الطائرات أخطأت أهدافها فقصفت السوق
تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى غارات طائرات التحالف الدولي على مواقع الإرهابيين في العراق؛ مشيرة إلى مهاجمتها المدنيين أيضا.
جاء في مقال الصحيفة:
على خلفية الانتصارات التي تحققها قوات الحكومة السورية في حلب، تجري أحداث رئيسة على الجبهة المجاورة في العراق. فقد تمكنت القوات العراقية من إحراز نجاحات مهمة في مواجهة "داعش"، الذي يدافع عن الموصل، أكبر المدن التي ما زالت تحت سيطرته. ومع ذلك، فإن أنباء صادمة أفادت بأن طيران التحالف الدولي أغار بطريق الخطأ على السوق الرئيسة في مدينة القائم؛ ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا بين المدنيين. وتعدُّ هذه المأساة الأكبر منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق.
وكانت ثلاثة من مراكز تسوق في سوق مدينة القائم، التي يسيطر عليها "داعش"، والتي تقع في محافظة الأنبار وتبعد عن الموصل 280 كلم، قد تعرضت صباح يوم الأربعاء 7 من الشهر الجاري لهجمات جوية من جانب طائرات التحالف الدولي (وهناك رواية أخرى تفيد بأنها طائرات القوة الجوية العراقية). وكانت هذه المراكز مكتظة بالمتسوقين والباعة؛ ما تسبب بسقوط العشرات بين قتيل وجريح. وإذا كان عدد الضحايا بين المدنيين الذين سقطوا بنتيجة الغارات الجوية خلال الفترة بين شهري مارس/آذار وأكتوبر/تشرين الأول لا يتجاوز 54 قتيلا، فإن عدد الذين سقطوا في الغارات على سوق القائم يتراوح بين 55 و100 قتيل بينهم نساء وأطفال، فضلا عن مئات الجرحى.
إن مأساة القائم هي الأكبر منذ بداية العمليات العسكرية لقوات التحالف في العراق. ويجب إجراء تحقيق شامل لمعرفة ظروفها وأسبابها. ولا تزال هوية الطائرات التي أغارت على القائم غير واضحة، كما لا تزال الجهة التي أعطت الأوامر لقصف المدينة مجهولة. فقد كتب الممثل الرسمي للتحالف جون داريان في شبكة تويتر أن طائرات التحالف لم تشن أي غارة في منطقة القائم. كما صدرت تصريحات وبيانات مماثلة عن مسؤولين آخرين في القوات الأمريكية، يؤكدون فيها أن هذه الأنباء كانت مفاجئة لهم.
ووفق إحدى الروايات، كان هدف هذه الطائرات تدمير مكاتب للإرهابيين، ولكنها إما أنها أخطأت أهدافها أو أن الإحداثيات التي أعطيت للطيارين لم تكن صحيحة.
وقد دان السياسيون العراقيون وأعضاء مجلس النواب هذه الحادثة، خاصة بعد أن نأى ممثلو التحالف الدولي والمسؤولون العراقيون بأنفسهم عن هذه المأساة الدموية؛ ما يهدد بتصعيد التوتر بين الشيعة والسنة في العراق. فقد طالب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بإجراء تحقيق فوري بالمأساة، محملا مسؤولية هذه الحوادث رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي باعتبار أنه القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وطالب بوقف "عمليات القصف وإحالة المذنبين إلى القضاء".
في هذه الأثناء، يقول المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس إن القوات العراقية، التي تقاتل منذ 17 اكتوبر/تشرين الأول لاستعادة الموصل، حققت نجاحات مهمة؛ حيث تمكنت في بعض الاتجاهات من الوصول إلى نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين، ويضيف أن "الموصل عمليا معزولة"، وأنه على الرغم من اكتمال طوق حصارها، فإن المسلحين يستمرون في تحركهم بين الموصل ومدينة تلعفر الواقعة غربها، لكنهم أصبحوا عاجزين حاليا عن التنقل من سوريا وإليها كما كان في السابق.
من جانبه، أشار قائد قوات التحالف الدولي في العراق الجنرال ستيفن تاونسند إلى أن عملية تحرير مدينة الموصل بالكامل "قد تستمر مدة شهرين آخرين"؛ موضحا ذلك بأن "المدينة كبيرة وكان لدى العدو سنتان من الوقت لتحصينها جيدا".
تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى غارات طائرات التحالف الدولي على مواقع الإرهابيين في العراق؛ مشيرة إلى مهاجمتها المدنيين أيضا.
جاء في مقال الصحيفة:
على خلفية الانتصارات التي تحققها قوات الحكومة السورية في حلب، تجري أحداث رئيسة على الجبهة المجاورة في العراق. فقد تمكنت القوات العراقية من إحراز نجاحات مهمة في مواجهة "داعش"، الذي يدافع عن الموصل، أكبر المدن التي ما زالت تحت سيطرته. ومع ذلك، فإن أنباء صادمة أفادت بأن طيران التحالف الدولي أغار بطريق الخطأ على السوق الرئيسة في مدينة القائم؛ ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا بين المدنيين. وتعدُّ هذه المأساة الأكبر منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق.
وكانت ثلاثة من مراكز تسوق في سوق مدينة القائم، التي يسيطر عليها "داعش"، والتي تقع في محافظة الأنبار وتبعد عن الموصل 280 كلم، قد تعرضت صباح يوم الأربعاء 7 من الشهر الجاري لهجمات جوية من جانب طائرات التحالف الدولي (وهناك رواية أخرى تفيد بأنها طائرات القوة الجوية العراقية). وكانت هذه المراكز مكتظة بالمتسوقين والباعة؛ ما تسبب بسقوط العشرات بين قتيل وجريح. وإذا كان عدد الضحايا بين المدنيين الذين سقطوا بنتيجة الغارات الجوية خلال الفترة بين شهري مارس/آذار وأكتوبر/تشرين الأول لا يتجاوز 54 قتيلا، فإن عدد الذين سقطوا في الغارات على سوق القائم يتراوح بين 55 و100 قتيل بينهم نساء وأطفال، فضلا عن مئات الجرحى.
إن مأساة القائم هي الأكبر منذ بداية العمليات العسكرية لقوات التحالف في العراق. ويجب إجراء تحقيق شامل لمعرفة ظروفها وأسبابها. ولا تزال هوية الطائرات التي أغارت على القائم غير واضحة، كما لا تزال الجهة التي أعطت الأوامر لقصف المدينة مجهولة. فقد كتب الممثل الرسمي للتحالف جون داريان في شبكة تويتر أن طائرات التحالف لم تشن أي غارة في منطقة القائم. كما صدرت تصريحات وبيانات مماثلة عن مسؤولين آخرين في القوات الأمريكية، يؤكدون فيها أن هذه الأنباء كانت مفاجئة لهم.
ووفق إحدى الروايات، كان هدف هذه الطائرات تدمير مكاتب للإرهابيين، ولكنها إما أنها أخطأت أهدافها أو أن الإحداثيات التي أعطيت للطيارين لم تكن صحيحة.
وقد دان السياسيون العراقيون وأعضاء مجلس النواب هذه الحادثة، خاصة بعد أن نأى ممثلو التحالف الدولي والمسؤولون العراقيون بأنفسهم عن هذه المأساة الدموية؛ ما يهدد بتصعيد التوتر بين الشيعة والسنة في العراق. فقد طالب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بإجراء تحقيق فوري بالمأساة، محملا مسؤولية هذه الحوادث رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي باعتبار أنه القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وطالب بوقف "عمليات القصف وإحالة المذنبين إلى القضاء".
في هذه الأثناء، يقول المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس إن القوات العراقية، التي تقاتل منذ 17 اكتوبر/تشرين الأول لاستعادة الموصل، حققت نجاحات مهمة؛ حيث تمكنت في بعض الاتجاهات من الوصول إلى نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين، ويضيف أن "الموصل عمليا معزولة"، وأنه على الرغم من اكتمال طوق حصارها، فإن المسلحين يستمرون في تحركهم بين الموصل ومدينة تلعفر الواقعة غربها، لكنهم أصبحوا عاجزين حاليا عن التنقل من سوريا وإليها كما كان في السابق.
من جانبه، أشار قائد قوات التحالف الدولي في العراق الجنرال ستيفن تاونسند إلى أن عملية تحرير مدينة الموصل بالكامل "قد تستمر مدة شهرين آخرين"؛ موضحا ذلك بأن "المدينة كبيرة وكان لدى العدو سنتان من الوقت لتحصينها جيدا".