فيرنر هايزنبيرغ – السيرة الذاتية
.
ولد فيرنر هايزنبيرغ يوم 5 ديسمبر من عام 1901 في مدينة فورتزبرغ (Würzburg). والده هو الدكتور أوغست هايزنبيرغ ووالدته هي آني فيكلاين. صار والده فيما بعد بروفيسورا للغات اليونانية الوسطى والحديثة في جامعة ميونيخ. يظهر تأثير الأب في ابنه، حين لاحظ فيرنر أن اكتشاف عالم الفيزياء الياباني يوكاوا للجزء ،الذي يعرف اليوم باسم ميزون، أسماه في بداية الأمر ميزوترون، إلا أن هايزنبيرغ أشار إلى غياب “tr” في الكلمة اليونانية “mesos”، ما جعل الإسم ميزوترون يتغير إلى ميزون
ارتاد هايزنبيرغ مدرسة ماكسيميليان في ميونخ حتى سنة 1920، ثم ذهب إلى جامعة ميونخ ليدرس الفيزياء تحت إشراف سومرفيلد (Sommerfeld) وفاين (Wien) وبرينغشايم (Pringsheim) وروزينثال (Rosenthal). وفي شتاء 1922-1923، ذهب إلى غوتنغين لدراسة الفيزياء تحت إشراف ماكس بورن وفرانك وهيلبرت. ليحصل سنة 1923 على درجة الدكتوراه من جامعة ميونيخ، أصبح بعدها مساعدًا لماكس بورن في جامعة غوتنغين، وحصل سنة 1924 على venia legendi من نفس الجامعة.
عمل من سنة 1924 إلى سنة 1925 مع منحة روكفيلر مع نيلز بور في جامعة كوبنهاغن، ليعود في صيف سنة 1925 إلى غوتنغين.
وُظف سنة 1926 محاضرا في الفيزياء النظرية داخل جامعة كوبنهاغن تحت إشراف نيلز بور، ليعين سنة 1927 ،حين بلغ 26 عامًا، بروفيسورا للفيزياء النظرية في جامعة لايبتزيغ.
ذهب سنة 1929 لإلقاء محاضرات في الولايات المتحدة واليابان والهند.
وفي سنة 1941 وُظف بروفيسورا للفيزياء في جامعة برلين ومديرا لمؤسسة Kaiser Wilhelm للفيزياء هناك.
سُجن في نهاية الحرب العالمية الثانية مع علماء فيزياء آخرين من قبل القوات الأمريكية وأُرسل إلى إنكلترا، عاد سنة 1946 إلى ألمانيا، وأعاد ،بمعية زملائه، تنظيم مؤسسة الفيزياء في غوتنغين. تغير اسم هذه المؤسسة سنة 1948إذ أصبحت تحمل اسم مؤسسة ماكس بلانك للفيزياء.
بقي لعدة أشهر من سنة 1948 في مدينة كامبريدج الإنجليزية محاضرا، ودُعي سنتي 1950 و1954 لإلقاء المحاضرات في الولايات المتحدة. وفي شتاء 1955-1956 ألقى محاضرات جيفورد Gifford Lectures في جامعة سينت آندروز University of St. Andrews في اسكتلندا، نُشرت هذه المحاضرات فيما بعد على شكل كتاب.
كان هايزنبيرغ خلال سنة 1955 مشغولًا بالتحضير لنقل مؤسسة ماكس بلانك للفيزياء إلى ميونيخ في الفترة التي كان مديرا لها ما أدى لانتقاله معها إلى ميونيخ حيث وُظف سنة 1958 بروفيسورا للفيزياء في جامعة ميونخ. لتعاد تسمية مؤسسته في تلك الفترة حيث صارت مؤسسة ماكس بلانك للفيزياء والفيزياء الفلكية.
سيبقى اسم هايزنبيرغ مرتبطًا ،دائما، بنظريته في ميكانيك الكم التي نشرت سنة 1925 حين كان يبلغ من العمر 23 عامًا فقط. أدت نظريته وتطبيقاتها بشكل خاص إلى اكتشاف أنماط متآصلة من الهيدروجين، مُنح معها هايزنبيرغ جائزة نوبل للفيزياء سنة 1932.
اعتمدت نظريته الجديدة على ما يمكن ملاحظته فقط، أي على الإشعاع المنبعث من الذرة. يقول إننا لا نتمكن من إسناد الالكترون لموضع في لحظة محددة من الزمن، ما يجعلنا لا نتمكن من ملاحقته في مداره، وبالتالي لا يمكننا افتراض أن المدارات الكوكبية التي اقترحها نيلز بور توجد بالفعل. لا يجب أن تمثل الكميات الميكانيكية مثل الموضع والسرعة إلخ… بواسطة الأعداد التقليدية، بل يجب أن تمثل بواسطة بنى رياضية مجردة تدعى بالمصفوفات، وبنى نظريته الجديدة باستخدام المعادلات المصفوفية.
أقر لاحقًا بمبدإ عدم التعيين الخاص به، الذي ينص على أن تحديد موضع وكمية حركة جسيم متحرك يتضمن أخطاءً بالضرورة، ناتج هذه الأخطاء لا يمكن أن يقل عن الثابت الكمومي h، وبالرغم من أن هذه الأخطاء مهملة في المقاييس البشرية إلا أنه لا يمكن تجاهلها عند دراسة الذرة.
اهتم هايزنبيرغ منذ 1957 بالعمل على مسائل فيزياء البلازما والعمليات النووية الحرارية، بالإضافة إلى الكثير من العمل بالتعاون الوثيق من المؤسسة العالمية للفيزياء الذرية في جينيف. التي اشتغل فيها رئيسا للجنة السياسة العلمية طيلة سنوات، ثم أصبح بعد ذلك عضوا في نفس اللجنة.
عندما أصبح رئيسًا لمؤسسة ألكسندر فون هامبولت سنة 1953، فعل الكثير بغية توسيع سياسات المؤسسة، من خلال دعوة العلماء من دول أخرى إلى ألمانيا ومساعدتهم في العمل في الخارج أيضًا.
ركزت أعماله النظرية الشخصية منذ سنة 1953، على نظرية الحقل الموحد للجسيمات الأولية التي اعتقد أنها مفتاح فهم فيزياء الجسيمات الأولية.
تلقى هيزنبيرغ ،بعيدًا عن العديد من المداليات والجوائز، دكتوراه فخرية من جامعة بروكسل وجامعة كارلزرو التقنية، ومؤخرًا (سنة 1964) من جامعة بودابيست. كما يحمل وسام استحقاق من بافاريا والصليب الكبير للخدمات الفيدرالية من ألمانيا.ناهيك عن عضويته ضمن المجتمع الراقي في لندن، وفارس في رتبة الجدارة (صف السلام).
أيضا هو عضو في أكاديميات العلوم في غوتنغين وبافاريا وساكسونيا والسويد ورومانيا والنرويج واسبانيا وهولندا وروما (الأسقفية) وأكاديمية ليوبولدينا الألمانية للعلوم الطبيعية في مدينة هال وأكاديمية دي لينشي في دوما والأكاديمية الأميريكية للعلوم. كان خلال السنوات 1949 إلى 1951 رئيسًا لقنصلية الأبحاث الألمانية وأصبح في 1953 رئيسًا لمؤسسة ألكسندر فون هامبولت.
تتعد هوايات هيزنبيرغ إلا أن أبرزها هي الموسيقا الكلاسيكية، حيث كان عازفا متميزا للبيانو . تزوج سنة 1937 من إيليزابيث شوماخر، يعيشون في ميونيخ رفقة أولادهم السبعة.
من محاضرات نوبل، الفيزياء 1922-1941، شركة إيلسفير للنشر، أمستردام 1965
كُتبت هذه السيرة الذاتية في وقت الجائزة ونُشرت للمرة الأولى في سلسلة كتب جوائز نوبل. وعُدلت وأعيد نشرها في محاضرات نوبل.
مات هايزنبيرغ في الأول من فبراير سنة 1976.
المصدر
.
ولد فيرنر هايزنبيرغ يوم 5 ديسمبر من عام 1901 في مدينة فورتزبرغ (Würzburg). والده هو الدكتور أوغست هايزنبيرغ ووالدته هي آني فيكلاين. صار والده فيما بعد بروفيسورا للغات اليونانية الوسطى والحديثة في جامعة ميونيخ. يظهر تأثير الأب في ابنه، حين لاحظ فيرنر أن اكتشاف عالم الفيزياء الياباني يوكاوا للجزء ،الذي يعرف اليوم باسم ميزون، أسماه في بداية الأمر ميزوترون، إلا أن هايزنبيرغ أشار إلى غياب “tr” في الكلمة اليونانية “mesos”، ما جعل الإسم ميزوترون يتغير إلى ميزون
ارتاد هايزنبيرغ مدرسة ماكسيميليان في ميونخ حتى سنة 1920، ثم ذهب إلى جامعة ميونخ ليدرس الفيزياء تحت إشراف سومرفيلد (Sommerfeld) وفاين (Wien) وبرينغشايم (Pringsheim) وروزينثال (Rosenthal). وفي شتاء 1922-1923، ذهب إلى غوتنغين لدراسة الفيزياء تحت إشراف ماكس بورن وفرانك وهيلبرت. ليحصل سنة 1923 على درجة الدكتوراه من جامعة ميونيخ، أصبح بعدها مساعدًا لماكس بورن في جامعة غوتنغين، وحصل سنة 1924 على venia legendi من نفس الجامعة.
عمل من سنة 1924 إلى سنة 1925 مع منحة روكفيلر مع نيلز بور في جامعة كوبنهاغن، ليعود في صيف سنة 1925 إلى غوتنغين.
وُظف سنة 1926 محاضرا في الفيزياء النظرية داخل جامعة كوبنهاغن تحت إشراف نيلز بور، ليعين سنة 1927 ،حين بلغ 26 عامًا، بروفيسورا للفيزياء النظرية في جامعة لايبتزيغ.
ذهب سنة 1929 لإلقاء محاضرات في الولايات المتحدة واليابان والهند.
وفي سنة 1941 وُظف بروفيسورا للفيزياء في جامعة برلين ومديرا لمؤسسة Kaiser Wilhelm للفيزياء هناك.
سُجن في نهاية الحرب العالمية الثانية مع علماء فيزياء آخرين من قبل القوات الأمريكية وأُرسل إلى إنكلترا، عاد سنة 1946 إلى ألمانيا، وأعاد ،بمعية زملائه، تنظيم مؤسسة الفيزياء في غوتنغين. تغير اسم هذه المؤسسة سنة 1948إذ أصبحت تحمل اسم مؤسسة ماكس بلانك للفيزياء.
بقي لعدة أشهر من سنة 1948 في مدينة كامبريدج الإنجليزية محاضرا، ودُعي سنتي 1950 و1954 لإلقاء المحاضرات في الولايات المتحدة. وفي شتاء 1955-1956 ألقى محاضرات جيفورد Gifford Lectures في جامعة سينت آندروز University of St. Andrews في اسكتلندا، نُشرت هذه المحاضرات فيما بعد على شكل كتاب.
كان هايزنبيرغ خلال سنة 1955 مشغولًا بالتحضير لنقل مؤسسة ماكس بلانك للفيزياء إلى ميونيخ في الفترة التي كان مديرا لها ما أدى لانتقاله معها إلى ميونيخ حيث وُظف سنة 1958 بروفيسورا للفيزياء في جامعة ميونخ. لتعاد تسمية مؤسسته في تلك الفترة حيث صارت مؤسسة ماكس بلانك للفيزياء والفيزياء الفلكية.
سيبقى اسم هايزنبيرغ مرتبطًا ،دائما، بنظريته في ميكانيك الكم التي نشرت سنة 1925 حين كان يبلغ من العمر 23 عامًا فقط. أدت نظريته وتطبيقاتها بشكل خاص إلى اكتشاف أنماط متآصلة من الهيدروجين، مُنح معها هايزنبيرغ جائزة نوبل للفيزياء سنة 1932.
اعتمدت نظريته الجديدة على ما يمكن ملاحظته فقط، أي على الإشعاع المنبعث من الذرة. يقول إننا لا نتمكن من إسناد الالكترون لموضع في لحظة محددة من الزمن، ما يجعلنا لا نتمكن من ملاحقته في مداره، وبالتالي لا يمكننا افتراض أن المدارات الكوكبية التي اقترحها نيلز بور توجد بالفعل. لا يجب أن تمثل الكميات الميكانيكية مثل الموضع والسرعة إلخ… بواسطة الأعداد التقليدية، بل يجب أن تمثل بواسطة بنى رياضية مجردة تدعى بالمصفوفات، وبنى نظريته الجديدة باستخدام المعادلات المصفوفية.
أقر لاحقًا بمبدإ عدم التعيين الخاص به، الذي ينص على أن تحديد موضع وكمية حركة جسيم متحرك يتضمن أخطاءً بالضرورة، ناتج هذه الأخطاء لا يمكن أن يقل عن الثابت الكمومي h، وبالرغم من أن هذه الأخطاء مهملة في المقاييس البشرية إلا أنه لا يمكن تجاهلها عند دراسة الذرة.
اهتم هايزنبيرغ منذ 1957 بالعمل على مسائل فيزياء البلازما والعمليات النووية الحرارية، بالإضافة إلى الكثير من العمل بالتعاون الوثيق من المؤسسة العالمية للفيزياء الذرية في جينيف. التي اشتغل فيها رئيسا للجنة السياسة العلمية طيلة سنوات، ثم أصبح بعد ذلك عضوا في نفس اللجنة.
عندما أصبح رئيسًا لمؤسسة ألكسندر فون هامبولت سنة 1953، فعل الكثير بغية توسيع سياسات المؤسسة، من خلال دعوة العلماء من دول أخرى إلى ألمانيا ومساعدتهم في العمل في الخارج أيضًا.
ركزت أعماله النظرية الشخصية منذ سنة 1953، على نظرية الحقل الموحد للجسيمات الأولية التي اعتقد أنها مفتاح فهم فيزياء الجسيمات الأولية.
تلقى هيزنبيرغ ،بعيدًا عن العديد من المداليات والجوائز، دكتوراه فخرية من جامعة بروكسل وجامعة كارلزرو التقنية، ومؤخرًا (سنة 1964) من جامعة بودابيست. كما يحمل وسام استحقاق من بافاريا والصليب الكبير للخدمات الفيدرالية من ألمانيا.ناهيك عن عضويته ضمن المجتمع الراقي في لندن، وفارس في رتبة الجدارة (صف السلام).
أيضا هو عضو في أكاديميات العلوم في غوتنغين وبافاريا وساكسونيا والسويد ورومانيا والنرويج واسبانيا وهولندا وروما (الأسقفية) وأكاديمية ليوبولدينا الألمانية للعلوم الطبيعية في مدينة هال وأكاديمية دي لينشي في دوما والأكاديمية الأميريكية للعلوم. كان خلال السنوات 1949 إلى 1951 رئيسًا لقنصلية الأبحاث الألمانية وأصبح في 1953 رئيسًا لمؤسسة ألكسندر فون هامبولت.
تتعد هوايات هيزنبيرغ إلا أن أبرزها هي الموسيقا الكلاسيكية، حيث كان عازفا متميزا للبيانو . تزوج سنة 1937 من إيليزابيث شوماخر، يعيشون في ميونيخ رفقة أولادهم السبعة.
من محاضرات نوبل، الفيزياء 1922-1941، شركة إيلسفير للنشر، أمستردام 1965
كُتبت هذه السيرة الذاتية في وقت الجائزة ونُشرت للمرة الأولى في سلسلة كتب جوائز نوبل. وعُدلت وأعيد نشرها في محاضرات نوبل.
مات هايزنبيرغ في الأول من فبراير سنة 1976.
المصدر