دولة المرابطين

دولة المرابطين 576333669

هي حركة ظهرت تدعو للإصلاح الإسلامي، أسّسها عبد الله بن ياسين الجدولي ما بين 1056-1060م وحتى عام 1147م في القرن الخامس الهجري. قامت هذه الدول في كلٍّ من المغرب، وموريتانيا، وغرب الجزائر، والأندلس، وهي حركة هدفها الأساسي الدعوة إلى نشر الدعوة الإسلامية؛ حيث انطلقت من موريتانيا إلى بلاد غانة وصولاً إلى الصحراء الغربية والمغرب، انتهاءً بغرب الجزائر ومراكش ، وقد اتّبعت الدولة المذهب المالكي، واتّخذت أغمات ثمّ مراكش عاصمةً لها.

لاقى عبد الله بن ياسين إقبالاً كبيراً من قبل هذه القبائل للدخول في الإسلام، وهي في الأصل قبائل صنهاجة، ونظّمهم للجهاد في سبيل الله، وبذلك استطاع تكوين المرابطين، وانطلقت بعدها الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب على يد يوسف بن تاشفين، وتمّ تأسيس الدولة الكبرى على إثرها.

بداية الدعوة


بدأت الدعوة بتدريب المرابطين على بيئة جهادية، واعتمد ابن ياسين على العلماء والفقهاء في تربية المرابطين على الشريعة الإسلامية، وكان شديد الاهتمام بهم، وذلك لبناء دولة إسلامية قويّة المنشأ، فكانت رباط السنغال منارةً للقبائل التي حولها، تتمتّع بالأمن والاستقرار، فازدهرت ونمت التجارة فيها، وبدأت باستقطاب القبائل الأخرى من حولها نحوها.

الفتوحات الإسلامية

*بلاد السوس: استنجد فقهاء سجلماسة ودرعة بابن ياسين للتخلّص من حكامهم الظلمة، فأرسل ابن ياسين المرابطين لهذه البلاد، وانتهت المعركة بانضمام سجلماسة ودرعة إلى دولة المرابطين سنة 447هـ، ثم لحقتها بلاد السوس سنة 448هـ، وانضمّت إلى دولة المرابطين، وعُيّن يوسف بن تاشفين والياً عليها. * أغمات: حاصر المرابطون أغمات، واستولوا عليها من دون قتال . * بلاد المغرب: استغلّ يوسف بن تاشفين الخلافات القائمة بين قبائل بلاد المغرب؛ فقام بالتحالف مع بعضها ضد الأخرى، وفتح بلاد المغرب ووحدها تحت إمرته. * مراكش: تأسست مدينة مراكش على يد أبي بكر، وذلك لصعوبة العيش فيها وضيقها، فأعاد بنائها وتحصينها وضمّها لدولة المرابطين. * بلاد الأندلس: جهّز ابن تاشفين جيشاً كبيراً لدخول الأندلس وضمّها إلى دولة المرابطين؛ حيث تمكّن من ذلك سنة 479هـ، وأطلق عليه لقب "أمير المسلمين" .

سياسة دولة المرابطين

اعتمد المرابطون في سياستهم إمارة المسلمين؛ حيث يعتمد مبدأ أمير المسلمين على الشورى، وأمير المسلمين هو القائد الأعلى للدولة. يُعيّن أمير المسلمين ولاةً خاضعين لأوامره، ويمتثلون للأوامر العسكريّة والإدارية التي يطلبها الأمير، واعتمدت الدولة المرابطية على الدنانير السجلماسية -النقود المرابطية الأولى للدولة-، وقد منحت الدولة القضاة صلاحية مطلقة، سخرت لهم الأموال الهائلة لأداء عملهم.

الأعلام والرايات

اتّبعت الدولة المرابطية أسلوباً قتالياً متميّزاً في نظامها الحربي وهو الرايات والأعلام؛ فكانت من أكثر الأساليب القتالية براعةً؛ حيث ساهمت في إرهاب العدو، فكانت تختلف أشكال الرايات وألوانها لاختلاف القبائل المشاركة في المعارك .

الموحّدون وانتهاء الدولة المرابطية

الموحّدون هم مجموعة من الأشخاص يتزعّمهم المهدي بن تومرت وعبد المؤمن بن علي، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بطريقتهم الخاصّة؛ حيث وجدوا أنّ الدولة المرابطية تفشت فيها المنكرات كالخمور والاختلاط، وعودة الضرائب، وأنشأ ابن تومرت جيشاً كبيراً تمّ فيه القضاء على المرابطين في تسع معارك ضخمة.

في عام 532هـ تعرّضت الدولة المرابطية إلى أزمة اقتصادية خانقة؛ حيث انتشر الوباء وانتشر الفقر، واشتدّت المجاعة وجفّ الزرع وهلكت الدواب، وذلك عند دخول الموحّدين لدولة المرابطين.