كيف سقطت غرناطة
غرناطة ، آخر معاقل المسلمين في أوروبا ، وتحديداً في الأندلس ، والتي بسقوطها سقط حكم العرب المسلمين فيها والذي دام ثمانية قرون، فتحت بلاد الأندلس على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد في سنة 92 للهجرة ، وحكمتها قبائل الـ ( قوط ) ، حيث ازدهرت بها حضارة ، لتغدو بعدها منارةً للعلوم والدين في أعماق أوروبا ، اجتازت الدولة في الأندلس العديد من الأدوار ، لكل دورٍٍ منها مزاياه وخصائصه ، وهي كالتالي :
عصر الميلاد
عصر الميلاد( 92 للهجرة - 138 هجريا ) :- والذي يمتد منذ اليوم الأول لفتح بلاد الأندلس ، حتى سقوط الدولة الأموية حيث كانت الأندلس تابعة للدولة الأموية ، وتتابع في فترة الحكم الأموي ثلاثةً وعشرون والياً على حكم الأندلس ، استشهد العديد منهم جراء متابعة الفتوحات في أوروبا ، ومن سمات هذه الفترة :
* اشتعال الفتنة القبلية بين العرب والبربر من جهة ، وقبائل يمانية وقيسية من جهةٍ أخرى ، الأمر الذي أدى إلى سفك الكثير من الدماء بين الطرفين المتخاصمين ، وأدى أيضاً إلى ضياع عددٍ من المناطق التي تقع إلى الشمال من الأندلس ، وكانت هذه الفتنة من أهم وأكبر الأسباب الذي أدت إلى سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس .
* اعتناق الكثير من البربر لفكر الخوارج الذي شاع في تلك الفترة بعد فرارهم من مدن المشرق إلى مدن المغرب هروباً من الضربات القوية والتي شنتها عليهم الدولة الأموية .
* المحاولات المتكررة للتوغل في قلب أوروبا وفتح بلاد فرنسا ، ومن المعارك التي خاضها المسلمون في هذه المرحلة ، معركة ( بلاط الشهداء ) ، والتي تعد من أعظم المعارك التي قادها العرب المسلمون في هذه الحقبة .
العصر الأموي الأول
العصر الأموي الأول ( 138 للهجرة - 238 هجريا ) :- ابتدأ هذا العصر بدخول ( الداخل أو صقر قريش ) وهو عبد الرحمن الأموي ، إلى الأندلس وسيطرته عليها ، بعد تحقيقه الإنتصار يوم ( المسارة ) ، حيث تمكن بعدها من الإستيلاء على مقاليد الأمور فيها ، ومن سمات هذا العصر والذي امتد قرناً من الزمان ، وسمي بعصر الإزدهار للدولة :
* القضاء على الثورات التي اشتعلت رفضاً للإنقياد لحكومة قرطبة المركزية ، وأشعل هذه الثورات زعماء القبائل العربية ، فقام عبد الرحمن الأموي بالقضاء على تلك الثورات بكل قوةٍ وحزم .
* المحاولات المتكررة للدولة العباسية التي قامت على أنقاض سقوط الدولة الأموية من تقويض الحكم الأموي هناك ، ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل .
* ظهور عددٍ من الممالك وتبلورها إلى الشمال من الأندلس ، وكان هدفها إستعادة أملاكهم في الأندلس والتي سقطت بأيدي المسلمين ، ومن هذه الممالك مملكتي ليون وأراجون .
* قام عبد الرحمن الأموي بتوطيد دعائم الحكم والسيطرة على الأمور ومواجهة جميع الصعاب التي كانت تواجه بلاد الأندلس ، الأمر الذي أدى إلى إستقرار الدولة وازدهارها ، وقام أيضاً بإنشاء ثكنات ثابتة للجيش ، وإنشاء الأسطول الأندلسي .
* انتشار الرفاهية والترف ، وانشغل الناس هناك بالتمدد العمراني ، حيث قاموا ببناء المتنزهات والقصور الفاخرة ، وبدأت في تلك الفترة سطوع ظاهرة الغناء والمجون واللهو .
* في أواخر هذا العهد بدأت ثورات المستعربين بالإشتعال .
العصر الأموي الثاني
العصر الأموي الثاني ( 238 للهجرة - 300 هجريا ) :- وأطلق على هذا العصر ( عصر التدهور الأول ) ، حيث اجتاحت جميع أرجاء الأندلس الثورات العنيفة ، ومن أهم سمات هذه الفترة :
* استقلال عدد من الدول وعلى الأخص في الشمال والجنوب عن الدولة المركزية في ( قرطبة ) .
* عادت الثورات القبلية بالظهور بعد أن قام الداخل بوضع حدٍ لها ، وكانت تلك النعرات قد اشتدت بين العرب والبربر ، حيث قام البربر بالإستيلاء على العديد من المناطق وخاصة في الجنوب .
* من جهةٍٍ أخرى ، اشتدت ثورة الطابور الخامس وهم المستعربين ، والمستعربين هم من أبناء الإسبان الذين امتزج دمهم بدم العرب ، واتخذ من أسلوب العرب ولغتهم طريقا لحياتهم ، ولكنهم لم يعتنقوا الإسلام .
العصر الأموي الثالث
العصر الأموي الثالث ( 300 للهجرة - 368 هجريا ) :- عصر إعلان الخلافة الإسلامية الأموية في البلاد ، حكمها رجلان هما عبد الرحمن الناصر ، وورث من بعده الحكم لإبنه ( الحكم المستنصر ) ، لتعاود الأندلس في فترة حكمهما إزدهارها من جديد ، وقاموا بتوحيد الأقاليم بعد تفتتها بفعل الثورات المتكررة ، وشهدت البلاد في هذه الفترة إنتشاراً لمجالس العلم ، وانتشار العمران ، وبناء قوة داخلية وخارجية للدولة ، حتى وصف بأنه ( عصر الأندلس اللامع ) .
عصر الحاجب المنصور
عصر الحاجب المنصور ( 368 للهجرة - 399 هجريا ) :- وهذا العصر من أشد عصور الأندلس إزدهاراً على الإطلاق ، وكانت سمة هذا العصر هو الجهاد ، الذي قاده المنصور والذي وصف بأنه أقوى وأعظم من حكم الأندلس ، حيث قام بشن 50 غزوة على معاقل النصارى في إسبانيا ، كانت الغلبة له فيها جميعها ، حيث قام بفتح برشلونة و شانت ياقب ، ولأول مرة منذ فتح الأندلس يتمكن حاكم لها من إحكام قبضته عليها كما فعل المنصور ، وباءت جميع المؤامرات التي حيكت ضده بالفشل ، وبعد وفاته تسلم إبنه مقاليد الحكم ليسير على نهج والده .
عصر سقوط الخلافة الأموية
عصر سقوط الخلافة الأموية ( 399 للهجرة - 422 هجريا ) :- وسمي بعصر الفوضى ، ضاعت به هيبة دولة الأندلس التي توالى على حكمها عددٌ من الولاة الضعاف ، وفي هذه الفترة ظهرت فكرة الإستعانه بالنصارى الإسبان في الشمال لقتال الملك ، حيث كانت السيطرة للبربر في هذه الفترة ، وقاموا بإقامة دولة أطلقوا عليها دولة ( بني حمود ) بعد استيلائهم على عددٍ من المدن في الأندلس وخاصةً في الجنوب . وبالإضافة لعودة العصبية القبلية بين البربر والعرب ، ظهر الصقالبة الذين استقلوا بحكم جزر الأندلس الشرقية.
عصر ملوك الطوائف
ملوك الطوائف ( 422 للهجرة - 483 هجريا ) :- عصر تمزق الأندلس أو العصر المشؤوم ، حيث تفتت الدولة إلى 22 دويلة ، ومن سمات هذا العصر :
* انتشار الفساد والإنحطاط الأخلاقي ليشمل الملوك والرعايا في الوقت ذاته ، ليضعف أركان الدولة ، ويجعلها هشةً أمام ما كان يحاك لها في الخفاء .
* اشتعال حروب مدمرة بين ملوك الطوائف ، كلٌ كان يسعى إلى توسيع رقعة نفوذه على حساب الآخر ، حتى وصل بهم الأمر للإستعانة بالأعداء لتحقيق النصر والغلبة على الآخرين من دويلات أخرى .
* استغل الإسبان هذا الأمر ، فقاموا بتوحيد صفوفهم تحت راية قائدٍ عرف ببأسه وقوته هو ( الفونسو السادس ) ، ليحقق نصراُ قويا على المسلمين في الأندلس ، وقام بالإستيلاء على مدينة ( طليطلة ) .
عصر المرابطين
عصر المرابطين ( 483 للهجرة - 539 هجريا ) :- ويتميز هذا العصر باسترداد الدولة في الأندلس بعضاً من قوتها وهيبتها ، بعد استجاد ملوك الطوائف بالدولة ( المرابطية ) ، والتي كانت تحكم الشمال الإفريقي ، وكان حاكمها ( يوسف بن تاشفين ) ، والذي قاد جيوشه متوجها الى الأندلس ليحقق انتصارا على الإسبان ، وبعدها قام بالقضاء على ملوك الطوائف فيها ، ولخشونة طباعهم المستمدة من طريقة عيشهم في الصحراء ، الأمر الذي تعارض مع الرفاهية التي اعتادها أهل الأندلس ، مما جعل الناس هناك يتذمرون من طريقتهم وحكمهم ، وسقط حكم المرابطين في الأندلس بعد الحرب التي شنها عليهم ( ابن تومرت ) .
عصر الموحدين
عصر الموحدين ( 539 للهجرة - 630 هجريا ) : وهم أتباع محمد بن تومرت ، حيث قاموا بالإستيلاء على بلاد الأندلس والمغرب بعد إسقاطهم للمرابطين ، ولكنهم ساروا على نهج المرابطين في محاربة الإسبان ، ومن أهم الإنتصارات التي حققوها كانت في معركة ( الآرك ) ، لكن الأمر لم يدم على حاله حيث حقق الصليبيين نصرا ساحقا عليهم في معركة ( العقاب ) ، الأمر الذي أدى إلى سقوط الموحدين ، بالإضافة إلى ثورات الأندلسسين أنفسهم على هذا الحكم .
عصر ملوك بني الأحمر
ملوك بني الأحمر ( غرناطة ) (630 للهجرة - 896 هجريا ) :- بعد تضعضع بلاد الأندلس وسقوطها ، استقلت الولايات عن بعضها البعض ، الأمر الذي سهل المهمة على الإسبان في الإستيلاء على تلك الدويلات المتهالكة خلال فترةٍ وجيزة ، الأمر الذي أدى إلى نزوح العرب والمسلمين إلى آخر معاقلهم في الأندلس وهي ( غرناطة ) ، والتي قام بتأسيسها إبن الأحمر ( محمد بن يوسف النصري ) ، وتوارث أبناءه الحكم فيها حتى سقوطها ، وكانت غرناطة هي الوحيدة التي بقيت صامدةً في وجه الغزاة ، وكان نزوح العرب المسلمين اليها سبباً في قوة صمودها .
وأيضاً كانت لمساعدات أمراء المغرب ( بني مرين ) سبباً في صمود المدينة لمدهم غرناطة بالجنود والسلاح لمواجهة جميع التحديات التي تتعرض لها ، ووصلت لذروة قوتها ومجدها في عهد ( محمد الخامس )، ما لبثت بأن دبت الفتنة في مملكة غرناطة ، في الوقت الذي قويت فيه شوكة الأسبان وتوحدهم تحت راية ( فريناند وايزابيلا ) ، ووصل الصراع الداخلي في غرناطة بين الأمراء هناك ذروته وعلى الأخص بين علي أبو الحسن وولده أبي عبد الله . قام الإسبان بشن حرب متواصلة على مملكة غرناطة ، تخللتها فترات حصار طويلة ضعضعت أركان الدولة ، الأمر الذي أدى إلى سقوطها واستسلام أهلها .
غرناطة ، آخر معاقل المسلمين في أوروبا ، وتحديداً في الأندلس ، والتي بسقوطها سقط حكم العرب المسلمين فيها والذي دام ثمانية قرون، فتحت بلاد الأندلس على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد في سنة 92 للهجرة ، وحكمتها قبائل الـ ( قوط ) ، حيث ازدهرت بها حضارة ، لتغدو بعدها منارةً للعلوم والدين في أعماق أوروبا ، اجتازت الدولة في الأندلس العديد من الأدوار ، لكل دورٍٍ منها مزاياه وخصائصه ، وهي كالتالي :
عصر الميلاد
عصر الميلاد( 92 للهجرة - 138 هجريا ) :- والذي يمتد منذ اليوم الأول لفتح بلاد الأندلس ، حتى سقوط الدولة الأموية حيث كانت الأندلس تابعة للدولة الأموية ، وتتابع في فترة الحكم الأموي ثلاثةً وعشرون والياً على حكم الأندلس ، استشهد العديد منهم جراء متابعة الفتوحات في أوروبا ، ومن سمات هذه الفترة :
* اشتعال الفتنة القبلية بين العرب والبربر من جهة ، وقبائل يمانية وقيسية من جهةٍ أخرى ، الأمر الذي أدى إلى سفك الكثير من الدماء بين الطرفين المتخاصمين ، وأدى أيضاً إلى ضياع عددٍ من المناطق التي تقع إلى الشمال من الأندلس ، وكانت هذه الفتنة من أهم وأكبر الأسباب الذي أدت إلى سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس .
* اعتناق الكثير من البربر لفكر الخوارج الذي شاع في تلك الفترة بعد فرارهم من مدن المشرق إلى مدن المغرب هروباً من الضربات القوية والتي شنتها عليهم الدولة الأموية .
* المحاولات المتكررة للتوغل في قلب أوروبا وفتح بلاد فرنسا ، ومن المعارك التي خاضها المسلمون في هذه المرحلة ، معركة ( بلاط الشهداء ) ، والتي تعد من أعظم المعارك التي قادها العرب المسلمون في هذه الحقبة .
العصر الأموي الأول
العصر الأموي الأول ( 138 للهجرة - 238 هجريا ) :- ابتدأ هذا العصر بدخول ( الداخل أو صقر قريش ) وهو عبد الرحمن الأموي ، إلى الأندلس وسيطرته عليها ، بعد تحقيقه الإنتصار يوم ( المسارة ) ، حيث تمكن بعدها من الإستيلاء على مقاليد الأمور فيها ، ومن سمات هذا العصر والذي امتد قرناً من الزمان ، وسمي بعصر الإزدهار للدولة :
* القضاء على الثورات التي اشتعلت رفضاً للإنقياد لحكومة قرطبة المركزية ، وأشعل هذه الثورات زعماء القبائل العربية ، فقام عبد الرحمن الأموي بالقضاء على تلك الثورات بكل قوةٍ وحزم .
* المحاولات المتكررة للدولة العباسية التي قامت على أنقاض سقوط الدولة الأموية من تقويض الحكم الأموي هناك ، ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل .
* ظهور عددٍ من الممالك وتبلورها إلى الشمال من الأندلس ، وكان هدفها إستعادة أملاكهم في الأندلس والتي سقطت بأيدي المسلمين ، ومن هذه الممالك مملكتي ليون وأراجون .
* قام عبد الرحمن الأموي بتوطيد دعائم الحكم والسيطرة على الأمور ومواجهة جميع الصعاب التي كانت تواجه بلاد الأندلس ، الأمر الذي أدى إلى إستقرار الدولة وازدهارها ، وقام أيضاً بإنشاء ثكنات ثابتة للجيش ، وإنشاء الأسطول الأندلسي .
* انتشار الرفاهية والترف ، وانشغل الناس هناك بالتمدد العمراني ، حيث قاموا ببناء المتنزهات والقصور الفاخرة ، وبدأت في تلك الفترة سطوع ظاهرة الغناء والمجون واللهو .
* في أواخر هذا العهد بدأت ثورات المستعربين بالإشتعال .
العصر الأموي الثاني
العصر الأموي الثاني ( 238 للهجرة - 300 هجريا ) :- وأطلق على هذا العصر ( عصر التدهور الأول ) ، حيث اجتاحت جميع أرجاء الأندلس الثورات العنيفة ، ومن أهم سمات هذه الفترة :
* استقلال عدد من الدول وعلى الأخص في الشمال والجنوب عن الدولة المركزية في ( قرطبة ) .
* عادت الثورات القبلية بالظهور بعد أن قام الداخل بوضع حدٍ لها ، وكانت تلك النعرات قد اشتدت بين العرب والبربر ، حيث قام البربر بالإستيلاء على العديد من المناطق وخاصة في الجنوب .
* من جهةٍٍ أخرى ، اشتدت ثورة الطابور الخامس وهم المستعربين ، والمستعربين هم من أبناء الإسبان الذين امتزج دمهم بدم العرب ، واتخذ من أسلوب العرب ولغتهم طريقا لحياتهم ، ولكنهم لم يعتنقوا الإسلام .
العصر الأموي الثالث
العصر الأموي الثالث ( 300 للهجرة - 368 هجريا ) :- عصر إعلان الخلافة الإسلامية الأموية في البلاد ، حكمها رجلان هما عبد الرحمن الناصر ، وورث من بعده الحكم لإبنه ( الحكم المستنصر ) ، لتعاود الأندلس في فترة حكمهما إزدهارها من جديد ، وقاموا بتوحيد الأقاليم بعد تفتتها بفعل الثورات المتكررة ، وشهدت البلاد في هذه الفترة إنتشاراً لمجالس العلم ، وانتشار العمران ، وبناء قوة داخلية وخارجية للدولة ، حتى وصف بأنه ( عصر الأندلس اللامع ) .
عصر الحاجب المنصور
عصر الحاجب المنصور ( 368 للهجرة - 399 هجريا ) :- وهذا العصر من أشد عصور الأندلس إزدهاراً على الإطلاق ، وكانت سمة هذا العصر هو الجهاد ، الذي قاده المنصور والذي وصف بأنه أقوى وأعظم من حكم الأندلس ، حيث قام بشن 50 غزوة على معاقل النصارى في إسبانيا ، كانت الغلبة له فيها جميعها ، حيث قام بفتح برشلونة و شانت ياقب ، ولأول مرة منذ فتح الأندلس يتمكن حاكم لها من إحكام قبضته عليها كما فعل المنصور ، وباءت جميع المؤامرات التي حيكت ضده بالفشل ، وبعد وفاته تسلم إبنه مقاليد الحكم ليسير على نهج والده .
عصر سقوط الخلافة الأموية
عصر سقوط الخلافة الأموية ( 399 للهجرة - 422 هجريا ) :- وسمي بعصر الفوضى ، ضاعت به هيبة دولة الأندلس التي توالى على حكمها عددٌ من الولاة الضعاف ، وفي هذه الفترة ظهرت فكرة الإستعانه بالنصارى الإسبان في الشمال لقتال الملك ، حيث كانت السيطرة للبربر في هذه الفترة ، وقاموا بإقامة دولة أطلقوا عليها دولة ( بني حمود ) بعد استيلائهم على عددٍ من المدن في الأندلس وخاصةً في الجنوب . وبالإضافة لعودة العصبية القبلية بين البربر والعرب ، ظهر الصقالبة الذين استقلوا بحكم جزر الأندلس الشرقية.
عصر ملوك الطوائف
ملوك الطوائف ( 422 للهجرة - 483 هجريا ) :- عصر تمزق الأندلس أو العصر المشؤوم ، حيث تفتت الدولة إلى 22 دويلة ، ومن سمات هذا العصر :
* انتشار الفساد والإنحطاط الأخلاقي ليشمل الملوك والرعايا في الوقت ذاته ، ليضعف أركان الدولة ، ويجعلها هشةً أمام ما كان يحاك لها في الخفاء .
* اشتعال حروب مدمرة بين ملوك الطوائف ، كلٌ كان يسعى إلى توسيع رقعة نفوذه على حساب الآخر ، حتى وصل بهم الأمر للإستعانة بالأعداء لتحقيق النصر والغلبة على الآخرين من دويلات أخرى .
* استغل الإسبان هذا الأمر ، فقاموا بتوحيد صفوفهم تحت راية قائدٍ عرف ببأسه وقوته هو ( الفونسو السادس ) ، ليحقق نصراُ قويا على المسلمين في الأندلس ، وقام بالإستيلاء على مدينة ( طليطلة ) .
عصر المرابطين
عصر المرابطين ( 483 للهجرة - 539 هجريا ) :- ويتميز هذا العصر باسترداد الدولة في الأندلس بعضاً من قوتها وهيبتها ، بعد استجاد ملوك الطوائف بالدولة ( المرابطية ) ، والتي كانت تحكم الشمال الإفريقي ، وكان حاكمها ( يوسف بن تاشفين ) ، والذي قاد جيوشه متوجها الى الأندلس ليحقق انتصارا على الإسبان ، وبعدها قام بالقضاء على ملوك الطوائف فيها ، ولخشونة طباعهم المستمدة من طريقة عيشهم في الصحراء ، الأمر الذي تعارض مع الرفاهية التي اعتادها أهل الأندلس ، مما جعل الناس هناك يتذمرون من طريقتهم وحكمهم ، وسقط حكم المرابطين في الأندلس بعد الحرب التي شنها عليهم ( ابن تومرت ) .
عصر الموحدين
عصر الموحدين ( 539 للهجرة - 630 هجريا ) : وهم أتباع محمد بن تومرت ، حيث قاموا بالإستيلاء على بلاد الأندلس والمغرب بعد إسقاطهم للمرابطين ، ولكنهم ساروا على نهج المرابطين في محاربة الإسبان ، ومن أهم الإنتصارات التي حققوها كانت في معركة ( الآرك ) ، لكن الأمر لم يدم على حاله حيث حقق الصليبيين نصرا ساحقا عليهم في معركة ( العقاب ) ، الأمر الذي أدى إلى سقوط الموحدين ، بالإضافة إلى ثورات الأندلسسين أنفسهم على هذا الحكم .
عصر ملوك بني الأحمر
ملوك بني الأحمر ( غرناطة ) (630 للهجرة - 896 هجريا ) :- بعد تضعضع بلاد الأندلس وسقوطها ، استقلت الولايات عن بعضها البعض ، الأمر الذي سهل المهمة على الإسبان في الإستيلاء على تلك الدويلات المتهالكة خلال فترةٍ وجيزة ، الأمر الذي أدى إلى نزوح العرب والمسلمين إلى آخر معاقلهم في الأندلس وهي ( غرناطة ) ، والتي قام بتأسيسها إبن الأحمر ( محمد بن يوسف النصري ) ، وتوارث أبناءه الحكم فيها حتى سقوطها ، وكانت غرناطة هي الوحيدة التي بقيت صامدةً في وجه الغزاة ، وكان نزوح العرب المسلمين اليها سبباً في قوة صمودها .
وأيضاً كانت لمساعدات أمراء المغرب ( بني مرين ) سبباً في صمود المدينة لمدهم غرناطة بالجنود والسلاح لمواجهة جميع التحديات التي تتعرض لها ، ووصلت لذروة قوتها ومجدها في عهد ( محمد الخامس )، ما لبثت بأن دبت الفتنة في مملكة غرناطة ، في الوقت الذي قويت فيه شوكة الأسبان وتوحدهم تحت راية ( فريناند وايزابيلا ) ، ووصل الصراع الداخلي في غرناطة بين الأمراء هناك ذروته وعلى الأخص بين علي أبو الحسن وولده أبي عبد الله . قام الإسبان بشن حرب متواصلة على مملكة غرناطة ، تخللتها فترات حصار طويلة ضعضعت أركان الدولة ، الأمر الذي أدى إلى سقوطها واستسلام أهلها .