جدار برلين و تاريخ سقوطه
الذين يعيشون في برلين الآن، يجدون صعوبة في تصديق انها نفس المدينة التي رأوها على شاشة التلفزيون من قبل ، وانها كانت مدينة واحدة مقسمة بجدار ارتفاعه 155 كم (91 ميل) لمدة 28 عاما، وعلى الرغم من مرور 27 سنة أخرى منذ انهيار جدار برلين، الا ان التذكير المادي لهذا الجدار العظيم لاينتهي فان جدار برلين يوضح لنا تاريخ عريق ويضيء الكثير من الامور التاريخية.
تاريخ جدار برلين :
جدار برلين الذي اقيم في جوف الليل في 13 أغسطس عام 1961، والذي كان معروفا باسم برلينر موير باللغة الألمانية ، وكان جدار برلين يقوم فعليا بتقسيم برلين الغربية وألمانيا الشرقية من اجل الحفاظ على الألمان الشرقيين بعيدا عن الغرب.
وعندما سقط جدار برلين في 9 نوفمبر 1989، كان تدميره تقريبا لحظة مهمة حيث انه كان جدار برلين رمزا للحرب الباردة ، وبالتالي عندما سقط كان هذا بمثابة احتفالا لجميع أنحاء العالم.
وتنقسم برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية ، الي اربعة مناطق بعد ان احتلت قوات الحلفاء ألمانيا ، فكانت محتلة من قبل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، و الاتحاد السوفياتي والعلاقة بين الاتحاد السوفياتي وغيره من دول الحلفاء الثلاثة تفككت بسرعة، والغلاف الجوي التعاوني لاحتلال ألمانيا تحول الي شكل تنافسي وعدواني ، على الرغم من أن التوحيد في نهاية المطاف لألمانيا كان مقصودا ، ولكن هناك علاقة جديدة بين قوات الحلفاء تحولت لكي تكون ضد الشيوعية.
وفي عام 1949، أصبحت هذه المناطق منظمة جديدة يشكلون معا ألمانيا الغربية (جمهورية ألمانيا الاتحادية ، وحدث نفس هذا التقسيم في غرب وشرق برلين.
الهجرة الجماعية الي المانيا :
في غضون فترة قصيرة من الزمن بعد الحرب، أصبحت الظروف المعيشية في ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية تختلف اختلافا واضحا ، فبمساعدة ودعم قوى احتلالها، استطاعت ألمانيا الغربية بناء مجتمع رأسمالي، وشهدت مثل هذا النمو السريع لاقتصادها والذي أصبح معروفا باسم "المعجزة الاقتصادية" ، فمع هذا العمل الشاق، اصبح الأفراد الذين يعيشون في ألمانيا الغربية قادرين على العيش بشكل جيد، وشراء الأدوات والأجهزة المنزلية، والسفر كما يشاءون.
اما عن المانيا الشرقية فتقريبا حدث العكس ، فكان الاتحاد السوفيتي ينظر الي منطقتهم باعتبارها غنيمة حرب، فسرق السوفييت معدات المصانع وأصول أخرى ذات قيمة من المنطقة وقام بشحنها إلى الاتحاد السوفيتي ، فكانت المانيا الشرقية تحت تأثير مباشر من الاتحاد السوفياتي، وبالتالي تم إنشاء المجتمع الشيوعي في ألمانيا الشرقية، واصبح علي الاقتصاد والحريات الفردية قيود مشددة.
وبحلول أواخر عام 1950،الكثير من الاشخاص الذين يعيشون في ألمانيا الشرقية لم يكونوا قادرين على الوقوف ضد الظروف المعيشية القمعية في ألمانيا الشرقية، وحزموا امتعة حقائبهم وتوجهوا الى برلين الغربية ، وعلى الرغم من أن بعضهم توقفوا في طريقهم، الا ان مئات الآلاف الآخرين عبروا الحدود ، وتم إيواء هؤلاء اللاجئين في المستودعات وثم نقلهم جوا إلى ألمانيا الغربية ، والعديد من أولئك الذين هربوا كانوا من الشباب والمهنيين المدربين.
وقبل عام 1960في وقت مبكر، سرعان مابدأت ألمانيا الشرقية في فقدان كلا من القوى العاملة وسكانها ، ففقدت بالفعل 2.5 مليون شخص بحلول عام 1961، واصبحت ألمانيا الشرقية في حاجة ماسة لوقف هذه الهجرة الجماعية ، وكان هناك عدة محاولات لاتخاذ اجراءات للقضاء علي نقطة الخروج حتي ان الاتحاد السوفياتي هدد الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية حول هذه القضية، وعندما اصبحت المانيا الشرقية يائسة في الحفاظ على مواطنيها، قررت ألمانيا الشرقية بناء جدار لمنعهم من عبور الحدود وهو جدار برلين.
جدار برلين المرتفع :
كانت هناك شائعات بأن شيئا ما قد يحدث لتشديد الحدود الشرقية ، ولكن لا أحد كان يتوقع سرعة اطلاق جدار مرتفع كـ جدار برلين ، فبعد منتصف الليل في يوم 12- 13 أغسطس 1961، انتقلت شاحنات تحمل الجنود وعمال البناء عبر برلين الشرقية ، وفي حين أن معظم برلين كانت نائمة ، بدأت هذه الأطقم في تمزيق الشوارع التي تؤدي إلى غرب برلين، وعملوا علي حفر ثقوب لوضع اساسات خرسانية، ووضعوا الأسلاك الشائكة عبر الحدود بين برلين الشرقية والغربية، كما انهم قطعوا أسلاك الهاتف أيضا بين برلين الشرقية والغربية.
وصدمت برلين عندما استيقظت في صباح ذلك اليوم ، حيث وجدت هذه الحدود حيث لم يعد من الممكن لسكان برلين الشرقية عبور الحدود ، ولم يعد من الممكن للعائلات والأصدقاء ومحبي عبور الحدود لقاء أحبائهم، واصبحت برلين عالقة على هذا الجانب على مدى عقود.
حجم ونطاق جدار برلين :
جدار برلين امتد لأكثر من مائة ميل ، ولم يكن فقط في وسط برلين، ولكنه كان ملفوفا أيضا حول برلين الغربية، وقطع تماما برلين الغربية عن بقية ألمانيا الشرقية.
وجدار برلين نفسه مرت عليه أربعة تحولات كبيرة خلال تاريخه الممتد منذ 28 عاما ، فبدأ جدار برلين باعتباره سياج شائك ولكن بعد بضعة أيام فقط تم وضع السياج الأول، وتم استبداله بسرعة مع بنية أكثر ثباتا، وأكثر دواما مصنوعة من كتل خرسانية، وتعلوها أسلاك شائكة ، وبعد ذلك تم استبدال الإصدارات الأولية من الجدار (من الأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية) الي النسخة الثالثة من جدار برلين في عام 1965 ، وهذا الإصدار كان يتكون من جدار خرساني، بدعم من عوارض الصلب.
ولكن كانت النسخة الرابعة من جدار برلين، والتي شيدت 1975- 1980، هي الأكثر تعقيدا وشمولا ، فكانت تتألف من كتل خرسانية تصل إلى ما يقرب من 12 أقدام (3.6 متر) و4 أقدام واسعة (1.2 متر)، بالإضافة إلى أنه كان هناك أنبوب سلس يمر عبر الجزء العلوي وهو لعرقلة الناس من تسلق جدار برلين.
نقاط التفتيش علي الحدود :
على الرغم من أن معظم الحدود بين الشرق والغرب كانت تتألف من طبقات تدابير وقائية، الا انه كان هناك أكثر من مجرد فتحةرسمية على طول جدار برلين، وكانت هذه الفتحات، تدعي نقاط التفتيش، وكان يقوم باستخدامهاالمسؤولين وغيرهم مع تصريح خاص لعبور الحدود.
وكانت أشهر هذه النقاط نقطة تفتيش تشارلي ، وتقع على الحدود بين برلين الشرقية والغربية في شارع فريدريش، وكانت نقطة تفتيش تشارلي هي نقطة العبور الرئيسية للعاملين الحلفاء الغربيين لعبور الحدود ، وبعد فترة وجيزة تم بناء جدار برلين، وأصبحت نقطة تفتيش تشارلي رمزا للحرب الباردة، وكثيرا ما كانت واردة في الأفلام والكتب التي وضعت خلال هذه الفترة الزمنية.
محاولات الهروب عبر جدار برلين:
لم يمنع جدار برلين غالبية الألمان الشرقيين من الهجرة إلى الغرب، فخلال تاريخ جدار برلين، تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 5000 شخص عبروا بأمان من جدار برلين ، وكانت بعض المحاولات الناجحة الأولى بسيطة، مثل رمي الحبل فوق جدار برلين والصعود والقفز من نوافذ الطوابق العليا من المباني السكنية التي يحدها جدار برلين.
وعندما أصبح جدار برلين أقوى وأكبر، أصبحت محاولات الهروب أكثر تعقيدا ومخطط لها جيدا حيث بدأوا في حفر الأنفاق من أقبية المباني في برلين الشرقية، تحت جدار برلين، ومنه إلى غرب برلين، وهناك مجموعة أخرى قامت بعمل قصاصات من القماش وبنيت منطاد من الهواء الساخن وحلقت فوق الجدار.
ومع الأسف، ليست محاولات الهرب كلها كانت ناجحة ، فكان مسموحا لحرس ألمانيا الشرقية اطلاق النار علي أي شخص يقترب من الجانب الشرقي من جدار برلين دون سابق إنذار، وكانت هناك دائما فرصة للوفاة ، فتشير التقديرات إلى ما يتراوح ما بين 100 و 200 من الألمان الشرقيين توفوا أثناء محاولتهم عبور جدار برلين.
سقوط جدار برلين :
سقوط جدار برلين حدث تقريبا فجأة تماما كما تم بناؤه ، فقد كانت هناك دلائل تشير إلى أن الكتلة الشيوعية بدأت تضعف، لكن القادة الشيوعيين في ألمانيا الشرقية اصروا أن ألمانيا الشرقية في حاجة لمجرد تغيير معتدل بدلا من ثورة جذرية ، ولكن مواطني ألمانيا الشرقية لم يوافقوا على ذلك.
وبدأت الشيوعية تنتشر في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا في عام 1988 و 1989، وتم فتح نقطة نزوح جديدة إلى الألمان الشرقيين الذين يريدون الفرار إلى الغرب ، ثم فجأة، في مساء يوم 9 نوفمبر 1989، جاء الإعلان الصادر عن مسؤول في الحكومة الألمانية الشرقية غونتر شابوسكي حيث فتح الحدود .
كانت الناس في حالة صدمة ، فهل كانت الحدود مفتوحة حقا ، فعندما اقترب الألمان الشرقيين من الحدود وجدوها مفتوحة ومسموح بعبور الناس منها بدون اي مشاكل ، وبسرعة فائقة غمرت المياه جدار برلين من كلا الجانبين ، وبدأ تكسير حائط برلين بالمطارق والأزاميل، وكان هناك احتفال ضخم مرتجل على طول جدار برلين، والناس تتعانق، وتقوم بتقبيل بعضهم البعض، ويغنون، ويهتفون.
والآن لا يوجد اثر لجدار برلين سوي النصب التذكاري لسور برلين ، وبعد سقوط جدار برلين، اصبحت ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية موحدة تحت سقف ولاية واحدة ألمانية وذلك في 3 أكتوبر 1990.
الذين يعيشون في برلين الآن، يجدون صعوبة في تصديق انها نفس المدينة التي رأوها على شاشة التلفزيون من قبل ، وانها كانت مدينة واحدة مقسمة بجدار ارتفاعه 155 كم (91 ميل) لمدة 28 عاما، وعلى الرغم من مرور 27 سنة أخرى منذ انهيار جدار برلين، الا ان التذكير المادي لهذا الجدار العظيم لاينتهي فان جدار برلين يوضح لنا تاريخ عريق ويضيء الكثير من الامور التاريخية.
تاريخ جدار برلين :
جدار برلين الذي اقيم في جوف الليل في 13 أغسطس عام 1961، والذي كان معروفا باسم برلينر موير باللغة الألمانية ، وكان جدار برلين يقوم فعليا بتقسيم برلين الغربية وألمانيا الشرقية من اجل الحفاظ على الألمان الشرقيين بعيدا عن الغرب.
وعندما سقط جدار برلين في 9 نوفمبر 1989، كان تدميره تقريبا لحظة مهمة حيث انه كان جدار برلين رمزا للحرب الباردة ، وبالتالي عندما سقط كان هذا بمثابة احتفالا لجميع أنحاء العالم.
وتنقسم برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية ، الي اربعة مناطق بعد ان احتلت قوات الحلفاء ألمانيا ، فكانت محتلة من قبل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، و الاتحاد السوفياتي والعلاقة بين الاتحاد السوفياتي وغيره من دول الحلفاء الثلاثة تفككت بسرعة، والغلاف الجوي التعاوني لاحتلال ألمانيا تحول الي شكل تنافسي وعدواني ، على الرغم من أن التوحيد في نهاية المطاف لألمانيا كان مقصودا ، ولكن هناك علاقة جديدة بين قوات الحلفاء تحولت لكي تكون ضد الشيوعية.
وفي عام 1949، أصبحت هذه المناطق منظمة جديدة يشكلون معا ألمانيا الغربية (جمهورية ألمانيا الاتحادية ، وحدث نفس هذا التقسيم في غرب وشرق برلين.
الهجرة الجماعية الي المانيا :
في غضون فترة قصيرة من الزمن بعد الحرب، أصبحت الظروف المعيشية في ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية تختلف اختلافا واضحا ، فبمساعدة ودعم قوى احتلالها، استطاعت ألمانيا الغربية بناء مجتمع رأسمالي، وشهدت مثل هذا النمو السريع لاقتصادها والذي أصبح معروفا باسم "المعجزة الاقتصادية" ، فمع هذا العمل الشاق، اصبح الأفراد الذين يعيشون في ألمانيا الغربية قادرين على العيش بشكل جيد، وشراء الأدوات والأجهزة المنزلية، والسفر كما يشاءون.
اما عن المانيا الشرقية فتقريبا حدث العكس ، فكان الاتحاد السوفيتي ينظر الي منطقتهم باعتبارها غنيمة حرب، فسرق السوفييت معدات المصانع وأصول أخرى ذات قيمة من المنطقة وقام بشحنها إلى الاتحاد السوفيتي ، فكانت المانيا الشرقية تحت تأثير مباشر من الاتحاد السوفياتي، وبالتالي تم إنشاء المجتمع الشيوعي في ألمانيا الشرقية، واصبح علي الاقتصاد والحريات الفردية قيود مشددة.
وبحلول أواخر عام 1950،الكثير من الاشخاص الذين يعيشون في ألمانيا الشرقية لم يكونوا قادرين على الوقوف ضد الظروف المعيشية القمعية في ألمانيا الشرقية، وحزموا امتعة حقائبهم وتوجهوا الى برلين الغربية ، وعلى الرغم من أن بعضهم توقفوا في طريقهم، الا ان مئات الآلاف الآخرين عبروا الحدود ، وتم إيواء هؤلاء اللاجئين في المستودعات وثم نقلهم جوا إلى ألمانيا الغربية ، والعديد من أولئك الذين هربوا كانوا من الشباب والمهنيين المدربين.
وقبل عام 1960في وقت مبكر، سرعان مابدأت ألمانيا الشرقية في فقدان كلا من القوى العاملة وسكانها ، ففقدت بالفعل 2.5 مليون شخص بحلول عام 1961، واصبحت ألمانيا الشرقية في حاجة ماسة لوقف هذه الهجرة الجماعية ، وكان هناك عدة محاولات لاتخاذ اجراءات للقضاء علي نقطة الخروج حتي ان الاتحاد السوفياتي هدد الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية حول هذه القضية، وعندما اصبحت المانيا الشرقية يائسة في الحفاظ على مواطنيها، قررت ألمانيا الشرقية بناء جدار لمنعهم من عبور الحدود وهو جدار برلين.
جدار برلين المرتفع :
كانت هناك شائعات بأن شيئا ما قد يحدث لتشديد الحدود الشرقية ، ولكن لا أحد كان يتوقع سرعة اطلاق جدار مرتفع كـ جدار برلين ، فبعد منتصف الليل في يوم 12- 13 أغسطس 1961، انتقلت شاحنات تحمل الجنود وعمال البناء عبر برلين الشرقية ، وفي حين أن معظم برلين كانت نائمة ، بدأت هذه الأطقم في تمزيق الشوارع التي تؤدي إلى غرب برلين، وعملوا علي حفر ثقوب لوضع اساسات خرسانية، ووضعوا الأسلاك الشائكة عبر الحدود بين برلين الشرقية والغربية، كما انهم قطعوا أسلاك الهاتف أيضا بين برلين الشرقية والغربية.
وصدمت برلين عندما استيقظت في صباح ذلك اليوم ، حيث وجدت هذه الحدود حيث لم يعد من الممكن لسكان برلين الشرقية عبور الحدود ، ولم يعد من الممكن للعائلات والأصدقاء ومحبي عبور الحدود لقاء أحبائهم، واصبحت برلين عالقة على هذا الجانب على مدى عقود.
حجم ونطاق جدار برلين :
جدار برلين امتد لأكثر من مائة ميل ، ولم يكن فقط في وسط برلين، ولكنه كان ملفوفا أيضا حول برلين الغربية، وقطع تماما برلين الغربية عن بقية ألمانيا الشرقية.
وجدار برلين نفسه مرت عليه أربعة تحولات كبيرة خلال تاريخه الممتد منذ 28 عاما ، فبدأ جدار برلين باعتباره سياج شائك ولكن بعد بضعة أيام فقط تم وضع السياج الأول، وتم استبداله بسرعة مع بنية أكثر ثباتا، وأكثر دواما مصنوعة من كتل خرسانية، وتعلوها أسلاك شائكة ، وبعد ذلك تم استبدال الإصدارات الأولية من الجدار (من الأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية) الي النسخة الثالثة من جدار برلين في عام 1965 ، وهذا الإصدار كان يتكون من جدار خرساني، بدعم من عوارض الصلب.
ولكن كانت النسخة الرابعة من جدار برلين، والتي شيدت 1975- 1980، هي الأكثر تعقيدا وشمولا ، فكانت تتألف من كتل خرسانية تصل إلى ما يقرب من 12 أقدام (3.6 متر) و4 أقدام واسعة (1.2 متر)، بالإضافة إلى أنه كان هناك أنبوب سلس يمر عبر الجزء العلوي وهو لعرقلة الناس من تسلق جدار برلين.
نقاط التفتيش علي الحدود :
على الرغم من أن معظم الحدود بين الشرق والغرب كانت تتألف من طبقات تدابير وقائية، الا انه كان هناك أكثر من مجرد فتحةرسمية على طول جدار برلين، وكانت هذه الفتحات، تدعي نقاط التفتيش، وكان يقوم باستخدامهاالمسؤولين وغيرهم مع تصريح خاص لعبور الحدود.
وكانت أشهر هذه النقاط نقطة تفتيش تشارلي ، وتقع على الحدود بين برلين الشرقية والغربية في شارع فريدريش، وكانت نقطة تفتيش تشارلي هي نقطة العبور الرئيسية للعاملين الحلفاء الغربيين لعبور الحدود ، وبعد فترة وجيزة تم بناء جدار برلين، وأصبحت نقطة تفتيش تشارلي رمزا للحرب الباردة، وكثيرا ما كانت واردة في الأفلام والكتب التي وضعت خلال هذه الفترة الزمنية.
محاولات الهروب عبر جدار برلين:
لم يمنع جدار برلين غالبية الألمان الشرقيين من الهجرة إلى الغرب، فخلال تاريخ جدار برلين، تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 5000 شخص عبروا بأمان من جدار برلين ، وكانت بعض المحاولات الناجحة الأولى بسيطة، مثل رمي الحبل فوق جدار برلين والصعود والقفز من نوافذ الطوابق العليا من المباني السكنية التي يحدها جدار برلين.
وعندما أصبح جدار برلين أقوى وأكبر، أصبحت محاولات الهروب أكثر تعقيدا ومخطط لها جيدا حيث بدأوا في حفر الأنفاق من أقبية المباني في برلين الشرقية، تحت جدار برلين، ومنه إلى غرب برلين، وهناك مجموعة أخرى قامت بعمل قصاصات من القماش وبنيت منطاد من الهواء الساخن وحلقت فوق الجدار.
ومع الأسف، ليست محاولات الهرب كلها كانت ناجحة ، فكان مسموحا لحرس ألمانيا الشرقية اطلاق النار علي أي شخص يقترب من الجانب الشرقي من جدار برلين دون سابق إنذار، وكانت هناك دائما فرصة للوفاة ، فتشير التقديرات إلى ما يتراوح ما بين 100 و 200 من الألمان الشرقيين توفوا أثناء محاولتهم عبور جدار برلين.
سقوط جدار برلين :
سقوط جدار برلين حدث تقريبا فجأة تماما كما تم بناؤه ، فقد كانت هناك دلائل تشير إلى أن الكتلة الشيوعية بدأت تضعف، لكن القادة الشيوعيين في ألمانيا الشرقية اصروا أن ألمانيا الشرقية في حاجة لمجرد تغيير معتدل بدلا من ثورة جذرية ، ولكن مواطني ألمانيا الشرقية لم يوافقوا على ذلك.
وبدأت الشيوعية تنتشر في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا في عام 1988 و 1989، وتم فتح نقطة نزوح جديدة إلى الألمان الشرقيين الذين يريدون الفرار إلى الغرب ، ثم فجأة، في مساء يوم 9 نوفمبر 1989، جاء الإعلان الصادر عن مسؤول في الحكومة الألمانية الشرقية غونتر شابوسكي حيث فتح الحدود .
كانت الناس في حالة صدمة ، فهل كانت الحدود مفتوحة حقا ، فعندما اقترب الألمان الشرقيين من الحدود وجدوها مفتوحة ومسموح بعبور الناس منها بدون اي مشاكل ، وبسرعة فائقة غمرت المياه جدار برلين من كلا الجانبين ، وبدأ تكسير حائط برلين بالمطارق والأزاميل، وكان هناك احتفال ضخم مرتجل على طول جدار برلين، والناس تتعانق، وتقوم بتقبيل بعضهم البعض، ويغنون، ويهتفون.
والآن لا يوجد اثر لجدار برلين سوي النصب التذكاري لسور برلين ، وبعد سقوط جدار برلين، اصبحت ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية موحدة تحت سقف ولاية واحدة ألمانية وذلك في 3 أكتوبر 1990.