ثغرة الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار ُمصطلح تمّ إطلاقه على عقبةٍ حدثت في حرب أكتوبر أدّت إلى تعقيد مسار الأحداث فيها، وحدثت هذه الثغرة في نهاية أحداث الحرب، بعد تَمكّن الجيش الإسرائيلي من محاصرة وتطويق الجيش الميداني الثالث عن طريق ما تمّ تسميته بعقدة الدرفسوار، وكانت بين الجيشين الميدانيين الثاني والثالث على امتداد ضفّة قناة السويس الشرقيّة.
الأوضاع التي سادت قبيل حدوث الثغرة
* الاتزان الدفاعي واحتياطي الجيش: رأى اللواء أركان حرب في الجيش المصري أحمد أسامة إبراهيم أنّه كان للجيشين الميدانيين الثاني والثالث احتياطي، بالإضافة للقوات الأصليّة المتواجدة في المقدمة إلى الشرق من القناة، وكان الاحتياطي يتضمّن فرقتين أحدهما مشاة ميكانيكي والأخرى مدرعة، وكان هناك نوعٌ من الاتزان الدفاعي غير المسبوق لقوّات الجيش المتواجدة على أرض ساحة المواجهة.
* خلل الاتزان الدفاعي وتطوير الهجوم وفشله: كانت عمليّة تطوير الهجوم هي السبب في تغيير الموقف بعد تحقيق النصر عن طريق توجيه ضرباتٍ موجعة للعدو، حيث إنّ إمكانات الجيش المصري لم تكن تتجاوز ما حصل عليه من تقدّمٍ على الأرض.
الخطة الرئيسيّة في تلك المواجهة كانت تسمّى خطة (المآذن العالية) والتي أقرّها الفريق سعد الشاذلي، كانت هذه الخطة تعتمد على حائط الصواريخ الذي يضمّ صواريخ من نوعي (سام 2 – سام 3)، وأقصى عمق تصل له هذه الصواريخ لا يتجاوز اثني عشر كيلومتراً؛ حيث إنّ أي تجاوزٍ قد يحدث كان من الممكن أن يُعرّض سلامة القوات المصريّة للخطر، وهذا يدل على أن الوضع لم يكن يسمح بأي عمليّة تطويرٍ على الخطة، ولم يكن بإمكان القوات المصريّة فعل ذلك من الجو فقط لأنها لم تكن تملك الغطاء الجوي لقواته.
* تشكيل الهجوم: إبّان فشل عمليّة تطوير الهجوم، سارعت القوّات الإسرائيليّة إلى تنفيذ خطّة أطلقوا عليها اسم برج الحمام؛ حيث تمّ تكليف ثلاث مجموعات عسكريّة مهمّة تنفيذ هذه الثغرة بقيادة شارون بشكلٍ مباشر، وقد أشرف على تنفيذ هذه الثغرة ممثّل رئاسة الأركان الإسرائيلي الجنرال بارليف. تم تجهيز المجموعات التي كُلّفت بإحداث الثغرة لتكون مسؤولة فقط عن إحداثها، أمّا باقي الجبهة تركتها إسرائيل للقوات التي تمّ وصولها من الجولان.
أسباب ثغرة الدفرسوار
* محاولات إسرائيل المتتالية لتحسين أوضاع جيشها قبل عمليّة وقف إطلاق النار.
* التدخّل السياسي في العمل العسكري، والقرارات السياسيّة الخاطئة.
* توحد الأهداف الأميركيّة الإسرائيلية، ونظريّة المؤامرة بين الطرفين.
* عمليّة الضغط من القادة الميدانيين وصغار الضباط لمواصلة استكمال التقدم لتحقيق النصر.
* تخفيف الضغط عن الجبهة السوريّة.
إحداث الثغرة
فور فشل تَطوير عمليّة الهجوم بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطته للعبور غرب قناة السويس، وأورد شارون في مذكراته بأنّ العبور إلى غرب القناة تمّ الساعة التاسعة من صباح السادس عشر من أكتوبر عام 1973، وكانت لدى شارون كتيبتي دباباتٍ ومظلّات إلى الغرب من القناة، ويرجّح بأنّ هذه القوّات قد عبرت من الجهة الشماليّة للبحيرات المرّة لا عن طريق الفرسوار. كانت مهمّة تلك القوّات مهاجمة منصات صواريخ الجيش المصري عن طريق ضربها من مسافاتٍ بعيدة، كانت الدبابات الإسرائيليّة وهي سوفيتيّة الصنع من طراز توباز البرمائيّة وبي تي 76 تحمل الأعلام المصريّة والعربيّة، وقد فوجئت عناصر الدفاع الجوي بقصف الدبابات لعدم وجود أي نوعٍ من التحذير أو الإنذار المسبق.
كانت الدبابات قد استهدفت في عمليّة القصف تلك هوائيّات البطاريّات وأجهزة الرادارات، وأدى هذا القصف إلى تعطيل البطاريّات وحدوث ثغرةٍ في السماء. أرسلت قوّات الدفاع الجوي ببلاغاتٍ إلى غرفة العمليّات تعلمهم بهجمات الجيش الإسرائيلي، وكان هذا أوّل إنذارٍ بوجود ثغرة، فبدأت مدفعيّة الجيش الميداني الثاني على الفور بضرب منطقة الدفرسوار بالمدفعيّة، لكن كان تأثير هذا الضرب ضعيفاً للغاية بسبب طبيعة المنطقة المزروعة بأشجار المانجو بكثافة.
من جهة أخرى هاجَمت قوى تضمّ قوّاتٍ فلسطينيّة القوّات الإسرائيليّة الأمر الذي أدّى إلى انسحاب تلك القوّات المعادية واختفائها بين مزارع المانجو في الدفرسوار، لكن ما كان يظهر لتلك القوّة العربيّة جزء من قوّات الجيش الإسرائيلي لاختفاء باقي القوّات بين أشجار المانجو، فأبلغوا القوّة المحليّة بأن قوّة الجيش الإسرائيلي لا تزيد عن عشر دبابات، وأن هذه القوّات قد انسحبت، الأمر الذي أدّى إلى تهاون القيادة في الجيش الميداني الثاني في طريقة التعامل مع قوّة العدو، وأيضا هناك سبب آخر لم تدركه القيادات في الجيش المصري إلا بعد فوات الأوان وهو تدمير البطاريّات وأجهزة الرادارات التي لم تكشف القوّة الحقيقيّة للجيش الإسرائيلي المتسلل لتلك المنطقة.
ثغرة الدفرسوار ُمصطلح تمّ إطلاقه على عقبةٍ حدثت في حرب أكتوبر أدّت إلى تعقيد مسار الأحداث فيها، وحدثت هذه الثغرة في نهاية أحداث الحرب، بعد تَمكّن الجيش الإسرائيلي من محاصرة وتطويق الجيش الميداني الثالث عن طريق ما تمّ تسميته بعقدة الدرفسوار، وكانت بين الجيشين الميدانيين الثاني والثالث على امتداد ضفّة قناة السويس الشرقيّة.
الأوضاع التي سادت قبيل حدوث الثغرة
* الاتزان الدفاعي واحتياطي الجيش: رأى اللواء أركان حرب في الجيش المصري أحمد أسامة إبراهيم أنّه كان للجيشين الميدانيين الثاني والثالث احتياطي، بالإضافة للقوات الأصليّة المتواجدة في المقدمة إلى الشرق من القناة، وكان الاحتياطي يتضمّن فرقتين أحدهما مشاة ميكانيكي والأخرى مدرعة، وكان هناك نوعٌ من الاتزان الدفاعي غير المسبوق لقوّات الجيش المتواجدة على أرض ساحة المواجهة.
* خلل الاتزان الدفاعي وتطوير الهجوم وفشله: كانت عمليّة تطوير الهجوم هي السبب في تغيير الموقف بعد تحقيق النصر عن طريق توجيه ضرباتٍ موجعة للعدو، حيث إنّ إمكانات الجيش المصري لم تكن تتجاوز ما حصل عليه من تقدّمٍ على الأرض.
الخطة الرئيسيّة في تلك المواجهة كانت تسمّى خطة (المآذن العالية) والتي أقرّها الفريق سعد الشاذلي، كانت هذه الخطة تعتمد على حائط الصواريخ الذي يضمّ صواريخ من نوعي (سام 2 – سام 3)، وأقصى عمق تصل له هذه الصواريخ لا يتجاوز اثني عشر كيلومتراً؛ حيث إنّ أي تجاوزٍ قد يحدث كان من الممكن أن يُعرّض سلامة القوات المصريّة للخطر، وهذا يدل على أن الوضع لم يكن يسمح بأي عمليّة تطويرٍ على الخطة، ولم يكن بإمكان القوات المصريّة فعل ذلك من الجو فقط لأنها لم تكن تملك الغطاء الجوي لقواته.
* تشكيل الهجوم: إبّان فشل عمليّة تطوير الهجوم، سارعت القوّات الإسرائيليّة إلى تنفيذ خطّة أطلقوا عليها اسم برج الحمام؛ حيث تمّ تكليف ثلاث مجموعات عسكريّة مهمّة تنفيذ هذه الثغرة بقيادة شارون بشكلٍ مباشر، وقد أشرف على تنفيذ هذه الثغرة ممثّل رئاسة الأركان الإسرائيلي الجنرال بارليف. تم تجهيز المجموعات التي كُلّفت بإحداث الثغرة لتكون مسؤولة فقط عن إحداثها، أمّا باقي الجبهة تركتها إسرائيل للقوات التي تمّ وصولها من الجولان.
أسباب ثغرة الدفرسوار
* محاولات إسرائيل المتتالية لتحسين أوضاع جيشها قبل عمليّة وقف إطلاق النار.
* التدخّل السياسي في العمل العسكري، والقرارات السياسيّة الخاطئة.
* توحد الأهداف الأميركيّة الإسرائيلية، ونظريّة المؤامرة بين الطرفين.
* عمليّة الضغط من القادة الميدانيين وصغار الضباط لمواصلة استكمال التقدم لتحقيق النصر.
* تخفيف الضغط عن الجبهة السوريّة.
إحداث الثغرة
فور فشل تَطوير عمليّة الهجوم بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطته للعبور غرب قناة السويس، وأورد شارون في مذكراته بأنّ العبور إلى غرب القناة تمّ الساعة التاسعة من صباح السادس عشر من أكتوبر عام 1973، وكانت لدى شارون كتيبتي دباباتٍ ومظلّات إلى الغرب من القناة، ويرجّح بأنّ هذه القوّات قد عبرت من الجهة الشماليّة للبحيرات المرّة لا عن طريق الفرسوار. كانت مهمّة تلك القوّات مهاجمة منصات صواريخ الجيش المصري عن طريق ضربها من مسافاتٍ بعيدة، كانت الدبابات الإسرائيليّة وهي سوفيتيّة الصنع من طراز توباز البرمائيّة وبي تي 76 تحمل الأعلام المصريّة والعربيّة، وقد فوجئت عناصر الدفاع الجوي بقصف الدبابات لعدم وجود أي نوعٍ من التحذير أو الإنذار المسبق.
كانت الدبابات قد استهدفت في عمليّة القصف تلك هوائيّات البطاريّات وأجهزة الرادارات، وأدى هذا القصف إلى تعطيل البطاريّات وحدوث ثغرةٍ في السماء. أرسلت قوّات الدفاع الجوي ببلاغاتٍ إلى غرفة العمليّات تعلمهم بهجمات الجيش الإسرائيلي، وكان هذا أوّل إنذارٍ بوجود ثغرة، فبدأت مدفعيّة الجيش الميداني الثاني على الفور بضرب منطقة الدفرسوار بالمدفعيّة، لكن كان تأثير هذا الضرب ضعيفاً للغاية بسبب طبيعة المنطقة المزروعة بأشجار المانجو بكثافة.
من جهة أخرى هاجَمت قوى تضمّ قوّاتٍ فلسطينيّة القوّات الإسرائيليّة الأمر الذي أدّى إلى انسحاب تلك القوّات المعادية واختفائها بين مزارع المانجو في الدفرسوار، لكن ما كان يظهر لتلك القوّة العربيّة جزء من قوّات الجيش الإسرائيلي لاختفاء باقي القوّات بين أشجار المانجو، فأبلغوا القوّة المحليّة بأن قوّة الجيش الإسرائيلي لا تزيد عن عشر دبابات، وأن هذه القوّات قد انسحبت، الأمر الذي أدّى إلى تهاون القيادة في الجيش الميداني الثاني في طريقة التعامل مع قوّة العدو، وأيضا هناك سبب آخر لم تدركه القيادات في الجيش المصري إلا بعد فوات الأوان وهو تدمير البطاريّات وأجهزة الرادارات التي لم تكشف القوّة الحقيقيّة للجيش الإسرائيلي المتسلل لتلك المنطقة.