من هم القوقاز

من هم القوقاز 918083785

القوقاز

أُُطلق هذا اللقب على الشّعوب التي تقطن مناطق جبال القوقاز، وتتركّز مناطق القوقاز في المنطقة التي تتصل فيها حدود قارتي أوروبا وآسيا معاً، أي تحديداً في المنطقة التي تقع ما بين البحر الأسود وبحر قزوين، وتضم جبال القوقاز عدّة سلاسل جبلية مثل جبل ألبروز( البروس) الكبير الذي يفصل ما بين القوقاز الشّمالي القريب من روسيا ويضمّ عدّة دول، والقوقاز الجنوبي القريب من إيران ويضمّ عدّة دول، ودول القوقاز عالمياً هي الشّيشان، جورجيا، أرمينيا، أذربيجان، داغستان، أبخازيا، أجاريا، أوسيتيا الجنوبية والشّمالية، أديغيا، بلقاريا، كراسنودار، قراتشاي، إنغوشيتيا، قرة باغ، وناخيتشيفان.

ونقصد بذلك بأنّ هذا اللقب هو نتاج عرقيات مختلفة من بلاد فارس، وروما وبيزنطة أثناء الصّراعات التي كانت دائرة قديماً بين هذه الأمم، وعندما كانت الحروب في أوجها قام البعض من هذه الأمم الهرب إلى جبالٍ بعيدة ٍيصعب الوصول إليها، وكانت هذه الجبال هي الملاذ الوحيد لأبناء هذه الشّعوب، ونذكر أنّ القوقاز يتكلمون لغات مختلفة جداً يفوق عددها الخمسين لغة، كما وتتنوع في بلاد القوقاز الدّيانات مثل الدّيانة الإسلامية، والمسيحية، والمجوسية، ويتشابه القوقازيون في شكلهم مع الروس وذلك باعتبار أنّ البلاد كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي سابقاً الذي انهار وانقسم إلى عدّةِ دولٍ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وأبرز القوقازيين شهرةً هم الشّيشانيون، والأرمن، والجورجيون، حيث يعتنق الشّيشانيون الدّيانة الإسلامية والجورجيون الدّيانة المسيحية، وأكثر دولة تتحدث اللغة القوقازية التي يفهمها باقي سكان بلاد القوقاز بالرّغم من اختلاف اللهجات واللغات هي جورجيا ثمّ الشّيشان، ونذكر أنّه وبأثناء الحرب الباردة أيضاً هاجر القوقازيون إلى عدّة دول آمنة في آسيا وأوروبا ولكن أكثرهم استقرّ في دول عربية في آسيا.

نذكر أنّ منطقة القوقاز شهدت صراعات قتالية ودينية وسياسية عبر مئات السّنين، حيث كانت هذه البلاد في البداية جزءاً من بلاد فارس، ولذلك طالتها الفتوحات الإسلامية واعتنق أهلها الإسلام، ومن ثمَ ضعفت الدّولة الإسلامية التي هاجمتها عرقيات مختلفة من المغول والتتار والمماليك، والسّلاجقة والعثمانيين، وبعد ذلك إيران ومن ثمّ إلى الاحتلال الرّوسي والذي أصبحت البلاد من خلاله تحت سيطرة الحكم الرّوسي وذلك في اتحاد دول يسمّى الاتحاد السوفيتي كما ذكرنا سابقاً.

تتميّز بلاد القوقاز بالتّنوع الجغرافي على طول أراضيها، فهي تعد موطناً للدّببة، والنّمور، والثّيران، والذّئاب، حيث تشتهر هذه البلاد بالكلب القوقازي الذي بدوره يعد من أنواع الكلاب الخاصّة المرتبطة فقط بالقوقاز حيث لا يتواجد هذه النوع من الكلاب في بلادٍ أخرى غير بلاد القوقاز، وهذا الكلب القوقازي يتميّز بضخامة حجمه وقوّته، حيث يُستخدم بشكل خاص للرعي والصّيد وحماية المنازل، وأمّا من حيث الغطاء النباتي فالغابات الكثيفة لها النّصيب الأكبر من هذه الأراضي، حيث تتنوّع فيها النّباتات المختلفة الذي يتجاوز عددها ستة آلاف نوع، وبهذا فإنّ القوقاز هم عرقيّة فريدة خاصة سكنت بلاد وجبال القوقاز ولا يمكن تصنيفهم إلى الأصل الأوروبي أو الأصل الآسيوي.