات والاشجار منتشرة بكثافة في وسط المدينة، ويمكن استخدام الباص السياحي في جولة لاكتشاف بوخارست، وتبدأ الجولة من مبنى press house وهو حالياً مقر لكثير من الصحف والمجلات التي تصدر في بوخارست، بعد ان كان مقراً لصحيفة الحزب الحاكم طيلة العهد الشيوعي، أمام المبنى المذكور تنتصب اليد المرفوعة الى السماء تتوق الى الحرية، وهي تحتل مكان تمثال لينين الذي ازيل بعد ثورة 1989 ضد الدكتاتورية.
ثم تأتي جادة النصر، حيث قوس النصر الشهير الذي يعود بناؤه الى عشرينات القرن الماضي، ويمثل رمزاً لانتصار الرومانيين على اعدائهم وعلى جانبي الجادة تمتد المساحات الخضراء والحدائق وبرك الماء ومن حولها المقاهي والمطاعم ورحلات القوارب، يمكن التوقف والنزول لقضاء بعض الوقت والاحتكاك بالسكان المحليين وربما تناول الغداء قبل استئناف الرحلة مجدداً الى جادة الثورة. ويجب ألا نغفل ان تلك المنطقة غنية بالمتاحف مثل متحف الفلاحين الرومانيين في الهواء الطلق، ومتحف الجيولوجيا، ومتحف المنتجات التقليدية من ملابس وأوانٍ وغير ذلك، يمكن ان نقول ان بوخارست هي مكان مثالي لمحبي المتحف وبكل انواعها، انها مدينة المتحف بحق.
من ساحة الثورة الى جادة revolution تنتصب الكنائس الارثوذوكسية القديمة والجديدة بجانب الكازينوهات والفنادق ومراكز التسوق والمطاعم، وفي نهاية الجادة نصل الى منطقة «اولد ستي» وهي المنطقة الحيوية نهاراً وليلاً ويمكن قضاء امتع اوقات فيها.
ساحة UNIRI او «اونيري سكوير» من ابرز مناطق بوخارست؛ فهي اقرب نقطة الى مبنى البرلمان الروماني المشهور وفي محيطها كثير من الفنادق ومراكز التسوق الحديثة، كما تعد حيوية لقربها من مبنى جامعة بوخارست و«بياتا رومانيا» أو ساحة رومانيا.
لا تكتمل زيارة بوخارست من دون جولة في مبنى البرلمان الروماني الهائل الحجم والذائع الصيت؛ من امامه انطلقت الثورة ضد تشاوشيسكو الذي كان يخطب من شرفة مطلة على المكان، غرفه تزيد على 1000 غرفة وصالة واستخدم في بنائه ارقى انواع الرخام والغرانيت. بعد سقوط الدكتاتور زار المبنى المغني العالمي مايكل جاكسون، حيث أحيا حفلاً ضخماً من مبنى البرلمان، لكنه ارتكب خطأ جسيماً حينها، ذلك انه عند خروجه على نفس الشرفة التي ألقى الدكتاتور خطابه الاخير منها قال محيياً الجمهور والمدينة «هالو بودابست»، بدل أن يقول هالو بوخارست، وبودابست هي عاصمة هنغاريا، الدولة المجاورة، قبل أن يتدخّل أحدهم ويصحّح الموقف؛ وذلك وفق شرح دليلنا السياحي.
براشوف والقلاع
هذا الصيف كان حاراً في العاصمة الرومانية، ووصلت درجة الحرارة إلى 39 درجة، لذلك من المهم التوجه نحو الجبال، وهل هناك أفضل من مدينة براشوف، التي تقع على بعد 160 كلم من بوخارست، يمكن زيارتها في يوم واحد، مع أن الخيار الأفضل هو قضاء عدة إيام فيها، إنها عاصمة منطقة ترانسلفانيا، تلك المنطقة التي زارها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وأعجب بها واشترى منزلاً فيها، ويتردد عليها باستمرار صيفاً وشتاءً.
قبل الوصول إلى براشوف، هناك مدينة سيناي، وفيها أجمل القصور والفنادق، وقلعة بيليس التي يعود بناؤها إلى العشرينات، أقام فيها الملك كارول، وكانت مقره الصيفي، البناء والأثاث مميز بهندسات معمارية مختلفة من الهنغارية إلى الألمانية والفرنسية والإيطالية، وهي أول قلعة مزودة بالكهرباء في العالم، وبها نظام تدفئة كاملة.
ومن قلعة بيليس إلى قلعة بران، التي تعرف بقلعة دراغولا، وهي ترتبط أساساً بمقاومة الرومان للأتراك، ومنعهم من التقدم صوب أوروبا الوسطى، مما اضطرهم إلى تغيير مسار هجومهم نحو أوروربا إلى جنوب القارة، مروراً عبر صربيا فالنمسا، منحتها بلدية براشوف للملكة ماري، التي يعود لها الفضل في توحيد رومانيا، وبعد ذلك وضعت الحكومات المتعاقبة يدها عليها، وتعد اليوم معلماً سياحياً بارزاً يزوره عشرات الآلاف سنوياً.