من هي هيلين كيلر ؟ وما هي قصة حياتها ؟
تغلبت المربية الامريكية هيلين كيلر على محنة المكفوفين والصم لتصبح واحدة من كبار العاملين في المجال الانساني في القرن العشرين، فضلا عن مشاركة هيلين كيلر الفعالة ACLU ( في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية ).
ملخص عن حياة هيلين كيلر :
ولدت هيلين آدمز كيلر في 27 يونيو 1880 في توسكومبيا، الاباما، وفي عام 1882، اصيبت هيلين كيلر بمرض جعلها عمياء وصماء، وبدءا من عام 1887، ساعدتها معلمتها آن سوليفان، على تحقيق تقدم هائل في قدرتها على التواصل، وذهبت هيلين كيلر الى الكلية، وتخرجت في عام 1904 ، وفي عام 1920، ساعدت هيلين كيلر في الانضمام الى اتحاد الحريات المدنية الأمريكية، وخلال حياتها، حصلت على العديد من الشرف تقديرا لانجازاتها .
حياة هيلين كيلر السابقة :
كانت هيلين كيلر من ضمن اول بنتين ولدتا لارثر كيلر وكاثرين آدامز كيلر، وكان لديها ايضا اثنين من الاخوات الاكبر سنا ، وكان والد هيلين كيلر قد خدم كضابط في جيش الكونفدرالي خلال الحرب الاهلية، ولم تكن الاسرة غنية ولا تحظى بالدخل من مزارع القطن كما هو المعتاد ،وفي وقت لاحق، اصبح آرثر رئيس تحرير صحيفة محلية اسبوعية في شمال الاباميان ، ولدت هيلين كيلر مع حواسها كاملة كل من البصر والسمع، وبدأت تتحدث عندما كانت فقط 6 اشهر من العمر، وبدأت المشي وهي سنة واحدة .
هيلين كيلر وفقدان البصر والسمع :
في عام 1882، اصيبت كيلر بمرض يسمى "حمى المخ" والذي تم تشخيصه من قبل طبيب الاسرة ،وهذا المرض ينتج درجة حرارة جسم عالية للغاية ، ولا تزال طبيعة هذا المرض الحقيقية لغزا حتي يومنا هذا ، على الرغم من ان بعض الخبراء يعتقدون انه قد يكون حمى القرمزي او التهاب السحايا، وفي غضون بضعة ايام من اندلاع الحمى، لاحظت والدة هيلين كيلر ان ابنتها لم تظهر اي رد فعل عندما كان جرس العشاء يضرب ، او عندما كانت تلوح بيدها امام وجهها ، نعم فقدت هيلين كيلر كل من البصر والسمع عندما كان عمرها 19 شهرا فقط .
نمت هيلين كيلر في مرحلة الطفولة، وقالت انها وضعت وسيلة محدودة للتواصل مع رفيقتها، مارثا واشنطن، وهي ابنة شابة لاسرة كوك ، وقد خلق الاثنين معا نوعا من لغة الاشارة، وبحلول الوقت الذي كانت فيه هيلين كيلر تبلغ الـ 7 من العمر ، اخترعوا اكثر من 60 علامة للتواصل مع بعضهم البعض .
ولكن هيلين كيلر اصبحت برية جدا وغير جامحة خلال هذا الوقت ، فكانت تركل وتصرخ عندما تكون غاضبة، وتقوم بالقهقهة التي لا يمكن السيطرة عليها عندما تكون سعيدة، فعذبت هيلين كيلر صديقتها مارثا كثيرا والحقت نوبات الغضب على والديها ، ورأى العديد من اقارب الاسرة انه ينبغي اضفاء الطابع المؤسسي عليها .
دور المعلمة آن سوليفان في حياة هيلين كيلر :
كانوا والدي هيلين كيلر يبحثان عن اجابات والهام، وفي عام 1886، والدة هيلين كيلر قرأت بعض الملاحظات عن التعليم الناجح لاشخاص مثل ابنتها ، وسرعان ما ارسلت هيلين كيلر مع والدها الى بالتيمور، ميريلاند لرؤية متخصص في هذا المجال وهو الدكتور جوليان تشيسولم ، وبعد فحص هيلين كيلر، اوصى تشيسولم انهم يجب ان يلتقون الكسندر جراهام بيل، مخترع الهاتف، الذي كان يعمل مع الاطفال الصم في ذلك الوقت ، وبالفعل التقى بيل مع هيلين كيلر ووالديها، واقترح ان يسافروا الى معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، ماساتشوستس، وهناك، التقت الاسرة مع مدير المدرسة، مايكل اناجانوس، واشار الى احد خريجي المعهد وهي المعلمة آن سوليفان .
وفي 3 مارس 1887، ذهبت ان سوليفان الى منزل هيلين كيلر في ولاية الاباما وذهبت على الفور الى العمل، وبدأت بتدريس هجاء الاصبع لهيلين كيلر البالغة من العمر ست سنوات، بدءا من كلمة "دمية"، لمساعدة هيلين كيلر على فهم مثلا اي هدية دمية من الممكن ان تجُلب لها في هذا السن ، وتتبعها كلمات اخرى، وفي البداية، كانت هيلين كيلر غريبة، ثم اصبحت عنيدة حتي انها رفضت التعاون مع تعليمات سوليفان، ومع الوقت تعاونت هيلين كيلر، ولكنها لم تكن تقيم الصلة بين الاشياء والحروف التي وردت في يدها، وواصلت سوليفان العمل على ذلك، مما اضطر هيلين كيلر للذهاب من خلال هذا النظام الجديد .
وكلما زاد الاحباط لهيلين كيلر، زادت غضبا، واخيرا، طالبت سوليفان بان تكون هي وهيلين كيلر معزولين عن بقية الاسرة لفترة، حتى تستطيع هيلين كيلر ان تركز فقط على تعليمات سوليفان، وبالفعل انتقلوا الى كوخ في المزرعة ، وفي صراع درامي، علمت سوليفان هيلين كيلر العديد من الكلمات ومن ضمنهم كلمة "ماء" ، والتي ساعدتها على جعل الاتصال بين الكائن والحروف من خلال اخذ هيلين كيلر الى مضخة المياه، ووضع يد هيلين كيلر تحت الصنبور ، وانتقلت هيلين كيلر الى معرفة اشياء اخرى مع سوليفان وبحلول الليل، تعلمت 30 كلمة .
هيلين كيلر والتعليم الرسمي :
في عام 1890، بدأت هيلين كيلر فصول تخاطب في مدرسة هوراس مان للصم في بوسطن ، ومن 1894 الى 1896، حضرت مدرسة رايت هوماسون للصم في مدينة نيويورك، وهناك، عملت على تحسين مهارات الاتصال لها ودرست المواد الاكاديمية العادية ، وفي هذا الوقت، اصبحت هيلين كيلر عازمة على حضور الكلية ، وفي عام 1896، حضرت مدرسة كامبريدج للشابات، وهي مدرسة تحضيرية للنساء، كما اصبحت قصتها معروفة للجمهور العام .
وبدأت هيلين كيلر في تلبية نفوذ بعض الناس المشهورة، فواحد منهم كان الكاتب مارك توين، الذي كان معجبا جدا بها حتى انهم اصبحوا اصدقاء، وقدمها توين الى صديقه هنري روجرز، وهو مسؤول تنفيذي في شركة ستاندرد اويل، وكان روجرز معجبا جدا بموهبة هيلين كيلر ووافق على دفع مصاريفها لحضور كلية رادكليف، وهناك، كانت ترافقها سوليفان، التي كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص .
وبحلول ذلك الوقت، كانت هيلين كيلر تتقن عدة طرق للاتصال، بما في ذلك قراءة الشفاه واللمس، برايل، والكلام، والكتابة بالاصبع الاملائي ، وبمساعدة من سوليفان وزوجها المستقبلي جون ماسي، كتبت هيلين كيلر كتابها الاول، قصة حياتي ، وغطا هذا الكتاب تحولها من الطفولة الى طالبة جامعية تبلغ من العمر 21 عاما، وتخرجت هيلين كيلر من رادكليف في عام 1904، في سن ال 24 .
وفي عام 1905، تزوج كل من سوليفان جون ماسي، وهو مدرس في جامعة هارفارد، وهو ناقد اجتماعي و اشتراكي بارز، وبعد الزواج، واصلت سوليفان توجيه هيلين كيلر وذهبت كيلر للعيش معهم ، وكلاهما في البداية اعطى هيلين كيلر اهتماما ، ولكن تدريجيا، اصبح كل من آن وجون بعيدان عن بعضهم البعض وبعد عدة سنوات، انفصلوا .
هيلين كيلر والنشاط الاجتماعي :
بعد الكلية، حددت هيلين كيلر هدفها لمعرفة المزيد عن العالم وكيف يمكنها ان تساعد في تحسين حياة الآخرين، وانتشرت اخبار قصتها خارج ماساتشوستس ونيو انغلاند ، وقد اصبحت مشهورة ومحاضرة معروفة من خلال تبادل خبراتها مع الجماهير، وكانت تعمل نيابة عن الآخرين الذين يعيشون بأعاقات، وطوال النصف الاول من القرن العشرين، تناولت هيلين كيلر العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك حق المرأة في الاقتراع، والسلم، وتحديد النسل، وشهدت امام الكونجرس، ودعت بقوة الى تحسين رفاهية المكفوفين .
وعندما تم تأسيس الاتحاد الامريكي للمكفوفين في عام 1921، كانت هيلين كيلر منفذ وطني فعال لجهودها في هذا العمل ، حتى انها اصبحت عضوا في عام 1924، وشاركت في العديد من الحملات لرفع مستوى الوعي والمال والدعم للمكفوفين ، وانضمت هيلين كيلر ايضا الى منظمات اخرى مكرسة لمساعدة اولئك الاقل حظا، بما في ذلك صندوق الاغاثة العميقة المكفوفين (الذي سمي فيما بعد باسم مطبعة برايل الامريكية) .
وبعد تخرجها من الكلية، اصبحت هيلين كيلر عضوا في الحزب الاشتراكي، ويرجع ذلك على الارجح جزئيا الى صداقتها مع جون ماسي، وبين عامي 1909 و 1921، كتبت هيلين كيلر عدة مقالات عن الاشتراكية ودعمت يوجين ديبس، مرشح الحزب الاشتراكي الرئاسي ، وقد وصفت سلسلة مقالاتها حول الاشتراكية بعنوان "من الظلام" وكانت تتحدث عن وجهات نظرها حول الاشتراكية والشؤون العالمية .
وخلال تلك الفترة واجت هيلين كيلر اولا تحيزا عاما حول اعاقاتها، وفي معظم حياتها، كانت الصحافة تدعمها باغلبية ساحقة، مشيدة بشجاعتها وذكائها، ولكن بعد ان اعربت عن وجهات نظرها الاشتراكية، انتقدها البعض من خلال توجيه الانتباه الى اعاقاتها .
عمل هيلين كيلر وتأثيره :
في عام 1936، توفيت المعلمة الحبيبة على قلب هيلين كيلر والرفيقة المخلصة، آن سوليفان ، فقد واجهت مشاكل صحية لعدة سنوات، وفي عام 1932، كانت هناك فتاة شابة تدعي بولي طومسون فقدت البصر تماما ، وبدأت العمل كمساعدة لهيلين كيلر وسوليفان في عام 1914، وهي التي اصبحت رفيقة هيلين كيلر الدائمة بعد وفاة سوليفان .
وفي عام 1946، تم تعيين هيلين كيلر مستشارا للعلاقات الدولية للمؤسسة الامريكية للمكفوفين في الخارج، وفي الفترة ما بين عامي 1946 و 1957، سافرت هيلين كيلر الى 35 بلدا في خمس قارات، وفي عام 1955، في سن ال 75، شرعت هيلين كيلر في رحلة اطول واكثر مشقة في حياتها ، فذهبت الى رحلة على بعد 40،000 ميل، خمسة اشهر في جميع انحاء آسيا ، وقدمت من خلالها العديد من الخطب والمظاهرات، وقالت انها جلبت الالهام والتشجيع لملايين الناس .
اما عن السيرة الذاتية لهيلين كيلر " قصة حياتي " ، كانت تستخدم كأساس في 1957 للدراما التلفزيونية ، وفي عام 1959، تم تطوير القصة الى مسرحية برودواي حملت نفس اللقب، بطولة باتي ديوك التي ادت دور هيلين كيلر و آن بانكروفت التي ادت سوليفان .
موت هيلين كيلر وارثها :
عانت هيلين كيلر سلسلة من السكتات الدماغية في عام 1961، وقضت السنوات المتبقية من حياتها في منزلها في كونيتيكت ، وخلال حياتها، حصلت على العديد من اوسمة الشرف تقديرا لانجازاتها، بما في ذلك ميدالية تيودور روزفلت للخدمة المتميزة في عام 1936، ووسام الحرية الرئاسية في عام 1964، وانتخاب قاعة المرأة للمشاهير في عام 1965 ، كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة تيمبل وجامعة هارفارد ومن جامعات غلاسكو، اسكتلندا ، برلين، المانيا ، دلهي، الهند ، و ويتواترسراند في جوهانسبرغ، جنوب افريقيا ، بالاضافة الى ذلك، تم تعيين هيلين كيلر كزميلة فخرية في المعهد التربوي في اسكتلندا .
توفيت هيلين كيلر في نومها يوم 1 يونيو 1968، قبل اسابيع قليلة من عيد ميلادها ال 88، وخلال حياتها الرائعة، وقفت هيلين كيلر كمثال قوي على كيفية التصميم، والعمل الشاق، والخيال الذي سمح للفرد ان ينتصر على المحن ومن خلال التغلب على الظروف الصعبة مع قدر كبير من المثابرة، نمت هيلين كيلر لتصبح ناشطة محترمة ذات شهرة عالمية وعملت هيلين كيلر من اجل تحسين حياة الآخرين .
تغلبت المربية الامريكية هيلين كيلر على محنة المكفوفين والصم لتصبح واحدة من كبار العاملين في المجال الانساني في القرن العشرين، فضلا عن مشاركة هيلين كيلر الفعالة ACLU ( في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية ).
ملخص عن حياة هيلين كيلر :
ولدت هيلين آدمز كيلر في 27 يونيو 1880 في توسكومبيا، الاباما، وفي عام 1882، اصيبت هيلين كيلر بمرض جعلها عمياء وصماء، وبدءا من عام 1887، ساعدتها معلمتها آن سوليفان، على تحقيق تقدم هائل في قدرتها على التواصل، وذهبت هيلين كيلر الى الكلية، وتخرجت في عام 1904 ، وفي عام 1920، ساعدت هيلين كيلر في الانضمام الى اتحاد الحريات المدنية الأمريكية، وخلال حياتها، حصلت على العديد من الشرف تقديرا لانجازاتها .
حياة هيلين كيلر السابقة :
كانت هيلين كيلر من ضمن اول بنتين ولدتا لارثر كيلر وكاثرين آدامز كيلر، وكان لديها ايضا اثنين من الاخوات الاكبر سنا ، وكان والد هيلين كيلر قد خدم كضابط في جيش الكونفدرالي خلال الحرب الاهلية، ولم تكن الاسرة غنية ولا تحظى بالدخل من مزارع القطن كما هو المعتاد ،وفي وقت لاحق، اصبح آرثر رئيس تحرير صحيفة محلية اسبوعية في شمال الاباميان ، ولدت هيلين كيلر مع حواسها كاملة كل من البصر والسمع، وبدأت تتحدث عندما كانت فقط 6 اشهر من العمر، وبدأت المشي وهي سنة واحدة .
هيلين كيلر وفقدان البصر والسمع :
في عام 1882، اصيبت كيلر بمرض يسمى "حمى المخ" والذي تم تشخيصه من قبل طبيب الاسرة ،وهذا المرض ينتج درجة حرارة جسم عالية للغاية ، ولا تزال طبيعة هذا المرض الحقيقية لغزا حتي يومنا هذا ، على الرغم من ان بعض الخبراء يعتقدون انه قد يكون حمى القرمزي او التهاب السحايا، وفي غضون بضعة ايام من اندلاع الحمى، لاحظت والدة هيلين كيلر ان ابنتها لم تظهر اي رد فعل عندما كان جرس العشاء يضرب ، او عندما كانت تلوح بيدها امام وجهها ، نعم فقدت هيلين كيلر كل من البصر والسمع عندما كان عمرها 19 شهرا فقط .
نمت هيلين كيلر في مرحلة الطفولة، وقالت انها وضعت وسيلة محدودة للتواصل مع رفيقتها، مارثا واشنطن، وهي ابنة شابة لاسرة كوك ، وقد خلق الاثنين معا نوعا من لغة الاشارة، وبحلول الوقت الذي كانت فيه هيلين كيلر تبلغ الـ 7 من العمر ، اخترعوا اكثر من 60 علامة للتواصل مع بعضهم البعض .
ولكن هيلين كيلر اصبحت برية جدا وغير جامحة خلال هذا الوقت ، فكانت تركل وتصرخ عندما تكون غاضبة، وتقوم بالقهقهة التي لا يمكن السيطرة عليها عندما تكون سعيدة، فعذبت هيلين كيلر صديقتها مارثا كثيرا والحقت نوبات الغضب على والديها ، ورأى العديد من اقارب الاسرة انه ينبغي اضفاء الطابع المؤسسي عليها .
دور المعلمة آن سوليفان في حياة هيلين كيلر :
كانوا والدي هيلين كيلر يبحثان عن اجابات والهام، وفي عام 1886، والدة هيلين كيلر قرأت بعض الملاحظات عن التعليم الناجح لاشخاص مثل ابنتها ، وسرعان ما ارسلت هيلين كيلر مع والدها الى بالتيمور، ميريلاند لرؤية متخصص في هذا المجال وهو الدكتور جوليان تشيسولم ، وبعد فحص هيلين كيلر، اوصى تشيسولم انهم يجب ان يلتقون الكسندر جراهام بيل، مخترع الهاتف، الذي كان يعمل مع الاطفال الصم في ذلك الوقت ، وبالفعل التقى بيل مع هيلين كيلر ووالديها، واقترح ان يسافروا الى معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، ماساتشوستس، وهناك، التقت الاسرة مع مدير المدرسة، مايكل اناجانوس، واشار الى احد خريجي المعهد وهي المعلمة آن سوليفان .
وفي 3 مارس 1887، ذهبت ان سوليفان الى منزل هيلين كيلر في ولاية الاباما وذهبت على الفور الى العمل، وبدأت بتدريس هجاء الاصبع لهيلين كيلر البالغة من العمر ست سنوات، بدءا من كلمة "دمية"، لمساعدة هيلين كيلر على فهم مثلا اي هدية دمية من الممكن ان تجُلب لها في هذا السن ، وتتبعها كلمات اخرى، وفي البداية، كانت هيلين كيلر غريبة، ثم اصبحت عنيدة حتي انها رفضت التعاون مع تعليمات سوليفان، ومع الوقت تعاونت هيلين كيلر، ولكنها لم تكن تقيم الصلة بين الاشياء والحروف التي وردت في يدها، وواصلت سوليفان العمل على ذلك، مما اضطر هيلين كيلر للذهاب من خلال هذا النظام الجديد .
وكلما زاد الاحباط لهيلين كيلر، زادت غضبا، واخيرا، طالبت سوليفان بان تكون هي وهيلين كيلر معزولين عن بقية الاسرة لفترة، حتى تستطيع هيلين كيلر ان تركز فقط على تعليمات سوليفان، وبالفعل انتقلوا الى كوخ في المزرعة ، وفي صراع درامي، علمت سوليفان هيلين كيلر العديد من الكلمات ومن ضمنهم كلمة "ماء" ، والتي ساعدتها على جعل الاتصال بين الكائن والحروف من خلال اخذ هيلين كيلر الى مضخة المياه، ووضع يد هيلين كيلر تحت الصنبور ، وانتقلت هيلين كيلر الى معرفة اشياء اخرى مع سوليفان وبحلول الليل، تعلمت 30 كلمة .
هيلين كيلر والتعليم الرسمي :
في عام 1890، بدأت هيلين كيلر فصول تخاطب في مدرسة هوراس مان للصم في بوسطن ، ومن 1894 الى 1896، حضرت مدرسة رايت هوماسون للصم في مدينة نيويورك، وهناك، عملت على تحسين مهارات الاتصال لها ودرست المواد الاكاديمية العادية ، وفي هذا الوقت، اصبحت هيلين كيلر عازمة على حضور الكلية ، وفي عام 1896، حضرت مدرسة كامبريدج للشابات، وهي مدرسة تحضيرية للنساء، كما اصبحت قصتها معروفة للجمهور العام .
وبدأت هيلين كيلر في تلبية نفوذ بعض الناس المشهورة، فواحد منهم كان الكاتب مارك توين، الذي كان معجبا جدا بها حتى انهم اصبحوا اصدقاء، وقدمها توين الى صديقه هنري روجرز، وهو مسؤول تنفيذي في شركة ستاندرد اويل، وكان روجرز معجبا جدا بموهبة هيلين كيلر ووافق على دفع مصاريفها لحضور كلية رادكليف، وهناك، كانت ترافقها سوليفان، التي كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص .
وبحلول ذلك الوقت، كانت هيلين كيلر تتقن عدة طرق للاتصال، بما في ذلك قراءة الشفاه واللمس، برايل، والكلام، والكتابة بالاصبع الاملائي ، وبمساعدة من سوليفان وزوجها المستقبلي جون ماسي، كتبت هيلين كيلر كتابها الاول، قصة حياتي ، وغطا هذا الكتاب تحولها من الطفولة الى طالبة جامعية تبلغ من العمر 21 عاما، وتخرجت هيلين كيلر من رادكليف في عام 1904، في سن ال 24 .
وفي عام 1905، تزوج كل من سوليفان جون ماسي، وهو مدرس في جامعة هارفارد، وهو ناقد اجتماعي و اشتراكي بارز، وبعد الزواج، واصلت سوليفان توجيه هيلين كيلر وذهبت كيلر للعيش معهم ، وكلاهما في البداية اعطى هيلين كيلر اهتماما ، ولكن تدريجيا، اصبح كل من آن وجون بعيدان عن بعضهم البعض وبعد عدة سنوات، انفصلوا .
هيلين كيلر والنشاط الاجتماعي :
بعد الكلية، حددت هيلين كيلر هدفها لمعرفة المزيد عن العالم وكيف يمكنها ان تساعد في تحسين حياة الآخرين، وانتشرت اخبار قصتها خارج ماساتشوستس ونيو انغلاند ، وقد اصبحت مشهورة ومحاضرة معروفة من خلال تبادل خبراتها مع الجماهير، وكانت تعمل نيابة عن الآخرين الذين يعيشون بأعاقات، وطوال النصف الاول من القرن العشرين، تناولت هيلين كيلر العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك حق المرأة في الاقتراع، والسلم، وتحديد النسل، وشهدت امام الكونجرس، ودعت بقوة الى تحسين رفاهية المكفوفين .
وعندما تم تأسيس الاتحاد الامريكي للمكفوفين في عام 1921، كانت هيلين كيلر منفذ وطني فعال لجهودها في هذا العمل ، حتى انها اصبحت عضوا في عام 1924، وشاركت في العديد من الحملات لرفع مستوى الوعي والمال والدعم للمكفوفين ، وانضمت هيلين كيلر ايضا الى منظمات اخرى مكرسة لمساعدة اولئك الاقل حظا، بما في ذلك صندوق الاغاثة العميقة المكفوفين (الذي سمي فيما بعد باسم مطبعة برايل الامريكية) .
وبعد تخرجها من الكلية، اصبحت هيلين كيلر عضوا في الحزب الاشتراكي، ويرجع ذلك على الارجح جزئيا الى صداقتها مع جون ماسي، وبين عامي 1909 و 1921، كتبت هيلين كيلر عدة مقالات عن الاشتراكية ودعمت يوجين ديبس، مرشح الحزب الاشتراكي الرئاسي ، وقد وصفت سلسلة مقالاتها حول الاشتراكية بعنوان "من الظلام" وكانت تتحدث عن وجهات نظرها حول الاشتراكية والشؤون العالمية .
وخلال تلك الفترة واجت هيلين كيلر اولا تحيزا عاما حول اعاقاتها، وفي معظم حياتها، كانت الصحافة تدعمها باغلبية ساحقة، مشيدة بشجاعتها وذكائها، ولكن بعد ان اعربت عن وجهات نظرها الاشتراكية، انتقدها البعض من خلال توجيه الانتباه الى اعاقاتها .
عمل هيلين كيلر وتأثيره :
في عام 1936، توفيت المعلمة الحبيبة على قلب هيلين كيلر والرفيقة المخلصة، آن سوليفان ، فقد واجهت مشاكل صحية لعدة سنوات، وفي عام 1932، كانت هناك فتاة شابة تدعي بولي طومسون فقدت البصر تماما ، وبدأت العمل كمساعدة لهيلين كيلر وسوليفان في عام 1914، وهي التي اصبحت رفيقة هيلين كيلر الدائمة بعد وفاة سوليفان .
وفي عام 1946، تم تعيين هيلين كيلر مستشارا للعلاقات الدولية للمؤسسة الامريكية للمكفوفين في الخارج، وفي الفترة ما بين عامي 1946 و 1957، سافرت هيلين كيلر الى 35 بلدا في خمس قارات، وفي عام 1955، في سن ال 75، شرعت هيلين كيلر في رحلة اطول واكثر مشقة في حياتها ، فذهبت الى رحلة على بعد 40،000 ميل، خمسة اشهر في جميع انحاء آسيا ، وقدمت من خلالها العديد من الخطب والمظاهرات، وقالت انها جلبت الالهام والتشجيع لملايين الناس .
اما عن السيرة الذاتية لهيلين كيلر " قصة حياتي " ، كانت تستخدم كأساس في 1957 للدراما التلفزيونية ، وفي عام 1959، تم تطوير القصة الى مسرحية برودواي حملت نفس اللقب، بطولة باتي ديوك التي ادت دور هيلين كيلر و آن بانكروفت التي ادت سوليفان .
موت هيلين كيلر وارثها :
عانت هيلين كيلر سلسلة من السكتات الدماغية في عام 1961، وقضت السنوات المتبقية من حياتها في منزلها في كونيتيكت ، وخلال حياتها، حصلت على العديد من اوسمة الشرف تقديرا لانجازاتها، بما في ذلك ميدالية تيودور روزفلت للخدمة المتميزة في عام 1936، ووسام الحرية الرئاسية في عام 1964، وانتخاب قاعة المرأة للمشاهير في عام 1965 ، كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة تيمبل وجامعة هارفارد ومن جامعات غلاسكو، اسكتلندا ، برلين، المانيا ، دلهي، الهند ، و ويتواترسراند في جوهانسبرغ، جنوب افريقيا ، بالاضافة الى ذلك، تم تعيين هيلين كيلر كزميلة فخرية في المعهد التربوي في اسكتلندا .
توفيت هيلين كيلر في نومها يوم 1 يونيو 1968، قبل اسابيع قليلة من عيد ميلادها ال 88، وخلال حياتها الرائعة، وقفت هيلين كيلر كمثال قوي على كيفية التصميم، والعمل الشاق، والخيال الذي سمح للفرد ان ينتصر على المحن ومن خلال التغلب على الظروف الصعبة مع قدر كبير من المثابرة، نمت هيلين كيلر لتصبح ناشطة محترمة ذات شهرة عالمية وعملت هيلين كيلر من اجل تحسين حياة الآخرين .