التسامح تعبير عن قوتك لا ضعفك.. فتمسّك به
إنّ التسامح خُلق يتعلمّه الإنسان منذ نعومة أظفاره، ويكبر معه إذا ما تمّت العناية به من خلال التربية الصالحة من أسرته وممن يحيطون به من مؤسسات تربوية واجتماعية، فالجميع مسؤولون عن تلك النبتة الصالحة. وقد حثّنا ديننا الحنيف على التزيّن بالأخلاق الطيبة، ومنها قيمة التسامح، وتكاد تكون تلك الفضيلة جوهرة الفضائل لارتفاع قيمتها في نشر المحبة بين الناس. حيث إنّ نبينا الكريم أنهى حديثه الكريم حول الخلافات بين الناس بـ «وخيركم البادئ بالسلام».
والتسامح هو اللين والتساهل مع الآخر والعفو عن إساءته. وهو عكس التشدد والتشنج والتصلّب في علاقة الإنسان مع الآخر إذا ما صدر عنه ما يسيء إليه، قولاً أو فعلاً. فالتسامح يعني التساهل، وليس معنى ذلك الضعف والجبن والتخاذل، وإنما منتهى القوة، لأنه من أسمى فضائل المجتمع المدني الذي يقوم على التعدد والتنوع والاختلاف، والذي يتضمن طاقة كبيرة من اتساع الصدر وضبط النفس مما يسمح بسيطرة العقل والحلم على الجهل والحماقة. وبمعنى آخر إنّه سلوك حضاري رفيع يسلكه الإنسان في مواجهة أخطاء الآخرين بالعفو والمغفرة والابتسامة ليضيء شمعة في درب المحبة والسلام في قلب من يُخطئ. وبهذا فالتسامح هو فضيلة نبيلة تنتج من احترام الآخر والاعتراف به عن طريق التواصل والتفاهم والحوار.
يُعدّ التسامح من الصفات النبيلة التي تساعد على نشر المحبة بين الناس، وتقضي على العداوة والبغضاء والأحقاد، وتعزز أواصر التعاون بين أفراد المجتمع بما فيه الخير للجميع. ولا تقتصر الفوائد التي يجنيها الإنسان من التسامح على علاقاته بالآخرين، بل تنعكس بشكل إيجابي أيضاً على صحته هو نفسه، فقد أشار عدد من الدراسات إلى أنّ الإنسان المتسامح ترتفع لديه مؤشرات الراحة النفسية ويشعر بالسعادة بالإضافة إلى تحسّن أداء عمل القلب لديه وانخفاض في حجم نوبات الغضب، والتي تنعكس على معظم العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان وتعزز لديه روح الإيجابية والتفاؤل.
كما أنّ المشاعر السلبية التي يحملها التعّصب والغضب والكره تحمّل القلب ضغطاً كبيراً قد يتسبب بضعف عضلته وعدم قدرتها على الاستمرار لفترات طويلة، عكس المشاعر الإيجابية التي يحملها التسامح معه من مشاعر إيجابية تريح القلب ولا تجهده، بل تحسّن من أدائه، وتطيل من عمره.
أيُّها المسؤولون عن النشء بشتى أصنافكم ليكن التسامح منهج حياة، فالحياة قصيرة. ابحثوا عن زرع الورود بدل الأشواك، إن أبناءكم يراقبونكم فكونوا متسامحين بعضكم مع بعض ومع من حولكم، فضيلة التسامح تعبير عن قوتك لا ضعفك.. فتمسّك بها!
د. عبد الفتاح ناجي
إنّ التسامح خُلق يتعلمّه الإنسان منذ نعومة أظفاره، ويكبر معه إذا ما تمّت العناية به من خلال التربية الصالحة من أسرته وممن يحيطون به من مؤسسات تربوية واجتماعية، فالجميع مسؤولون عن تلك النبتة الصالحة. وقد حثّنا ديننا الحنيف على التزيّن بالأخلاق الطيبة، ومنها قيمة التسامح، وتكاد تكون تلك الفضيلة جوهرة الفضائل لارتفاع قيمتها في نشر المحبة بين الناس. حيث إنّ نبينا الكريم أنهى حديثه الكريم حول الخلافات بين الناس بـ «وخيركم البادئ بالسلام».
والتسامح هو اللين والتساهل مع الآخر والعفو عن إساءته. وهو عكس التشدد والتشنج والتصلّب في علاقة الإنسان مع الآخر إذا ما صدر عنه ما يسيء إليه، قولاً أو فعلاً. فالتسامح يعني التساهل، وليس معنى ذلك الضعف والجبن والتخاذل، وإنما منتهى القوة، لأنه من أسمى فضائل المجتمع المدني الذي يقوم على التعدد والتنوع والاختلاف، والذي يتضمن طاقة كبيرة من اتساع الصدر وضبط النفس مما يسمح بسيطرة العقل والحلم على الجهل والحماقة. وبمعنى آخر إنّه سلوك حضاري رفيع يسلكه الإنسان في مواجهة أخطاء الآخرين بالعفو والمغفرة والابتسامة ليضيء شمعة في درب المحبة والسلام في قلب من يُخطئ. وبهذا فالتسامح هو فضيلة نبيلة تنتج من احترام الآخر والاعتراف به عن طريق التواصل والتفاهم والحوار.
يُعدّ التسامح من الصفات النبيلة التي تساعد على نشر المحبة بين الناس، وتقضي على العداوة والبغضاء والأحقاد، وتعزز أواصر التعاون بين أفراد المجتمع بما فيه الخير للجميع. ولا تقتصر الفوائد التي يجنيها الإنسان من التسامح على علاقاته بالآخرين، بل تنعكس بشكل إيجابي أيضاً على صحته هو نفسه، فقد أشار عدد من الدراسات إلى أنّ الإنسان المتسامح ترتفع لديه مؤشرات الراحة النفسية ويشعر بالسعادة بالإضافة إلى تحسّن أداء عمل القلب لديه وانخفاض في حجم نوبات الغضب، والتي تنعكس على معظم العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان وتعزز لديه روح الإيجابية والتفاؤل.
كما أنّ المشاعر السلبية التي يحملها التعّصب والغضب والكره تحمّل القلب ضغطاً كبيراً قد يتسبب بضعف عضلته وعدم قدرتها على الاستمرار لفترات طويلة، عكس المشاعر الإيجابية التي يحملها التسامح معه من مشاعر إيجابية تريح القلب ولا تجهده، بل تحسّن من أدائه، وتطيل من عمره.
أيُّها المسؤولون عن النشء بشتى أصنافكم ليكن التسامح منهج حياة، فالحياة قصيرة. ابحثوا عن زرع الورود بدل الأشواك، إن أبناءكم يراقبونكم فكونوا متسامحين بعضكم مع بعض ومع من حولكم، فضيلة التسامح تعبير عن قوتك لا ضعفك.. فتمسّك بها!
د. عبد الفتاح ناجي