ماذا يفعل المظلوم
مقدمة
حياتنا عبارة عن سجن كبير، مليء بظلم السجان الذي قرر أن يكون والياً على الملايين من الناس، ويحاول أن يبلغ سيطرته عليهم، والله سبحانه وتعالى قد خلق كل إنسان، وأودع في قلبه حب الطمأنينة، والروح الطيبة، ولكن ما نراه يجعلنا نتغير بشكل كبير، لنكون أناساً آخرين، غير قادرين على إعطاء الثقة لأحد؛ لأن من يخذلنا ويظلمنا أكثر بكثير ممن يقف بجانبنا، ويحاول أن يكون واحداً منا.
ماذا يفعل المظلوم
الظلم من أكثر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى، وتوعد أصحابها بالعذاب المقيم في نار جهنم، ليس لشيء، ولكن الظالم يعذب الناس بدون أي وجه حق، ويحاول أن يسيطر على أفكارهم وأفعالهم ليكون بمثابة ولي عليهم، وهذا أمر مرفوض بالكامل، ولا بد من إيجاد الطرق اللازمة للتخلص من الظلم بأي شكل من الأشكال، والحديث يدور عن المظلوم، وطُرقه التي من الممكن أن يلجأ إليها في صد الظلم عنه، وإن كان بالأساس غير قادراً على صد أي ضرر قد وقع عليه، لذلك يلجأ لمن هو أكبر وأعظم ليأخذ حقه بالطريقة التي يجدها مناسبة.
الدعاء في جوف الليل
وهذا ما يجب على المظلوم أن يقوم به من أجل إرجاع حقه المسلوب، وهو أن يدعو الله في جوف الليل، ويتضرع له بالقول والفعل، ويشكو لله هماً هو أعلم به من الأساس، ويحاول أن يطلب من الله ما يريده تماماً، فالله سبحانه يعلم ما نريد، ولكنه يحب عودة العبد إليه في جوف الليل يدعوه ويتضرع إليه بالشكوى، والله سبحانه يكون في السماء الأولى ينتظر أن يدعوه أحدهم بظهر الغيب ليجيب له الدعاء.
يحتسب صبره على الظلم
فكلمة حسبي الله ونعم الوكيل تعني أن المسلم قد ترك الموضوع جانباً، وفوض أمره لله، ومن يفوض الله في أمر فعليه أن يتأكد أن الله لن يترك أمره حتى يرده إليه بالخير والإحسان، وأن الحق لا بد أن يعود مهما بلغ جبروت الظلم عنان السماء، والاحتساب لا بدّ أن يكون على يقين بأن الله قد توعد الظالم بالعذاب وتوعد المظلوم بالنصرة ولو بعد حين، والاحتساب لا بدّ أن يشمل الروح والقلب والنفس وكل جوارح الإنسان.
الثبات على الحق
فعندما يشعر الشخص أنه يقع في الظلم دوماً، ولا يجد من يقف بجانبه، أو يشعر بأن الله يرد له الحق، تجده يجزع من أمر الله، ويحاول أن يشكك في قدرة الله على استرداد الحق، وإرجاعه لأصحابه، وهذا ما يزعزع الإيمان في القلوب الضعيفة التي لا تثبت على الحق، ولا تعترف بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على إرجاع الحق، ولكن في الوقت المناسب، فإن شعرت أنك في يوم قد تعرضت للظلم، ولم تجد المَخرج المناسب لذلك فلا تتهم رب العباد بتقصيره تجاهك، بل حاول أن تعرف أنت وجه التقصير في عبادتك حقاً، وتأكد أن حقك سيعود لك، ولكن بالطريقة التي يحددها الله سبحانه وتعالى، ويكون هو الأقدر عليها بإذنه تعالى.
دعوة المظلوم للظالم
وهذا هو الأمر الذي قد يجده البعض غريباً، فهناك بعض النفوس الطيبة التي لا تحب أن تؤذي الآخرين، حتى في ظل الظلم الذي عاشوه تجدهم يحاولون أن يكسبوا الأجرين، أجر الصبر والاحتساب والأجر الآخر أجر التوقف عن الشعور بالغضب، والدعاء للظالم بالهداية، وهذا ما يرفع العبد الدرجات العليا، وهذا هو التمثيل الحقيقي للإسلام على الأرض، فالمسلم لا يحمل في قلبه الضغينة مهما كان الظلمُ كبيراً، ولا بدّ أن يتصور الشخص أنه قد يقع ضحية لظلم الآخرين، وعليه لا بد من المسامحة والتوكل على الله في استرداد الحق المسلوب.
دعوة سيدنا يونس
وهذه الدعوة يجب أن نقوم جميعاً بدعوتها، حتى لو لم نكن نشعر بالظلم، فالمظلوم لا بدّ له أن يردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وهذا اعتراف بالكامل أنه لا بد أنه قد ظلم أحدهم في يوم من الأيام ولكنه يطلب المسامحة من الله؛ لأنه جرب الظلم، ولم يكن طعمه جيداً، وأنه عانى أشد المعاناة في سبيل تحقيق الأمر الذي قام به، فعليه لا بد أن نتذكر يومياً، ودوماً أن الله سبحانه جعلنا على الأرض لنعمر فيها لا لنجابه بعضنا البعض ونظلم أنفسنا وغيرنا.
يدعو الله أن يرد حقه
فالله سبحانه توعد الظالم بأن يكون عذابه شديداً، فالله سبحانه نسب لنفسه القوة والجبروت والانتقام ولكنه رفض أن ينسب لنفسه صفة الظلم؛ لأنها من الصفات الصعبة التي لا بد أن يرفعها من يستطيع أن يقوم بذلك عن عباد الله مهما اختلفت جنسياتهم أو دياناتهم أو أعراقه، وجعل الله دعوة المظلوم كالسهم المنطلق، الذي لا يوقفه أي أمر مهما كان قوياً أو غالباً، فهذا السهم منطلق بأمر الله سبحانه وتعالى، وهذا من حق العبد على ربه أن يرد عنه الظلم ويرفعه بكل أشكاله.
أشكال الظلم
الظلم الجسدي
وهو أصعب أنواع الظلم، وكثير منا يتعرض لمثل هذا الأمر، كأن تسير على سبيل المثال في مظاهرة سلمية لتتفاجئ بأنك تتعرض للضرب بدون أن يكون لك أي يد في أي عمل تخريبي قد حدث، أو تجد نفسك وسط مشكلة والكل يتهافت عليك بالضرب والتجريح، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه؛ لأنه لا يمس الجسد فحسب، وإنما يمس القلب أيضاً، لتصبح بعد ذلك غير قادر على اتخاذ القرارات التي تلاءم حياتك، أو تشعر أنه لا فائدة من المحاولات التي تقوم بها مهما بلغ حجم التضحيات.
الظلم المادي
كأن يأخذ أحدهم منك أغراضاً عنوة بدون أي وجه حق، أو يسلبك الآخرين حقاً لا بد أن يكون لك في يوم من الأيام، وتشعر بهذه اللحظة أنك عاجز تماماً عن الحصول على حقك الذي سلب منك، وعليه تبقى تشعر بالظلم والكبت، وتحاول قدر المستطاع أن ترد حقك ولكنك لا تستطيع، لربما عجز في قلبك، أو الشعور بأنه لن يأتي تعبك بنتيجة.
الظلم المعنوي
وهو من أبسط أشكال الظلم، حيث يشعر الشخص بأنه ظلم بدون أن يقصد الظالم ذلك، كأن يتبلى عليك أحدهم بكلام لم تقوله، أو كأن يقوم أحدهم أنك سخرت منه وأنت لم تفعل، وهنا تحدث مشاحنة بينك وبين الآخرين بسبب هذا الأمر، مما يوقعك في ظلم الشك والتبرير.
القهر والتضييق
هذه أحدى صور الظلم التي نشهدها في كثير من الأوقات في حياتنا بمختلف أشكالها، فنجد أننا نعاني من هذا الأمر في حياتنا وفي المدرسة وفي الجامعة وحتى في البيئة المحيطة، فالجميع يشعر أنه مقهور بشكلٍ أو بآخر، ولولا ذلك لما وجدنا حالات الاكتئاب في تزايد مستمر.
ختاماً فإن الظلم مهما اعتلت مراتبه، وأصبح في الأماكن العالية إلّا أنه سيأتي اليوم الذي ستنهار فيه كل الأسقف، ليكون بعد ذلك عبرة لكل من يسول له نفسه بأن الحق لا يؤخذ، وأن الله لا يترك الحقوق مهما طال عليها الزمان، وعليه فإنك أيها المسلم لا بد أن تقتنع بأن الله هو الواحد الأحد الذي لا يمكن أن ينساك أو يتجاهل نداؤك مهما طال الزمان أو قصر.
مقدمة
حياتنا عبارة عن سجن كبير، مليء بظلم السجان الذي قرر أن يكون والياً على الملايين من الناس، ويحاول أن يبلغ سيطرته عليهم، والله سبحانه وتعالى قد خلق كل إنسان، وأودع في قلبه حب الطمأنينة، والروح الطيبة، ولكن ما نراه يجعلنا نتغير بشكل كبير، لنكون أناساً آخرين، غير قادرين على إعطاء الثقة لأحد؛ لأن من يخذلنا ويظلمنا أكثر بكثير ممن يقف بجانبنا، ويحاول أن يكون واحداً منا.
ماذا يفعل المظلوم
الظلم من أكثر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى، وتوعد أصحابها بالعذاب المقيم في نار جهنم، ليس لشيء، ولكن الظالم يعذب الناس بدون أي وجه حق، ويحاول أن يسيطر على أفكارهم وأفعالهم ليكون بمثابة ولي عليهم، وهذا أمر مرفوض بالكامل، ولا بد من إيجاد الطرق اللازمة للتخلص من الظلم بأي شكل من الأشكال، والحديث يدور عن المظلوم، وطُرقه التي من الممكن أن يلجأ إليها في صد الظلم عنه، وإن كان بالأساس غير قادراً على صد أي ضرر قد وقع عليه، لذلك يلجأ لمن هو أكبر وأعظم ليأخذ حقه بالطريقة التي يجدها مناسبة.
الدعاء في جوف الليل
وهذا ما يجب على المظلوم أن يقوم به من أجل إرجاع حقه المسلوب، وهو أن يدعو الله في جوف الليل، ويتضرع له بالقول والفعل، ويشكو لله هماً هو أعلم به من الأساس، ويحاول أن يطلب من الله ما يريده تماماً، فالله سبحانه يعلم ما نريد، ولكنه يحب عودة العبد إليه في جوف الليل يدعوه ويتضرع إليه بالشكوى، والله سبحانه يكون في السماء الأولى ينتظر أن يدعوه أحدهم بظهر الغيب ليجيب له الدعاء.
يحتسب صبره على الظلم
فكلمة حسبي الله ونعم الوكيل تعني أن المسلم قد ترك الموضوع جانباً، وفوض أمره لله، ومن يفوض الله في أمر فعليه أن يتأكد أن الله لن يترك أمره حتى يرده إليه بالخير والإحسان، وأن الحق لا بد أن يعود مهما بلغ جبروت الظلم عنان السماء، والاحتساب لا بدّ أن يكون على يقين بأن الله قد توعد الظالم بالعذاب وتوعد المظلوم بالنصرة ولو بعد حين، والاحتساب لا بدّ أن يشمل الروح والقلب والنفس وكل جوارح الإنسان.
الثبات على الحق
فعندما يشعر الشخص أنه يقع في الظلم دوماً، ولا يجد من يقف بجانبه، أو يشعر بأن الله يرد له الحق، تجده يجزع من أمر الله، ويحاول أن يشكك في قدرة الله على استرداد الحق، وإرجاعه لأصحابه، وهذا ما يزعزع الإيمان في القلوب الضعيفة التي لا تثبت على الحق، ولا تعترف بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على إرجاع الحق، ولكن في الوقت المناسب، فإن شعرت أنك في يوم قد تعرضت للظلم، ولم تجد المَخرج المناسب لذلك فلا تتهم رب العباد بتقصيره تجاهك، بل حاول أن تعرف أنت وجه التقصير في عبادتك حقاً، وتأكد أن حقك سيعود لك، ولكن بالطريقة التي يحددها الله سبحانه وتعالى، ويكون هو الأقدر عليها بإذنه تعالى.
دعوة المظلوم للظالم
وهذا هو الأمر الذي قد يجده البعض غريباً، فهناك بعض النفوس الطيبة التي لا تحب أن تؤذي الآخرين، حتى في ظل الظلم الذي عاشوه تجدهم يحاولون أن يكسبوا الأجرين، أجر الصبر والاحتساب والأجر الآخر أجر التوقف عن الشعور بالغضب، والدعاء للظالم بالهداية، وهذا ما يرفع العبد الدرجات العليا، وهذا هو التمثيل الحقيقي للإسلام على الأرض، فالمسلم لا يحمل في قلبه الضغينة مهما كان الظلمُ كبيراً، ولا بدّ أن يتصور الشخص أنه قد يقع ضحية لظلم الآخرين، وعليه لا بد من المسامحة والتوكل على الله في استرداد الحق المسلوب.
دعوة سيدنا يونس
وهذه الدعوة يجب أن نقوم جميعاً بدعوتها، حتى لو لم نكن نشعر بالظلم، فالمظلوم لا بدّ له أن يردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وهذا اعتراف بالكامل أنه لا بد أنه قد ظلم أحدهم في يوم من الأيام ولكنه يطلب المسامحة من الله؛ لأنه جرب الظلم، ولم يكن طعمه جيداً، وأنه عانى أشد المعاناة في سبيل تحقيق الأمر الذي قام به، فعليه لا بد أن نتذكر يومياً، ودوماً أن الله سبحانه جعلنا على الأرض لنعمر فيها لا لنجابه بعضنا البعض ونظلم أنفسنا وغيرنا.
يدعو الله أن يرد حقه
فالله سبحانه توعد الظالم بأن يكون عذابه شديداً، فالله سبحانه نسب لنفسه القوة والجبروت والانتقام ولكنه رفض أن ينسب لنفسه صفة الظلم؛ لأنها من الصفات الصعبة التي لا بد أن يرفعها من يستطيع أن يقوم بذلك عن عباد الله مهما اختلفت جنسياتهم أو دياناتهم أو أعراقه، وجعل الله دعوة المظلوم كالسهم المنطلق، الذي لا يوقفه أي أمر مهما كان قوياً أو غالباً، فهذا السهم منطلق بأمر الله سبحانه وتعالى، وهذا من حق العبد على ربه أن يرد عنه الظلم ويرفعه بكل أشكاله.
أشكال الظلم
الظلم الجسدي
وهو أصعب أنواع الظلم، وكثير منا يتعرض لمثل هذا الأمر، كأن تسير على سبيل المثال في مظاهرة سلمية لتتفاجئ بأنك تتعرض للضرب بدون أن يكون لك أي يد في أي عمل تخريبي قد حدث، أو تجد نفسك وسط مشكلة والكل يتهافت عليك بالضرب والتجريح، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه؛ لأنه لا يمس الجسد فحسب، وإنما يمس القلب أيضاً، لتصبح بعد ذلك غير قادر على اتخاذ القرارات التي تلاءم حياتك، أو تشعر أنه لا فائدة من المحاولات التي تقوم بها مهما بلغ حجم التضحيات.
الظلم المادي
كأن يأخذ أحدهم منك أغراضاً عنوة بدون أي وجه حق، أو يسلبك الآخرين حقاً لا بد أن يكون لك في يوم من الأيام، وتشعر بهذه اللحظة أنك عاجز تماماً عن الحصول على حقك الذي سلب منك، وعليه تبقى تشعر بالظلم والكبت، وتحاول قدر المستطاع أن ترد حقك ولكنك لا تستطيع، لربما عجز في قلبك، أو الشعور بأنه لن يأتي تعبك بنتيجة.
الظلم المعنوي
وهو من أبسط أشكال الظلم، حيث يشعر الشخص بأنه ظلم بدون أن يقصد الظالم ذلك، كأن يتبلى عليك أحدهم بكلام لم تقوله، أو كأن يقوم أحدهم أنك سخرت منه وأنت لم تفعل، وهنا تحدث مشاحنة بينك وبين الآخرين بسبب هذا الأمر، مما يوقعك في ظلم الشك والتبرير.
القهر والتضييق
هذه أحدى صور الظلم التي نشهدها في كثير من الأوقات في حياتنا بمختلف أشكالها، فنجد أننا نعاني من هذا الأمر في حياتنا وفي المدرسة وفي الجامعة وحتى في البيئة المحيطة، فالجميع يشعر أنه مقهور بشكلٍ أو بآخر، ولولا ذلك لما وجدنا حالات الاكتئاب في تزايد مستمر.
ختاماً فإن الظلم مهما اعتلت مراتبه، وأصبح في الأماكن العالية إلّا أنه سيأتي اليوم الذي ستنهار فيه كل الأسقف، ليكون بعد ذلك عبرة لكل من يسول له نفسه بأن الحق لا يؤخذ، وأن الله لا يترك الحقوق مهما طال عليها الزمان، وعليه فإنك أيها المسلم لا بد أن تقتنع بأن الله هو الواحد الأحد الذي لا يمكن أن ينساك أو يتجاهل نداؤك مهما طال الزمان أو قصر.