فقدان الشهية العصبي، خوف مبالغ فيه أم مرض مدمر؟
يهتم معظم الأشخاص عمومًا، والفتيات على وجه التحديد بالمظهر الخارجي، إذ تحاول الفتيات أن يحافظن على جمالهن وحسن مظهرهن عن طريق العناية بالبشرة والشعر ومحاولة الحصول على جسم رشيق ووزن مثالي، لكَن هذه الغاية -فقدان الوزن- قد تتجاوز الحدّ الطبيعي وتتحوّل إلى مرضٍ يُحتمل أن يسببه هوس المثالية والتقليد ومحاولة التشبّه بالمشاهير والمغنين أو حتى بسبب الخوف من الانتقاد والظهور بمظهرٍ سيء أو بسبب دوافع أخرى، ومثل هذا المرض يُعرف بفقدان الشهية العصابي وهو مرض يصيب النساء بشكل رئيسي وشائعٌ في الأشخاص الذين يعملون في مهنٍ تستدعي التركيز والاهتمام بالشكل والمظهر.
فما هو مرض فقدان الشهية العصابي وماهي أعراضه وأسبابه؟
– تعريفه:
يعتبر مرض فقدان الشهية العُصابي أو ما يسمى بالقهم العصبي (Anorexia nervosa) مرضًا نفسيًا خطيرًا واضطرابًا خاصًا بالأكل، يتصف المريض فيه بوزنٍ منخفض جدًا وخوف شديد من اكتساب الوزن، كما يحرص المريض فيه على المحافظة على وزنٍ منخفضٍ قدر الإمكان عبر القيام بتناول كميات قليلة جدًا من الطعام أو التقيؤ الذاتي، أو حتى ممارسة التمارين الرياضية المجهدة.
عادةً ما تتطوّر هذه الحالة بسبب القلق من مظهر وشكل الجسم، وهو قلق نابعٌ من خوف المريض المبالغ بأن يصبح سمينًا، أو رغبته الشديدة في النحافة، كما يعتقد العديد من المصابين بالقهم العصبي بأنهم ذوو مظهر سيء وأنهم سمينون لكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك.
وفيما تعدّ الفتيات والنساء أكثر الفئات التي تصاب بالقهم العصبي شيوعًا، إلا أنه بدأ يصبح شائعًا في الأولاد والرجال في السنوات الأخيرة، وفي المتوسط يتطوّر المرض عادة بين سن 16-17.
– أعراضه:
الأعراض الجسدية: وهي ناتجة عن قلة تناول الغذاء بشكل غير طبيعي ومنها:
مع وجود غيرها من الأعراض الكثيرة كانخفاض ضغط الدم وهشاشة العظام وغياب الدورة الشهرية والجفاف وغيرها الكثير.
الأعراض النفسية: وتتضمن السلوكيات المستخدمة لإنقاص الوزن، كتقييد كمية ونوعية الطعام المتناول أو الصيام أو التقيؤ الذاتي أو استخدام الأدوية الملينة وغيرها، ومن الأعراض العاطفية والسلوكية أيضًا:
من الصعب ملاحظة الأعراض المصاحبة للمرض من قِبل المريض؛ بسبب تجاهله لقلة وزنه ونحافته وعادات أكله ومشاكله الصحية، لكن قيام المريض بالسلوكيات التالية تستدعي الانتباه والتحرّي وإخبار الطبيب من قبل العائلة أو الأصدقاء:
تجاهل الوجبات، أو اختلاق الأعذار لعدم تناول الطعام، أو تناول أطعمة قليلة ومعينة لا سيما منخفضة السعرات الحرارية، أو تكرار قياس الوزن أو احتسابه، أو التحقّق المستمر من العيوب المتصورة عبر النظر بالمرآة، أو الشكوى من الوزن الزائد (مع عدم وجوده)، أو عدم تناول الطعام في الأماكن العامة.
– الأسباب:
كحال العديد من الأمراض فإن السبب الرئيسي لهذا المرض لا يزال مجهولًا، لكنه قد يكون نتيجة اجتماع عوامل عدة كالعوامل النفسية والبيولوجية والبيئية.
العوامل البيولوجية: فرغم عدم اتضاح دور الجينات في التسبب بالمرض، إلا أن وجود تاريخ للإصابة باضطرابات للأكل في العائلة يزيد من احتمالية الإصابة، بالإضافة إلى دور تغيّرات وظائف الدماغ ومستوى الهرمونات في التسبب به.
العوامل النفسية: يُظهر العديد من الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي سمات شخصية وصفات وسلوكيات معينة تزيد من احتمالية تطور المرض لديهم، ومنها:
العوامل البيئية: ويبدو أنَ أهمها البلوغ، فالتغيّرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة البلوغ إضافةً إلى مشاعر التوتر والقلق وقلة الثقة بالنفس؛ جميعها من محفّزات الإصابة بفقدان الشهية العصبي.
ومن العوامل البيئية المساهمة أيضًا الضغط والتوتر في المدرسة النجم عن الامتحانات أو التسلط أو المضايقات المتعلقة بالشكل والوزن، والوظائف التي تتطلب من موظفيها أن يظهروا بمظهرٍ نحيف كالرقص والرياضة، كما يُسهم التعرّض لحدث حياتي قاسٍ كفقدان الوظيفة أو فشل العلاقات أو الحرمان أو حتى سوء العلاقات داخل العائلة أو التعرّض للإيذاء الجسدي أو الجنسي، جميعها قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض.
– المضاعفات:
يسبب هذا المرض العديد من المضاعفات التي لعلَ أسوأها الوفاة، إذ يمكن أن تحدث الوفاة بشكل مفاجىء حتى لو لم يكن المريض نحيفًا جدًا؛ كنتيجة لعدم انتظام ضربات القلب أو اختلال توازن مستوى الأملاح والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم.
ومن المضاعفات الأخرى:
– التشخيص والعلاج:
فمن المعايير التي عدَها كتاب “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5” أُسسًا لتشخيص المريض بمرض فقدان الشهية العصبي:
أما من حيث العلاج، فإنَ الرعاية الطبية التي تشمل مراقبة العلامات الحيوية الأساسية ومستوى الأملاح والترطيب واستعادة الوزن الطبيعي والقيام بالعلاج النفسي بنوعيه المعتمد على العائلة أو الفردي قد تساعد في علاج المريض، فيما يجب أن يتمّ العلاج في المستشفى إذا كانت صحة المريض متدهورة جدًا، مع التنويه إلى تنوع الطرق العلاجية وأساليبها ومشرفيها إلا أنها لم تذكر هنا منعًا للإطالة.
المصدر الأول
المصدر الثاني
يهتم معظم الأشخاص عمومًا، والفتيات على وجه التحديد بالمظهر الخارجي، إذ تحاول الفتيات أن يحافظن على جمالهن وحسن مظهرهن عن طريق العناية بالبشرة والشعر ومحاولة الحصول على جسم رشيق ووزن مثالي، لكَن هذه الغاية -فقدان الوزن- قد تتجاوز الحدّ الطبيعي وتتحوّل إلى مرضٍ يُحتمل أن يسببه هوس المثالية والتقليد ومحاولة التشبّه بالمشاهير والمغنين أو حتى بسبب الخوف من الانتقاد والظهور بمظهرٍ سيء أو بسبب دوافع أخرى، ومثل هذا المرض يُعرف بفقدان الشهية العصابي وهو مرض يصيب النساء بشكل رئيسي وشائعٌ في الأشخاص الذين يعملون في مهنٍ تستدعي التركيز والاهتمام بالشكل والمظهر.
فما هو مرض فقدان الشهية العصابي وماهي أعراضه وأسبابه؟
– تعريفه:
يعتبر مرض فقدان الشهية العُصابي أو ما يسمى بالقهم العصبي (Anorexia nervosa) مرضًا نفسيًا خطيرًا واضطرابًا خاصًا بالأكل، يتصف المريض فيه بوزنٍ منخفض جدًا وخوف شديد من اكتساب الوزن، كما يحرص المريض فيه على المحافظة على وزنٍ منخفضٍ قدر الإمكان عبر القيام بتناول كميات قليلة جدًا من الطعام أو التقيؤ الذاتي، أو حتى ممارسة التمارين الرياضية المجهدة.
عادةً ما تتطوّر هذه الحالة بسبب القلق من مظهر وشكل الجسم، وهو قلق نابعٌ من خوف المريض المبالغ بأن يصبح سمينًا، أو رغبته الشديدة في النحافة، كما يعتقد العديد من المصابين بالقهم العصبي بأنهم ذوو مظهر سيء وأنهم سمينون لكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك.
وفيما تعدّ الفتيات والنساء أكثر الفئات التي تصاب بالقهم العصبي شيوعًا، إلا أنه بدأ يصبح شائعًا في الأولاد والرجال في السنوات الأخيرة، وفي المتوسط يتطوّر المرض عادة بين سن 16-17.
– أعراضه:
الأعراض الجسدية: وهي ناتجة عن قلة تناول الغذاء بشكل غير طبيعي ومنها:
- انخفاض الوزن الشديد.
- التعب الشديد.
- جفاف الجلد.
- الإمساك أو الانتفاخ.
- الصداع.
- الشعور بالبرد.
- تساقط الشعر.
- اضطرابات النوم كالأرق.
مع وجود غيرها من الأعراض الكثيرة كانخفاض ضغط الدم وهشاشة العظام وغياب الدورة الشهرية والجفاف وغيرها الكثير.
الأعراض النفسية: وتتضمن السلوكيات المستخدمة لإنقاص الوزن، كتقييد كمية ونوعية الطعام المتناول أو الصيام أو التقيؤ الذاتي أو استخدام الأدوية الملينة وغيرها، ومن الأعراض العاطفية والسلوكية أيضًا:
- الانشغال بالطعام والوزن.
- رفض الأكل.
- إنكار وتجاهل الشعور بالجوع.
- الخوف من اكتساب الوزن.
- الاكتئاب والانزعاج.
- انعدام العواطف والانسحاب من المجتمع.
- التفكير بالانتحار.
من الصعب ملاحظة الأعراض المصاحبة للمرض من قِبل المريض؛ بسبب تجاهله لقلة وزنه ونحافته وعادات أكله ومشاكله الصحية، لكن قيام المريض بالسلوكيات التالية تستدعي الانتباه والتحرّي وإخبار الطبيب من قبل العائلة أو الأصدقاء:
تجاهل الوجبات، أو اختلاق الأعذار لعدم تناول الطعام، أو تناول أطعمة قليلة ومعينة لا سيما منخفضة السعرات الحرارية، أو تكرار قياس الوزن أو احتسابه، أو التحقّق المستمر من العيوب المتصورة عبر النظر بالمرآة، أو الشكوى من الوزن الزائد (مع عدم وجوده)، أو عدم تناول الطعام في الأماكن العامة.
– الأسباب:
كحال العديد من الأمراض فإن السبب الرئيسي لهذا المرض لا يزال مجهولًا، لكنه قد يكون نتيجة اجتماع عوامل عدة كالعوامل النفسية والبيولوجية والبيئية.
العوامل البيولوجية: فرغم عدم اتضاح دور الجينات في التسبب بالمرض، إلا أن وجود تاريخ للإصابة باضطرابات للأكل في العائلة يزيد من احتمالية الإصابة، بالإضافة إلى دور تغيّرات وظائف الدماغ ومستوى الهرمونات في التسبب به.
العوامل النفسية: يُظهر العديد من الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي سمات شخصية وصفات وسلوكيات معينة تزيد من احتمالية تطور المرض لديهم، ومنها:
- ميلهم للإصابة بالقلق والاكتئاب.
- صعوبة التعامل مع التوتر.
- القلق الشديد والشعور بالخوف تجاه المستقبل.
- الكمالية (البحث عن الكمال perfectionism).
- الشعور بالهوس والإكراه كالأفكار والصور غير المرغوبة، والحاجة إلى القيام ببعض الأعمال بشكل إلزامي (مع عدم اشتراط الإصابة باضطراب الوسواس القهري).
- الكبح الشديد للعواطف والمشاعر.
العوامل البيئية: ويبدو أنَ أهمها البلوغ، فالتغيّرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة البلوغ إضافةً إلى مشاعر التوتر والقلق وقلة الثقة بالنفس؛ جميعها من محفّزات الإصابة بفقدان الشهية العصبي.
ومن العوامل البيئية المساهمة أيضًا الضغط والتوتر في المدرسة النجم عن الامتحانات أو التسلط أو المضايقات المتعلقة بالشكل والوزن، والوظائف التي تتطلب من موظفيها أن يظهروا بمظهرٍ نحيف كالرقص والرياضة، كما يُسهم التعرّض لحدث حياتي قاسٍ كفقدان الوظيفة أو فشل العلاقات أو الحرمان أو حتى سوء العلاقات داخل العائلة أو التعرّض للإيذاء الجسدي أو الجنسي، جميعها قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض.
– المضاعفات:
يسبب هذا المرض العديد من المضاعفات التي لعلَ أسوأها الوفاة، إذ يمكن أن تحدث الوفاة بشكل مفاجىء حتى لو لم يكن المريض نحيفًا جدًا؛ كنتيجة لعدم انتظام ضربات القلب أو اختلال توازن مستوى الأملاح والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم.
ومن المضاعفات الأخرى:
- فقر الدم.
- مشاكل القلب.
- مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الانتفاخ أو الغثيان.
- مشاكل الكليتين.
- انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الذكور.
- الانتحار.
– التشخيص والعلاج:
فمن المعايير التي عدَها كتاب “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5” أُسسًا لتشخيص المريض بمرض فقدان الشهية العصبي:
- تقييد تناول الطعام: وذلك بتناول كمية قليلة تقل عن الكمية المطلوبة للمحافظة على الحدّ الأدنى من الوزن الطبيعي بشكل يتناسب مع عمر وطول المريض.
- الخوف من اكتساب الوزن.
- المشاكل المتعلقة بشكل الجسم كإنكار خطورة الإصابة بوزنٍ منخفض جدًا أو وجود صورة مشوّهة عن المظهر أو الشكل.
أما من حيث العلاج، فإنَ الرعاية الطبية التي تشمل مراقبة العلامات الحيوية الأساسية ومستوى الأملاح والترطيب واستعادة الوزن الطبيعي والقيام بالعلاج النفسي بنوعيه المعتمد على العائلة أو الفردي قد تساعد في علاج المريض، فيما يجب أن يتمّ العلاج في المستشفى إذا كانت صحة المريض متدهورة جدًا، مع التنويه إلى تنوع الطرق العلاجية وأساليبها ومشرفيها إلا أنها لم تذكر هنا منعًا للإطالة.
المصدر الأول
المصدر الثاني